1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

النبي الأعظم محمد بن عبد الله

أسرة النبي (صلى الله عليه وآله)

آبائه

زوجاته واولاده

الولادة والنشأة

حاله قبل البعثة

حاله بعد البعثة

حاله بعد الهجرة

شهادة النبي وآخر الأيام

التراث النبوي الشريف

معجزاته

قضايا عامة

الإمام علي بن أبي طالب

الولادة والنشأة

مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام)

حياة الامام علي (عليه السّلام) و أحواله

حياته في زمن النبي (صلى الله عليه وآله)

حياته في عهد الخلفاء الثلاثة

بيعته و ماجرى في حكمه

أولاد الامام علي (عليه السلام) و زوجاته

شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة

التراث العلوي الشريف

قضايا عامة

السيدة فاطمة الزهراء

الولادة والنشأة

مناقبها

شهادتها والأيام الأخيرة

التراث الفاطمي الشريف

قضايا عامة

الإمام الحسن بن علي المجتبى

الولادة والنشأة

مناقب الإمام الحسن (عليه السّلام)

التراث الحسني الشريف

صلح الامام الحسن (عليه السّلام)

أولاد الامام الحسن (عليه السلام) و زوجاته

شهادة الإمام الحسن والأيام الأخيرة

قضايا عامة

الإمام الحسين بن علي الشهيد

الولادة والنشأة

مناقب الإمام الحسين (عليه السّلام)

الأحداث ما قبل عاشوراء

استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء

الأحداث ما بعد عاشوراء

التراث الحسينيّ الشريف

قضايا عامة

الإمام علي بن الحسين السجّاد

الولادة والنشأة

مناقب الإمام السجّاد (عليه السّلام)

شهادة الإمام السجّاد (عليه السّلام)

التراث السجّاديّ الشريف

قضايا عامة

الإمام محمد بن علي الباقر

الولادة والنشأة

مناقب الإمام الباقر (عليه السلام)

شهادة الامام الباقر (عليه السلام)

التراث الباقريّ الشريف

قضايا عامة

الإمام جعفر بن محمد الصادق

الولادة والنشأة

مناقب الإمام الصادق (عليه السلام)

شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)

التراث الصادقيّ الشريف

قضايا عامة

الإمام موسى بن جعفر الكاظم

الولادة والنشأة

مناقب الإمام الكاظم (عليه السلام)

شهادة الإمام الكاظم (عليه السلام)

التراث الكاظميّ الشريف

قضايا عامة

الإمام علي بن موسى الرّضا

الولادة والنشأة

مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام)

موقفه السياسي وولاية العهد

شهادة الإمام الرضا والأيام الأخيرة

التراث الرضوي الشريف

قضايا عامة

الإمام محمد بن علي الجواد

الولادة والنشأة

مناقب الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)

شهادة الإمام محمد الجواد (عليه السّلام)

التراث الجواديّ الشريف

قضايا عامة

الإمام علي بن محمد الهادي

الولادة والنشأة

مناقب الإمام علي الهادي (عليه السّلام)

شهادة الإمام علي الهادي (عليه السّلام)

التراث الهاديّ الشريف

قضايا عامة

الإمام الحسن بن علي العسكري

الولادة والنشأة

مناقب الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)

شهادة الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام)

التراث العسكري الشريف

قضايا عامة

الإمام محمد بن الحسن المهدي

الولادة والنشأة

خصائصه ومناقبه

الغيبة الصغرى

السفراء الاربعة

الغيبة الكبرى

علامات الظهور

تكاليف المؤمنين في الغيبة الكبرى

مشاهدة الإمام المهدي (ع)

الدولة المهدوية

قضايا عامة

سيرة الرسول وآله : النبي الأعظم محمد بن عبد الله : قضايا عامة :

بعض صفات النبي « صلى الله عليه وآله » وأخلاقه ومعجزاته

المؤلف:  الشيخ علي الكوراني

المصدر:  السيرة النبوية عند أهل البيت عليهم السلام

الجزء والصفحة:  ج1، ص568-587

2024-09-19

149

1 - من وصف أمير المؤمنين ( ( ع ) ) لرسول الله ( ( صلى الله عليه وآله ) )

في أمالي الطوسي / 340 ، قالوا لأمير المؤمنين ( عليه السلام ) : « صف لنا نبينا ( صلى الله عليه وآله ) كأننا نراه ، فإنا مشتاقون إليه ! قال : كان النبي ( صلى الله عليه وآله ) أبيض اللون ، مشرباً حمرة ، أدعج العين ، سبط الشعر ، كث اللحية ، ذا وفرة ، دقيق المسربة « شعر الصدر » كأنما عنقه إبريق فضة ، يجري في تراقيه الذهب ، له شعر من لبته إلى سرته ، كقضيبٍ خِيطَ إلى السرة ، وليس في بطنه ولا صدره شعر غيره .

شثن الكفين والقدمين ، شثن الكعبين ، إذا مشى كأنما ينقلع من صخر ، إذا أقبل كأنما ينحدر من صبب ، إذا التفت التفت جميعاً بأجمعه كله .

ليس بالقصير المتردد ، ولا بالطويل الممعَّط « المفرط » وكان في وجهه تدوير ، إذا كان في الناس غمرهم ، كأنما عرقه في وجهه اللؤلؤ ، عرقه أطيب من ريح المسك .

ليس بالعاجز ولا باللئيم ، أكرم الناس عشرة ، وألينهم عريكة ، وأجودهم كفاً . من خالطه بمعرفةٍ أحبه ، ومن رآه بديهةً هابه . له غرةٌ بين عينيه . يقول ناعته : لم أر قبله ولا بعده مثله ( صلى الله عليه وآله ) » .

« مستقرُّهُ خيرُ مستقر ، ومنبتُه أشرف منبت ، في معادن الكرامة ، ومماهد السلامة .

قد صرفت نحوه أفئدة الأبرار ، وثُنيت إليه أزمة الأبصار . دفن الله به الضغائن ، وأطفأ به الثوائر . ألف به إخواناً ، وفرّق به أقراناً ، أعز به الذلة ، وأذل به العزة . كلامه بيان ، وصمته لسان » . نهج البلاغة / الخطبة : 94 ، 187 .

« فتأس بنبيك الأطيب الأطهر ( صلى الله عليه وآله ) فإن فيه أسوةً لمن تأسى ، وعزاءً لمن تعزَّى . وأحبُّ العباد إلى الله المتأسِّي بنبيه والمقتصُّ لأثره . قضم الدنيا قضماً ، ولم يُعِرْهَا طرفاً . أهضم أهل الدنيا كشحاً ، وأخمصهم من الدنيا بطناً . عرضت عليه الدنيا فأبى أن يقبلها . علم أن الله سبحانه أبغض شيئاً فأبغضه ، وحقر شيئاً فحقره ، وصغَّر شيئاً فصغَّره . ولو لم يكن فينا إلاّ حبنا ما أبغض الله ورسوله ، وتعظيمنا ما صغَّر الله ورسوله لكفى به شقاقاً لله ، ومحادَّةً عن أمر الله !

ولقد كان ( صلى الله عليه وآله ) يأكل على الأرض ، ويجلس جلسة العبد ، ويخصف بيده نعله ، ويرقع بيده ثوبه ، ويركب الحمار العاري ، ويردف خلفه . ويكون السّتر على باب بيته فتكون فيه التّصاوير فيقول : يا فلانة لإحدى أزواجه غيبيه عني ، فإني إذا نظرت إليه ذكرت الدّنيا وزخارفها . فأعرض عن الدنيا بقلبه ، وأمات ذكرها من نفسه ، وأحب أن تغيب زينتها عن عينه ، لكيلا يتخذ منها رياشاً ، ولا يعتقدها قراراً ، ولا يرجو فيها مقاماً . فأخرجها من النفس ، وأشخصها عن القلب ، وغيّبها عن البصر . وكذلك من أبغض شيئاً أبغض أن ينظر إليه ، وأن يذكر عنده . ولقد كان في رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ما يدلّك على مساوئ الدنيا وعيوبها ، إذ جاع فيها مع خاصّته ، وزويت عنه زخارفها مع عظيم زلفته .

فلينظر ناظر بعقله ، أكرم الله محمّداً بذلك أم أهانه ؟ فإن قال : أهانه فقد كذب والله العظيم بالإفك العظيم . وإن قال أكرمه ، فليعلم أنّ الله قد أهان غيره حيث بسط الدّنيا له ، وزواها عن أقرب النّاس منه » . نهج البلاغة / 88 ح ، 580 .

« فقاتلَ بمن أطاعه من عصاه ، يسوقهم إلى منجاتهم ، ويبادر بهم السّاعة أن تنزل بهم . يحسر الحسير « يعالج الضعيف » ويقف الكسير فيقيم عليه حتّى يلحقه غايته ، إلاّ هالكاً لا خير فيه . حتّى أراهم منجاتهم ، وبوّأهم محلّتهم ، فاستدارت رحاهم واستقامت قناتهم » . نهج البلاغة / الخطبة : 102 ، 198 .

« اللهم داحي المدحوات ، وداعم المسموكات ، وجابل القلوب على فطرتها ، شقيها وسعيدها ، اجعل شرائف صلواتك ، ونوامي بركاتك ، على محمد عبدك ورسولك ، الخاتم لما سبق ، والفاتح لما انغلق ، والمعلن الحق بالحق ، والدافع جيشات الأباطيل ، والدامغ صولات الأضاليل ، كما حمل فاضطلع قائماً بأمرك ، مستوفزاً في مرضاتك ، غير ناكلٍ عن قدم ، ولا واه في عزم ، واعياً لوحيك ، حافظاً لعهدك ، ماضياً على نفاذ أمرك ، حتى أورى قبس القابس ، وأضاء الطريق للخابط ، وهديت به القلوب بعد خوضات الفتن ، وأقام موضحات الأعلام ونيرات الأحكام ، فهو أمينك المأمون ، وخازن علمك المخزون ، وشهيدك يوم الدين ، وبعيثك بالحق ، ورسولك إلى الخلق .

اللهم افسح له مفسحاً في ظلك ، واجزه مضاعفات الخير من فضلك . اللهم أعْلِ على بناء البانين بناءه ، وأكرم لديك منزلته ، وأتمم له نوره ، واجزه من ابتعاثك له مقبول الشهادة ، ومرضي المقالة ، ذا منطق عدل ، وخطة فصل .

اللهم اجمع بيننا وبينه في برد العيش ، وقرار النعمة ، ومنى الشهوات ، وأهواء اللذات ، ورخاء الدعة ، ومنتهى الطمأنينة ، وتحف الكرامة » . نهج البلاغة : 1 / 120 .

وفي الغارات للثقفي : 1 / 161 : « كان علي ( عليه السلام ) إذا نعت النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : لم يك بالطويل الممعط ، ولا بالقصير المتردد ، وكان ربعة من القوم ، ولم يك بالجعد القطط ولا السبط . شثن الكفين والقدمين ، إذا مشى تقلع كأنما يمشي في صبب ، وإذا التفت التفت معاً . أجود الناس كفاً ، وأجرأ الناس صدراً ، وأصدق الناس لهجة ، أوفى الناس ذمة ، وألينهم عريكة ، وأكرمهم عِشْرة » .

« اختاره من شجرة الأنبياء ، ومشكاة الضّياء ، وذؤابة العلياء ، وسُرَّة البطحاء ، ومصابيح الظُّلمة ، وينابيع الحكمة » . نهج البلاغة / الخطبة : 106 ، 205 .

2 - من وصف بقية الأئمة ( ( عليهم السلام ) ) لرسول الله ( ( صلى الله عليه وآله ) )

في تفسير العياشي : 1 / 203 ، عن الإمام الباقر ( عليه السلام ) قال : « جاء أعرابي أحد بني عامر فسأل عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) فلم يجده فقالوا هو بقزح « مكان بالمزدلفة » فطلبه فلم يجده ، قالوا : هو بمنى . قال : فطلبه فلم يجده ، فقالوا : هو بعرفة ، فطلبه فلم يجده ، قالوا : هو بالمشعر قال : فوجده في الموقف ، قال : حَلُّوا « صِفُوا » لي النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال الناس : يا أعرابي ما أنكرت ! إذا وجدت النبي وسط القوم وجدته مفخماً . قال : بل حَلُّوهُ لي حتى لا أسأل عنه أحداً ، قالوا : فإن نبي الله أطول من الربعة ، وأقصر من الطويل الفاحش ، كأن لونه فضة وذهب ، أرجَلُ الناس جُمَّة « شعره ممشط » وأوسع الناس جبهة ، بين عينيه غُرَّة ، أقنى الأنف ، واسع الجبين ، كث اللحية ، مفلج الأسنان ، على شفته السفلى خال ، كأن رقبته إبريق فضة ، بعيد ما بين مشاشة المنكبين ، كأن بطنه وصدره سواء ، سبط البنان ، عظيم البراثن « الكفين » إذا مشى مشى متكفياً ، وإذا التفت التفت بأجمعه ، كأن يده من لينها متن أرنب ، إذا قام مع إنسان لم ينفتل حتى ينفتل صاحبه ، وإذا جلس لم يحلل حبوته حتى يقوم جليسه .

فجاء الأعرابي فلما نظر إلى النبي ( صلى الله عليه وآله ) عرفه فقال بمحجنه « أشار بعصاته » على رأس ناقة رسول الله عند ذنب ناقته ، فأقبل الناس تقول ما أجرأك يا أعرابي ؟ قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : دعوه فإنه أريب « عنده حاجة » ثم قال : ما حاجتك ؟ قال : جاءتنا رسلك أن تقيموا الصلاة ، وتؤتوا الزكاة ، وتحجوا البيت ، وتغتسلوا من الجنابة ، وبعثني قومي إليك رائداً ، أبغي أن استحلفك وأخشى أن تغضب ! قال ( صلى الله عليه وآله ) : لا أغضب ، إني أنا الذي سماني الله في التوراة والإنجيل محمد رسول الله المجتبى المصطفى ، ليس بفاحش ولاسخاب « عالي الصوت » في الأسواق ، ولا يتبع السيئة السيئة ، ولكن يتبع السيئة الحسنة ، وأنا الذي سماني الله في القرآن : وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ، فسلني عما شئت .

قال : آلله الذي رفع السماوات بغير عمد هو أرسلك ؟ قال : نعم هو أرسلني . قال : آلله الذي قامت السماوات بأمره هو الذي أنزل عليك الكتاب وأرسلك بالصلاة المفروضة والزكاة المعقولة ؟ قال : نعم ، قال : وهو أمرك بالاغتسال من الجنابة وبالحدود كلها ؟ قال : نعم . قال : فإنا آمنا بالله ورسله وكتابه واليوم الآخر والبعث والميزان والموقف والحلال والحرام صغيره وكبيره !

قال : فاستغفر له النبي ( صلى الله عليه وآله ) ودعا له » .

وفي الكافي : 1 / 443 عن جابر الجعفي قال : « قلت لأبي جعفر ( عليه السلام ) : صف لي نبي الله قال : كان نبي الله ( صلى الله عليه وآله ) أبيض مشرباً حمرة ، أدعج العينين ، مقرون الحاجبين ، شثن الأطراف ، كأن الذهب أفرغ على براثنه ، عظيم مشاشة المنكبين ، إذا التفت يلتفت جميعاً من شدة استرساله ، سربته سائلة من لبته إلى سرته كأنها وسط الفضة المصفاة ، وكأن عنقه إلى كاهله إبريق فضة ، يكاد أنفه إذا شرب أن يرد الماء ، وإذا مشى تكفأ كأنه ينزل في صبب ، لم ير مثل نبي الله قبله ولا بعده » .

وفي الكافي : 1 / 446 ، عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال : « كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) إذا رُئي في الليلة الظلماء ، رئي له نور كأنه شقة قمر » .

وفي علل الشرائع : 1 / 55 ، عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال : « استأذنت زليخا على يوسف فقيل لها : إنا نكره أن نقدم بك عليه لما كان منك إليه ، قالت : إني لا أخاف من يخاف الله ، فلما دخلت قال لها : يا زليخا مالي أراك قد تغير لونك ؟ قالت : الحمد لله الذي جعل الملوك بمعصيتهم عبيداً ، وجعل العبيد بطاعتهم ملوكاً ! قال لها : ما الذي دعاك يا زليخا إلى ما كان منك ؟ قالت : حسن وجهك يا يوسف . فقال : كيف لو رأيت نبياً يقال له محمد يكون في آخر الزمان أحسن مني وجهاً ، وأحسن مني خلقاً وأسمح مني كفاً ؟ قالت : صدقت . قال : وكيف علمت أني صدقت ؟ قالت : لأنك حين ذكرته وقع حبه في قلبي . فأوحى الله عز وجل إلى يوسف : إنها قد صدقت ، إني قد أحببتها لحبها محمداً ، فأمره الله تبارك وتعالى أن يتزوجها » .

وفي كتاب المؤمن للحسين بن سعيد / 31 ، عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) قال : « لا تقدر الخلائق على كنه صفة الله عز وجل فكذلك لا تقدر على كنه صفة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ! وكما لا تقدر على كنه صفة الرسول ( صلى الله عليه وآله ) كذلك لا تقدر على كنه صفة الإمام ( عليه السلام ) . وكما لا تقدر على كنه صفة الإمام ، كذلك لا يقدرون على كنه صفة المؤمن » .

وفي المحاسن : 1 / 143 ، عن مالك بن أعين الجهني : « وكما لا يقدر أحد أن يصف فضلنا وما أعطانا الله وما أوجب الله من حقوقنا ، فكذلك لا يقدر أحد أن يصف حق المؤمن ويقوم به مما أوجب الله على أخيه المؤمن ، والله يا مالك إن المؤمنيْن ليلتقيان فيصافح كل واحد منهما صاحبه ، فما يزال الله تبارك وتعالى ناظراً إليهما بالمحبة والمغفرة ، وإن الذنوب لتَحَاتُّ عن وجوههما وجوارحهما حتى يفترقا ! فمن يقدر على صفة الله وصفة من هو هكذا عند الله » ؟ !

3 - حديث الإمام الحسن ( ( ع ) ) في صفة النبي ( ( صلى الله عليه وآله ) )

من أشمل ما ورد في صفة النبي ( صلى الله عليه وآله ) ما روي عن الإمام الحسن ( عليه السلام ) قال : « سألت خالي هند أبي هالة وكان وصافاً ، عن حلية رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فخماً مفخماً ، يتلألأ وجهه تلألؤ القمر ليلة البدر ، أطول من المربوع ، وأقصر من المشذب ، عظيم الهامة ، رجل الشعر ، إن انفرقت عقيقته فرق ، وإلا فلا يجاوز شعره شحمة أذنيه إذا هو وفره ، أزهر اللون ، واسع الجبين ، أزج الحواجب ، سوابغ في غير قرن ، بينهما عرق يدره الغضب ، أقنى العرنين ، له نور يعلوه ، يحسبه من لم يتأمله أشم ، كث اللحية ، سهل الخدين ، ضليع الفم ، أشنب ، مفلج الأسنان ، دقيق المسربة ، كان عنقه جيد دمية في صفاء الفضة ، معتدل الخلق ، بادناً ، متماسكاً ، سواء البطن والصدر ، بعيد ما بين المنكبين ، ضخم الكراديس ، عريض الصدر ، أنور المتجرد ، موصول ما بين اللبة والسرة بشعر يجري كالخط ، عاري الثديين والبطن مما سوى ذلك ، أشعر الذراعين والمنكبين وأعلى الصدر ، طويل الزندين ، رحب الراحة ، شثن الكفين والقدمين ، سائل الأطراف ، سبط القصب ، خمصان الأخمصين ، مسيح القدمين ينبو عنهما الماء . إذا زال زال قلعاً ، يخطو تكفؤاً ، ويمشي هوناً ، ذريع المشية ، إذا مشى كأنما ينحط من صبب ، وإذا التفت التفت جميعاً ، خافض الطرف ، نظره إلى الأرض أطول من نظره إلى السماء ، جل نظره الملاحظة ، يبدر من لقيه بالسلام .

قال : فقلت : فصف لي منطقة ، فقال : كان ( عليه السلام ) متواصل الأحزان ، دائم الفكر ، ليست له راحة ، طويل السكت ، لا يتكلم في غير حاجة ، يفتتح الكلام ويختمه بأشداقه ، يتكلم بجوامع الكلم فصلاً ، لا فضول فيه ولا تقصير ، دمثاً ليناً ليس بالجافي ولا بالمهين ، تعظم عنده النعمة وإن دقت ، لا يذم منها شيئاً ، غير أنه كان لا يذم ذواقاً ولا يمدحه ، ولا تغضبه الدنيا وما كان لها ، فإذا تعوطي الحق لم يعرفه أحدٌ ، ولم يقم لغضبه شئ حتى ينتصر له ، إذا أشار أشار بكفه كلها ، وإذا تعجب قلبها ، وإذا تحدث اتصل بها فضرب براحته اليمنى باطن إبهامه اليسرى ، وإذا غضب أعرض وأشاح ، وإذا فرح غض طرفه ، جل ضحكه التبسم ، يفتر عن مثل حب الغمام .

قال الحسن ( عليه السلام ) : سألت أبي ( عليه السلام ) عن مدخل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فقال : كان دخوله لنفسه مأذوناً له في ذلك ، فإذا أوى إلى منزله جزء دخوله ثلاثة أجزاء : جزء لله ، وجزء لأهله ، وجزء لنفسه ، ثم جزء جزءه بينه وبين الناس ، فيرد ذلك بالخاصة على العامة ، ولا يدخر عنهم منه شيئاً ، وكان من سيرته في جزء الأمة إيثار أهل الفضل بإذنه ، وقسمه على قدر فضلهم في الدين ، فمنهم ذو الحاجة ، ومنهم ذو الحاجتين ، ومنهم ذو الحوائج ، فيتشاغل بهم ويشغلهم فيما أصلحهم والأمة من مسألته عنهم ، وبإخبارهم بالذي ينبغي ، ويقول : ليبلغ الشاهد منكم الغائب ، وأبلغوني حاجة من لا يقدر على إبلاغ حاجته ، فإنه من أبلغ سلطاناً حاجة من لا يقدر على إبلاغها ، ثبت الله قدميه يوم القيامة . لا يذكر عنده إلا ذلك ، ولا يقيد من أحد عثرة ، يدخلون رواداً ، ولا يفترقون إلا عن ذواق ، ويخرجون أدلة .

قال : فسألته عن مخرج رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) كيف كان يصنع فيه ؟ فقال : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يخزن لسانه إلا عما يعنيه ، ويؤلفهم ولاينفرهم ، ويكرم كريم كل قوم ويوليه عليهم ، ويحذر الناس ويحترس منهم ، من غير أن يطوي عن أحد بشره ولا خلقه ، ويتفقد أصحابه ، ويسأل الناس عما في الناس ، ويحسن الحسن ويقويه ، ويقبح القبيح ويهونه ، معتدل الأمر ، غير مختلف ، لا يغفل مخافة أن يغفلوا أو يملوا ، ولا يقصر عن الحق ولا يجوزه .

الذين يلونه من الناس خيارهم ، أفضلهم عنده أعمهم نصيحة للمسلمين ، وأعظمهم عنده منزلة أحسنهم مؤاساة ومؤازرة .

فسألته عن مجلسه فقال : كان ( صلى الله عليه وآله ) لا يجلس ولا يقوم إلا على ذكر ، ولا يوطن الأماكن ، وينهى عن إيطانها ، وإذا انتهى إلى قوم جلس حيث ينتهي به المجلس ، ويأمر بذلك ، ويعطى كل جلسائه نصيبه ، ولا يحسب من جلسائه أن أحداً أكرم عليه منه ، من جالسه صابره حتى يكون هو المنصرف عنه ، من سأله حاجة لم يرجع إلا بها أو بميسور من القول ، قد وسع الناس منه خلقه وصار لهم أباً ، وصاروا عنده في الخلق سواء ، مجلسه مجلس حلم وحياء وصدق وأمانة ، ولا ترتفع فيه الأصوات ، ولا تؤبن فيه الحرم ، ولا تنثى فلتأته ، متعادلين ، متواصلين فيه بالتقوى ، متواضعين ، يوقرون الكبير ، ويرحمون الصغير ، ويؤثرون ذا الحاجة ، ويحفظون الغريب .

فقلت : فكيف كان سيرته في جلسائه ؟ فقال : كان دائم البشر ، سهل الخلق ، لين الجانب ، ليس بفظ ، ولا غليظ ، ولا صخاب ، ولا فحاش ، ولا عياب ، ولا مداح ، يتغافل عما لا يشتهي ، فلا يؤيس منه ، ولا يخيب فيه مؤمليه ، قد ترك نفسه من ثلاث : المراء ، والإكثار ، وما لا يعنيه ، وترك الناس من ثلاث : كان لا يذم أحداً ولا يعيره ، ولا يطلب عثراته ولا عورته . ولا يتكلم إلا في ما رجا ثوابه . إذا تكلم أطرق جلساؤه كأنما على رؤوسهم الطير ، فإذا سكت تكلموا ولا يتنازعون عنده الحديث ، من تكلم أنصتوا له حتى يفرغ ، حديثهم عنده حديث أولهم ، يضحك مما يضحكون منه ويتعجب مما يتعجبون منه ، ويصبر للغريب على الجفوة في مسألته ومنطقه ، حتى أن كان أصحابه ليستجلبونهم ، ويقول : إذا رأيتم طالب الحاجة يطلبها فارفدوه ، ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ ، ولا يقطع على أحد كلامه حتى يجوز ، فيقطعه بنهي أو قيام .

قال : فسألته عن سكوت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : كان سكوته على أربع : على الحلم والحذر والتقدير والتفكر . فأما التقدير ففي تسوية النظر والاستماع بين الناس ، وأما تفكره ففيما يبقى أو يفنى ، وجمع له الحلم في الصبر ، فكان لا يغضبه شئ ولا يستفزه . وجمع له الحذر في أربع : أخذه بالحسن ليقتدى به ، وتركه القبيح لينتهى عنه ، واجتهاده الرأي في صلاح أمته ، والقيام فيما جمع لهم من خير الدنيا والآخرة » المناقب : 1 / 134 ، العدد القوية للحلي / 120 ، مسند أحمد : 1 / 96 ، الحاكم : 2 / 605 ، مجمع الزوائد : 8 / 271 و 276 ، ابن أبي شيبة : 7 / 446 ، الشمائل المحمدية للترمذي / 15 ، مسند أبي يعلى : 1 / 304 ، والأحاديث الطوال / 78 ، المعجم الكبير : 22 / 155 ، الفايق : 2 / 186 ، الطبقات الكبرى : 1 / 422 ، الشفا للقاضي عياض : 1 / 155 وغيرها .

وعقَّب عليه الصدوق « رحمه الله » في معاني الأخبار / 79 : « قوله : كان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فخماً مفخماً : معناه كان عظيماً معظماً في الصدور والعيون . . يتلألأ تلألؤ القمر : ينير ويشرق كإشراق القمر . أطول من المربوع وأقصر من المشذب : المشذب الطويل الذي ليس بكثير اللحم .

وقوله : رَجْل الشعر : في شعره تكسر وتعقف . العقيقة : الشعر المجتمع في الرأس . أزهر اللون : نير اللون . أزج الحواجب : طويل امتداد الحاجبين .

أقنى العرنين : في عظم الأنف احديداب في وسطه . كث اللحية : لحيته قصيرة كثيرة الشعر . ضليع الفم : كبير الفم . الأشنب : الشنب في الفم تحدد ورقة وحدة في أطراف الأسنان . دقيق المسربة : الشعر المستدق الممتد من اللبة إلى السرة .

بادناً متماسكاً : تام خلق الأعضاء ليس بمسترخي اللحم ولا بكثيره .

سواء البطن والصدر : بطنه ضامر وصدره عريض . والكراديس : رؤوس العظام .

أنور المتجرد : نيِّر الجسد الذي تجرد من الثياب . رحب الراحة : واسع الراحة كبيرها . شثن الكفين : خشن الكفين . سائل الأطراف : تامها غير طويلة ولا قصيرة . مسيح القدمين : ليس بكثير اللحم فيهما . زال قلعاً : معناه متثبتاً .

يخطو تكفؤاً : خطاه كأنه يتكسر فيها ولا تبختر فيها ولا خيلاء . ويمشي هوناً : معناه السكينة والوقار . ذريع المشية : واسع المشية . كأنما ينحط في صبب : الصبب الإنحدار . إذا غضب أعرض وأشاح : أشاح جَدَّ في الغضب وانكمش .

يفتر عن مثل حب الغمام : يكشف شفتيه عن ثغر أبيض يشبه حب الغمام .

لكل حال عنده عتاد : أعد للأمور أشكالها ونظائرها .

ثم يرد ذلك بالخاصة على العامة : يعتمد في هذه الحال على أن الخاصة ترفع إلى العامة علومه وآدابه وفوائده .

ولا يفترقون إلا عن ذواق : عن علوم يذوقون من حلاوتها ما يذاق من الطعام المشتهي . لا تؤبن فيه الحُرم : أي لا تعاب .

ولا تنثى فلتأته : من غلط فيه غلطة لم يشنع ولم يتحدث بها ، يقال : نثوت الحديث أنثوه نثواً إذا حدثت به . إذا تكلم أطرق جلساؤه كأن على رؤوسهم الطير : لإجلالهم نبيهم ( صلى الله عليه وآله ) لايتحركون . ولا يقبل الثناء إلا من مكافئ : من صح عنده إسلامه حسن موقع ثنائه عليه عنده » .

ونقد صاحب الصحيح : 2 / 132 هذه الرواية بضعف سندها ، وبأن الإمام الحسن عاش مع جده النبي ( صلى الله عليه وآله ) وروى عنه فلايحتاج في وصفه إلى هند بن أبي هالة ، وهو أفصح العرب وأعلم الأمة ، رباه النبي ( صلى الله عليه وآله ) في حجره ، وكان يعرف عنه كل شئ مما دق وجل . ثم قال : « تقدم كله يدفع هذا الحديث » .

أقول : إشكاله لا يصح ، وهذه الصفات وردت بشكل وآخر في غيرها .

4 - حديث الإمام الكاظم ( ( ع ) ) في معجزات النبي ( ( صلى الله عليه وآله ) )

نكتفي في معجزات النبي ( صلى الله عليه وآله ) بحديث واحد يُبين عدداً منها باختصار ، فقد روى أبو العباس الحميري في قرب الإسناد / 317 ، بسند صحيح عن الإمام الكاظم « عليهما السلام » قال : « كنت عند أبي عبد الله ( عليه السلام ) ذات يوم وأنا طفل خماسي ، إذ دخل عليه نفر من اليهود فقالوا : أنت ابن محمد نبي هذه الأمة والحجة على أهل الأرض ؟ قال لهم : نعم . قالوا : إنا نجد في التوراة أن الله تبارك وتعالى آتى إبراهيم وولده الكتاب والحكم والنبوة ، وجعل لهم الملك والإمامة ، وهكذا وجدنا ذرية الأنبياء لا تتعداهم النبوة والخلافة والوصية ، فما بالكم قد تعداكم ذلك وثبت في غيركم ، ونلقاكم مستضعفين مقهورين ، لا ترقب فيكم ذمة نبيكم ؟ ! فدمعت عينا أبي عبد الله ( عليه السلام ) ثم قال : نعم لم تزل أمناء الله مضطهدة مقهورة مقتولة بغير حق ، والظلمة غالبة ، وقليل من عباد الله الشكور .

قالوا : فإن الأنبياء وأولادهم علموا من غير تعليم ، وأوتوا العلم تلقيناً ، وكذلك ينبغي لأئمتهم وخلفائهم وأوصيائهم ، فهل أوتيتم ذلك ؟

فقال أبو عبد الله ( عليه السلام ) : ادن يا موسى فدنوت فمسح يده على صدري ثم قال : اللهم أيده بنصرك بحق محمد وآله ، ثم قال : سلوه عما بدا لكم .

قالوا : وكيف نسأل طفلاً لا يفقه ؟ قلت : سلوني تفقهاً ودعوا العنت !

قالوا : أخبرنا عن الآيات التسع التي أوتيها موسى بن عمران .

قلت : العصا ، وإخراجه يده من جيبه بيضاء ، والجراد ، والقُمَّل ، والضفادع ، والدم ، ورفع الطور ، والمن والسلوى آية واحدة ، وفلق البحر .

قالوا : صدقت ، فما أعطي نبيكم من الآيات اللاتي نفت الشك عن قلوب من أرسل إليه . قلت : آيات كثيرة ، أعدها إن شاء الله ، فاسمعوا وعوا وافقهوا :

1 . أما أول ذلك : أنتم تقرون أن الجن كانوا يسترقون السمع قبل مبعثه ، فمنعت في أوان رسالته بالرجوم وانقضاض النجوم ، وبطلان الكهنة والسحرة .

2 . ومن ذلك : كلام الذئب يخبر بنبوته ، واجتماع العدو والولي على صدق لهجته وصدق أمانته ، وعدم جهله أيام طفوليته وحين أيفع وفتى وكهلاً ، لا يعرف له شِكْل ولا يوازيه مِثل .

3 . ومن ذلك : أن سيف بن ذي يزن حين ظفر بالحبشة وفد عليه وفد قريش ، فيهم عبد المطلب ، فسألهم عنه ووصف لهم صفته ، فأقروا جميعاً بأن هذه الصفة في محمد ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال : هذا أوان مبعثه ، ومستقره أرض يثرب وموته بها .

4 . ومن ذلك : أن أبرهة بن يكسوم قاد الفيلة إلى بيت الله الحرام ليهدمه قبل مبعثه فقال عبد المطلب : إن لهذا البيت رباً يمنعه ، ثم جمع أهل مكة فدعا ، وهذا بعدما أخبره سيف بن ذي يزن ، فأرسل الله تبارك وتعالى عليهم طيراً أبابيل ، ودفعهم عن مكة وأهلها .

5 . ومن ذلك : أن أبا جهل عمرو بن هشام المخزومي ، أتاه وهو نائم خلف جدار ومعه حجر يريد أن يرميه به ، فالتصق بكفه .

6 . ومن ذلك : أن أعرابياً باع ذَوْداً له من أبي جهل فمَطَله بحقه ، فأتى قريشاً وقال : أُعدوني على أبي الحكم فقد لوى حقي ، فأشاروا إلى محمد ( صلى الله عليه وآله ) وهو يصلي في الكعبة فقالوا : إئت هذا الرجل فاستعده عليه ، هم يهزؤون بالأعرابي ! فأتاه فقال له : يا عبد الله أعدني على عمرو بن هشام فقد منعني حقي . قال : نعم ، فانطلق معه فدق على أبي جهل بابه فخرج إليه متغيراً . فقال له : ما حاجتك ؟ قال : أعط الأعرابي حقه . قال : نعم . وجاء الأعرابي إلى قريش فقال : جزاكم الله خيراً ، انطلق معي الرجل الذي دللتموني عليه فأخذ حقي ! فجاء أبو جهل فقالوا : أعطيت الأعرابي حقه ؟ قال : نعم . قالوا : إنما أردنا أن نغريك بمحمد ونهزأ بالأعرابي ! قال : يا هؤلاء دق بابي فخرجت إليه فقال : أعط الأعرابي حقه ، وفوقه مثل الفحل فاتحاً فاه كأنه يريدني ، فقال : أعطه حقه ، فلو قلت : لا ، لابتلع رأسي ، فأعطيته !

7 . ومن ذلك : أن قريشاً أرسلت النضر بن الحارث وعلقمة بن أبي معيط بيثرب إلى اليهود وقالوا لهما : إذا قدمتما عليهم فسائلوهم عنه ، وسألوهم عنه فقالوا : صفوا لنا صفته فوصفوه . وقالوا : من تبعه منكم ؟ قالوا : سفلتنا . فصاح حبر منهم فقال : هذا النبي الذي نجد نعته في التوراة ، ونجد قومه أشد الناس عداوة له .

8 . ومن ذلك : أن قريشاً أرسلت سراقة بن جعشم حتى خرج إلى المدينة في طلبه ، فلحق به فقال صاحبه : هذا سراقة يا نبي الله فقال : اللهم اكفنيه ، فساخت قوائم ظهره فناداه : يا محمد خل عني بموثق أعطيكه أن لا أناصح غيرك ، وكل من عاداك لا أصالح . فقال النبي ( عليه السلام ) : اللهم إن كان صادق المقال فأطلق فرسه . فانطلق فوفى وما انثنى بعد ذلك .

9 . ومن ذلك : أن عامر بن الطفيل وأربد بن قيس أتيا النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، فقال عامر لأربد : إذا أتيناه فأنا أشاغله عنك فاعله بالسيف ، فلما دخلا عليه قال عامر : يا محمد خالَّني « أي أخلني بك - الطبري 2 / 389 » قال : لا ، حتى تقول أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله . وهو ينظر إلى أربد وأربد لا يحير شيئاً . فلما طال ذلك نهض وخرج وقال لأربد : ما كان أحد على وجه الأرض أخوف على نفسي فتكاً منك ، ولعمري لا أخافك بعد اليوم ، فقال له أربد : لا تعجل ، فإني ما هممت بما أمرتني به إلا ودخلت الرجال بيني وبينك حتى ما أبصر غيرك ، فأضربك ؟ !

10 . ومن ذلك : أن أربد بن قيس والنضر بن الحارث اجتمعا على أن يسألاه عن الغيوب فدخلا عليه ، فأقبل النبي ( صلى الله عليه وآله ) على أربد فقال : يا أربد ، أتذكر ما جئت له يوم كذا ومعك عامر بن الطفيل ؟ فأخبره بما كان فيهما فقال أربد : والله ما حضرني وعامراً أحد ، وما أخبرك بهذا إلا ملك من السماء ، وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأنك رسول الله . « وأربد هذا أخ لبيد الشاعر » .

11 . ومن ذلك : أن نفراً من اليهود أتوه ، فقالوا لأبي الحسن جدي : استأذن لنا على ابن عمك نسأله ، فدخل علي ( عليه السلام ) فأعلمه فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : وما يريدون مني ؟ فإني عبد من عبيد الله ، لا أعلم إلا ما علمني ربي ، ثم قال : إئذن لهم ، فدخلوا عليه فقال : أتسألوني عما جئتم له أم أنبئكم ؟ قالوا : نبئنا ، قال : جئتم تسألوني عن ذي القرنين ، قالوا : نعم ، قال : كان غلاماً من أهل الروم ثم ملك ، وأتى مطلع الشمس ومغربها ، ثم بني السد فيها . قالوا : نشهد أن هذا كذا .

12 . ومن ذلك : أن وابصة بن معبد الأسدي أتاه فقال : لا أدعُ من البر والإثم شيئاً إلا سألته عنه ، فلما أتاه قال له بعض أصحابه : إليك يا وابصة عن رسول الله ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : أدنهْ يا وابصة ، فدنوت . فقال : أتسأل عما جئت له أو أخبرك ؟ قال : أخبرني . قال : جئت تسأل عن البر والإثم . قال : نعم . فضرب بيده على صدره ثم قال : يا وابصة ، البر ما اطمأن به الصدر ، والإثم ما تردد في الصدر وجال في القلب ، وإن أفتاك الناس وأفْتَوْك .

13 . ومن ذلك : أنه أتاه وفد عبد القيس فدخلوا عليه ، فلما أدركوا حاجتهم عنده قال : إئتوني بتمر أهلكم مما معكم ، فأتاه كل رجل منهم بنوع منه ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : هذا يسمى كذا وهذا يسمى كذا ، فقالوا : أنت أعلم بتمر أرضنا ، فوصف لهم أرضهم فقالوا : أدخلتها ؟ قال : لا ، ولكن فسح لي فنظرت إليها . فقام رجل منهم فقال : يا رسول الله ، هذا خالي وبه خبل ، فأخذ بردائه ثم قال : أخرج عدو الله ثلاثاً ثم أرسله ، فبرأ . وأتوه بشاة هرمة ، فأخذ أحد أذنيها بين أصابعه فصار ميسماً ، ثم قال : خذوها فإن هذه السمة في آذان ما تلد إلى يوم القيامة ! فهي تتوالد وتلك في آذانها ، معروفة غير مجهولة .

14 . ومن ذلك : أنه كان في سفر ، فمر على بعير قد أعيا ، وقام منزلاً على أصحابه فدعا بماء فتمضمض منه في إناء وتوضأ وقال : إفتح فاه فصب في فيه . فمر ذلك الماء على رأسه وحاركه ثم قال : اللهم احمل خلاداً وعامراً ورفيقيهما وهما صاحبا الجمل ، فركبوه وإنه ليهتز بهم أمام الخيل .

15 . ومن ذلك : أن ناقة لبعض أصحابه ضلت في سفر كانت فيه ، فقال صاحبها : لو كان نبياً لعلم أمر الناقة ، فبلغ ذلك النبي ( عليه السلام ) فقال : الغيب لا يعلمه إلا الله ، انطلق يا فلان فإن ناقتك بموضع كذا وكذا ، قد تعلق زمامها بشجرة ، فوجدها كما قال .

16 . ومن ذلك : أنه مر على بعير ساقط فتبصبص له فقال : إنه ليشكو شر ولاية أهله له يسأله أن يخرج عنهم ، فسأل عن صاحبه فأتاه فقال : بعه وأخرجه عنك ، فأناخ البعير يرغو ثم نهض وتبع النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يسألني أن أتولى أمره . فباعه من علي ( عليه السلام ) ، فلم يزل عنده إلى أيام صفين .

17 . ومن ذلك : أنه كان في مسجده ، إذ أقبل جمل نادٌّ ، حتى وضع رأسه في حجره ثم خرخر ، فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : يزعم هذا أن صاحبه يريد أن ينحره في وليمة على ابنه فجاء يستغيث . فقال رجل : يا رسول الله ، هذا لفلان وقد أراد به ذلك . فأرسل إليه وسأله أن لا ينحره ، ففعل .

18 . ومن ذلك : أنه دعا على مضر فقال : اللهم أشدد وطأتك على مضر ، واجعلها عليهم كسنين يوسف ، فأصابهم سنون ، فأتاه رجل فقال : فو الله ما أتيتك حتى لا يخطر لنا فحل ولا يتردد منا رائح . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : اللهم دعوتك فأجبتني وسألتك فأعطيتني ، اللهم فاسقنا غيثاً مغيثاً مريئاً سريعاً طبقاً سجالاً ، عاجلاً غير ذائب نافعاً غير ضار . فما قام متى ملأ كل شئ ودام عليهم جمعة ، فأتوه فقالوا : يا رسول الله انقطعت سبلنا وأسواقنا ، فقال النبي ( عليه السلام ) : حوالينا ولا علينا فانجابت السحابة عن المدينة ، وصار فيما حولها ، وأمطروا شهراً .

19 . ومن ذلك : أنه توجه إلى الشام قبل مبعثه مع نفر من قريش ، فلما كان بحيال بحيراء الراهب نزلوا بفناء ديره ، وكان عالماً بالكتب ، وقد كان قرأ في التوراة مرور النبي ( صلى الله عليه وآله ) به وعرف أوان ذلك ، فأمر فدعى إلى طعامه ، فأقبل يطلب الصفة في القوم فلم يجدها ، فقال : هل بقي في رحالكم أحد ؟ فقالوا : غلام يتيم . فقام بحيراء الراهب فاطلع فإذا هو برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) نائم وقد أظلته سحابة ، فقال للقوم : ادعوا هذا اليتيم ، ففعلوا وبحيراء مشرف عليه وهو يسير ، والسحابة قد أظلته ، فأخبر القوم بشأنه وأنه سيبعث فيهم رسولاً ، ويكون من حاله وأمره ، فكان القوم بعد ذلك يهابونه ويجلونه ، فلما قدموا أخبروا قريشاً بذلك ، وكان عند خديجة بنت خويلد فرغبت في تزويجه وهي سيدة نساء قريش ، وقد خطبها كل صنديد ورئيس قد أبتهم ، فزوجته نفسها للذي بلغها من خبر بحيراء .

20 . ومن ذلك : أنه كان بمكة أيام ألَّبَ عليه قومه وعشائره ، فأمر علياً أن يأمر خديجة أن تتخذ له طعاماً ففعلت ، ثم أمره أن يدعو له أقرباءه من بني عبد المطلب ، فدعا أربعين رجلاً فقال : هات لهم طعاماً يا علي ، فأتاه بثريدة وطعام يأكله الثلاثة والأربعة فقدمه إليهم ، وقال : كلوا وسموا ، فسمى ولم يُسَمِّ القوم فأكلوا وصدروا شبعى . فقال أبو لهب : جاد ما سحركم محمد يطعم من طعام ثلاث رجال أربعين رجلاً ! هذا والله هو السحر الذي لا بعده ! فقال علي ( عليه السلام ) : ثم أمرني بعد أيام فاتخذت له مثله ودعوتهم بأعيانهم ، فطعموا وصدروا .

21 . ومن ذلك : أن علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) قال : دخلت السوق فابتعت لحماً بدرهم وذُرَةً بدرهم ، فأتيت به فاطمة « عليها السلام » حتى إذا فرغت من الخبز والطبخ قالت : لو دعوت أبي فأتيته وهو مضطجع وهو يقول : أعوذ بالله من الجوع ضجيعاً . فقلت له : يا رسول الله إن عندنا طعاماً ، فقام واتكأ عليَّ ومضينا نحو فاطمة « عليها السلام » ، فلما دخلنا قال : هلم طعامك يا فاطمة فقدمت إليه البَرمة والقرص ، فغطى القرص وقال : اللهم بارك لنا في طعامنا . ثم قال : أغرفي لعائشة فغرفت ، ثم قال : أغرفي لأم سلمة فغرفت ، فما زالت تغرف حتى وجهت إلى نسائه التسع قرصة قرصة ومرقاً . ثم قال : أغرفي لأبيك وبعلك ثم قال : أغرفي وكلي واهدي لجاراتك ، ففعلت ، وبقي عندهم أياماً يأكلون .

22 . ومن ذلك : أن امرأة عبد الله بن مسلَّم أتته بشاة مسمومة ، ومع النبي ( صلى الله عليه وآله ) بشر بن البراء بن عازب ، فتناول النبي ( صلى الله عليه وآله ) الذراع وتناول بشر الكراع ، فأما النبي ( عليه السلام ) فلاكها ولفظها وقال : إنها لتخبرني أنها مسمومة . وأما بشر فلاك المضغة وابتلعها فمات ، فأرسل إليها فأقرت ، وقال : ما حملك على ما فعلت ؟ قالت : قتلت زوجي وأشراف قومي فقلت : إن كان ملكاً قتلته وإن كان نبياً فسيطلعه الله تبارك وتعالى على ذلك .

23 . ومن ذلك : أن جابر بن عبد الله الأنصاري قال : رأيت الناس يوم الخندق يحفرون وهم خماص ، ورأيت النبي ( عليه السلام ) يحفر وبطنه خميص ، فأتيت أهلي فأخبرتها فقالت : ما عندنا إلا هذه الشاة ومحرز من ذُرَة . قال : فاخبزي ، وذبح الشاة وطبخوا شقها وشووا الباقي ، حتى إذا أدرك أتى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا رسول الله اتخذت طعاماً فائتني أنت ومن أحببت ، فشبك أصابعه في يده ثم نادى : ألا إن جابراً يدعوكم إلى طعامه . فأتى أهله مذعوراً خجلاً فقال لها : هي الفضيحة قد حفل بهم أجمعين . فقالت : أنت دعوتهم أم هو ؟ قال : هو . قالت : فهو أعلم بهم . فلما رآنا أمر بالأنطاع فبُسطت على الشوارع ، وأمره أن يجمع التواري يعني قصاعاً كانت من خشب ، والجفان ، ثم قال : ما عندكم من الطعام ؟ فأعلمته ، فقال : غطوا السدانة والبرمة والتنور ، واغرفوا ، وأخرجوا الخبز واللحم وغطوا ! فما زالوا يغرفون وينقلون ولا يرونه ينقص شيئاً حتى شبع القوم ، وهم ثلاثة آلاف ! ثم أكل جابر وأهله ، وأهدوا وبقي عندهم أياماً .

24 . ومن ذلك : أن سعد بن عبادة الأنصاري أتاه عشية وهو صائم فدعاه إلى طعامه ، ودعا معه علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) فلما أكلوا قال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : نبي ووصي ، يا سعد أكل طعامك الأبرار ، وأفطر عندك الصائمون ، وصلت عليكم الملائكة . فحمله سعد على حمار قطوف وألقى عليه قطيفة ، فرجع الحمار وإنه لهملاج ما يسايَر .

25 . ومن ذلك : أنه أقبل من الحديبية وفي الطريق ماء يخرج من وشل بقدر ما يروي الراكب والراكبين ، فقال : من سبقنا إلى الماء فلا يستقين منه . فلما انتهى إليه دعا بقدح فتمضمض فيه ثم صبه في الماء ففاض الماء ، فشربوا وملؤوا أدواتهم ومياضيهم وتوضؤوا . فقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) : لئن بقيتم أو بقي منكم ، ليتسعن بهذا الوادي بسقي ما بين يديه من كثرة مائه ، فوجدوا ذلك كما قال ( صلى الله عليه وآله ) .

26 . ومن ذلك : إخباره عن الغيوب وما كان وما يكون ، فوجد ذلك موافقاً لما يقول . ومن ذلك أنه أخبر صبيحة الليلة التي أسري به بما رأى في سفره ، فأنكر ذلك بعض وصدقه بعض ، فأخبرهم بما رأى من المارة والممتارة ، وهيآتهم ومنازلهم وما معهم من الأمتعة ، وأنه رأى عيراً أمامها بعير أوْرَق ، وأنه يطلع يوم كذا من العقبة مع طلوع الشمس ! فغدوا يطلبون تكذيبه للوقت الذي وقته لهم ، فلما كانوا هناك طلعت الشمس فقال بعضهم : كذب الساحر ، وأبصر آخرون بالعير قد أقبلت يقدمها الأورق ، فقالوا : صدق ، هذه نِعَمٌ قد أقبلت !

27 . ومن ذلك : أنه أقبل من تبوك فجهدوا عطشاً ، وبادر الناس إليه يقولون : الماء الماء يا رسول الله . فقال لأبي هريرة : هل معك من الماء شئ ؟ قال : كقدر قدح في ميضاتي ، قال : هلم ميضاتك فصب ما فيه في قدح ودعا وأوعاه ، وقال : ناد : من أراد الماء ! فأقبلوا يقولون : الماء يا رسول الله . فما زال يسكب وأبو هريرة يسقي حتى روي القوم أجمعون ، وملؤوا ما معهم ، ثم قال لأبي هريرة : إشرب ، فقال : بل آخركم شرباً ، فشرب رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

28 . ومن ذلك : أن أخت عبد الله بن رواحة الأنصاري مرَّت به أيام حفرهم الخندق فقال لها : إلى أين تريدين ؟ قالت : إلى عبد الله بهذه التمرات ، فقال : هاتيهن ، فنثرت في كفه ، ثم دعا بالأنطاع وفرقها عليها وغطاها بالأزُر ، وقام وصلى ، ففاض التمر على الأنطاع ثم نادى : هلموا وكلوا . فأكلوا وشبعوا ، وحملوا معهم ، ودفع ما بقي إليها !

29 . ومن ذلك : أنه كان في سفر فأجهدوا جوعاً فقال : من كان معه زاد فليأتنا به . فأتاه نفر منهم بمقدار صاع ، فدعا بالأزر والأنطاع ، ثم صفف التمر عليها ، ودعا ربه فأكثر الله ذلك التمر ، حتى كان أزوادهم إلى المدينة !

30 . ومن ذلك : أنه أقبل من بعض أسفاره فأتاه قوم فقالوا : يا رسول الله ، إن لنا بئراً إذا كان القيظ اجتمعنا عليها ، وإذا كان الشتاء تفرقنا على مياه حولنا ، وقد صار من حولنا عدواً لنا فادع الله في بئرنا ، فتفل ( صلى الله عليه وآله ) في بئرهم ففاضت المياه المغيبة فكانوا لا يقدرون أن ينظروا إلى قعرها بعدُ ، من كثرة مائها . فبلغ ذلك مسيلمة الكذاب فحاول ذلك في قليب قليل ماؤه ، فتفل الأنكد في القليب ، فغار ماؤه وصار كالجبوب !

31 . ومن ذلك : أن سراقة بن جعشم حين وجهه قريش في طلبه ، ناوله نبلاً من كنانته وقال له : ستمر برعاتي فإذا وصلت إليهم فهذا علامتي ، أطعم عندهم واشرب ، فلما انتهى إليهم أتوه بعنز حائل فمسح ( صلى الله عليه وآله ) ضرعها فصارت حاملاً ودرت ، حتى ملؤوا الإناء وارتووا ارتواءً !

32 . ومن ذلك : أنه نزل بأم شريك فأتته بعكة فيها سمن يسير ، فأكل هو وأصحابه ثم دعا لها بالبركة ، فلم تزل العكة تصب سمناً أيام حياتها !

33 . ومن ذلك : أن أم جميل امرأة أبي لهب أتته حين نزلت سورة « تبَّت » ومع النبي أبو بكر بن أبي قحافة ، فقال : يا رسول الله ، هذه أم جميل مُحْفَظَة أي مُغضبة تريدك ، ومعها حجر تريد أن ترميك به . فقال : إنها لا تراني . فقالت لأبي بكر : أين صاحبك ؟ قال : حيث شاء الله . قالت : لقد جئته ولو أراه لرميته ، فإنه هجاني واللات والعزى إني لشاعرة ! فقال أبو بكر : يا رسول الله لم تَرَك ؟ قال : لا ، ضرب الله بيني وبينها حجاباً .

34 . ومن ذلك : كتابه المهيمن الباهر لعقول الناظرين [ القرآن الكريم ] مع ما أعطي من الخلال التي إن ذكرناها لطالت .

فقالت اليهود : وكيف لنا أن نعلم أن هذا كما وصفت ؟ فقال لهم موسى ( عليه السلام ) : وكيف لنا أن نعلم أن ما تذكرون من آيات موسى على ما تصفون ؟

قالوا : علمنا ذلك بنقل البررة الصادقين . قال لهم : فاعلموا صدق ما أنبأتكم به ، بخبر طفل لقنه الله من غير تلقين ، ولا معرفة عن الناقلين . فقالوا : نشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ، وأنكم الأئمة القادة والحجج من عند الله على خلقه . فوثب أبو عبد الله ( عليه السلام ) فقبل بين عينيَّ ثم قال : أنت القائم من بعدي ، فلهذا قالت الواقفة ، إنه حي وإنه القائم . ثم كساهم أبو عبد الله ( عليه السلام ) ووهب لهم وانصرفوا مسلمين » . انتهى .

أسماء النبي ( ( صلى الله عليه وآله ) ) وألقابه

قال ابن شهرآشوب في المناقب : 1 / 131 : « وأسماؤه في الأخبار : العاقب ، وهو الذي يعقب الأنبياء . الماحي ، الذي يمحى به الكفر ، ويقال تمحى به سيئات من اتبعه ، ويقال الذي لا يكون بعده أحد . الحاشر ، الذي يحشر الناس على قدميه . والمقفى ، الذي قفى النبيين جماعة . الموقف ، يوقف الناس بين يدي الله . القثم وهو الكامل الجامع . ومنه : الناشر ، والناصح ، والوفي ، والمطاع ، والنجي ، والمأمون ، والحنيف ، والحبيب ، والطيب ، والسيد ، والمقترب ، والدافع ، والشافع ، والمشفع ، والحامد ، والمحمود ، والموجه والمتوكل ، والغيث .

وفي التوراة : ميذميذاي : غفور رحيم ، وقيل ميد ميداي : محمد ، وقيل مود مود .

وفي حكاية أن اسمه فيها مرقوفا ، أي المحمود .

وفي الزبور : قليطا مثل أبي القاسم فقالوا بلقيطا ، وقالوا فاروق وقالوا محياثا .

وفي الإنجيل : طاب طاب أحمد ، ويقال يعني طيب طيب . وفي كتاب شعيا : نور الأمم ، ركن المتواضعين ، رسول التوبة ، رسول البلاء . وفي الصحف : بلقيطا ، وفي صحف شيث : طاليثا ، وفي صحف إدريس : بهيائيل ، وفي صحف إبراهيم : مود مود . وفي السماء الدنيا : المجتبى ، وفي الثانية : المرتضى ، وفي الثالثة : المزكى ، وفي الرابعة : المصطفى ، وفي الخامسة : المنتجب ، وفي السادسة : المطهر والمجتبى ، وفي السابعة : المقرب والحبيب » .