تاريخ الفيزياء
علماء الفيزياء
الفيزياء الكلاسيكية
الميكانيك
الديناميكا الحرارية
الكهربائية والمغناطيسية
الكهربائية
المغناطيسية
الكهرومغناطيسية
علم البصريات
تاريخ علم البصريات
الضوء
مواضيع عامة في علم البصريات
الصوت
الفيزياء الحديثة
النظرية النسبية
النظرية النسبية الخاصة
النظرية النسبية العامة
مواضيع عامة في النظرية النسبية
ميكانيكا الكم
الفيزياء الذرية
الفيزياء الجزيئية
الفيزياء النووية
مواضيع عامة في الفيزياء النووية
النشاط الاشعاعي
فيزياء الحالة الصلبة
الموصلات
أشباه الموصلات
العوازل
مواضيع عامة في الفيزياء الصلبة
فيزياء الجوامد
الليزر
أنواع الليزر
بعض تطبيقات الليزر
مواضيع عامة في الليزر
علم الفلك
تاريخ وعلماء علم الفلك
الثقوب السوداء
المجموعة الشمسية
الشمس
كوكب عطارد
كوكب الزهرة
كوكب الأرض
كوكب المريخ
كوكب المشتري
كوكب زحل
كوكب أورانوس
كوكب نبتون
كوكب بلوتو
القمر
كواكب ومواضيع اخرى
مواضيع عامة في علم الفلك
النجوم
البلازما
الألكترونيات
خواص المادة
الطاقة البديلة
الطاقة الشمسية
مواضيع عامة في الطاقة البديلة
المد والجزر
فيزياء الجسيمات
الفيزياء والعلوم الأخرى
الفيزياء الكيميائية
الفيزياء الرياضية
الفيزياء الحيوية
الفيزياء العامة
مواضيع عامة في الفيزياء
تجارب فيزيائية
مصطلحات وتعاريف فيزيائية
وحدات القياس الفيزيائية
طرائف الفيزياء
مواضيع اخرى
الـ «دي إن إيه» والماء والمجال الكهرومغناطيسي
المؤلف:
فياض محمد شريف
المصدر:
علم الحياة الكمومي
الجزء والصفحة:
(ص229 – ص231)
2023-04-11
967
مع أن التأثيرات الكهرومغناطيسية في البيولوجيا بدأت مع أعمال العالم الروسي Alexander Gurwitsch في عشرينيات القرن العشرين، إلا أن تطور التكنولوجيا قاد إلى اكتشافات مبهرة مع الباحث الفرنسي جاك بنفنيست Jacques Benveniste المتخصّص اللامع بعلم المناعة في بداية ثمانينيات القرن العشرين، ومدير مختبر المناعة في المعهد الوطني لأبحاث الصحة والطب في فرنسا (INSERM). واشتهر بتخصُّصه في آليات الحساسيات والالتهابات مع اكتشافه عامل تنشيط الصفائح الدموية. وباقتراح من أحد الأطباء العاملين معه، بحثوا تأثير بعض المستحضرات الطبية بتخافيف عالية باستخدام اختبار بنفنيست المعروف باختبار إزالة تحبُّب كريات الدم القاعدية (Basophil degranulation test). وبعد 5 سنوات من التجارب، لاحظوا أن التخفيف العالي جدًّا؛ حيث لم تعد أيةُ جُزيئة من المادة الفعالة بيولوجيا موجودةً فيه (ماء نقي) قدَح التأثير البيولوجي لتلك المادة. هذه النتائج الغريبة، حملت بنفنيست على إعادة التجارب لمدة سنتين لغرض التأكد من صدقيتها. بعدها تم نشر بحثين في مجلتين مرموقتين عن تأثير التخافيف العالية. بعد ذلك، قام الباحث بالاشتراك مع باحثين في عدة دول بإجراء بحث مماثل باستخدام تخافيف عالية جدًّا من الأجسام المضادة مع الرَّج، وتسببت أيضًا في إزالة تحبُّب الكريات القاعدية (,.Belo et al 2004). لكن مجلة Nature المعروفة نشرت البحث avens et al.,1998)) بشرط إجراء التجربة تحت إشراف فريق منها لعدم وجود مادة في المحلول غير الماء تُحدث التأثير. وبعد نقاش مع هيئة تحرير المجلة، استضاف الباحث فريقٌ من المجلة لغرض إجراء التجربة بوجودهم، تم تكرار التجربة لكن في إحداها لم تكن النتائج مطابقة، فاعتبرت المجلة أن هذه البحوث غير مؤكّدة. ونُشِر بحث آخر بالاتجاه نفسه (1999 ,.Thomas et al).
لقد علَّل بنفنيست نتائجه بأن التخفيف والرج يؤدي إلى نقل المعلومات البيولوجية بواسطة التنظيم الجزيئي الذي ينتقل عبر الماء، فـ «للماء ذاكرة». وهذا يمكن أن يتحقق من خلال اتخاذ الماء لترتيب جُزيئي معين. ومع أن الظاهرة يمكن أن تعمل مع سوائل قريبة من الماء؛ مثل الإيثانول والبروبانول، إلا أنها تفشل باستخدام سوائل أخرى مثل Dimethylsulphoxide كما أن التسخين 70 – 80 م° والذوبان بعد التجميد والتعريض للموجات فوق الصوتية يُبطل تأثيرات المحاليل العالية التخفيف. وفي تجارب أخرى مع باحثين آخرين بين بنفنيست التأثير السلبي للمجال المغناطيسي (50 هيتز، 3–10 × 15 تيسلا لمدة 15 دقيقة) على عمل التخافيف العالية والذي لا يؤثر على المواد الأصلية. ومع وجود ملاحظاتٍ عديدةٍ عن حساسية النظم البيولوجية أو الماء للمجالات الكهربائية والكهرومغناطيسية المنخفضة التردُّد وكذلك للدور المحتمل لهذه المجالات في العمليات المعلوماتية والاتصالات الخلوية افترض بنفنيست أن نقل التأثيرات الملاحظة ذو طبيعة كهرومغناطيسية وأن الجزيئات تتصل عبر الموجات الكهرومغناطيسية،Thomas 2007. وهكذا أسس لما صار يُعرف بالبيولوجيا الرقمية (Digital biology).
الباحث والطبيب الفرنسي لوك مونتانيه Luc Montagnier أُعجب بابحاث بنفنيست وقام بزيارته في مختبره الصغير؛ حيث كان لا يتلقى الدعم من المؤسسة الرسمية ويعمل معه الباحث العربي الأصل جمال عيسى. وبعد وفاة بنفنيست سنة 2004 م قرر مونتانيه المضي في هذا الخط البحثي مع ما يعتريه من صعوبات، معززا بسمعته العلمية؛ كونه الحائز على جائزة نوبل في الطب سنة 2008 م، لاكتشافه فايروس الإيدز في ثمانينيات القرن العشرين، وضم لفريقه البحثي جمال عيسى.
وخلال عمله في الحصول على راشح معقمٍ لمزرعة أحياء مجهرية مرضية، لاحظ أن بعض طرق الترشيح تحت ظروف معينة يمكن أن تعطي في الراشح الكائن الحي المجهري الذي كان موجودًا قبل الترشيح. وهكذا فإن راشح مزرعة الخلايا اللمفية البشرية المصابة بالمايكوبلازما Mycoplasma pirum وخلاياها بأبعاد 300 nm، ومُرّر من خلال مُرشّحات بكتيرية بفتحات 100 nm أو 20 nm يُفترض أن يُعطي راشحًا معقمًا خاليًا من المايكوبلازما. لكن المفاجأة أن إضافة الراشح إلى مزرعة خلايا لمفية بشرية خالية من المايكوبلازما، ظهَرَت المايكوبلازما من جديد خلال حضانتها لمدة 2 إلى 3 أسابيع. وبطريقة مشابهة، راشح مزرعة الفايروس HIV والتي قُطر جسيماتها 100 إلى 120 nm، والمار من خلال المرشح بفتحات 20 nm يُفترض ألا يحتوي على أية جسيمة فايروس، لكنه كون الفايروس من جديد. ولاحظ الباحثون أن الراشح وبتراكيز مخففة مناسبة، يُنتج موجات كهرومغناطيسية منخفضة التردُّد بطريقةٍ يُمكن تكرارها.
ويرجح الباحثون، أن تلك الموجات تُمثَّل ظاهرة رنين تنتج عن الإثارة بضوضاء البيئة الكهرومغناطيسية. وترتبط هذه الظاهرة بتكون تراكيب بوليمرية نانوية بحجمٍ معين. كما لاحظوا أن راشح الخلايا الحقيقية النواة غير المصابة التي استخدمت كشاهد لا تُنتج هذه الظاهرة. جاء ذلك في البحث الذي نشره مونتانيه وجماعته (2009,.Motagnier et al).