x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
مناخ البحر المتوسط Cs Mild Temperate Summer Dry (Mediterranean)
المؤلف: د . قصي عبد المجيد السامرائي
المصدر: المناخ والاقاليم المناخية
الجزء والصفحة: ص 174 ــ 177
2024-11-18
111
المناخ الوحيد في العالم الذي تفوق كثيراً أمطاره الشتوية ما يسقط علية في الصيف. بل يمكن القول أن إقليم البحر المتوسط Mediterranean الحقيقي تسقط علية أمطار في ثلاثة أشهر الصيف مطلقاً ، فغالباً ما تسجل ثلاثة أشهر الصيف تموز، أب أيلول انعدام الأمطار. الحرف C عند كوبن أن يكون ابرد شهر اقل من 18 م وأكثر من - 3م، وأدفئ شهر أكثر من 10م. ويعني الحرف أن تكون 70٪ من الأمطار شتاءاً. لذلك فان هذا الإقليم يتوسط المناطق المدارية ومناطق العروض الوسطى من الغرب. وعليه يشغل هذا المناخ المنطقة بين دائرتي عرض 30-45 شمالاً وجنوباً وعلى سواحل غرب القارات فقط.
حوض البحر المتوسط هو الوحيد الذي يتوغل فيه هذا النوع من المناخ إلى الشرق بعيداً عن السواحل ويصل توغله إلى 3500كم. أما بقية المناطق فان مناخ البحر المتوسط فيها ينحصر على الساحل خاصة إذا كانت السلاسل الجبلية قريبة من هذا الساحل يعتبر الاقليم المناخي المعتدل ذي الامطار.
بعض الباحثين هذا النوع من المناخ انتقالياً بين المناخ شبة الجاف BS في الجنوب والمناخ المعتدل المطير Cf لغرب القارات في الشمال. يتميز مناخ البحر المتوسط بثلاثة صفات هي:
1- كمية أمطاره السنوية معتدلة وتسقط معظمها في الشتاء ويكون صيفه جاف.
2- صيف معتدل إلى حار وشتاء معتدل.
3- شمس ساطعة مع تغييم قليل أو معدوم خاصة صيفاً.
يشغل هذا المناخ 1,7% من مساحة اليابسة، ومع ذلك فانه من أنواع المناخ الشهيرة في العالم لما يتمتع به من صفات خاصة به.
الحرارة في هذا الإقليم معتدلة، فهي تتراوح بين 21 م إلى 27 م. بينما في الشتاء فتكون بين 4-013م، لذلك يكون المدى الحراري بين 11-017م. هذا المدى يعتبر قليلاً لمناطق العروض الوسطى ولكنة مرتفعاً بالنسبة للعروض المدارية. ويمكن التمييز بين نوعين من هذا المناخ بالنسبة لدرجة الحرارة؛ فهناك المناخ Csa وهو مناخ البحر المتوسط ذا الصيف الحار حيث يزيد معدل أدفئ شهر فيه عن 22 م. وهذا النوع من المناخ يكون صيفه طويل وحار ويوجد في المناطق الداخلية البعيدة عن التأثير البحري. والنوع الثاني هو المناخ Csb وهو مناخ البحر المتوسط ذو الصيف المعتدل حيث لا تزيد حرارة أدفئ شهر عن 22 وهذا النوع من المناخ يكون صيفه طويل ومعتدل ويوجد في المناطق الساحلية التي تؤثر عليها التيارات البحرية الباردة.
في النوع الأول Csa يكون الصيف حار ويتراوح معدلة بين 24-29 م. فقد سجلت مدينة سكر منتو في كاليفورنيا 28 م وفي بيروت 29م يتميز نهار هذه المناطق بارتفاع الحرارة وذلك بسبب سطوع الشمس وخلو السماء من الغيوم. هذا العامل نفسه يساعد على انخفاض درجة الحرارة ليلاً مما يجعل المدى الحراري اليومي كبير . فقد يكون معدل الحرارة في النهار بين م بينما في الليل تنخفض الحرارة فيه إلى 13م أو 16م. لذلك فقد يصل المدى الحراري اليومي إلى 20م. تتشابه أيام هذا الإقليم صيفاً فيبدو أن هذا اليوم يشبه قبله وبعده، وهذا ينطبق على النهار والليل. أما في الشتاء فان الحرارة لا تنخفض كثيراً، فقد سجلت سكر منتو 8م والقدس أم وبيروت 14 م. وبذلك يكون المدى الحراري السنوي ليس مرتفعاً كثيرا حيث يتراوح بين 15-20م. ترتفع حرارة منتصف النهار شتاءاً بين 10-18 م وتنخفض حرارة الليل إلى 4م، وبذلك لا يزيد المدى الحراري اليومي شتاءاً عن 14م. هناك مناطق محدودة تتعرض إلى انخفاض الحرارة دون الصفر المئوي وهي المناطق الداخلية والمرتفعة. وهذه المناطق لا تتعرض لانخفاض الحرارة إلا لفترة قصيرة هذه المناطق إلى الضباب في فصل الصيف وذلك بسبب التيارات البحرية الباردة التي تمر بالقرب من سواحلها . وعلية فان المدى الحراري في هذه السواحل هو أقل من المدى الحراري لنفس المناخ في الداخل. فقد لا يتجاوز المدى الحراري السنوي عن 5-م وكذلك المدى الحراري اليومي. ونادراً ما تتعرض المناطق الساحلية لانخفاض الحرارة في الشتاء دون الصفر المئوي. لذلك وبتأثير البحر تعتدل درجة حرارة الشتاء فلا تقل في سانتا مونيكا في كاليفورنيا عن 12م وفي نابولي في ايطاليا عن أم السواحل الشمالية للبحر المتوسط وسواحل كاليفورنيا وتشيلي وأستراليا الجنوبية وأفريقيا الجنوبية تكون من نوع المناخ ذا الصيف الطويل المعتدل بسبب موقعها البحري السواحل الشرقية والجنوبية للبحر المتوسط مع داخل كاليفورنيا تكون من نوع المناخ ذا الصيف الطويل الحار بسبب دفئ المياه المجاورة لها أو بعدها عن المؤثرات البحرية.
أما نظام الضغط والرياح، فان هذا الإقليم يخضع للضغط العالي شبه المداري صيفاً. فالمعروف أن الضغط العالي شبه المداري يكون عريضاً على غرب القارات، كما أنه يتحرك بين دائرتي عرض 20 شتاءاً 40 صيفاً. وعليه ففي الصيف تكون عروض هذا المناخ تحت تأثيره وبذلك يسود الانقلاب الحراري الواطئ والمرتفع High and low inversion كما تصفو السماء وتصل إلى الأرض أعلى كمية ممكنة من الإشعاع الشمسي. وفي منطقة البحر المتوسط فان لسان من هذا الضغط يمتد فوق حوض البحر المتوسط في الصيف وذلك لبرودة مياهه قياساً لليابس المجاور. لذلك تعمل منظومة الضغط العالي على هبوط الهواء ومنع التكاثف، وبذلك كثيراً من أجزاء هذا الإقليم لا تسجل أية أمطار في فصل الصيف. وعلية تكون رياح الإقليم هادئة لأنها منطقة ضغط عالي. أما في الشتاء فان منظومة الضغط العالي شبه المداري تبتعد عن الإقليم ومع حركة الشمس الظاهرية. أن بعد هذه المنظومة يؤدي إلى زحف مظاهر العروض الوسطى لتؤثر على الإقليم. لذلك يصبح الإقليم ممراً لمنظومات الضغط المتحركة مثل المرتفعات Highs والمنخفضات Lows. حوض البحر منطقة المتوسط يصبح عبور المنخفضات الجوية الأطلسية وبنفس الوقت مكان مفضل لتكون المنخفضات الجوية. حيث تتكون المنخفضات الجوية في حوض البحر المتوسط في منطقة جنوا وجبال الأطلس وقبرص تخرج المنخفضات الجوية من هذه المناطق الثلاثة وتسلك طرقاً مختلفة في حركتها، ولكنها بشكل عام تتحرك شرقاً مما يؤدي إلى تغلغل هذه المنظومات بعيداً في منطقة شرق البحر المتوسط فتؤثر على منطقة بعدها أكثر من 3000 كم عن الحوض.
يتأثر حوض البحر المتوسط بعدد كبير من الرياح المحلية، أو الرياح التي لها تسميات محلية . فرغم أن الإقليم يصبح ضمن نطاق الرياح الغربية، إلا أن رياح محلية ذات تسميات مختلفة تؤثر على الحوض شتاءاً مثل رياح المسترال Mistral والتي تسمى بورا Bora في يوغسلافيا وتسمى تيسالونيكي Tessaloniki في اليونان كما هناك رياح الترامونتان Tramontane بين فرنسا وأسبانيا، وتتعرض صقلية ومالطا لرياح جريجالي Gregale جميع هذه الرياح باردة. وهناك مجموعة الرياح الحارة التي أصلها جميعاً من السيروكو Sirocco ومصدرها الصحراء الكبرى، ولكنها تسمى شيلي Chili في تونس، وقبلي Ghibli في ليبيا، والخماسين Khamesin في مصر، والسموم Simoom في بلاد الشام. تتعدل هذه الرياح عند عبورها البحر المتوسط إلى أوربا فتصبح أكثر رطوبة.
أمطار الإقليم كما أسلفنا شتوية، وبعض المناطق لا تشهد أمطار خلال ثلاثة أشهر الصيف إطلاقا. وكما أسلفنا ، فان الضغط العالي شبة المداري يمنع سقوط الأمطار صيفاً، بينما تغزر الأمطار شتاءاً وفي الربيع بسبب المنخفضات الجوية والمجموع السنوي للأمطار ليس كبيراً فهو يتراوح بين 380-900 ملم. وهذه الكمية من الأمطار لو سقطت في فصل الصيف لأصبح الإقليم شبه جاف، ولكن الأمطار الشتوية أكثر فاعلية وكفاءة لأنها لا تتعرض إلا إلى قليل من التبخر. وعليه يوصف الإقليم غالباً بانه شبه رطب. الأمطار في الإقليم تقل في الجنوب وتتزايد كلما اتجهنا شمالاً، كما إنها تزداد من الداخل إلى الساحل. فعلى الساحل الجنوبي والشرقي للبحر المتوسط تكون الأمطار أقل مما يسقط على الساحل الشمالي للبحر المتوسط. وفي المناطق الساحلية للبحر المتوسط وفي كاليفورنيا تكون الأمطار أغزر من الداخل. أما بالنسبة للثلوج فان الإقليم لا يشهد إلا تساقط كميات قليلة من الثلوج في المناطق السهلية والساحلية، أما المرتفعات فقد تسقط عليها كميات أكبر من الثلوج، وفي بعض المناطق المحمية قد يستمر بقاء الثلوج إلى الصيف. وأمطار الإقليم غالبا إعصاريه وخاصة في فصل الشتاء، وقد يشهد الإقليم بعض الأمطار التصاعدية في فصل الربيع. أما نسبة تذبذب الأمطار فهي اقل من تذبذبها في المناطق الجافة حيث لا تزيد نسبة التذبذب عن30 ٪، ولكنها مرتفعة بالنسبة للعروض الوسطى، ويزداد التذبذب في الجنوب ويقل كلما اتجهنا شمالاً. وعليه فان الزراعة في الإقليم خاصة الخضراوات والحبوب الصيفية فإنها تحتاج إلى الري لزراعتها. أما الأشجار فان الأمطار من الشتاء تؤدي إلى توفير بعض الرطوبة للتربة في الصيف مما يسمح بنموها.