الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
وسيلتان رئيسيتان لفهم الموظفين
المؤلف:
روبرت بولتون، ودوروثي جروفر بولتون
المصدر:
أساليب الناس في العمل
الجزء والصفحة:
ص 21 ــ 31
2025-03-09
111
عبر التاريخ، لم تكن قليلة تلك الوسائل التي تقدم لنا العون على فهم الآخرين. ومع هذا، فمعظم هذه الوسائل لم تكن في جوهرها دقيقة أو كانت معقدة وغير عملية بحيث يصعب على الشخص العادي استخدامها، ومن الصعوبات الأخرى أنه كانت هناك في الغالب عشرات بل مئات من السمات التي لابد لهذه الوسائل من أن تفي بها.
للسلوك بعدان
وما يميز نظرية أساليب الموظفين هو أنها تركز فقط على بعدين اثنين للسلوك فمن بين مجموع الإشارات التي تصدر من الآخر عليك فقط أن تلاحظ مجموعتين من السلوك لتتحقق من أسلوب الشخص.
كيف يمكنك أن تختصر مئات المتغيرات إلى اثنين ومع ذلك يكون بمقدورك أن تتوقع سلوك الآخرين؟ لقد كان أحد أسس هذا النجاح هو اكتشاف أن هناك أنواعاً معينة من السلوكيات غالباً ما ترتبط ببعضها من خلال مجموعات من الخصائص تسمى (مجموعات متزامنة).
وقد اكتشف الدكتور ديفيد ميريل في الستينيات من القرن التاسع عشر أن هناك مجموعتين من السلوك - التوكيدي والاستجابي - يساعدان كثيرا في توقع سلوك الآخرين، وهذان البعدان الأساسيان للسلوك يندمجان كما هو موضح في الشكل 4 - 1 معاً ليشكلا شبكة الأساليب الاجتماعية المتقاطعة.
السلوك التوكيدي
إن مستوى التوكيد للشخص في هذا النموذج هو مقدار نظرة الآخرين لسلوكه من حيث قوته وفعاليته، ومن المفيد هنا أن تنظر إلى السلوك التوكيدي على أنه شبكة متصلة، والتدرج في السلوك خلال هذه الشبكة يكاد لا يدرك كما هو موضح من خلال التظليل التدريجي لشبكة التوكيد، وذلك عندما تنظر إليها من الشمال لليمين - شكل 4 - 2.
شكل 4 - 1 شبكة الأساليب الاجتماعية المتقاطعة
ونحن نركز هنا على ما إذا كان سلوك الشخص أقل أو أكثر توكيداً من سلوك نصف السكان. وتنقسم شبكة التوكيد نصفين في شكل 4 - 2 من خلال خط أو محور (شبكة الاستجابة التي تجدها في شكل 4 - 1). والأشخاص الذين لديهم سلوك أكثر توكيداً من نصف السكان يشار إليهم أحياناً على أنهم (يمين الخط) لأن ذلك هو موقعهم على الشبكة، أما أولئك الذين يقعون في النصف الأقل توكيداً من الشبكة فيوفون باحتياجاتهم من خلال استخدام أسلوب أقل قوة وفاعلية عن نصف السكان، ونحن نشير إليهم (بيسار الخط).
وهناك اختلاف بين السلوك التوكيدي والسلوك العدواني، وهو اختلاف كبير ومع هذا ففي ظل هذا النموذج، فإن الفرق بين أعلى سلوك توكيدي والسلوك العدواني هو أمر لا يهم، فكل ما تريد معرفته هو ما إذا كان سلوك الشخص أقل أو أكثر قوة وفاعلية عن نصف السكان، والسلوك العدواني هو مؤشر لاستخدام الأسلوب - وليس مؤشراً لماهية أسلوب الشخص.
شكل 4 - 2 شبكة السلوك التوكيدي
أما فيما يتعلق بالجزء الثاني من الشبكة فإن الناس أحياناً ما يفترضون بأن انخفاض مستويات التوكيد إشارة إلى الاستسلام، وليس الأمر كذلك، فمع أنه لا جدال في صحة أن بعض الذين لديهم مستويات توكيد منخفضة يكونون مستسلمين إلا أن هناك كثيرين غيرهم يعمدون إلى أساليب أقل توكيداً وقوة ليحصلوا على ما يريدون، وفيما يتعلق بأسلوب الفرد، فإن الفرق بين السلوك التوكيدي المنخفض وسلوك الاستسلام لا صلة له بهذا، فكل ما تحتاج إلى معرفته هو ما إذا كان سلوك الشخص يبدو أقل قوة وصراحة من نصف السكان، والسلوك الاستسلامي هو مؤشر لكيفية استخدام الناس لأسلوبهم - وليس مؤشراً للأسلوب نفسه.
