x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الجغرافية الطبيعية
الجغرافية الحيوية
جغرافية النبات
جغرافية الحيوان
الجغرافية الفلكية
الجغرافية المناخية
جغرافية المياه
جغرافية البحار والمحيطات
جغرافية التربة
جغرافية التضاريس
الجيولوجيا
الجيومورفولوجيا
الجغرافية البشرية
الجغرافية الاجتماعية
جغرافية السكان
جغرافية العمران
جغرافية المدن
جغرافية الريف
جغرافية الجريمة
جغرافية الخدمات
الجغرافية الاقتصادية
الجغرافية الزراعية
الجغرافية الصناعية
الجغرافية السياحية
جغرافية النقل
جغرافية التجارة
جغرافية الطاقة
جغرافية التعدين
الجغرافية التاريخية
الجغرافية الحضارية
الجغرافية السياسية و الانتخابات
الجغرافية العسكرية
الجغرافية الثقافية
الجغرافية الطبية
جغرافية التنمية
جغرافية التخطيط
جغرافية الفكر الجغرافي
جغرافية المخاطر
جغرافية الاسماء
جغرافية السلالات
الجغرافية الاقليمية
جغرافية الخرائط
الاتجاهات الحديثة في الجغرافية
نظام الاستشعار عن بعد
نظام المعلومات الجغرافية (GIS)
نظام تحديد المواقع العالمي(GPS)
الجغرافية التطبيقية
جغرافية البيئة والتلوث
جغرافية العالم الاسلامي
الاطالس
معلومات جغرافية عامة
مناهج البحث الجغرافي
المناخ الموسمي للهند Indian Monsoon
المؤلف: د . قصي عبد المجيد السامرائي
المصدر: المناخ والاقاليم المناخية
الجزء والصفحة: ص 126 ــ 129
2024-11-14
211
مناخ مختلف عن الشروط التي وضعها كوبن وهو المناخ المثالي من وجهة النظر الموسمية، ويعتمد على هبوب الرياح الموسمية التي تهب في الفصل الواحد من اتجاه معاكس للاتجاه الذي تهب منة في الفصل الأخر. فالمعروف إن الرياح الموسمية توجد في حوض المحيط الهندي، حيث تهب صيفاً من جنوب خط الاستواء كرياح جنوبية شرقية (رياح تجارية). عند عبورها خط الاستواء ونظراً لتغير قوة كوريولس، فأنها تنحرف لتصبح جنوبية غربية (موسمية). هذه الرياح تؤثر على الهند صيفاً حيث يبدأ هبوبها في بداية حزيران، وقد تتقدم أو تتأخر أسبوعين عن موعدها . وتقدمها أو تأخرها يسبب بعض الكوارث خاصة للمحاصيل الزراعية. ويبدو إن تقدم موعدها أو تأخره مرتبط بظهور التيار النفاث الشرقي الذي يبدأ من فوق جنوب شرق أسيا وينتهي عند سواحل أفريقيا الشرقية. إن تقدم هذه الرياح إلى داخل الهند يكون سريعا حيث تكتمل سيطرتها على الهند خلال منتصف شهر تموز، بينما يكون تراجعها بطيئاً، فتبدأ بالانسحاب في بداية أيلول ولا تغادر الأراضي الهندية إلا في نهاية تشرين الثاني . كما إن أمطارها في فترة الانسحاب تكون أغزر منها في فترة التقدم.
الرياح الموسمية تبدو أكثر وضوحاً في حوض المحيط الهندي. والسبب في ذلك يعود إلى انغلاق المحيط الهندي من الشمال، مما يؤدي إلى تواجد ماء في الجنوب ويابس واسع في الشمال. لذلك فان اختلاف التسخين بين الماء واليابس يؤدي إلى هبوب هذه الرياح، أي إن الرياح الموسمية بشكل ما تشبه نسيم البر والبحر ولكن بشكل فصلي. الدراسات الحديثة عن هذه الظاهرة تبين إن السبب ليس فقط في اختلاف التسخين وإنما هناك الاضطرابات الطقسية وموقع التيارالنفاث شبة المداري والتيار النفاث الشرقي والتي كلها تلعب دوراً في مواعيد تقدم وتأخر هذه الظاهرة، لذلك فالظاهرة ليست بالبساطة التي كنا نتصورها سابقاً في الشتاء، يبرد اليابس الآسيوي كثيراً مما يكون ضغط عالي فوق سيبريا وهضبة التبت. تخرج منة رياح شمالية شرقية رياح تجارية اعتيادية بينما يكون الضغط الواطئ على المحيط الهندي الجنوبي نتيجة التسخين. لذلك فالرياح التجارية في نصف الكرة الشمالي لا تتوقف عند خط الاستواء وإنما ستعبره للوصول إلى مركز الضغط الواطئ جنوب خط الاستواء الرياح التجارية عندما تعبر خط الاستواء تتحول إلى رياح شمالية غربية بسبب تغير قوة كوريولس، فتسمى بالرياح الموسمية التي تؤثر على شمال استراليا. في هذا الفصل. وعلى الهند تكون الرياح من اليابس إلى الماء فتكون جافة. في فصل الصيف، تتغير الصورة تماماً، فنتيجة التسخين واحتماء الهند بجبال الهيمالايا التي تمنع عنها الرياح الباردة من وسط أسيا، فان مركزاً عميقاً للضغط الواطئ يتشكل في شمال غرب الهند والباكستان وعلى شمال شرق الهند. في حين يظهر ضغط عالي جنوب المحيط الهندي. لذلك تتحرك الرياح من جنوب خط الاستواء على شكل رياح تجارية جنوبية شرقية تتجه إلى الشمال الغربي. وعند عبورها خط الاستواء تتحول إلى رياح جنوبية غربية نتيجة تبدل قوة كوريولس، لذلك تصل إلى شبة القارة الهندية من الغرب والجنوب الشرقي. هذه هي الرياح الموسمية الصيفية التي تؤثر على الهند والباكستان. فان هذه الرياح في المواسم العادية تصل إلى الهند من جنوبها في 1 حزيران. كما يبدو من الشكل إن الموجة الرئيسية تتقدم من خليج البنغال. وتبدأ تقدمها السريع في شبة القارة الهندية حيث تصل إلى وسط الهند في 10 حزيران والى شمال غرب دلهي في بداية تموز وتصل إلى أقصى شمال غرب الهند وباكستان في 15 تموز. تبقى هذه الرياح مستمرة في هبوبها خلال أب ثم تبدأ بالانسحاب أولا من الشمال الغربي في بداية أيلول. وكما ذكرنا فأن الانسحاب البطيء يجعلها تصل إلى جنوب دلهي في 1 تشرين الأول في 15 تشرين الأول تنسحب هذه الرياح من كل شمال الهند ويبقى تأثيرها على وسط خليج البنغال وكل وسط الهند، ولا تكمل انسحابها من شبة القارة إلا في بداية كانون الأول. هذه الرياح في تقدمها وانسحابها تسقط منها أمطار غزيرة بسبب إنها تقطع مسافات كبيرة فوق المحيط الهندي مما يجعلها محملة ببخار الماء ولعمق كبير. كما إن سبب تأخر انسحابها هو إن فترة الانسحاب تتلاءم مع فترة نشاط الأعاصير المدارية في خليج البنغال مما يساعد على سقوط كميات كبيرة من المطر على المنطقة ويؤخر انسحاب الرياح الموسمية.
لو كانت الرياح الموسمية نتيجة التسخين فقط فيفترض إن تكون مواعيد تقدمها وانسحابها دقيقة جداً. ولكن يلاحظ إن مواعيد التقدم والانسحاب تتأخر أو تتقدم في مواعيدها عدة أسابيع. ومن خلال الدراسات في هذا المجال وجد أن تقدمها يتأثر بشكل كبير بموقع التيار النفاث شبة المداري الذي يكون موقعة جنوب جبال الهيمالايا في فصل الشتاء. فإذا تأخر انسحاب هذا التيار إلى موقعة الصيفي فوق هضبة التبت فان الرياح الموسمية يتأخر موعد تقدمها إلى الهند. كما وجدت دراسات أخرى إن التقدم للرياح يرتبط كذلك باكتمال تطور التيار النفاث الشرقي الذي يتكون فوق جنوب شرق أسيا ويمتد ليصل إلى سواحل شرق أفريقيا. كما إن الأمطار التي تسقط صيفاً على الهند ليست كلها نتيجة الرياح الموسمية وإنما قسم منها يعود إلى الاضطرابات الطقسية التي تحدث في المنطقة وخاصة الأمطار الناتجة عن تراجع الرياح الموسمية، حيث إن هذه الأمطار تتأثر بالأعاصير المدارية التي تتكون فوق خليج البنغال. إن هذا النظام قد أدى إلى أن تقسم السنة في الهند إلى ثلاثة أقسام أو فصول مختلفة بعضها عن البعض وهذه الأقسام هي:
(1) الفصل البارد ويمتد من تشرين الأول إلى آذار: في هذا الفصل يسيطر الضغط العالي في وسط أسيا، والضغط العالي شبة المداري على جنوب الهند على الوضع المناخي بشكل عام. لذلك تكون الرياح التجارية الشمالية الشرقية من اليابس هي المسيطرة على شبه القارة مما يجلب طقساً بارداً نسبياً بسبب تسلل هواء بارد من وسط أسيا . فتقل الأمطار أو تنعدم في وسط الهند، حيث تكون السماء فيها غالباً خالية من الغيوم بينما تتأثر المناطق الشمالية الغربية بالمنخفضات الجوية التي غالباً ما يكون مصدرها البحر المتوسط وتؤدي إلى سقوط أمطار متوسطة على الشمال الغربي وشمال الهند حيث تتراوح بين 25-125 ملم، معظمها على شكل ثلوج في المناطق الجبلية درجات الحرارة في هذا الفصل معتدلة إلى باردة في الشمال حيث تتراوح بين 10-13م، ومعتدلة في الوسط حيث تتراوح بين 13-21،م، ودافئة في الجنوب حيث تتراوح بين 21-25 م.
(2) الفصل الحار ويمتد بين شهري آذار وحزيران تنتقل الشمس في هذه الفترة إلى شمال خط الاستواء مما يرفع كثيراً من درجة الحرارة. إن توقف تسلل الرياح الشمالية بسبب ضعف الضغط العالي القطبي على أسيا وعمودية الشمس على الهند وعدم وصول الرياح الموسمية بعد هي من أهم الأسباب التي تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة تكون السماء خالية من الغيوم وتكثر العواصف الترابية نتيجة جفاف التربة والهواء، فترتفع الحرارة إلى 40م في شمال غرب الهند وقد تصل إلى 49 م. أما في وسط الهند فان الحرارة تتراوح بين 20 م في نيسان 35م في أيار. وتبقى بعض المناطق الشمالية من الهند خاصة في آذار ونيسان تتعرض لبعض المنخفضات الجوية المسببة لسقوط بعض الأمطار. إن ارتفاع الحرارة في هذه الفترة هو المسئول عن انخفاض الضغط الجوي فوق شبه القارة.
(3) الفصل المطير ويمتد بين حزيران وتشرين الأول: في هذا الفصل تتزايد درجة الحرارة في البداية مما يسمح بتكامل الضغط الخفيف على شبه القارة. وبالرغم من تكون بعض الغيوم نهاراً بسبب التسخين إلا إنها غالباً لا تسقط منها الأمطار. وفي حزيران يبدأ هبوب الرياح الموسمية على أقصى الجنوب. وما تلبث هذه الرياح أن تجتاح الهند كلها عند منتصف تموز. تسقط في هذا الفصل حوالي 85٪ من أمطار الهند لذلك فان حياة الهند تعتمد على أمطار هذا الفصل. إن تلبد السماء بالغيوم في هذا الفصل هي المسئولة عن انخفاض درجة الحرارة في هذا الفصل عن الفصل السابق، فلا تتجاوز درجة الحرارة في هذا الفصل عن 29م مما يجعلها في اغلب المناطق معتدلة قياساً لحرارة الفصل السابق. وتستلم المناطق الجبلية في هذا الفصل أغزر الأمطار حيث إن التضاريس الجبلية تعمل على رفع الهواء غير المستقر مما يسمح بتساقط الأمطار يومياً تقريباً على هذه المناطق. لذلك سنجد إن أكثر بقاع الأرض مطراً تقع في جبال الهملايا، ففي تشيروبونجي التي تستلم كمعدل حوالي 11,430ملم تعتبر أكثر بقاع الأرض مطراً. ولابد من القول إن أمطار هذا الفصل لیست غزيرة كل الأعوام، فهناك بعض السنوات التي تكون فيها الأمطار قليلة مما يسبب جفافاً عاماً أو جزئياً في مناطق الهند المختلفة. ويمكن القول إن التفاصيل المناخية داخل الإقليم المناخي الواحد قد تختلف بسبب العوامل الخاصة بكل منطقة إلا إنها تلتقي بالصفات العامة مع بقية أجزاء الإقليم.