1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : الحياة الاسرية : الزوج و الزوجة :

تقاسم الأدوار

المؤلف:  الشيخ توفيق حسن علوية

المصدر:  مائة نصيحة للزوج السعيد

الجزء والصفحة:  ص310ــ314

2024-10-10

259

الزوج السعيد هو الذي يقوم بدوره الفعّال في الحياة الزوجية، ويفسح المجال لزوجته لتقوم بدورها الفعال أيضاً.

ولكلا الزوجين أن يحددا أي دور لكل منهما وفي أي مجال شريطة عدم الوصول إلى نوبة المحرمات الشرعية والإخلال بالآداب العامة.

إلا أن الصيغة الأفضل هي الصيغة التي أجراها الرسول (صلى الله عليه وآله) للإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) وللسيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، حيث ضمن علي (عليه السلام) لفاطمة (عليها السلام) ما خلف الباب، وضمنت سيدتنا فاطمة (عليها السلام) لعلي (عليه السلام) ما هو داخل البيت، ففي تفسير العياشي عن الإمام الباقر (عليه السلام) قال: إن فاطمة (عليها السلام) ضمنت لعلي (عليه السلام) عمل البيت والعجين والخبز، وقمّ البيت، وضمن لها علي (عليه السلام) ما كان خلف الباب: نقل الحطب وأن يجيء بالطعام(1).

ولكن هذا لا يعني أن أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يعمل داخل البيت، ولا يعني أيضاً أن السيدة فاطمة (عليها السلام) لم تشارك خارج البيت بالأعمال السياسية، والحربية، والعلمية، والإجتماعية، بل على العكس من ذلك فإن أمير المؤمنين (عليه السلام) كان يساعد سيدتنا فاطمة (عليها السلام) داخل البيت، وفاطمة (عليها السلام) كانت تشارك بالأعمال العامة خارجاً.

هذا وقد قدم ميردوك Murdock تفسيراً فسيولوجياً للاختلافات بين الجنسين في تقسيم العمل، فهو يرى أن الرجل بقوته الجسمانية المتفوقة يستطيع القيام بالأعمال العنيفة لأنه ليس معوقاً كالمرأة بالأعباء الفسيولوجية للحمل والرضاعة، ولهذا يستطيع الإبتعاد عن أسرته للقنص أو الصيد أو الرعي أو التجارة، أما الأعمال الخفيفة التي يمكن إنجازها في المنزل أو قريباً منه فتستطيع المرأة القيام بها(2).

أما وليام جود Goode فقد اعتبر ذلك أمراً مفروغاً منه إلا أن هذا لا يعني أن تبقى المرأة حبيسة البيت، أو أن أدوار النساء والرجال لا بد أن تختلف(3).

وكلامه صحيح في الشق الأول أي عدم كون ذلك يعني أن تكون المرأة حبيسة المنزل، أما الشق الثاني أي عدم اختلاف الأدوار ففي بعض الجهات هذا الكلام صحيح وفي بعضه الآخر يصح ولكنه لا يجدي.

ونستطيع القول أن قيام الرجل بدور المرأة في المنزل لا ينبغي أن يكون عامل ضعف وتوهين بل لا بد أن يكون عامل خير لأنه فيه الأجر الكبير عند الله عزّ وجل، وفي بعض الأخبار قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لعلي (عليه السلام) حينما رأه يساعد سيدتنا الزهراء (عليها السلام): ((لا يخدم العيال إلا صديق أو شهيد))(4)، نعم الأصل أن هذا العمل يكون للمرأة لأنه يتلاءم معها أشد التلاءم بل حتى لو قام به الرجل إلا أن فعالية عمله وجدواها لا تكون كفعالية عمل المرأة وجدواها، وإذا كان الأصل في ذلك أن يكون العمل المنزلي للمرأة إلا أن نيابة الرجل عنها لا بد منه في حال عدم تمكن المرأة من ذلك لسبب أو آخر، فتختلف إمكانات معالجة الأشياء تبعاً للأشخاص، فإذا كانت الأطباق في حاجة إلى غسل والملابس في حاجة إلى كي فالزوجة هي التي تقوم بهذه الأعمال في العادة، ولكن إذا حدثت ظروف تحول دون قيامها بذلك فإن العرض يجب أن يستمر أي أن كل زوج يكون بديلاً لزوجته، وكل زوجة تكون بديلة لزوجها ولكن كثيراً من الأزواج لا يرحبون بالقيام بمثل هذه الأعمال، إلا أن الضغوط الأخلاقية والظروف الواقعية تفرض عليهم الرضوخ لأنه إذا لم ينهضوا بهذه الأعباء يتعرضون للوم ونقد الزوجات، ويمكن أن يشعروا بتأنيب الضمير أيضاً(5).

ونحن ها هنا نذكر جملة من الأمور المتعلقة بالأعمال لكلا الزوجين(6):

أ ـ توجد في كل مجتمع قواعد نظامية ثقافية متداخلة في تنميط الأعمال تبعاً للجنس، فبعض الأنشطة تكون دائماً تابعة للرجال وبعض الأعمال تقوم بها النساء، فالزوجة تقوم دائماً بالأعمال المنزلية (الطبخ، التنظيف، غسل الملابس وما شابه ذلك) هذا بالإضافة إلى عبء رعاية الأطفال (إذا كان لديها أطفال).

ب ـ في معظم المجتمعات تقوم الزوجات بأشياء أكثر من «الأعمال المنزلية» و(رعاية الأطفال) فهن يسهمن أيضاً في الأنشطة الإقتصادية سواء كن مقيمات في الريف أو الحضر.

جـ ـ يمكن بناءً على عدم التمييز أو التباين الواضح في العمل في بعض المجتمعات أن يساعد الأزواج زوجاتهم في الأعمال المنزلية، في الوقت الذي يستبعد ذلك في مجتمعات أخرى، حيث يعتبر الأزواج أن القيام بهذه الأعمال يجلب العار ويستدعي الخجل.

د ـ إن إمكانية المساعدة أو القيام بالأعمال المنزلية تحتم التواجد بالمنزل، ولهذا فإن العوامل أو الظروف التي تبعد الزوج أو الزوجة عن المنزل تنقص من مشاركتهما في الأعمال المنزلية. ولكن حتى إذا كان الزوجان معاً في نفس الوقت فإنهما لا يتساويان. فالزوج يمكن أن يكون في المنزل بجسده بينما يكون عقله مشغولاً بمسؤوليات وظيفته.

هـ ـ ومن المعروف أن الزوجات الريفيات أكثر إسهاماً وإنهماكاً ومقدرة في الأعمال المنزلية إذا قورن بالزوجات في المدينة. ومع أن الأزواج في القرية تكون أعمالهم في العادة قريبة من منازلهم إلا أنهم لا يشاركون على الإطلاق في الأعمال المنزلية والمرأة الريفية لا تقوم بالأعمال الأنثوية فقط بل تشارك أيضاً في أعمال الرجل، وهذا يرجع إلى أن أعمال الذكور لا تخضع لتحديد واضح في القرية. وقد يقال: أن زوجات المدينة مدللات إذا قورن بزوجات القرية فإن نفس القول يمكن أن يصدق على الأزواج في القرية إذا قورنوا بالأزواج في المدينة...

و - تبين من دراسة أجريت على الأسرة أن الأزواج ذوي الدخول المرتفعة أقل مشاركة في الأعمال المنزلية، لأنهم في العادة ينشغلون كلية بعملهم، وتستطيع الزوجة نظراً لثراء الزوج أن تستخدم الخدم للقيام بدلاً منها بالأعمال المنزلية، ومع ذلك تقع مسؤولية أداء العمل بالمنزل كلها على عاتق الزوجة سواء أنجزت بعض هذا العمل بنفسها أو أنجزه غيرها تحت إشرافها.

ز ـ ليس الأزواج فقط هم المستغرقون في العمل خارج المنزل، فهناك عديد من الزوجات يعملن أيضاً، وليس هناك شك في أن عمل كل من الزوج والزوجة يؤثر على مدى إنجاز الأعمال المنزلية ومن الواضح نتيجة دراسات عديدة وجود ذلك الفرق الواضح في إنجاز الأعمال المنزلية بين الزوجات المتفرغات وبين الزوجات العاملات، فعندما تكون الزوجة بعيدة عن المنزل معظم ساعات النهار فإنها تواجه أعباء عملين في نفس الوقت، عملها الذي تحصل منه على مرتبها بالإضافة إلى عبء الأعمال المنزلية. وقد يشعر الزوج تحت ضغط هذه الظروف أن عليه التزاماً بمساعدة زوجته في أعمالها بالمنزل، ومع ذلك فمما لا شك فيه أن حياة المرأة العاملة شاقة وعسيرة إذا قورنت بحياة الزوجة المتفرغة من حيث رعايتها لمنزلها وأسرتها. ويستطيع الزوج أحياناً أن ينقذ الموقف بتخفيف العبء الجسماني عنها، وأن يقلل إلى الحد الأدنى من درجة الإستياء الموجهة له نتيجة عزوفه عن المشاركة والإسهام، ومع ذلك فإن مقدرة الزوج على تقديم العون لزوجته تعتمد على الوقت الذي يقضيه في عمله. فإذا كان يعمل فترة واحدة في اليوم فإنه في بقية ساعات فراغه يستطيع مساعدة زوجته، أما إذا كان يعمل وقتاً إضافياً، فإن مساعدته تهبط إلى الحد الأدنى وقد لا يساعدها على الإطلاق.

حـ ـ يصل الزوج إلى مرحلة معينة لا يعمل فيها، وذلك عندما يُحال إلى المعاش ولا يزاول أي نشاط أو عمل آخر، إلا أنه مع ذلك لا يساعد زوجته بصورة مرضية، بل قد يكون معوقاً لها في كثير من الأحيان بكثرة طلباته.

ط ـ يظهر عند مقارنة الأسر ذات الدخل الواحد والأسر ذات الدخلين من ناحية درجة النمطية في توزيع الأعمال اختلاف في الأدوار، ويتجلى ذلك في الأسر التي تكون الزوجة فيها عاملة ويكون دخل الزوج في نفس الوقت منخفضاً جداً. ويرجع ذلك إلى أن الأسرة ذات الدخل المرتفع يمكنها استخدام من يقوم بالأعمال المنزلية أو استخدام الأدوات المنزلية الحديثة.

أما في الأسر منخفضة الدخل، فإن الزوجة تقوم بنفسها بجيمع الأعمال وعلى الزوج في هذه الحالة أن يساهم في العمل وأن يساعد زوجته(7).

_____________________________

(1) فاطمة من المهد إلى اللحد، ص 142.

(2) الأسرة والحياة العائلية، ص 203.

(3) م. ن، ص 204.

(4) م. ن.

(5) الأسرة والحياة العائلية، ص201 - 202.

(6) م. ن، ص 204 وما بعدها.

(7) م. ن.