العوامل الطبيعية المتسببة في الانقراض
المؤلف:
أ.د. إمحمد عياد محمد مقيلي
المصدر:
مشاكل البيئة الحديثة والمعاصرة (الطبعة الأولى 2025)
الجزء والصفحة:
ص211-212
2025-05-11
551
شهدت الأرض قبل ظهور الإنسان خمسة فترات انقراض كبرى كان آخرها الانقراض الكبير الذي تسبب في اختفاء الدينصور وأكثر من ثلثي الأحياء الأخرى التي كانت تعاصره. أما مسببات الانقراض في ذلك الوقت فهي طبيعية صرفة ولا تخرج عن النقاط التالية:
1 - انتشار الأوبئة خلال الأزمنة الماضية لا بد وأن تسبب في انقراض الكثير من الأنواع. فانقراض النوع الواحد نتيجة لتفشي وباء معين لا يقف أثره عند النوع المصاب فقط بل يقود إلى سلسلة من الإنقراضات في الأنواع الأخرى المعتمدة عليها في غذائها.
2- يؤدي تغير المناخ بلا شك من حار متوسع حتى العروض العليا إلى بارد تنتشر خلاله الغطاءات الجليدية وتتوسع نحو عروض أدنى، ومن رطب إلى صحراوي جاف] إلى حدوث إنقراضات نتيجة لأن ذلك يتسبب في تبدل ظروف حياة النبات الذي يعتمد عليه الحيوان فتختفي أنواع لا تستطيع التكيف مع الظروف الجديدة وتظهر أخرى أقدر منها على ذلك.
3- تبدل المجال المغنطيسي للأرض يسمح خلال فترات بوصول جسيمات ذات طاقة عالية قاتلة من الشمس إلى الأرض وعلى ذلك فإن الكائنات التي تحصنت نوعا ما من الإشعاع بالبحر كانت أقل تأثرا، وخير مثال على ذلك السلاحف والدينصورات. فالسلاحف التي تقضي أغلب وقتها في الماء عايشت الدينصورات وما زالت حية لتحصنها من خطر الإشعاع بالماء أما الثانية فقد انقرضت لكونها حيوانات برية غير محمية منه.
4- المجاعات الناتجة عن حرائق الغابات أو الفيضانات العارمة أو لارتفاع منسوب البحر أو لانخفاضه ربما تقضي على أنواع تعتمد عليها غيرها في غذائها مما يعرضها هي الأخرى للمجاعة ثم الفناء. فعندما تحدث كارثة طبيعية إما يموت الكائن أو يتكيف أو يهاجر إذا كان بإمكانه فعل ذلك، وبطبيعة الحال فإن الحيوانات أقدر على الحركة والهجرة من النباتات، والحيوانات المائية والطيور أقدر من الحيوانات البرية.
5- المنافسة الشديدة على موارد غذائية شحيحة في الظروف العادية: توجد منافسة على الغذاء المتوفر في كل بيئة، وأن الأفراد الأقوى والأقدر تطرد منافسيها على الغذاء وتبقيها بعيدة عرضة للجوع والافتراس. وفي ظروف الشح الغذائي كما يحصل خلال فترات الجفاف مثلا، تزداد المنافسة مما يؤدي إلى تعرض الأنواع الضعيفة الموجودة في الأطراف إلى الموت والانقراض نهائيا. ففي بيئات السفانا المدارية، على سبيل المثال تجري منافسة قوية بين الأسود والفهود على الغذاء المتمثل في الغزلان والحمير والأبقار، ونتيجة لأن الأسود أقوى فهي تطارد الفهود وتبقيها محصورة في أماكن بعيدة عن أماكن تواجد القطعان والماء طول الوقت. وبالرغم من وجود هذه المنافسة في الظروف العادية، إلا أن شدتها تزداد أكثر في ظروف الشح الغذائي، حيث تضطر الأسود للبحث عن غذائها حتى في الأطراف التي التجأت إليها الفهود وهنا أمام الفهود خيارين لا ثالث لهما، إما الصمود ومواجهة الانقراض حيث لا تجد ما تأكله بل تصبح فريسة للأسود، أو تهاجر إلى مناطق أخرى إذا كان ذلك ممكنا.
الاكثر قراءة في البيئة والتلوث
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة