فسيولوجيا الإزهار وعقد الثمار في الطماطم

أن موعد الإزهار في الطماطم صفة وراثية تختلف من صنف لأخر ، فهناك أصناف مبكرة، ومتوسطة، ومتأخرة في موعد إزهارها، الا ان موعد الإزهار يتأثر – تقديماً وتأخيرا – في الصنف الواحد بعديد من العوامل كما يلى :

1 - تأثير التوازن بين المواد الكربوهيدراتية والازوت:

لا تزهر نباتات الطماطم، وتعقد ثمارها بشكل جيد الا اذا كان هناك توازن بين محتوى النبات من كل من المواد الكربوهيدراتية والازوت ، على ان يكون هذا التوازن عند مستوى مناسب من كل منها ، فإذا اختل هذا الشرط.. تأثر الإزهار وعقد الثمار كما يلى :

أ - يؤدى انخفاض محتوى النبات في كل من المواد الكربوهيدراتية والنيتروجين الى ضعف النمو النباتي مع ضعف شديد في الإزهار وعقد الثمار.

ب - عند توفر الازوت بكميات كبيرة في ظروف تسمح بالبناء الضوئي الجيد، فان الغذاء المجهز يستهلك في تكوين نموات خضرية جديدة، وتكون النباتات قوية النمو وغير مثمرة، كما تتميز بارتفاع محتواها من الازوت ، بينما تكون منخفضة في محتواها من المواد الكربوهيدراتية.

ج - عند توفر الازوت بكميات كبيرة في ظروف لا تسمح بالبناء الضوئي الجيد، فان النباتات تكون رهيفة وضعيفة ، وذات محتوى مرتفع من النيتروجين، ومنخفض من المواد الكربوهيدراتية ، ويكون إزهارها وعقد ثمارها منخفضين.

د - يؤدى نقص الازوت الى ضعف النمو الخضري .. فاذا كان ذلك مصاحباً بظروف تسمح بالبناء الضوئي الجيد ، ارتفع محتوى النباتات من المواد الكربوهيدراتية، ولكن يبقى الإزهار وعقد الثمار منخفضين.

2 - تأثير الفترة الضوئية

تعد الطماطم من النباتات المحايدة بالنسبة لتأثير الفترة الضوئية على الإزهار day) (neutral أي انها لا تتطلب فترة ضوئية معينة حتى تزهر.

3 - تأثير درجة الحرارة

درجة الحرارة المرتفعة تؤدى الى تأخير ازهار الطماطم . وقد تشابهت الأصناف في هذا الأمر سواء أكانت مبكرة الإزهار ، أم متأخرة.

وعلى العكس من ذلك.. ثبت ان تعريض نباتات الطماطم الصغيرة لدرجة حرارة منخفضة نسبيا يدفعها نحو الازهار المبكر ، فيتكون العنقود الزهري الأول بعد تكوين عدد اقل من الاوراق كما يزداد عدد الازهار فيه. وقد حظى هذا الأمر بدراسات عديدة ، وامكن الاستفادة منه في الإنتاج التجاري للطماطم . فمثلاً ادى تعريض النموات الخضرية لشتلات الطماطم لدرجة حرارة 10 - 13 م لمدة 3 - 4 أسابيع ابتداء من مرحلة اكتمال نمو الاوراق الفلقية الى احداث نقص جوهري في عدد الاوراق المتكونة قبل العنقود الزهري الأول.

عقد الثمار:

بالرغم من تكون البراعم الزهرية في الطماطم تحت ظروف بيئية متباينة، الا ان عقد الثمار Fruit Set لا يحدث الا في ظروف خاصة وان لم تتوفر هذه الظروف.. فان الازهار تسقط بعد تفتحها بقليل ، أو تظل عالقة لعدة أيام دون عقد ، ثم تسقط بفعل هز الرياح لها ، أو بمجرد ملامستها . وإذا وجدت عدة ازهار متفتحة في آن واحد في العنقود الزهري الواحد.. فان ذلك يعد دليلاً قويا على انها غير عاقدة هذا بينما نجد في الحالات التي يتم فيها العقد بصورة طبيعية ان العنقود الزهري لا توجد به عادة سوى زهرتين متفتحتين فقط في آن واحد يليهما في العنقود براعم زهرية لم تتفتح بعد ، وقد تسبقهما ثمار عاقدة تتدرج بالزيادة في الحجم كلما اتجهنا نحو قاعدة العنقود.

ويتأثر عقد ثمار الطماطم بالعوامل التالية :

1 - التوازن الغذائي في النبات:

وجد أن عقد الثمار يرتبط بالنمو الخضري المعتدل ، مع توفر توازن بين محتوى النبات من النيتروجين ومحتواه من المواد الكربوهيدراتية . فعندما تكون الظروف مناسبة للنمو الخضري السريع ، تستهلك المواد الكربوهيدراتية في بناء أنسجة جديدة ، وفي التنفس ، ويظل تركيزها بذلك منخفضاً في النبات ، ولا تعقد الثمار بالرغم من تكوين الازهار بوفرة. ويتوقف عقد الثمار على تراكم كميات من المواد الكربوهيدراتية تزيد على حاجة النمو الخضري ، مع اعتدال محتوى النبات من النيتروجين.

2 - التوازن المائي في النبات:

وجد ان ازهار الطماطم تتساقط بكثرة دون عقد ، وذلك اذا تعرضت النباتات لرياح حارة جافة مع انخفاض الرطوبة النسبية، ونقص الرطوبة الأرضية. ويؤدى استمرار نقص الرطوبة الأرضية الى تلوين بتلات الازهار بلون اصفر شاحب ، وسقوط الازهار دون عقد.

3 - الحرارة المنخفضة :

نجد في المناطق الباردة - وكذلك في المواسم الباردة أن لدرجة الحرارة ليلاً تأثيرا كبيرا في عقد الثمار في الطماطم ، فلا يحدث العقد الا اذا ارتفعت درجة الحرارة ليلاً عن 13م. ونجد تحت هذه الظروف ان النباتات تبقى غير مثمرة حتى ترتفع درجة الحرارة ليلاً الى المجال المناسب للعقد، وهو من 16 - 19 م ليلاً ومن 20 - 22 م نهاراً ، علماً بإن العقد يكون قليلاً وأغلبه بكتريا تتراوح درجة الحرارة ليلاً من 14 - 16 م.

ويرجع التأثير السيء لانخفاض درجة حرارة الليل على عقد الثمار الى ما يلى :

أ - ضعف انتاج حبوب اللقاح.

ب - ضعف حيوية حبوب اللقاح المنتجة.

جـ - تأخر إنبات حبوب اللقاح ، ونقص سرعة نمو الأنابيب اللقاحية.

4 - الحرارة المرتفعة:

يقل عقد الطماطم في الجو الحار سواء أكان الارتفاع في درجة الحرارة ليلاً ، أم نهاراً ، حيث ينخفض عند ارتفاع درجة الحرارة ليلاً عن 21م أو نهاراً عن 32م، ويكون الانخفاض في العقد شديداً عند ارتفاع درجة الحرارة ليلاً الى 23 - 26م ، أو نهاراً الى 38م. وتضر الحرارة المرتفعة بعقد الثمار في الطماطم من خلال تأثيرها على العمليات الفسيولوجية التالية :

- نقص مستوى المواد الكربوهيدراتية في النبات.

- عدم انتقال المواد الكربوهيدراتية بكفاءة في النبات.

- قلة إنتاج حبوب اللقاح، واختلاف تكوينها.

- ضعف حيوية، وإنبات حبوب اللقاح ، وضعف قدرتها على الإخصاب.

- بروز المسيم من المخروط السداني.

- جفاف المياسم ، وتلونها باللون البنى . وضعف قابليتها لاستقبال حبوب اللقاح.

- عدم انشقاق المتوك، وتوقف انتشار حبوب اللقاح منها.

- نقص مستوى كل من الجبريللينات والاوكسينات، خاصة في البراعم الزهرية والثمار الحديثة العقد.

- فشل الجنين في إكمال نموه ، مع اندثار وتدهور الاندوسبرم.

ظاهرة بروز الميسم من المخروط السداتي :

تتكون الأسدية في زهرة الطماطم من خيوط قصيرة ومتوك تلتصق ببعضها ، وتشكل مخروطاً سدائياً أو في مستوى منخفض قليلاً عن ذلك . وقد يبرز الميسم أحياناً من المخروط السدائي ، والتي يؤدى حدوثها الى سوء العقد بدرجة كبيرة في الأصناف التجارية.

ويتوقف حدوث هذه الظاهرة على العوامل التالية:

1 - الحرارة المرتفعة والرياح الحارة الجافة.. يعد هذا العامل من أهم العوامل البيئية المسببة لظاهرة بروز الميسم.

2 - نقص الرطوبة الأرضية.

3 - نقص مستوى المواد الكربوهيدراتية في النبات ، وهو أمر نتيجة لاحد عاملين ، هما :

أ- انخفاض شدة الإضاءة ، وقصر الفترة الضوئية ، كما يحدث في الزراعات المحمية في المناطق الباردة شتاء. ويعتبر هذه العامل السبب الرئيسي لسوء العقد تحت هذه الظروف.

ب - زيادة التسميد الازوتي.

4 - المعاملة بالجبريللين GA3 حيث تؤدى المعاملة قبل تفتح الازهار بنحو 4-6 أيام الى استطالة القلم ، وبروز الميسم.

العقد البكري

يتوفر عديد من أصناف وسلالات الطماطم التي توجد بها ظاهرة العقد البكري Parthenocarpy (عقد الثمار بدون تلقيح وإخصاب، فتخلو من البذور) ، والتي يمكنها العقد في الظروف غير المناسبة بالنسبة للأصناف العادية وهى صفة اختيارية بمعنى أن هذه الأصناف يمكنها العقد في الظروف المناسبة للعقد ويحدث أحياناً أن تتكون الثمار ، وبها عدد قليل نسبياً من البذور الا انها غالباً ما تكون أصغر حجماً من مثيلاتها التي تعقد بصورة طبيعية، ويحدث ذلك في الظروف التي تسودها درجات حرارة مرتفعة أثناء الازهار. وقد وجد أن هناك ارتباطا جوهرياً بين وزن الثمرة ، ومحتواها من البذور ، مما يدل على أن لتكوين البذور علاقة بنمو الثمار وزيادتها في الحجم.

ومن أهم العوامل التي تساعد على العقد البكري للثمار في الطماطم ما يلي :

1 - ارتفاع – أو انخفاض - درجة الحرارة عن الحدود المناسبة للعقد الطبيعي.

2 - قصر الفترة الضوئية.

3 - زيادة الرطوبة النسبية . هذا بينما يؤدى انخفاض الرطوبة النسبية بشدة الى سوء العقد.

4 - يمكن أحداث العقد بكريا بالهرمونات المشجعة للنمو.

مواضيع ذات صلة

نضج وحصاد وتخزين ثمار الطماطم

مواعيد زراعة الطماطم

مرض وجه القط الذي يصيب الطماطم (العيوب الفسيولوجية التي تصيب الطماطم)

مرض النضج المتبقع أو المتلطخ الذي يصيب الطماطم (العيوب الفسيولوجية التي تصيب الطماطم)

مرض الجيوب أو المساكن الفارغة الذي يصيب الطماطم (العيوب الفسيولوجية التي تصيب الطماطم)

لفحة أو لسعة الشمس التي تصيب الطماطم (العيوب الفسيولوجية التي تصيب الطماطم)

عمليات خدمة الطماطم

صفات جودة ثمار الطماطم والعوامل المؤثرة فيها

تكاثر الطماطم وكمية التقاوي اللازمة لزراعة الطماطم

تعفن الطرف الزهري في الطماطم (العيوب الفسيولوجية التي تصيب الطماطم)

تشققات ثمار الطماطم (العيوب الفسيولوجية التي تصيب الطماطم)

إنتاج شتلات الطماطم