فعندما تقول إن شخصاً ما أكثر أو أقل توكيداً، فليس معنى هذا أنه دائما ما يكون هكذا، وذلك لأن هناك سلوكيات لأشخاص أقل توكيداً قد تكون قوية بينما هناك سلوكيات الأشخاص أكثر توكيداً قد تكون أقل صراحة، ومع هذا فمعظم سلوكيات الفرد تنحصر في منطقة محددة من الشبكة، وغالباً ما يعتقد الناس أنهم يتحركون قدماً في شبكة التوكيد، وذلك بحرية إلى حد ما، إلا أننا كائنات تحكمها العادة، وقلما يحدث هذا.
ولتضع في ذهنك أن التوكيد هنا يشير إلى سلوك الشخص، فمستوى التوكيد لدى الشخص - كما يراه الآخرون - لا يعكس بالضرورة مستوى الدافع الداخلي لدى الفرد.
وهناك كثير من أصحاب السلوك التوكيدي المنخفض لديهم دافع داخلي قوي ومع هذا قد لا يرى سلوكهم قوياً أو أمراً، فهؤلاء يحصلون على ما يريدون بأسلوب أكثر مرونة وهدوءاً من زملائهم ذوي السلوك التوكيدي المرتفع وتعبير (يد حديدية في جورب ناعم) يوضح كيف أن عدم توصيف سلوك الناس بالشكل الأمثل قد يخفى وراءه إرادة قوية وعزيمة صلبة.
عند تحديد أسلوب شخص ما فإننا نستعمل كلمات مقارنة مثل أكثر أقل، أعلى، أبطأ... وهكذا.. وعند قياس مستوى التوكيد لدى شخص ما، فإننا نفعل نفس الشيء. إذ إننا نحدد ما إذا كان الناس يميلون إلى النظر إلى الشخص على أنه يظهر قدراً أكبر أو أقل من نماذج سلوكية معينة وذلك مقارنة بنصف السكان.
السلوكيات المميزة للأشخاص ذوي السلوك التوكيدي المرتفع
الأشخاص ذوو السلوك التوكيدي المرتفع لديهم الخصائص السلوكية الآتية.. فمقارنة بالأشخاص ذوي السلوك التوكيدي المنخفض، يميل هؤلاء إلى:
ـ إظهار مزيد من الحيوية.
ـ التحرك بسرعة.
ـ الإشارة بشكل أقوى.
ـ القيام بشكل مكثف بالاتصال بالآخرين بالعيون
ـ أن يكونوا منتصبين أو يميلون إلى الأمام وخاصة عند عرض وجهة نظر.
ـ التكلم بسرعة أكبر.
ـ التكلم بصوت أعلى.
ـ التكلم كثيراً
ـ التعامل بسرعة مع المشاكل.
ـ اتخاذ القرار بشكل أسرع.
ـ الميل أكثر إلى المخاطرة.
ـ يميل أكثر إلى المواجهة.
ـ الميل أكثر إلى المباشرة والتأكيد عند عرض الآراء وتقديم الطلبات وإصدار الأوامر.
ـ ممارسة المزيد من الضغط من أجل اتخاذ قرار أو القيام بإجراء ما.
ـ إظهار غضبهم بشكل أسرع.
وأصحاب السلوك التوكيدي المرتفع لديهم معظم، وليس بالضرورة، كل هذه الخصائص:
السلوكيات المميزة لأصحاب السلوك التوكيدي المنخفض.
يميل هؤلاء إلى:
ـ إظهار حيوية أقل.
ـ التحرك ببطء.
ـ الإيماء بقوة أقل.
ـ التواصل بشكل أقل مع الآخرين من خلال العيون.
ـ الميل للخلف حتى عندما يطرحون أمراً.
ـ التحدث بسرعة أقل.
ـ التحدث بلين أكثر.
ـ أنهم قليلاً ما يتكلمون.
ـ الإبطاء في معالجة المشاكل.
ـ اتخاذ القرار بشكل أبطأ.
ـ عدم الميل كثيراً للمخاطرة.
ـ عدم الميل كثيراً للمواجهة.
ـ عدم الميل كثيراً لأن يكونوا مباشرين وحاسمين عند عرض وجهات النظر أو تقديم طلبات أو إصدار الأوامر.
ـ عدم الضغط كثيراً من أجل اتخاذ قرار أو القيام بإجراء ما.
ـ عدم إظهار غضبهم سريعاً.
والأشخاص أصحاب السلوك التوكيدي المنخفض لديهم معظم هذه الخصائص وليس بالضرورة كلها.
السلوك الأستجابي
إن السلوك الاستجابي هو ثاني البعدين السلوكيين الجوهريين في هذا النموذج، ومستوى الاستجابة لدى الفرد هو مقدار نظرة الآخرين له من حيث إظهار عواطفه أو إظهار الوعي بمشاعر الآخرين، ودرجات السلوك خلال شبكة الاستجابة تتضح من خلال التظليل التدريجي للشبكة عندما تنظر من أعلى لأسفل في شكل 4 - 3.
وينصب اهتمامنا في هذه المرحلة على ما إذا كان سلوك الفرد أقل أو أكثر استجابية من نصف السكان، ومرة أخرى نقول إن شبكة الاستجابة في شكل 4 - 3 تنقسم إلى نصفين من خلال خط (شبكة التوكيد في شكل 4 - 1). والأشخاص الذين لديهم تحفظ أكثر يوصفون بأنهم (فوق الخط) أما الذين يميلون أكثر إلى إظهار عواطفهم فيشار إليهم على أنهم (تحت الخط).
وعندما نقول إن الناس لديهم استجابة عاطفية، فنحن لا نعني أنهم يفعلون كل ما يحلو لهم، فهناك أوقات يكتمون فيها مشاعرهم أيضاً، وكل ما في الأمر هو أنهم يميلون بشكل عام إلى إظهار مشاعرهم أكثر ممن هم (فوق الخط). وبالمثل فالأشخاص الذين يتحكمون في مشاعرهم أحياناً ما يدعون مشاعرهم تظهر، وقد كان ج. ب. مارجون المصرفي المشهور متحفظاً في عمله ومع العامة، ومع ذلك فقد كانت هناك أوقات ينزعج فيها هذا المصرفي المتحفظ، ولذلك فعندما نقول إن هناك شخصاً متحفظاً عاطفياً أو لديه استجابة عاطفية ما فنحن لا نعني أن كل سلوكه يقتصر على هذا الجزء من الشبكة، ومع هذا فمعظم سلوكياته تحدث في إطار ضيق إلى حد ما من الشبكة.
شكل 4 - 3 شبكة الاستجابة
وهناك اعتقاد سائد بأن الأشخاص الذين يتحكمون في عواطفهم ليس لديهم مشاعر أساساً. ومع هذا، فإن الأشخاص فوق الخط ربما يحسون بمشاعر قوية غير أنهم قلما يظهرون هذه المشاعر.
فمثلاً جو دي ماجيو قال له المحاور ورنر ولف: (جو، إنك معروف بأنك لاعب غير عاطفي كما لو أنك لم تشعر من قبل بضغط).
وكانت إجابته: (هذا ليس صحيحاً، فهم يقولون إن لدي وجهاً بارداً وغير معبر ولكنني أعرف ما كان يدور بداخلي. فعلى مدى تلك الأعوام كنت أمتلئ خوفاً من داخلي. ولكن خارجياً لم أكن أظهر أي عواطف، أما داخلياً فكانت لدي عاطفة شديدة.
ومن المهم أن نؤكد أن الاستجابة هنا تشير إلى سلوك الشخص، وهي تعني بتلك الأفعال التي يمكن لأي شخص أن يراها أو يسمعها، وليس بما يدور أو لا يدور داخل الشخص، ولكي نساعدك على معرفة كيف يبدو السلوك الأقل استجابة أو الأكثر استجابة دعنا نلقي نظرة على مواصفات كل شخص في جانبي الشبكة.
السلوكيات المميزة للأشخاص الأكثر استجابة
وإليك نوعية السلوك الذي ستراه وتسمعه عندما تكون مع شخص أكثر استجابة، فمقارنة بنصف السكان ذوي السلوك الاستجابي المنخفض نجد أن الشخص الأكثر استجابة يغلب عليه أن:
ـ يعبر عن مشاعره بصراحة أكثر.
ـ يبدو أكثر وداً.
ـ يكون وجهه معبراً أكثر.
ـ يومئ بحرية أكثر.
ـ يغير أكثر من طبقة صوته.
ـ يرتاح إلى التحاور.
ـ يزيد من استخدام القصص والنوادر
ـ يظهر اهتماماً أكبر بالعنصر الإنساني للموضوعات.
ـ يفضل التعامل مع الناس.
ـ كثيراً ما يرتدي ملابس غير رسمية.
ـ يقضي وقته بشكل أقل تنظيماً.
والأشخاص الأكثر استجابة لديهم معظم هذه المميزات وليس بالضرورة أن يكون لديهم كل هذه الخصائص.
السلوكيات المميزة للأشخاص الأقل استجابة
يشترك الأشخاص ذوو السلوك الاستجابي المنخفض في الخصائص السلوكية الآتية.. فبالمقارنة بالأشخاص الأكثر استجابة يميل هؤلاء إلى:
ـ أن يكونوا أقل إفصاحاً عن مشاعرهم.
ـ أن يظهروا أكثر تحفظاً.
ـ عدم استخدام تعبيرات الوجه كثيراً.
ـ عدم الإكثار من الإيماءات.
ـ الإقلال من تغيير طبقة الصوت.
ـ أن يقل اهتمامهم وتقبلهم للتحاور.
ـ أن يستخدموا الحقائق أكثر من استخدامهم للنوادر.
ـ أن يهتموا أكثر بالمهام.
ـ أن يفضلوا العمل بمفردهم.
ـ ارتداء الملابس الرسمية.
ـ تنظيم استخدام الوقت.
وليس بالضرورة أن تكون جميع هذه الخصائص موجودة لدى هؤلاء، وإنما معظمها.
أياً كان موقعك على أي من المحورين، فلا بأس
كان للبحث الذي أجراه الدكتور ميريل الفضل في إلقاء الضوء على أهمية السلوك التوكيدي والاستجابي حيث أجرى العديد من الدراسات لتحديد أسلوب ارتباط كل بعد سلوكي من هذين بنجاح الفرد، ويقول هو وزميله روجر ريد:
(عندما انتهينا من بحثنا.. كان لدينا دليل نعارض به المفهوم القائل بأن معظم الناجحين في مجال الأعمال هم أصحاب السلوك التوكيدي المرتفع، وفوق هذا فإن وجود هذا السلوك أو عدمه لا يرتبط دائماً بالنجاح، فالأشخاص الناجحون الذين يتمتعون بالاحترام في عملهم تجدهم في كل درجات المقاييس التي تقيس السلوك التوكيدي والاستجابي - كما هو الأمر مع الأشخاص الأقل نجاحاً).
ومن حسن الحظ، فإن الشخص بإمكانه أن ينجح من أي موقع على محاور التوكيد والاستجابة؛ حيث إنه من المستحيل حقاً أن تغير بشكل دائم من مستواك في أي من السلوكين.
وأساليب العادات المرتبطة بهذين البعدين السلوكيين تتعمق مع وصولنا مرحلة البلوغ، وعلى سبيل المثال فبالرغم من أنه من الممكن أحياناً للمرء أن يزيد أو يخفض من تعبيره العاطفي، فإنه من الصعب عليه أن يغير بشكل جوهري من درجة تعبيره عن العاطفة والتي يتميز بها، وقد كتب بول إيكمان الباحث المعروف بدراسته عن لغة الجسد قائلا: (بمجرد أن تترسخ أي عادة وأن تؤدى بشكل آلي ودون وعي يكون من الصعب أن تتغير، وإنني أعتقد أن تلك العادات التي تتضمن إدارة العاطفة.. قد تكون من أصعب الأشياء التي يمكن التغلب عليها)..
والناس غالباً ما يكون لديهم انتقاد للذات، ولديهم الرغبة في أن يغيروا من جوهرهم، وعلى الرغم من أن التطور الذاتي هو نشاط مرغوب فيه ومهم، فإنه من المهم أيضا أن يحترم المرء بل ويحتفى بالنواحي الذاتية الجوهرية، والتي لا تقبل التغيير. وهذا يتضمن قبول ما أنت عليه من مستويات التوكيد والاستجابة.
والتوكيد والاستجابة هما اثنان من أهم الأبعاد السلوكية للفرد، وبالنظر إليهما معاً يمكن من خلالهما تحديد أسلوب الشخص.