الأفستا Avesta
المؤلف:
سليم حسن
المصدر:
موسوعة مصر القديمة
الجزء والصفحة:
ج13 ص 498 ــ 499
2025-07-01
346
يعتبر المسلمون سكان العالم منقسمين قسمين، وهما أصحاب الكتب المنزَّلة والذين لم ينزل عليهم كتابٌ، وأتباع «زورواستر» يُعتبرون أهل كتاب؛ وذلك لأن لديهم كتاب «أفستا» الذي كان قد أنزل بعضه أو كله على «زورواستر»، وهذا الكتابُ المقدس قد كُتب بلغةٍ تُدعى — بوجه عام — «أفستك»، وهي لغةٌ تختلفُ عن اللغة التي استعملها الأخمينيسيون في نقوشهم، ويعتقد أنه كان يحتوي على واحد وعشرين كتابًا، نقشت بحروفٍ من الذهب على اثني عشر ألف جلد ثور، ومن المفهوم أنه قد أتلف بعد سقوط الدولة الأخمينيسية، وأنه لم يعثر إلا على جُزء صغير منه، ويقال إن «فولا جاسس الأول Volagases 1» ملك «بارثيا» الذي حكم حوالي منتصف القرن الأول بعد الميلاد؛ قد بدأ في إعادة جمعه، ولكن في الواقع قام بجمع معظمه الملك «أردشير» الفارسي مؤسس الأسرة الساسانية، ومن المحتمل أنه قد أُدخلتْ عليه إضافاتٌ في الجيلين أو الثلاثة التي تلت ذلك.
يميلُ الإنسانُ — بطبعه — إلى الآثار القديمة — على ما يظهر — ولذلك فإنه عندما نذكرُ أنَّ مذهب «زورواستر» الذي لا يزالُ يُعَدُّ ديانةً حية؛ قد عاصر ديانات «بعل» و«آشور» و«زيوس»، وهي التي قد أصبحتْ في عالم النسيان منذ عِدَّة قرون مضتْ، فإنه يحق لنا أن نُشاطر عواطفَ العلماء الباحثين، الذين وهبوا حياتهم للبحث والتدقق؛ في تأثُّر هذا المذهب إلى الوراء حتى أبعد موردٍ له في وسط سحب الأساطير والخرافات التي تغمرُهُ، والجزءُ الباقي من كتاب «أفستا» يحتوي على كتابٍ واحدٍ فقط وهو «فنديدات» أو — على الأصح — «فيدفات» أو «القانون ضد الشياطين».
ويدخلُ بعضُ الأجزاء من الفصول الأُخرى في تأليف «ياسنا Yasna » أو الشعائر، وقد حفظت قطع أخرى في كتب «باهلوفي Pahlovi» والأخيرُ تشبهُ علاقتُهُ كثيرًا بالأفستا كما يشبه في اللاهوت الكنسي كتاب «العهد الجديد»، وما بقي من كتاب «أفستا» ينقسم أربعة أقسام كما يأتي:
(أ) قسم «يانسا Yansa» وينقسم بدوره اثنين وسبعين فصلًا، ويحتوي على أناشيدَ، بما في ذلك «جاتاس».
(ب) اﻟ «فيسبرد Vispered» أو مجموعة تسابيح تُستعمل مع «يانسا».
(جـ) اﻟ «فيديداد»، وهو كتاب القانون الكنائسي، الذي يبين العقوبات الدينية، والتطهيرات، والتكفير عن الذنوب.
(د) اﻟ «ياشتس Yashts» أو الأناشيد التي ترتل على شرف الملائكة الذين يترأسون أيام الشهر المختلفة.
وقد وُجد جزءٌ في «أفيستا» يمثلُهُ كتاب «جاتاس»، وهو الذي قد قرن — بحق — بكتاب المزامير العبري، والمعتقَد أنه يمثل التعاليمَ الفعلية وكلمات «زورواستر» ومَن أتى بعده مِن أتباعه مباشرة، ونجد في هذه التعاليم أنَّ هذا النبيَّ يتمثل لنا في صورة شخصية تاريخية تلقي دروسًا أخلاقية محضة، ولا بد أنها قد نالت احترامًا عميقًا، وبخاصة عندما نذكر مقدارَ عُمْق ما كان حوله من ظلام دامس.
الاكثر قراءة في العصور القديمة في العالم
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة