ما موضع المنظومة الشمسية من الكون
المؤلف:
مارتن ريس
المصدر:
منظور جديد لكونيات الفيزياء الفلكية
الجزء والصفحة:
ص17
2025-05-10
460
إن الجاذبية، تلك القوة التي يتعذر علينا أن نلمسها على المستوى المعملى بين جسمين هي القوة المهيمنة فى الفلك والكونيات والمكونات الأساسية في محيطنا الكوني - النجوم، والمجرات والعناقيد المجرية - تتضمن جميعها توازنا بين قوى التجاذب من ناحية وبين التأثير الطارد الذى يحدثه الضغط أو الطاقة الحركية من ناحية أخرى. وربما أبدى ذلك الجزء الذى يمكننا رصده من مجمل الكون، توازنا مماثلا. فالتمدد الكونى الذى قال به هابل أخذ في التباطؤ (وربما انتهى في خاتمة المطاف إلى انكباح ثم إلى توقف كامل)، بسبب التأثير الجذبوى لمجمل كتلته وطاقته.
ونحن أقرب إلى فهم التركيبات الكونية الأبسط والأصغر حجما... وهى النجوم المنفردة. فمن الناحية النظرية بمقدورنا التنبؤ بمكونات النجوم، وبدورات حياتها، واختبار ذلك تجريبيا عن طريق رصدا الحشود النجمية الضخمة ذات الأعمار المختلفة في مجرة الطريق اللبنى . ويمكن النظر إلى مجرة الطريق اللبنى، تلك المجرة القرصية التي تنتمى إليها الشمس، باعتبارها نوعا من منظومة حيوية، حيث يستمر فيها - وبلا انقطاع - مولد نجوم جدد وهلاك أخرى، فيما يعاد تدوير ما تحتويه من غازات وإثراؤها كيميائيا مع استدامة حركة تطورها. وتمثل مجرتنا نمطا مألوفا من المجرات الموزعة عبر الكون، تلك المجرات التي هي أكثر ملامح المشهد الكونى جلاء. لماذا كان لزاما أن يكتظ الكون بهذه التجمعات الهائلة من النجوم والغاز، التي يبلغ متوسط عرضها – نمطيا – نحو سنة ضوئية)، وتضم زهاء 10 نجم؟ ليس لدينا حتى الآن ذلك التبرير الفيزيائي الدامغ للخواص التى تميز المجرات، مثل ذلك التبرير الذي نملكه فيما يخص النجوم.
إن أحد الأسباب التي تجعل المجرات أكثر استعصاء على الفهم من النجوم، هو أن تشكلها يمثل انتهاكا لقوانين الكونيات. فالنجوم المنفردة تتكون، وتتطور ثم تموت بمعزل عن التطور فى الكون بدرجة أو بأخرى. ولم تخلف الظروف الكونية الابتدائية أية الماعات أو آثار عن ديناميكيات الغاز المعقدة التي تجرى داخل كل مجرة، لكن هذا ليس صحيحا بالنسبة للمجرات التي لعلها برزت للوجود في حقبة من الزمان كان فيها الكون برمته أكثر كثافة، وربما مختلفا كثيرًا عن عدم التجانس الذي كان هو طابع الكون في أطواره الأكثر تبكيرا حيوية، حيث يستمر فيها - وبلا انقطاع - مولد نجوم جدد وهلاك أخرى، فيما يعاد تدوير ما تحتويه من غازات وإثراؤها كيميائيا مع استدامة حركة تطورها. وتمثل مجرتنا نمطا مألوفا من المجرات الموزعة عبر الكون، تلك المجرات التي هي أكثر ملامح المشهد الكونى جلاء. لماذا كان لزاما أن يكتظ الكون بهذه التجمعات الهائلة من النجوم والغاز، التي يبلغ متوسط عرضها – نمطيا – نحو 100سنة ضوئية، وتضم زهاء 1011 نجم؟ ليس لدينا حتى الآن ذلك التبرير الفيزيائي الدامغ للخواص التى تميز المجرات، مثل ذلك التبرير الذي نملكه فيما يخص النجوم.
إن أحد الأسباب التي تجعل المجرات أكثر استعصاء على الفهم من النجوم، هو أن تشكلها يمثل انتهاكا لقوانين الكونيات. فالنجوم المنفردة تتكون، وتتطور ثم تموت بمعزل عن التطور فى الكون بدرجة أو بأخرى. ولم تخلف الظروف الكونية الابتدائية أية الماعات أو آثار عن ديناميكيات الغاز المعقدة التي تجرى داخل كل مجرة، لكن هذا ليس صحيحا بالنسبة للمجرات التي لعلها برزت للوجود في حقبة من الزمان كان فيها الكون برمته أكثر كثافة، وربما مختلفا كثيرًا عن عدم التجانس الذي كان هو طابع الكون في أطواره الأكثر تبكيرا.
الاكثر قراءة في الشمس
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة