علم الحديث
تعريف علم الحديث وتاريخه
أقسام الحديث
الجرح والتعديل
الأصول الأربعمائة
الجوامع الحديثيّة المتقدّمة
الجوامع الحديثيّة المتأخّرة
مقالات متفرقة في علم الحديث
أحاديث وروايات مختارة
الأحاديث القدسيّة
علوم الحديث عند العامّة (أهل السنّة والجماعة)
علم الرجال
تعريف علم الرجال واصوله
الحاجة إلى علم الرجال
التوثيقات الخاصة
التوثيقات العامة
مقالات متفرقة في علم الرجال
أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)
اصحاب الائمة من التابعين
اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني
اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث
علماء القرن الرابع الهجري
علماء القرن الخامس الهجري
علماء القرن السادس الهجري
علماء القرن السابع الهجري
علماء القرن الثامن الهجري
علماء القرن التاسع الهجري
علماء القرن العاشر الهجري
علماء القرن الحادي عشر الهجري
علماء القرن الثاني عشر الهجري
علماء القرن الثالث عشر الهجري
علماء القرن الرابع عشر الهجري
علماء القرن الخامس عشر الهجري
ما الفرق بين كتاب علي والجفر؟
المؤلف:
الشيخ محمد أمين الأميني.
المصدر:
المروي من كتاب علي (عليه السلام).
الجزء والصفحة:
ص 22 ـ 24.
2024-10-02
645
الظاهر المستفاد من الأخبار هو المغايرة، وذلك لاختلاف الأوصاف والمواصفات، وظهور العطف الموجود في بعض الروايات:
روى محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن موسي، عن عليّ بن إسماعيل، عن صفوان، عن عبد الله بن المغيرة، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: سمعته يقول: وَيْحَكُمْ أَ تَدْرُونَ مَا الْجَفْرُ؟! إِنَّمَا هُوَ جِلْدُ شَاةٍ لَيْسَتْ بِالصَّغِيرَةِ وَلَا بِالْكَبِيرَةِ، فِيهَا خَطُّ عَلِيٍّ (عليه السلام) وَإِمْلَاءُ رسول الله (صلى الله عليه وآله) مِنْ فَلْقِ، فِيهِ مَا مِنْ شَيْءٍ يُحْتَاجُ إِلَيْهِ إِلَّا وَهُوَ فِيهِ، حَتَّى أَرْشُ الْخَدْشِ (1).
يظهر من الخبر أنّ الجفر هو غير الصحيفة والجامعة التي هي نفس كتاب علي، وذلك لكون الجفر هو جلد شاة ليست بصغيرة ولا كبيرة، وهذا غير ما روي في وصف كتاب علي (عليه السلام) من كونه سبعين ذراعاً، كما أنّ ظاهر العطف المغايرة، كما روى ابن الصفار عن السّندي بن محمد، عن أبان بن عثمان، عن عليّ بن الحسين، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إِنَّ عَبْدَ الله بْنَ الْحَسَنِ يَزْعُمُ أَنَّهُ لَيْسَ عِنْدَهُ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا مَا عِنْدَ النَّاسِ، فَقَالَ: صَدَقَ وَاللَّهِ! عَبْدُ الله بْنُ الْحَسَنِ مَا عِنْدَهُ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا مَا عِنْدَ النَّاسِ، وَلَكِنَّ عِنْدَنَا وَالله الْجَامِعَةَ، فِيهَا الْحَلَالُ وَالْحَرَامُ، وَعِنْدَنَا الْجَفْرُ، أَيَدْرِي عَبْدُ الله بْنُ الْحَسَنِ مَا الْجَفْرُ؟! مِسْكُ معز (2) أَمْ مِسْكُ شَاةٍ، وَعِنْدَنَا مُصْحَفُ فَاطِمَةَ (عليها السلام)، أَمَا وَالله مَا فِيهِ حَرْفٌ مِنَ الْقُرْآنِ، وَلَكِنَّهُ إِمْلَاءُ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله) وَخَطُّ عَلِيٍّ (عليه السلام)، كَيْفَ يَصْنَعُ عَبْدُ الله إِذَا جَاءَ النَّاسُ مِنْ كُلِّ أُفُقٍ يَسْأَلُونَهُ (3).
وروى عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن عليّ، عن عبد الله بن سنان، عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: ذكروا ولد الحسن فذكروا الجفر، فقال: وَالله إِنَّ عِنْدِي لَجِلْدَيْ مَاعِزٍ وَضَأْنٍ إِمْلَاءَ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله) وَخَطَّهُ عَلِيٌّ (عليه السلام) بِيَدِهِ، عِنْدِي لَجِلْدٌ سَبْعِينَ ذِرَاعاً إِمْلَاءَ رَسُولِ الله (صلى الله عليه وآله) وَخَطَّهُ عَلِيٌّ (عليه السلام) بِيَدِهِ، وَإِنَّ فِيهِ لَجَمِيعَ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ النَّاسُ حَتَّى أَرْشَ الْخَدْشِ (4).
وروى أيضاً عن عليّ بنِ الحسنِ بنِ الحسين السحائي (5)، عن محوّل بن إبراهيم، عن أبي مريم قال: قال لي أبو جعفر (عليه السلام): عِنْدَنَا الْجَامِعَةُ، وَهِيَ سَبْعُونَ ذِرَاعاً، فِيهَا كُلُّ شَيْءٍ حَتَّى أَرْشُ الْخَدْشِ، إِمْلَاءُ رسول الله (صلى الله عليه وآله) وَخَطُّ عَلِيٍّ (عليه السلام)، وَعِنْدَنَا الْجَفْرُ وَهُوَ أَدِيمٌ عُكَاظِيٌّ قَدْ كُتِبَ فِيهِ حَتَّى مُلِئَتْ أَكَارِعُهُ، فِيهِ مَا كَانَ وَمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ (6).
وعن أبي عبيدة قال: سأل أبا عبد الله (عليه السلام) بعض أصحابنا عن الجفر فقال: هُوَ جِلْدُ ثَوْرٍ مَمْلُوءٌ عِلْماً، فَقَالَ لَهُ: مَا الْجَامِعَةُ؟ فَقَالَ: تِلْكَ صَحِيفَةٌ طُولُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعَاً فِي عَرْضِ الأَدِيمِ مِثْلُ فَخْذِ الْفَالِجِ، فِيهَا كُلُّ مَا يَحْتاجُ النّاسُ إِلَيْهِ، وَلَيْسَ مِنْ قَضِيَّةٍ إِلَّا وَهِيَ فِيهَا حَتَّى أَرْشُ الْخَدْشِ (7).
نعم، هناك احتمال آخر وهو أن يكون كتاب علي وغيره من جملة الجفر، بحيث يشمل الجفر الكتاب ومصحف فاطمة والسلاح وغيره، ولعل يدل عليه ما روي عن عنبسة بن مصعب قال: كنا عند أبي عبدالله (عليه السلام) فأثنى عليه بعض القوم حتى كان من قوله: وأخزى الله عدو له (8) من الجن والإنس، فقال أبو عبدالله (عليه السلام): لَقَدْ كُنَّا وَعَدُوُّنَا كَثِيرٌ، وَلَقَدْ أَمْسَيْنَا وَمَا أَحَدٌ أَعْدَى لَنَا مِنْ ذَوِي قَرَابَاتِنَا وَمَنْ يَنْتَحِلُ حُبَّنَا، إِنَّهمْ لَيَكْذِبُونَ عَلَيْنَا فِي الْجَفْرِ، قال: قلت: أصلحك الله، وما الجفر؟ قال: هوَ وَاللهِ مِسْكُ مَاعِزٍ وَمِسْكُ ضَأْنٍ، يَنْطَبِقُ أَحَدُهُمَا بَصَاحِبِهِ، فِيهِ سِلَاحُ رسول الله (صلى الله عليه وآله) وَالْكُتُبُ وَمُصْحَفُ فَاطِمَةَ، أَمَا وَاللهِ مَا أَزْعَمُ أَنَّهُ قُرْآنٌ (9).
وروى عن محمّد بن عيسى، عن ابن أبي عمير، عن عمر بن أذينه، عن عليّ بن سعيد، قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول: أَمَّا قَوْلُهُ فِي الْجَفْرِ إِنَّمَا هُوَ جِلْدُ ثَوْرٍ مَدْبُوغٌ كَالْجِرَابِ، فِيهِ كُتُبٌ، وَعِلْمُ مَا يَحْتَاجُ إِلَيْهِ النَّاسُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مِنْ حَلَالٍ أَوْ حَرَامٍ، إِمْلَاءُ رسول الله (صلى الله عليه وآله) وَخَطُّ عَلِيٍّ (عليه السلام) (10).
ويؤيّده ما روي عن أبي القاسم الكوفي عن بعض أصحابه قال: ذكر ولد الحسن الجفر فقالوا: ما هذا بشيء، فذكر ذلك لأبي عبد الله (عليه السلام) فقال: نَعَمْ، هُمَا إِهَابَانِ: إِهَابُ مَاعِزٍ، وَإِهَابُ ضَأنٍ، مَمْلُوَّانِ كُتُباً، فِيِهما كُلٌّ شيْءٍ حَتَّى أَرْشُ الْخَدْشِ (11).
ولكن هذا الاحتمال لا يساعده ظهور الأخبار السابقة والآتية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بصائر الدرجات، ص 155، ح 12، عنه: بحار الأنوار، ج 26، ص 46، ح 83.
(2) بعير. كذا في البحار.
(3) بصائر الدرجات، ص 157، ح 19، عنه: بحار الأنوار، ج 26، ص 46، ح 84.
(4) بصائر الدرجات، ص 159، ح 26، عنه: بحار الأنوار، ج 26، ص 47، ح 88.
(5) وفي نسخة: السِّنْجَالِي.
(6) بصائر الدرجات، ص 160، ح 31، عنه: بحار الأنوار، ج 26، ص 48، ح 90.
(7) بصائر الدرجات، ص 153، ح 6.
(8) عدوك. كذا في البحار.
(9) بصائر الدرجات، ص 154، ح 9.
(10) بصائر الدرجات، ص 161، ح 34، عنه: بحار الأنوار، ج 26، ص 49، ح 93.
(11) بصائر الدرجات، ص 155، ح 11، عنه: بحار الأنوار، ج 26، ص 45، ح 82.