الولاية في سورة الدخان
المؤلف:
السيد هاشم البحراني
المصدر:
الهداية القرآنية الى الولاية الإمامية
الجزء والصفحة:
ج2، ص249 -252
2025-07-30
715
بسم الله الرحمن الرحيم
السابعة والسبعون والثلاثمائة: قوله تعالى: {حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ} [الدخان: 1، 2] محمد بن يعقوب: عن أحمد[1] بن مهران وعلي بن إبراهيم جميعا عن محمد بن علي عن الحسن بن راشد عن يعقوب بن جعفر بن إبراهيم قال: كنت عند أبي الحسن موسى (عليه السلام) اذ أتاه رجل نصراني ونحن معه بالعريض وساق الحديث بطوله الى أن قال له النصراني: {حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ (2) إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ (3) فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ } [الدخان: 1 - 4] ما تفسيرها في الباطن؟ فقال: أما حم فهو محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو في كتاب هود الذي أنزل عليه وهو منقوص الحروف وأما الكتاب المبين فهو أمير المؤمنين علي (عليه السلام) وأما الليلة ففاطمة صلوات الله عليها وأما قوله تعالى: { فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان: 4] يقول: يخرج منها خير كثير فرجل حكيم ورجل حكيم ورجل حكيم. فقال الرجل: صف لي الأول والآخر من هؤلاء الرجال؟ فقال: الصفات تشتبه ولكن الثالث من القوم أصف لك ما يخرج من نسله وإنه عندكم لفي الكتب التي نزلت عليكم إن لم تغيروا وتحرّفوا وتكفروا وقديما ما فعلتم. فقال له النصراني: إني لا أستر عنك ما علمت ولا أكذبك وأنت تعلم ما أقول في صدق ما أقول وكذبه والله لقد أعطاك الله من فضله وقسم عليك من نعمه ما لا يخطره الخاطرون ولا يستره الساترون ولا يكذب فيه من كذب فقولي لك في ذلك الحق كل ما ذكرت فهو كما ذكرت[2]والحديث طويل حسن مذكور بطوله في {حم (1) وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ} [الدخان: 1، 2] مـن سورة الدخان في كتاب البرهان
الثامنة والسبعون والثلاثمائة: قوله تعالى: {وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [الدخان: 32] شرف الدين النجفي: عمن رواه عن محمد بن جمهور عن حماد بن عيسى عن حريز عن الفضيل عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: قوله عز وجل: {وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} [الدخان: 32] قال: الأئمة من المؤمنين وفضلناهم على من سواهم[3].
السيد الرّضي في الخصائص: بالإسناد عن الأصبغ عن عبد الله بن عباس قال: كان رجل على عهد عمر بن الخطاب له إبل[4] بناحية أذربا يجان قد استصعب عليه جملة فمنعت جانبها فشكا إليه ما قد ناله وأنه كان معاشه منها فقال له: اذهب فاستغث بالله عز وجل.
فقال الرجل: ما أزال أدعو وأبتهل إليه فكلما قربت منها حملت علي. قال: فكتب له رقعة فيها: من عمر أمير المؤمنين إلى مردة الجن والشياطين أن تذللوا هذه المواشي له. قال فأخذ الرجل الرقعة ومضى فاغتممت لذلك غما شديدا فلقيت أمير المؤمنين عليا (عليه السلام) فأخبرته مما كان فقال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة ليعودن بالخيبة فهدأ ما بي وطالت علي سنتي وجعلت أرقب كل من جاء من أهل الجبال فإذا أنا بالرجل قد وافى في جبهته شجّة تكاد اليد تدخل فيها فلما رأيته بادرت إليه فقلت له: ما وراءك؟
فقال: إني صرت إلى الموضع ورميت بالرقعة فحمل علي عداد منها فهالني أمرها فلم تكن لي قوة بها فجلست فرمحني[5] أحدها في وجهي فقلت: اللهم اكفنيها فكلها يشد علي ويريد قتلي فانصرفت عني فسقطت فجاء أخ[لي][6] فحملني ولست أعقل فلم أزل أتعالج حتى طحت وهذا الأثـر فـي وجهي فجئت لأعلمه يعني عمر فقلت له: صر إليه فأعلمه فلما صار إليه وعنده نفر فأخبره بما كان فزيره وقال له: كذبت لم تذهب بكتابي. قال: فحلف الرجل بالله الذي لا إله إلا هو وحق صاحب هذا القبر لقد فعل ما أمره به من حمل الكتاب وأعلمه أنه قد ناله منها ما يرى قال: فزبره وأخرجه عنه فمضيت معه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فتبسم ثم قال: ألم أقل لك: لك ثم أقبل على الرجل فقال له: إذا انصرفت فصر إلى الموضع الذي هي فيه وقل: اللهم إني أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة وأهل بيته الذين اخترتهـم عـلـى علم عـلـى العالمين اللهم فذلل لي صعوبتها وحزانتها واكفني شرها فإنك الكافي المعافي والغالب القاهر. فانصرف الرجل راجعا فلما كان من قابل قدم الرجل ومعه جملة قد حملها من أثمانها إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فصار إليه وأنا معه فقال له: تخبرني أو (أنا)[7] أخبرك؟ فقال الرجل: بل تخبرني يا أمير المؤمنين قال: كأنك صرت إليها فجاءتك ولاذت بك خاضعة ذليلة فأخذت بنواصيها واحدا بعد آخر فقال: صدقت يا أمير المؤمنين كأنك كنت معي فهذا كان فتفضل بقبول ما جئتك به. فقال: امض راشدا بارك الله لك فيه فبلغ الخبر عمر فغمه ذلك حتى تبين الغم وجهه فانصرف الرجل وكان يحج كل سنة ولقد أنمى الله ماله. قال: وقال أمير المؤمنين (عليه السلام): كل من استصعب عليه شيء من مال أو أهل أو ولد أو أمر فرعون من الفراعنة فليبتهل بهذا الدعاء فإنه يكفى مما يخاف إن شاء الله تعالى[8]
التاسعة والسبعون والثلاثمائة: قوله تعالى: {يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (41) إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ إِنَّهُ هُوَ الْعَزِيزُ الرَّحِيمُ} [الدخان: 41، 42]
محمد بن يعقوب: عن عدة من أصحابنا عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن أبيه عن أبي عبد الله (عليه السلام) - في حديث أبي ـ بصير قال: يا أبا محمد ما استثني الله عز ذكره بأحد من أوصياء الأنبياء ولا أتباعهم ما خلا أمير المؤمنين (عليه السلام) وشيعته فقال في كتابه وقوله: الحق: {يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (41) إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ} [الدخان: 41، 42] يعني: بذلك عليا وشيعته[9].
عنه: عن أحمد بن مهران الله عن عبد العظيم بن عبد الله الحسني عن علي بن أسباط عن إبراهيم بن عبد الحميد عن زيد الشحام قال: قال لي أبو عبد الله (عليه السلام) ونحن في الطريق في ليلة الجمعة: اقرأ فإنها ليلة قرآن[10] فقرأت: {إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ مِيقَاتُهُمْ أَجْمَعِينَ (40) يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (41) إِلَّا مَنْ رَحِمَ} [الدخان: 40 - 42] فقال أبو عبد الله (عليه السلام): نحن والله الذي يرحم[11] ونحن والله الذي استثنى ولكنا نغني عنهم[12]
محمد بن العباس: عن حميد بن زياد عن عبد الله بن أحمد عن ابن أبي عمير عن إبراهيم بن عبد الحميد عن أبي أسامة زيد الشحام قال: كنت عند أبي عبد الله (عليه السلام) ليلة الجمعة فقال لي: اقرأ فقرأت ثم قال: اقرأ فقرأت ثم قال: يا شحام اقرأ فإنها ليلة قرآن فقرأت حتى إذا بلغت {يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ} [الدخان: 41] قال: هم قال: قلت: {إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ} [الدخان: 42]
قال: نحن القوم الذين رحم الله ونحن القوم الذين استثنى الله وإنا والله نغني عنهم[13].
عنه: عن أحمد بن محمد النوفلي عن محمد بن عيسى عن النضر بن سويد عن يحيى الحلبي عن ابن مسكان عن يعقوب بن شعيب عن أبي عبد الله في قوله تعالى: {يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (41) إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ} [الدخان: 41، 42] قال: نحن أهل الرحمة[14].
وعنه: عن الحسين بن محمد عن محمد بن عيسى عن يونس بن عبد الرحمن عن إسحاق بن عمار عن شعيب عن أبي عبد الله (عليه السلام) في قوله عزوجل {يَوْمَ لَا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئًا وَلَا هُمْ يُنْصَرُونَ (41) إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللَّهُ} [الدخان: 41، 42] قال: نحن والله الذين رحم الله والذين استثنى والذين تغني ولايتنا[15].
[2] الكافي: 1/ 398ح 4عنه البرهان: 5/ 8ح1
[3] تأويل الآيات: 2/ 574 ح 2عنه البرهان: 5/ 17ح2.
[4] كذا في البرهان وفي «أ» و «ب» والخصائص: فلاء.
[5] أي: رفسني. انظر: أقرب الموارد: 1/ 43- رمح -.
[7] ليس في «أ» والخصائص والبرهان.
[8] خصائص الأئمة عليهم السلام: 48 عنه البرهان: 5/ 17ح3.
[9] الكافي: 8/ 35ح6 عنه البرهان:5/ 19ح1.
[10] في الكافي: ليلة الجمعة قرآنا.
[11] في الكافي: رحم الله.
[12] الكافي: 1/ 350ح56 عنه البرهان:5/ 19ح2.
[13] تأويل الآيات: 2/ 574ح3 عنه البرهان: 5/ 19ح3
[14] تأويل الآيات: 2/ 574 عنه البرهان: 19ح4
[15] تأويل الآيات: 2/575ح5 عنه البرهان: 5/ 19ح5
الاكثر قراءة في الامامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة