x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

التربية العاطفية للأبناء

المؤلف:  مركز نون للتأليف والترجمة

المصدر:  التربية الأسرية

الجزء والصفحة:  ص131ــ143

2023-12-04

781

المقصود من العاطفة هو الاستعداد والميل الفطري الداخلي الذي يشكل دعامة حب الإنسان لأخيه الإنسان. وعلى أساس هذا الاستعداد الفطري، يستطيع الإنسان ان يظهر ميوله الباطنية؛ منطلقا من المحبة والعطف لأبناء جِلدَته، ومن خلال هذا الطريق يؤسس معهم لعلاقة قلبية وأنس وألفة.

ان الاستعداد العاطفي في الانسان يودي لنمو كثير من الكمالات. وهذه الكمالات تشمل امتيازات تظهر في الانسان استنادا لمحبة الآخرين؛ من قبيل المحبة والصداقة، والفداء والإيثار، والعفو والصفح، والجود والبذل، والتعاون، والشفقة والرحمة والمواساة. وبنحوٍ اجمالي تقديم الآخرين على النفس.

كما ان عدم الوفاء، والتغافل، والجهل بمكانة الآخرين وقدرهم، وعدم ابراز الاحترام عند الحاجة واللامبالاة عند الاستغناء، والقسوة، والعنف، والاهتمام والانشغال بالنقص، وعدم الاهتمام بالآخرين، وأمثال ذلك؛ كلها نواقص روحية واخلاقية منشؤها الفقر العاطفي.

والعائلة، هي المؤسسة الأولى التي ينبغي ان تنمو فيها العواطف الإنسانية عند الأطفال. فالمحبة والعطف التي تنثر على الطفل من قبل الأم والأقارب؛ كالأب، والأخت، والأخ، لا يمكن ان يتلقاها من اي شخص آخر. فلا يمكن لأي حاضنة او ممرضة او قابلة ان تلعب دور الأم الطبيعي في حياة الطفل، وان تشغل مكانها.

فعندما تحضن الأم طفلها بمحبة عارمة وترضعه، او عندما تناغيه وتحاكيه بكل كيانها؛ فيقفز بريق العشق والمحبة من عينيها، وينفذ الى أعماق وجود طفلها، وحينما تبقى الأم الى جانب طفلها طوال الليل تلاطفه، وتذيقه حلاوة المحبة، وترسل حرارة العشق والعاطفة الى كل ذرة من ذرات وجوده؛ فإن حرارة العشق والعاطفة المنطبعة نفسها تنمي بذور العاطفة في وجود الطفل، وتعرفه على اكسير العشق وكيمياء المحبة.

إن الأطفال الذين لا ينالون هذه القوة المعنوية من العائلة، لا يمكنهم ان ينمّوا انفسهم عاطفيا. وقد اجريت ابحاث عن الأطفال الذين ترعرعوا في الميتم او فقدوا أهلهم بسبب الحرب او لأي سبب اخر، فكشفت ان هؤلاء الاطفال رغم توافر الرعاية والاهتمام البالغين يعانون من خلل عاطفي، شديد.

بلا شك، إن كثيرا من الاضطرابات الروحية، وعدم سكينة النفس، وارتكاب الذنوب، والانحرافات الأخلاقية والاجتماعية، والأمراض النفسية، والكآبة، وأمثال ذلك؛ منشؤها النقص العاطفي.

وتعد ظاهرة اقتناء الحيوانات من قبيل: الكلاب، والقطط، وما شابهها داخل المنازل، وايواء هذه الحيوانات الصامتة في البلدان الغربية، وانفاق المبالغ المهولة لأجل هذا الغرض؛ هي في الحقيقة اجراءات لملء الفراغ العاطفي الحاصل.

الحذر من النقص العاطفي

إن أي فقدانٍ أو نقصٍ في المحبة يؤدي الى بروز عوارض غير مرضية عند الأبناء، ويبعث على الإحساس بالحقارة، وانعدام الشخصية، والانطوائية، وربما يكون سببا لبروز بعض الانحرافات السلوكية والتربوية. لذا على الوالدين، وللحد من هذا النوع من الآثار غير المرضية، ان يظهرا محبتهما وعطفهما لأبنائهما.

يحدثنا الإمام الصادق (عليه السلام) عن أسلوب والده الإمام الباقر (عليه السلام) في تعامله مع أحد أبنائه فيقول: (والله إني لأصانع بعض ولدي، وأجلسه على فخذي، وأكثر له المحبة، وأكثر له الشكر، وإن الحق لغيره من ولدي، ولكن محافظة عليه منه ومن غيره؛ لئلا يصنعوا به ما فُعل بيوسف وإخوته، وما أنزل الله سورة يوسف إلا أمثالا لكيلا يحسد بعضنا بعضا، كما حسد يوسف إخوته وبغوا عليه فجعلها حجة ورحمة)(1). 

العطف والمحبة في النصوص الدينية

أوصى الإسلام في مجال تربية الأبناء بالعطف والمحبة. وكانت مورد اهتمام خاص وظاهرة بشكل جلي في سيرة المعصومين (عليهم السلام). فعن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) بخصوص محبة الأبناء والرأفة بهم، انه قال: (أحبوا الصبيان وارحموهم، وإذا وعدتموهم شيئا ففوا لهم؛ فإنهم لا يدرون الا انكم ترزقونهم)(2). ويؤكد الإمام علي (عليه السلام) على ضرورة إظهار الرحمة للأبناء، حيث يقول في وصيته (عليه السلام) أثناء شهادته: (وارحم من اهلك الصغير)(3).

وأيضا روي عن الإمام الصادق (عليه السلام): (ان النبي موسى (عليه السلام) سأل الله تعالى: الهي!! اي عمل أفضل لديك؟ اجاب الله تعالى: حب الأطفال، فاني فطرتهم على توحيدي)(4). وفي حديث آخر مروي عنه (عليه السلام) أيضا: (إن الله عز وجل ليرحم الرجل لشدة حبه لولده)(5). ومن جملة الأساليب العملية التي تساعد على إبراز الرحمة والعطف تجاه الأبناء، التالي:

1- ملاطفة الولد بالمسح على رأسه:

ينقل في سيرة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) العملية أنه كان كال يوم صباحاً يلاطف أبناءه بالمسح على رؤوسهم: او كان النبي (صلى الله عليه وآله) إذا أصبح مسح على رؤوس ولده وولد ولده)(6).

2- احتضان الولد:

يقول الإمام علي (عليه السلام): (وضعني في حجره وانا وليد يضمني إلى صدره، ويَكنُفُني في فراشه، ويمسني جسده، ويشمني عرفه، وكان يمضغ الشيء ثم يُلقمُنيه)(7).

3- التقبيل:

جاء عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال: (أكثروا من قبلة اولادكم؛ فإن لكم بكل قبلة درجة في الجنة؛ مسيرة خمسمائة عام)(8).

وروي أنه جاء رجل إلى رسول الله وقال: (ما قبلت صبيا لي قط؛ فلما ولى قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) هذا رجل عندي انه من اهل النار)(9).

وذات يوم قبّل الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) ولده الإمام الحسن (عليه السلام). فقال أقرع بن حابس: انا لدي عشرة أبناء وحتى الآن لم أقبّل أحداً منهم. نظر الرسول (صلى الله عليه وآله) إليه وقال: (من لا يَرحم لا يُرحم)(19).

4 - ملاعبة الأولاد:

يقول الإمام علي (عليه السلام): (من كان له ولد صبا)(11).

وينقل أيضا: (ان النبي (صلى الله عليه وآله) بَرَكَ للحسن والحسين (عليهم السلام)، فحملهما، وخالف بين أيديهما وأرجلهما، وقال نعم الجمل جملكما)(12).

5- الإنصاف والعدالة:

عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) قال: (اعدلوا بين اولادكم كما تحبون ان يعدلوا بينكم في البر واللطف)(13).

شرائط المحبة

يلزم أن تتوافر جملة من الشروط في مجال المحبة التي تُمنَح للأطفال، أبرزها:

1- ان تكون المحبة حقيقية ونابعة من القلب، فلا تكون مصطنعة ومختلقة؛ إذ قد

يشخص الطفل - احيانا - هذا النوع من المحبة، ولكنه لا يتكلّم.

2- ينبغي ان تكون المحبة بنحوٍ يتذوق الطفل طعمها، وهذا الأمر ممكنٌ عندما يُظهر الوالدان واقعاً محبتهم له. وبناءً عليه، لا يكفي ابقاء محبة الطفل في القلب من دون إظهارها، بل ينبغي ان يرى الطفل مظاهر محبة اهله، وان يشعر بوضوح بما يختلج في بواطنهم من مشاعر الحب والعطف. وهذا الأمر ممكن عادة عن طريق مساعدة الأهل لطفلهم في تناول الطعام، ومراقبته، والالتفات اليه، وتشجيعه، واظهار الإعجاب والتقدير، واللعب معه، وأمثال ذلك.

3- لا ينبغي اظهار المحبة للطفل بداعي كونه جميلاً، أو لأن شعره جميلٌ وعينيه

جميلتان. وفي المقابل لو كانت المحبة لوعي الطفل وادراكه الجيد، او لأنه يقوم في المنزل بأعمال جيدة...فان هذه الجوانب تهيء الأرضية لمحبته أكثر، ولكن لا على اساس ان تصبح هذه الامور ملاكاً للمحبة.

4- ينبغي ان تكون محبة الأهل لأولادهم متساوية في حضورهم.

5- لا ينبغي للأب و الأم ان يحصرا محبة الطفل والعطف عليه بشخصهما فقط، بل عليهما ان يفتحا الطريق كي يتمكن الطفل من نيل محبة الآخرين أيضا.

6- تحب الأمهات بنحو طبيعي أبناءهن الصغار أكثر، ولكن لا ينبغي أن يؤدي هذا الأمر لإهمال الإبن الأكبر، فيظن أن امه وأباه قد نسياه، ويعتبر الطفل الجديد عدوّاً بالنسبة اليه.

7- يتفاوت مقدار محبة الأولاد مع تفاوت مراحلهم العمرية.

8- عادة ما تكون محبة الوالدين لأولادهم في سنوات عمرهم الأولى بنّاءة أكثر من السنوات التالية، ولو أنها لا تقل أهمية عما ينبغي إظهاره من محبة وعطف تجاههم في سنوات البلوغ والشباب.

9- لا ينبغي لمحبة الوالدين ان تكون مانعاً امام ممارستهم لعملية الآمر والنهي. اذ لا بد ان يعطفوا على أبنائهم في مواضع العطف والمحبة، وان يأمروهم وينهوهم حين يستلزم ذلك.

الرفق والمداراة

ان لأسلوب الرفق والمداراة، واجتناب العنف والشدة دوراً أساساً في تربية الأبناء دينيا. وفي المقابل فان العنف والشدة في غير مكانهما، يجعلان مذاق الإسلام مراً عند الأبناء، ويحولان دون تربيتهم تربية صحيحة ودون هدايتهم، ويهيئان أسباب تعاستهم.

لذا، ينبغي على الوالدين ان يجعلا المداراة واللين أساس أسلوبهما في التعاطي، وأن لا يفرضا على الأبناء الأوامر، ولا يجبراهم ويكرهاهم على القيام بالواجبات، وخصوصا الدينية منها؛ بل أن يسعيا لتهيئة الظروف في محيط العائلة؛ بأسلوب يرغّب بالدين، والآداب الفاضلة، والقيم الحميدة.

وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه أوصى الإمام علي (عليه السلام) فقال له: (إن هذا الدين متين؛ فأوغلوا فيه برفق ولا تكرهوا عبادة الله إلى عباده، فتكونوا كالراكب المنبت الذي لا سفرا قطع ولا ظهرا أبقى)(14).

وينبغي أن يكون اللين والرفق بحيث يبقى الولد فيه تحت السيطرة، فلا يتجرأ على الوقاحة والعناد، بل لا بد أن لا يغفل الوالدان عن الحزم في التربية.

والمقصود من الحزم؛ هو الجدية والقاطعية والثبات على الرأي والقرار الصائب.

وبمقدار ما يكون الصفاء، والرفق، والعاطفة، والمداراة لازما وحيويا في محيط

العائلة؛ فإن وجود القاطعية، والجدية، والإدارة ضروري. فالعائلة هي عبارة عن مؤسسة صغيرة تحتاج الى وجود ادارة؛ مثلما تحتاج كال مؤسسة اخرى الى ادارة. على انه لو كانت الإدارة ضعيفة؛ فان الكثير من العيوب ستبرز داخل الأسرة.

فلا بد للولد ان يشعر دائما بمراقبة الأهل، وان يحترم الأصول والقوانين الخاصة بالأسرة، وان يسعى ليحقق الانسجام التام مع باقي مكونات أسرته.

وهذه الطريقة في تربية الولد، تنتقل الى الجيل التالي؛ ليكون مدربا ومهيئاً لمتابعة النهج نفسه مع أبنائه.

الترغيب والتأديب

1- الترغيب:

يتحقق الترغيب بأشكال مختلفة، منها الشُّكر، وابداء الرضا على فعل الطفل، وملاطفة الطفل من خلال نظرة او بسمة او عمل محبب، ومدحه امام الاخرين، وتأييد عمله، والثناء عليه، ومكافأته او وعده بهدية او جائزة.

كل هذه الأشكال يمكن ان تندرج تحت عنوان الترغيب، وينتفع منها في موارد متنوعة، مع مراعاة ان يكون الترغيب في كل مرحلة من مراحل نمو الولد متناسبا مع اهتماماته ورغباته. فما اكثر الاشياء التي تبعث على رغبة الطفل في عمر الثلاث سنوات، ولا تؤثر فيه في عمر العشر سنوات.

ويجدر بالمربي مراعاة المسائل التالية:

ـ عدم المبالغة والإفراط في الثواب والترغيب، بل ينبغي الاستفادة من هذا الأسلوب في بعض الحالات حتى تتشكل شخصية الولد.

ـ ان يكون الثواب والترغيب؛ لإظهار التقدير والثناء، لا ان يؤديا به الى الغرور والعجب.

ـ ان لا يكون نوع الترغيب بنحو يظن الولد معه انه أعلى شأنا من الآخرين.

ـ لا بد ان تكون موجبات الثواب والترغيب واضحة ومحددة، فلا تفيد العناوين الكلية من قبيل إنك (فتاة جيدة) أو (فتى جيد)، بل ينبغي ان يكون العمل الذي يلقى الولدُ الثوابَ على ضوئه محددا وواضحا، ليكون له أثره التربوي.

ـ ينبغي ان يكون الثواب والترغيب متناسبين مع عمل الولد؛ فمثلاً؛ لا ينبغي منحه

جائزة مهمة لقيامه بعمل صغير، ولا ينبغي مثوبته على كل عمل تفصيلي.

ـ لا ينبغي للترغيب والثواب ان يأخذا عنوان الاستمالة.

ـ ينبغي للوالدين ان يفيا بكل وعد يقطعانه لأبنائهما، ولا يعطيان وعدا كاذبا أبداً، وإلا ستزول ثقة الأبناء بهم، وستغرس بذور الكذب في ضمائرهم.

ـ لا ينبغي للأولاد ان يعتادوا على الجوائز الثمينة، ومن الضروري صرفهم عن الكماليات والرفاهية الزائدة والزخارف. فهذا العمل لا صلاح فيه للأسرة؛ سواء اكان من الناحية الاقتصادية ام من ناحية التربية الروحية والأخلاقية للولد.

ـ ان تتم الإثابة مباشرة وفور تحقق العمل المنظور انجازه.

ـ ان يتمكن الولد من خلال تحسين اعماله من الحصول على دفعات من الترغيب والثواب. فلا ينبغي ان يكون الثواب؛ بحيث يصعب كثيرا او يتعذر الحصول عليه.

ـ لا ينبغي التمييز بين الأبناء في الترغيب والثواب، فهذا العمل ليسن فقط يزيل أثر الثواب والترغيب من البين، بل يحمل الكثير من الآثار الضارة.

2- التأديب:

يمكن للتأديب  ان يتخذ اشكالا متعددة؛ منها النظر إلى الولد نظرة عدم رضا واحيانا غضب، وعدم الاعتناء، والتوبيخ واللوم بشكل غير علني، وسلب الامتيازات، والحرمان من النزهات او اللعب او مشاهدة التلفاز ولقاء الضيوف، وعدم الاعتناء بطلباته، وإظهار الحدة والتشدد، والتأديب الجسدي. ففي هذه الأشكال كلها يوجد من

ورائها هدف واحد؛ هو ان يستولي الخوف على الولد، فيرتدع عن فعل الاعمال القبيحة.

وينبغي الإلتفات إلى ان التأديب الجسدي غالبا ما يكون غير بنّاء مقارنة مع الموارد

التي ذكرت، وقد تصاحبه أضرار لا يمكن جبرانها. ومن هنا، نرى ان الإسلام ذم هذا النوع من التأديب.

يقول الإمام علي (عليه السلام): (إن العاقل يتعظ بالأدب والبهائم لا ترتدع الا بالضرب)(15).

وفي رواية ان شخصا قد شكا ابنه عند الإمام الكاظم (عليه السلام)، فاجابه (عليه السلام): (لا تضربه واهجره ولا تطل)(16).

كما يلزم في عملية التأديب مراعاة المسائل التالية:

ـ الاستفادة من التأديب بعد استنقاذ الأساليب التربوية الأخرى.

ـ لا ينبغي للوالدين ان يستعينا بالتأديب الجسدي.

ـ لا يعود التأديب بالنفع على الولد إذا كان أمام الناس، وخاصة أمام الأصدقاء.

ـ ينبغي ان يُذم الولد على فعله وليس لشخصه عند تأديبه.

ـ لا يشترط ان يكون التأديب من خلال الكلام، فأحيانا تكون نظرة لوم، او عدم اعتناء، او امثالها أكثر فعالية.

ـ لا ينبغي الإفراط في العقاب والتأديب والخروج عن الحد، فتضيع الفائدة المرجوة منه.

ـ أن نمدح أقران الولد على حسناتهم؛ لنستثير (الغبطة) في أكثر الموارد عند الولد.

ـ ينبغي للولد ان يعلم سبب تأديبه ومعاقبته؛ كي يتجنب ذلك العمل.

ـ ان لا يكون العقاب بدافع الانتقام والتشفي.

ـ احد   اساليب تأديب الاحداث المتدينين؛ هو ان يفهموا بان الله غير راضي عن

تقصيرهم ومخالفتهم.

ـ في حال خجل الولد وندمه وتراجعه ينبغي قبول ذلك بكل لطف ومحبة.

ـ في حال لم تنفع مع الولد الوسائل الأخرى واضطر الأهل اللجوء إلى التأديب الجسدي، ينبغي مراعاة الحدود الشرعية في ذلك، وأن يكون العقاب بحيث لا يترتب عليه مفاسد وأضرار.

المفاهيم الرئيسة

1- المراد بالعاطفة؛ الاستعداد والميل الفطري والعاطفي الذي يشكل دعامة حب الإنسان لأخيه الإنسان، وسببا لنمو كثير من الكمالات. والعائلة هي المكان الذي ينبغي أن تنمو فيه هذه العواطف الإنسانية وتتأجج.

2- أي نقص في البعد العاطفي يودي الى بروز عوارض سلبية؛ كالإحساس بالحقارة والنقص، وربما يكون سببا لبروز بعض الانحرافات السلوكية والتربوية. لذا على الوالدين ان يبرزا محبتهما وعطفهما لأبنائهما.

3- للتربية العاطفية والمحبة شروط وآداب ينبغي معرفتها، ومراعاتها، والالتزام بها

بدقة وعناية؛ حتى تتحقق الفائدة، ونصل إلى الأهداف التربوية المرجوة بشكل سليم.

4- لأسلوب الرفق، والمداراة، واجتناب العنف والشدة دور أساس في تربية الأبناء

العاطفية. وفي المقابل، فإن العنف، والشدة في غير مكانهما يجعلان مذاق الإسلام مرا، ويحولان دون هداية الابناء وتربيتهم تربية دينية صحيحة.

5- ينبغي عدم الإفراط والتفريط في موضوع الثواب والعقاب، بل يجب ان يكونا

متناسبين مع عمل الولد، فلا يؤديان به إلى الغرور والعجب، ولا إلى اليأس والقنوط.

6- للتأديب اشكال وسياسات مختلفة ومتعددة، تحتاج في مجملها الى الاستفادة من

الأساليب التربوية الصحيحة للحيلولة دون الوقوع في مشكلة العنف، والتشفي، والانتقام.

7- من المبادئ التربوية المهمة في سياسة التأديب ان يعلم الأبناء ويطّلعوا على

الأسباب الحقيقية والدوافع الواقعية للتأديب؛ لكي يتجنبوا تكرارها في المستقبل.

أشرف المسؤوليات

لقد كان هدف [المستكبرين] منذ البداية أن لا يَدَعُوا بناء الإنسان لئلا يخسروا منافعهم. إن الذي يستطيع سحب المنافع من يدهم هو الإنسان، الإنسان الذي يستطيع القضاء على منافعهم هو الذي نشأ في حضن الأم الطاهرة. إن الأمر يبدأ من هنا.

إن كون المرأة أما وقيامها بتربية الأطفال تعد أكبر خدمة للمجتمع. لقد حقروا هذا التوجه، وهذه خيانة ارتكبوها بحق مجتمعنا. لقد حقروا الأمومة في اعين الأمهات، رغم ان أشرف الأعمال في العالم هي الأمومة وتربية الأطفال.

ان جميع منافع بلدتا يتم تأمينها من خلال أحضانكن ايتها الامهات. وهؤلاء لا يروق لهم ذلك، فخططوا لأخذ الاطفال من احضانكن والاحتفاظ بهم في الاماكن التي أعدوها لذلك، ومن هناك أخذوهم الى المدارس، وقد أعدوا الوضع في المدارس بشكل ينشأ فيه الأطفال فاسدين. ثم هيؤوا الأجواء في المراحل التالية بشكل لا يبقى فيها مجال للفضائل الإنسانية. إن الهدف هو أن لا تتم تربية الإنسان الفاضل في البلد.

بيد ان كل ذلك قد انتهى الان بحمد الله، وآمل ان لا يجدوا لهم موطئ قدم بعد الان، بهممكن أنتن النساء اللاتي دفعتن بهذه النهضة إلى الأمام. أن الذين تمت تربيتهم على يد أولئك لم يكن لهم اهتمام بهذه المسائل. أن الذي سار بهذه النهضة إلى الأمام أنتن حيث قمتنّ بخدمتها، لقد قمتن بخدمة النهضة في كل الأوقات.

إن هذه المظاهرات التي حدثت في إيران كانت بفعل أقدامكن وتضحياتكن. أنتن اللاتي كانت قلوبكن تتألم من أجل البلد، لقد احترقت قلوبكن من أجل الشعب، أنتن اللاتي تتبعن الإسلام، أتن اللاتي دفعتن بهذه النهضة إلى الأمام، أنتن اللاتي تستطعن إنقاذ البلد من خلال تربية الأطفال.

لقد حقروا في أعينكن مهمة تربية الأطفال، مع أن تربية الأطفال تعدّ من المهام النبيلة اذ هي في جميع المجتمعات افضل من جميع الاعمال. ليس هناك من عمل يوازي شرف الامومة. وهؤلاء قد أسقطوا هذا العمل واحتقروه، وهذه خيانة كبيرة ارتكبوها بحقنا وبحق أمتنا، لقد جعلوا الأمهات ينصرفن عن تربية الأطفال.

اعتَبَروا تربية الأطفال شيئا حقيرا، رغم ان حضن الأم أنجب مثل مالك الاشتر. ومن حضن الأم ينشأ الحسين بن علي (عليه السلام). في أحضان الأمهات ينشأ العظام الذين ينقذون شعبا بأكمله. لقد جعلوا هذا أمراً ضئيلاً. لقد حرصوا على إبقاء اهتمام الأمهات بعيدا عن مهامهن الطبيعية، بعيدا عن مصير الأمة، ولا شأن لهن بمصير هذا الشعب)(17).

_____________________________

(1) جامع أحاديث الشيعة، السيد البروجردي، ج21، ص419.

(2) الكافي، ج6، ص49.

(3) بحار الأنوار، ج72، ص136.

(4) م.ن، ج104، ص97.

(5) م.ن، ج101، ص91.

(6) م.ن، ص99.

(7) نهج البلاغة، الخطبة 234.

(8) وسائل الشيعة، ج21، ص485.

(9) م.ن، ص485.

(10) م.ن، ج15، ص203.

(11) وسائل الشيعة، ج15 ، ص203.

(12) مستدرك الوسائل، ج15 ، ص171.

(13) بحار الأنوار، ج101، ص92.

(14) أصول الكافي، ج2، ص86.

(15) بحار الأنوار، ج68، ص328.

(16) م.ن، ج101، ص99.

(17) صحيفة الإمام الخميني، ج7، ص323. 

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+