الأخوة
المؤلف:
السيد محمد الحسيني
المصدر:
لماذا يحاربون القران
الجزء والصفحة:
ص 9-10
2025-07-28
280
القرآن الكريم ذكر (الأخوة) وأكد عليها، حيث قال سبحانه: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10].
وقد طبقّ رسول الإسلام (صلى الله عليه وآله وسلم) الأخوة بين المسلمين الأوائل مرتين، مرة في مكة المكرمة، ومرة في المدينة المنورة، فصار العربي والفارسي والرومي والحبشي إخوة، كما صارت النساء أخوات.
ومعنى الأخوة: أن لا يتميز أحدهم عن الآخر في جنسية أو لون أو لغة أو غير ذلك من الفوارق، حتى صار يعطي أحدهم بنته للآخر، ويأخذ منه البنت ويشاركه في كسب أو تجارة، ولا يهم أن كان أصله شريفاً أو وضيعاً، عالماً أو جاهلًا، غنياً أو فقيراً.
وفي قصة الإمام السجاد (عليه السلام) وزواجه المذكورة في كتاب (وسائل الشيعة) وغيره، شاهد على ذلك، وكذلك في قصة تزويج جويبر بأمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)[1].
لكن أعداء القرآن يريدون عدم الأخوة، فجعلوا الحدود الجغرافية، فكل واحد من المسلمين في هذه الحدود المصطنعة قد تكون له بعض المزايا وغيره أجنبي، لا يحق له أيّ شيء، فهذا أفغاني وذاك إيراني، وهذا عراقي وذاك باكستاني، وهذا مصري وذاك إندونيسي، وهذا سوري وذاك تركي، وهكذا [2].
وإنما تركوا (الأخوة) لأنهم يريدون الاستبداد والسيطرة على الشعوب ففرقوا بينهم وجعلوا الامتياز، ولا يهمهم قوانين القرآن إذ قال سبحانه: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13]
أماّ الإسلام فلا يعترف بهذه الخصوصيات فغير المسلم بمجرد أن يسلم يكون أخاً للمسلمين بلا زيادة عنهم أو نقصان، كما نراه في تاريخ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فيوم أسلمت صفيّة اليهودية، وتزوج منها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) صارت (أم المؤمنين) وكان يدخل عليها كبار المسلمين قائلين: السلام عليك يا أم المؤمنين !.
هذا وظاهرة عدم الأخوة والتفرقة بين إنسان وإنسان ليست في بلاد الإسلام فحسب بل في البلاد غير الإسلامية أيضاً، وهو من النقاط السلبية عندهم، فترى أحدهم في أمريكا أو بريطانيا أو فرنسا أو سائر بلاد الغرب يحتفظ بأصله، والذي ليس من أهل البلاد، ليس له حق من حقوقهم ولا عليه واجب من واجباتهم، إلّا بعد سنوات يحددها القانون الذي وضعوه بأنفسهم.
وكم لهذا القانون من مآس بشرية، وامتيازات عنصرية، وحرمانات اجتماعية وسياسية وغيرها.
[1] حيث أمر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) جوبير ان يخطب من زياد بن لبيد بنته الدلفاء، فتزوجها. راجع بحار الأنوار ج 22 ص 117 ب 7 ح 89.
[2] وقد ذكرت مجلة (المجلة) في عددها 982 ص 14 بتاريخ 6 / 12 / 1998: (أوضحت الاحصائيات الصادرة عن المديرية العامة للجوازات في السعودية ان المجموع الكلي للذين تمت معالجة حالتهم وأوضاعهم من المتخلفين ومخالفي أنظمة الإقامة والعمل بالسعودية ضمن الحملة التي اعلنها وأشرف عليها وزير الداخلية، والتي تحمل شعار (معاً ضد مخالفي أنظمة الإقامة والعمل) بلغ (1966095)..
الاكثر قراءة في مقالات قرآنية
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة