1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

علم الحديث

تعريف علم الحديث وتاريخه

أقسام الحديث

الجرح والتعديل

الأصول الأربعمائة

الجوامع الحديثيّة المتقدّمة

الجوامع الحديثيّة المتأخّرة

مقالات متفرقة في علم الحديث

أحاديث وروايات مختارة

علم الرجال

تعريف علم الرجال واصوله

الحاجة إلى علم الرجال

التوثيقات الخاصة

التوثيقات العامة

مقالات متفرقة في علم الرجال

أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)

اصحاب الائمة من التابعين

اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني

اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث

علماء القرن الرابع الهجري

علماء القرن الخامس الهجري

علماء القرن السادس الهجري

علماء القرن السابع الهجري

علماء القرن الثامن الهجري

علماء القرن التاسع الهجري

علماء القرن العاشر الهجري

علماء القرن الحادي عشر الهجري

علماء القرن الثاني عشر الهجري

علماء القرن الثالث عشر الهجري

علماء القرن الرابع عشر الهجري

علماء القرن الخامس عشر الهجري

الحديث والرجال والتراجم : أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله) :

بين سلمان (رض) وأبي الدرداء.

المؤلف:  الشيخ محمّد جواد آل الفقيه.

المصدر:  سلمان سابق فارس.

الجزء والصفحة:  ص 101 ـ 102.

2023-09-30

1243

حين هاجر النبي صلى الله عليه وآله إلى المدينة واستقرت به الدار هناك، آخى بين المسلمين من المهاجرين والأنصار، ولا يخفى ما لهذه المؤاخاة من مغزىً دقيق، فالمهاجرون ضيوف على الأنصار ولا رابطَ قبليَّ بينهم يؤكد تلاحُمَهم ـ حسب المنطق السائد آنذاك ـ بل كانت الخصومات والحروب بين الأنصار ـ من الأوس والخزرج ـ مستمرة قبل الإسلام سرعان ما تستشري بينهم لأتفه الأمور، فكانت المؤاخاة في الله عاملاً فعَّالاً في شد الروابط بين المسلمين جميعاً وتوحيد صفوفهم، ومدعاةً لنسيان الضغائن والأحقاد فيما بينهم.

آخى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بين أبي بكر وخارجة (من الخزرج)، وبين عمر بن الخطاب وعتبان بن مالك، وبين أبي عبيدة بن الجراح وسعد بن معاذ وبين سلمان الفارسي وأبي الدرداء عُويْمر بن ثعلبة (1).

وكان كلٌ من سلمان وأبو الدرداء مثالاً عالياً للأخوّةِ في الله، يُكِنُّ كل منهما للآخر أسمى معاني التعظيم والإجلال، لكن يبدو أنّ لسلمان في نفس أبي الدرداء مكانة كبرى، حيث كان أبو الدرداء يأخذ بنصائحه وتوجيهاته، ويطيعه فيما يقول، فقد روي: «أنّ سلمان بات عنده ليلة، فلمّا كان الليل قام أبو الدرداء ـ للعبادة ـ فحبسه سلمان وقال: إنّ لربك عليك حقّاً، وإنَّ لأهلِكَ عليك حقّاً، وإنّ لجسدكَ عليك حقّاً، فأعطِ لكلّ ذي حقٍ حقه. فلمّا كان وجه الصبح قال: قُم الآن، فقاما فصلّيا (النافلة) ثم خرجا إلى الصلاة. فلمّا صلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قام إليه أبو الدرداء وأخبره بما قال سلمان. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مثل ما قال سلمان.

وكان سلمان إذا نزل الشام نزل على أبي الدرداء، وروى أبو جحيفة أنّ سلمان جاء يزور أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء مبتذلة، فقال: ما شأنكِ؟ فقالت: إنّ أخاك ليس له حاجة في شيء من الدنيا. فلمّا جاء أبو الدرداء رحّبَ بسلمان وقرب له طعاماً. فقال سلمان: أطعِمْ. قال: إنّي صائم. قال: أقسمت عليك إلا ما طَعِمْت، إنّي لست بآكل حتى تَطْعم (2).

وكان سلمان الفارسي وأبو الدرداء يأكلان من صحفة، فسبّحت الصحفة أو سبّح ما فيها (3).

وسكن سلمان العراق، وسكن أبو الدرداء الشام، فكتب إلى سلمان يقول: سلامٌ عليك، أمّا بعدُ: فإنَّ الله رزقني بعدكَ مالاً وولداً، ونزلتُ الأرض المقدّسةَ.

فكتب إليه سلمان: سلام عليك، أمّا بعد: فإنّك كتبتَ لي أنّ الله رزقك مالاً وولداً، فاعلم أنّ الخير ليس بكثرة المال، ولكن الخيرَ أن يكثر حِلمُكَ، وأن ينفعك عَمَلُك.

وكَتبْتَ إليَّ نزلت الأرض المقدسة، وإنَّ الأرض لا تعملُ لأحد. اعمل كأنّك تُرى، واعدد نفسك من الموتى (4).

 

__________________

(1) راجع سيرة ابن هشام 2 / 108

(2) الاستيعاب (على الإصابة 2 / 60 / 61).

(3) شذرات الذهب 1 / 44.

(4) أسد الغابة 2 / 328.

 

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي