 
					
					
						مكانه حمزة الزيات العلميّة بين القرّاء 					
				 
				
					
						 المؤلف:  
						المَجمع العلمي للقران الكريم
						 المؤلف:  
						المَجمع العلمي للقران الكريم 					
					
						 المصدر:  
						المدون الأول لعلم متشابه القرآن حمزة بن حبيب الزيات
						 المصدر:  
						المدون الأول لعلم متشابه القرآن حمزة بن حبيب الزيات					
					
						 الجزء والصفحة:  
						  ص 48 -52
						 الجزء والصفحة:  
						  ص 48 -52					
					
					
						 2025-04-26
						2025-04-26
					
					
						 773
						773					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				أخذ حمزة بن حبيب مكانته العلميّة باجتهاده وسعيه، فهو أحد القرّاء السبعة، إذ تصدَّر للإقراء مُدَّة، وكان إماماً حجَّة ثقةً ثبتاً، قيِّماً بكتاب الله تعالى، حافظاً للحديث، بصيراً بالفرائض والعربية، عابداً زاهداً، خاشعاً قانتاً ورعاً، عديم النظير، صار أكثر أهل الكوفة في زمنه إلى قراءته، وكان يقْرِئ سَنَةً بالكوفة، وسَنَةً في حُلْوَان.[1] ونظراً لسعته العلميّة ومكانته فقد آلت إليه زعامة القراءة بعد عاصم والأعمش[2]، وقد بيَّن الشيخ السخاوي سبب ذهاب قراءة عاصم وانتشار قراءة حمزة بالكوفة فقال:
وسبب ذلك أنّ حفصاً انتقل إلى بغداد، وامتنع أبو بكربن عياش من الإقراء، فذهبت قراءة عاصم من الكوفة إلا من نفر يسير أخذوها عن أبي يوسف الأعشى عن أبي بكربن عياش [3]، وكان يقول: ما قرأتُ حرفاً إلاَّ بأثر[4] وروي عن سفيان الثوري شهادته بذلك[5]، فكانت زعامة الاقراء في الكوفة لحمزة بعد عاصم لعدالته، وشهادتهم له بالثقة في النقل، واتّباع ما كان عليه السلف، فكان حينئذ زعيم عصره بالكوفة وغيرها، وقدوة أهل زمانه في القراءة لفضله، وشرف أخلاقه، واستقامة طرائقه، وورعه، وزهده [6].
فقد كانت له مكانة سامية عند معاصريه حتى أن يحيى بن معين قال: سمعت محمد بن الفضل يقول: ما أحسب أنَّ الله يدفع البلاء عن أهل الكوفة إلا بحمزة[7] وكان الأعمش إذا رأى حمزة قد أقبل قال: هذا حَبْر القرآن. وقال عنه مرَّة: ذاكَ تُفَّاحَة القُرَّاء، وسيِّد القُرَّاء[8]، وقال له أبو حنيفة النُّعْمَان مَرَّة: شيئان غلبتنا عليهما، لسنا ننازعك فيهما: القرآن والفرائض[9]، فقد كان عديم النظير في وقته علمًا وعملًا، قيّماً بكتاب الله، رأسا في الورع[10].
هذه الألقاب العلميّة التي وسِم بها حمزة الزيات حقائق أقرَّ بها أهل العلم، ومثل ذلك قال ابن جرير الطبري: وددت أن أستطيع أصنع ما يصنع حمزة سيِّدنا وسيِّد القُرَّاء[11]، بينما الكسائي قال لأحدهم وهو يصف حمزة: إمام من أئمة المسلمين، وسيِّدُ القرَّاء والزهَّاد، لو رأيته لَقَرَّت عينُك به من نُسُكه[12].
وكان الكسائي يفتخر به، ويسمِّيه: أستاذي، ويجلُّه ويرفع قدَرَهُ، وقد قرأ عليه القرآن أربع مرات[13]، وقد كان حمزة يقرأ في كل شهر خمساً وعشرين ختمة، ولم يلقه أحد قطُّ إلا وهو يقرأ[14].
وتلك علائم مائزة للمؤمن الصادق، وأثار تنبئ عن نقاء المسلك وعذوبة المورد، وكذا الحال عن تدفق علومه ونفعها لمن يهتدي بمضامينها.
 
[1] معرفة القراء، للذهبي 1/113، غاية النهاية، ابن الجزري، 1/263.
 
[2] ينظر غاية النهاية في طبقات القراء 1/ 263
 
[3] ينظرجمال القراء وكمال الإقراء ص564 ط المأمون
 
[4] جامع البيان في القراءات السبع 1/ 208
 
[5] معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار ص68
 
[6] ينظر جمال القراء وكمال الإقراء:564 ط المأمون
 
[7] غاية النهاية في طبقات القراء 1/ 263
 
[8] جمال القرّاء وكمال الإقراء، السخاوي: 565، 567.
 
[9] غاية النهاية، ج1، ص263.
 
[10] ينظر تاريخ الإسلام - ت بشار، ج 4، ص41.
 
[11] جمال القراء، ج2، ص469.
 
[12] معرفة القراء، ج1، ص116.
 
[13] ينظر جمال القراء، ج2، ص476.
 
[14] ينظر المصدر نفسه: 567.
 
 
				
				
					
					 الاكثر قراءة في  القرآء
					 الاكثر قراءة في  القرآء					
					
				 
				
				
					
					 اخر الاخبار
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة