x
هدف البحث
بحث في العناوين
بحث في اسماء الكتب
بحث في اسماء المؤلفين
اختر القسم
موافق
الحياة الاسرية
الزوج و الزوجة
الآباء والأمهات
الأبناء
مقبلون على الزواج
مشاكل و حلول
الطفولة
المراهقة والشباب
المرأة حقوق وواجبات
المجتمع و قضاياه
البيئة
آداب عامة
الوطن والسياسة
النظام المالي والانتاج
التنمية البشرية
التربية والتعليم
التربية الروحية والدينية
التربية الصحية والبدنية
التربية العلمية والفكرية والثقافية
التربية النفسية والعاطفية
مفاهيم ونظم تربوية
معلومات عامة
صفات الأخ
المؤلف: الشيخ خليل رزق
المصدر: نظام العلاقات الاجتماعية في نهج البلاغة
الجزء والصفحة: ص94ــ100
2024-10-31
159
1- أن يكون من أهل الخير:
قال (عليه السلام):
((قارن أهل الخير تكن منهم، وباين أهل الشر تَبِن عنهم، لا خير في معين مَهين(1)، ولا في صديق ظنين(2)))(3).
2- أن يكون صاحب رأي وعمل حسن:
قال (عليه السلام) في وصيته للحارث الهمذاني:
((واعلم أن أفضل المؤمنين أفضلهم تقدمةً من نفسه وأهله وماله، فإنَّك ما تُقَدِّم من خير يَبْقَ لك ذخره، وما تُؤَخِّرَهُ يَكُن لغيرك خيره، واحذر صحابه من يَفيلُ(4) رأيهُ، وَيُنْكَرُ عَمَلُهُ، فَإِن الصَّاحِبَ معتبرٌ بصاحبه))(5).
3- أن لا يكون من أهل الفسق:
وقال أيضاً (عليه السلام) في وصيته للحارث الهمذاني:
((وإِيَّاكَ ومُصَاحَبَة الفُسَّاق، فإن الشَّرَّ بالشَّرِّ مُلحَقِّ وَوَقِّرِ الله، وأحبب أحبَّاءَهَ، واحْذَرِ الغَضَبَ، فإنه جِند عظيمٌ مِن جُنُود إبليس، والسلام))(6).
4- أن لا يكون أحمقاً ولا فاجراً ولا كاذباً ولا بخيلاً:
قال (عليه السلام) في وصيته لابنه الحسن:
((يا بني: احفظ عنيا أربعاً، لا يَضُرَّك ما عملت مَعَهُنَّ:
إنَّ أغنى الغنى العقل، وأكبر الفَقْر الحُمْقُ، وأوحش الوَحْشَةِ العجب، وأكرم الحسب حُسْنُ الخلق)).
يا بني: إيَّاك ومصادقة الأحمق، فإنه يُريدُ أن ينفعك فيضُرَّك.
وأياك ومصادقة البخيل، فإنه يقعد عنك أحوج ما تكون إليه.
وأيَّاك ومصادقة الفاجر، فإنه يبيعك بالتَّافِه.
وإياك ومُصادقة الكذَّاب، فإنه كالسراب.. يُقَرِّبُ عليك البعيد، ويُبعد عليك القريب(7).
5- العلاقات الاجتماعية مع الجيران واليتامى والمساكين:
الإسلام دين الألفة والتوادد والتحابب في الله، دين الاجتماع والتعاون والتعاضد، وقد قال تبارك وتعالى في مقام الإمتنان على المؤمنين بنعمة الإلفة ممتدحاً صفة الإئتلاف.
{لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ} [الأنفال: 63]
وقد أمر القرآن الكريم المسلمين بالإتحاد والإتفاق متمسكين بحبل الله المتين وعدم الفرقة وبهذا الأمر امتازت طبيعة المجتمع الإسلامي. وإنطلاقاً من هذا المبدأ ركز الإسلام العلاقات الإجتماعية بين البشر وكان مما أكد عليه الإسلام وأوصى به هو حُسنُ الجوار.
وقد أشار الإمام علي (عليه السلام) إلى هذا بقوله:
((الله الله في جيرانكم، فإنَّهم وصيَّةُ نَبِيِّكُم، ما زال يوصي بهم حتى ظننا أنه سيورثهم))(8).
وقال (عليه السلام):
((سل عن الرفيق قبل الطريق، وعن الجار قبل الدار))(9).
ووصف (عليه السلام) الإنسان المتقي بأنه الذي لا يَضَرُّ بالجار فقال عن صفات المتقي: ((... ولا يُضار بالجار ))(10).
وأشار (عليه السلام) إلى أن حُسن الجوار هو من الخصال الحميدة فقال:
((فإن كان لا بد من العصبية ... فتعصبوا لخلال الحمد من الحفظ للجوار، والوفاء بالدمام، والطاعة للبر ...))(11).
ومن الأوصاف المهمة التي وصف الله تبارك وتعالى بها المؤمنين هي صفة التراحم والتعاطف فيما بينهم فقال سبحانه وتعالى:
{مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ} [الفتح: 29].
فالمؤمنون إذن هم المتراحمون والمتعاطفون فيما بينهم، يرحم بعضهم بعضاً، ويعطف كل منهم على الآخر. وهذه الصفة هي من أهم الصفات والفضائل والمكارم، لأنها تؤدي إلى عدم وجود محتاج ولا بائس ولا مسكين في وسط المجتمع.
لأن المستطيع من أفراد المجتمع لا بد أن يُبادر حينئذ إلى مد يد المعونة إلى الضعيف، ويفتش عن الفقراء والمساكين، ويجهد نفسه في سد حاجاتهم ورفع الكرب عنهم. ويسعى إلى الإحسان إلى اليتيم. وغيرها من أعمال الخير والإحسان التي أوصى بها الإسلام.
ونجد في كلام الإمام علي (عليه السلام) ما يدعو فيه إلى فعل الخير والبر والإحسان وإطعام اليتيم.
قال (عليه السلام):
ـ بروا أيتامكُمْ وواسوا فُقراءكُم وارفُقُوا بِضُعفائِكُم.
ـ كافل اليتيم والمسكين عند الله من المكرمين.
ـ من أفضل البرِّ بِرُّ الأيتام .
- من ظَلَمَ يتيماً عقَّ أولاده.
- ظلم اليتامى والأيامى يُنْزِلُ النَّقم ويَسْلُبُ النَّعَمَ أهلَها(12).
وفي كلام له (عليه السلام) يقول:
((فإذا رأيتم خيراً فأعينوا عليه، وإذا رأيتم شراً فاذهبوا عنه، فإن رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يقول:
((يـا بــن آدم، إعمل الخير ودع الشـر، فإذا أنـت جـوادٌ قاصد))(13).
وقال (عليه السلام):
((عباد الله، إنه ليس لما وعد الله من الخير ترك، ولا فيما نَهَى عنه من الشرِّ مَرْغَب))(14).
وقال (عليه السلام) في بيان من هو أفضل المؤمنين.
((واعلم أنَّ أفضل المؤمنين أفضلهم تقدمةً من نفسه وأهله وماله))(15).
وقال (عليه السلام):
((إفعلوا الخير ولا تحقروا منه شيئاً، فإنَّ صغيره كبير وقليله كثير ولا يقولن أحدكم: إنَّ أحداً أولى بفعل الخير مني، فيكون والله كذلك))(16).
وقال (عليه السلام) بأن أحب العباد إلى الله هو العبد الذي لا يترك فعل الخير:
((عباد الله، إن من أحب عباد الله إليه عبداً... لا يَدَعُ لخير غايةً إلا أمَّها ، ولا مظنَّةٌ إلا قَصَدها))(17).
وقد نهى (عليه السلام) فاعل الخير عن المنّ بإحسانه فقال:
((وإياك والمن على رعيّتك بإحسانك، فإن المن يبطل الإحسان))(18).
ونهى أيضاً عن فعل الخير في غير موضعه وعند غير أهله فقال (عليه السلام):
((وليس لواضع المعروف في غير حقّه، وعند غير أهله، من الحظ فيما أتى إلا محمدةُ اللئام، وثناء الأشرار))(19).
_______________________________
(1) مهين: بفتح الميم بمعنى حقير.
(2) الظنين: المتهم.
(3) نهج البلاغة : الرسالة 31.
(4) فَالَ الرأي يَفيلُ : أي ضَعُفَ.
(5) نهج البلاغة : الكتاب 69.
(6) نهج البلاغة : الكتاب 69.
(7) نهج البلاغة : الحكمة 38.
(8) نهج البلاغة : الكتاب 47.
(9) نهج البلاغة : الكتاب 31.
(10) نهج البلاغة : الخطبة 193.
(11) نهج البلاغة : الخطبة 192.
(12) راجع تصنيف غرر الحكم: مصطفى درايتي ص 409. الفصل السادس في اليتيم.
(13) نهج البلاغة : الخطبة 176.
(14) نهج البلاغة : الخطبة 157.
(15) نهج البلاغة : الكتاب 69.
(16) نهج البلاغة : الحكمة 422.
(17) نهج البلاغة : الخطبة 87.
(18) نهج البلاغة : الكتاب 53.
(19) نهج البلاغة : الكتاب 142.