سخرية النبي إبراهيم من اصنام قومه
المؤلف:
الشيخ ماجد ناصر الزبيدي
المصدر:
التيسير في التفسير للقرآن برواية أهل البيت ( عليهم السلام )
الجزء والصفحة:
ج 5 ص211-212.
2025-07-01
570
سخرية النبي إبراهيم من اصنام قومه
قال تعالى : {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ إِبْرَاهِيمَ (69) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ مَا تَعْبُدُونَ (70) قَالُوا نَعْبُدُ أَصْنَامًا فَنَظَلُّ لَهَا عَاكِفِينَ (71) قَالَ هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ إِذْ تَدْعُونَ (72) أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ أَوْ يَضُرُّونَ (73) قَالُوا بَلْ وَجَدْنَا آبَاءَنَا كَذَلِكَ يَفْعَلُونَ (74) قَالَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ (75) أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ (76) فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي إِلَّا رَبَّ الْعَالَمِينَ } [الشعراء: 69 - 77].
قال الشيخ الطبرسيّ ( رحمه اللّه تعالى ) : ثم قال سبحانه : وَاتْلُ عَلَيْهِمْ يا محمد نَبَأَ إِبْراهِيمَ أي : خبر إبراهيم ، فإنه شجرة الأنبياء ، وبه افتخار العرب ، وفيه تسلية لك ، وعظة لقومك .
إِذْ قالَ لِأَبِيهِ وَقَوْمِهِ على وجه الإنكار عليهم ما تَعْبُدُونَ أي : أي شيء تعبدون من دون اللّه قالُوا نَعْبُدُ أَصْناماً فَنَظَلُّ لَها عاكِفِينَ أي : فنظل لها مصلين . . .
وقيل : معناه فنقيم على عبادتها مداومين .
قالَ إبراهيم هَلْ يَسْمَعُونَكُمْ أي : هل يسمعون دعاءكم إِذْ تَدْعُونَ معناه : هل يستجيبون دعاءكم إذا دعوتموهم أَوْ يَنْفَعُونَكُمْ إذا عبدتموهم أَوْ يَضُرُّونَ إن تركتم عبادتها .
وفي هذا بيان أن الدين إنما يثبت بالحجة ، ولولا ذلك لم يحاجهم إبراهيم عليه السّلام هذا الحجاج .
قالُوا بَلْ وَجَدْنا آباءَنا كَذلِكَ يَفْعَلُونَ وهذا إخبار عن تقليدهم آباءهم في عبادة الأصنام
قالَ إبراهيم عليه السّلام منكرا عليهم التقليد.. أَفَرَأَيْتُمْ ما كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ أي : الذي كنتم تعبدونه من الأصنام.. أَنْتُمْ الآن وَآباؤُكُمُ الْأَقْدَمُونَ أي المتقدمون ، أي : والذين كان آباؤكم يعبدونهم . وإنما دخل لفظة كان ، لأنه جمع بين الحال والماضي .
فَإِنَّهُمْ عَدُوٌّ لِي معناه : إن عبادة الأصنام مع الأصنام ، عدو لي إلا أنه غلب ما يعقل . وقيل : إنه يعني الأصنام . وإنما قال : فَإِنَّهُمْ فجمعها جمع العقلاء ، لما وصفها بالعداوة
التي لا تكون إلا من العقلاء ، وجعل الأصنام كالعدو في الضرر من جهة عبادتها . ويجوز أن يكون قال فَإِنَّهُمْ : لأنه كان منهم من يعبد اللّه مع عبادته الأصنام ، فغلب ما يعقل ، ولذلك استثنى فقال : إِلَّا رَبَّ الْعالَمِينَ استثناء من جميع المعبودين . قال الفراء : إنه من المقلوب ، والمعنى فإني عدو لهم ، ومن عاديته فقد عاداك « 1 ».
_________________
( 1 ) مجمع البيان : ج 7 ، ص 336 .
الاكثر قراءة في مقالات عقائدية عامة
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة