x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الزوجان في فلك الحظ السعيد

المؤلف:  د. رضا باك نجاد

المصدر:  الواجبات الزوجيّة للرجل في الإسلام

الجزء والصفحة:  ص234 ــ 238

2023-03-18

700

(متَّعتُ) تعني التحرك الشهوي اتجاه جسد آخر..

(زوجتُ) تعني التحرك المتسامي من أجل مساعدة جسم آخر.

(أنكحتُ) تعني التحرك غير الفيزيائي، وهي حسب قول أصحاب الأديان الإلهية تعني التحرك الإلهي نحو روح أخرى.

وفي الأخيرة تتضح معالم طريق السعادة لإنسانين يطويان مسيرة حياة تتصل بالكمال والسمو: {إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} [فصلت: 30]، فالمرء عموماً بين الحزن على الماضي أن لِمَ لم يفعل كذا أو لماذا لم يحصل كذا، وبين الخوف من المستقبل وما يخبّؤه.

لذا أخبر الله سبحانه وتعالى بأن الجنة نصيب كل من ذكر الله (جل وعلا) ثم ثبت على الطريق القويم.. أن (أنكحتُ) التي تظل بمظلتها (زوجتُ) و (متعتُ) أيضاً، إذا كانت إلهية في سماتها فهي على المسار الصحيح المنتهي بالجنة(1).

لا يمكن أن تكون (متعت) ولا (زوجت) تبريرا لوجود بني البشر بينما ل (أنكحتُ) هذه الميزة إذا ما أجريت بالصورة الصحيحة، فضلاً عن تأمينها سبل سعادة العائلة.

لقد قوبلت مفردات (متعت) و (زوجت) و (أنكحتُ) في القرآن الكريم بما يعادلها في المعنى بمفردات (البشر) و (الإنسان) و (بني آدم)؛ فالبشر ما حد بالبشرة وفيها مشتركات حيوانية كحالة الجماع حيث التقاء الجسد بالجسد لكن القرآن ينقل البشر بعد هذه المرحلة نقلة نوعية فيطلق عليه لفظة (الإنسان) إذ له جسم ولا بد أن يكون له أنس ونسيان..

إن ذكر الإنسان في القرآن الكريم ورد عند مواقع (الشماتة)، لكن (زوجت) التي تصاحبها النفحة الإنسانية تسمو به إلى أن يبلغ مرتبة الآدمية التي هي دون الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله)، وتحت ظل آدميته، ولقد منح سيدنا آدم (عليه السلام) هذا الفخر بأن ينادى الآخرون بـ (بني آدم) وفي هذه الحال يكون جماعه تابعاً لقرارات إلهية ويستر عورته بورق الجنة: {فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ} [طه: 121]، ثم أن يستشف من القرآن الكريم أيضاً أن الرجل سيدنا آدم (عليه السلام)، طوى مراحل معنوية كما ألمحت لذلك ضمنياً الآية المباركة: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: 30]، ثم خصه البارئ تعالى بالعلم: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} [البقرة: 31]، إلى أن وصل به جل وعلا مرتبة الأكل وممارسة غريزته الشهوية كما ورد في الآية: {فَأَكَلَا مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ} [طه: 121]، وكذلك علمه معنى السكن: {وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ} [البقرة: 35]، وعلى صعيد الواقع والتطبيق، نرى بأن الرجل قلما وربما لا يستعين مطلقاً بالتخيلات، في حين تستعين المرأة بالقوة التخيلية، ولهذا السبب تجد الدين الاسلامي الحنيف قطع على الزوجة، وهي التي تجد ضالتها للزوج وفي مكان هادئ هو السكن.

كثيراً ما يكون عدم التمكين من قبل الزوجة وسيلة لإثارة الزوج وإخراجه من حالة الفتور حيث يندفع للبرهنة على رجولته وإرغامها على المباشرة.. إن نفس إدبار الرجل عن زوجته نوع من تفعيل الرجل وزيادة حيويته، كما أن التأديب بعود المسواك في المرحلة الثانية يعد وسيلة لقطع الطريق على كل لوم قد ينحى عليه في مجال التكاسل الزوجي.

إن الله سبحانه وتعالى يقول للملائكة: {وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً} [البقرة: 30]، ويعين صفات الخليفة - من يخلفه بحق ويستطيع التقرب إليه، ويكون في نفس الوقت أول موجود يمتلك الإرادة فيتمرد على الأمر وإذا قيل له لا تأكل يخالف النهي ويقدم على الأكل - لكن لاحظوا كيف أنه (جل وعلا) يؤنب خليفته بعد أن يعلمه. يعرضه على الملائكة وينهاه عن الأكل من الشجرة المنهي عنها ثم يخرجه وزوجته من الجنة.. حتى يمكنه التوبة ويضطر إليها. إن التوبة تعني عودة الجانبين إلى بعضهما، عودة الإنسان إلى الله تعالى وعودته (جل وعلا) على عبده عبر قبوله توبته. ولكن ما أعظم أن يكون أول أنبياء الله وخلفائه من سجدت له الملائكة وطرد من أجله الشيطان - وتلك فضيلة لكل مؤمن صالح -، على أن السير على درب الآدمية يسوق الإنسان نحو التكامل والكمال وفي نفس الوقت يقربه من حدود العلاقات الزوجية ومشاعر الحب المقدسة، وحتى يكون خليفة الله تعالى سعيداً في الدنيا ويفوز بسعادة الآخرة أيضاً يحتاج إلى أمرين: التعلم والاخلاص(2)، فضلاً عن حاجته لنظام خاص من التغذية ونظام خاص من العلاقات الزوجية ونظام خاص في اختيار السكن - انطلاقاً من الأكل وعدمه وظهور عورة آدم وحواء وكذلك إسكانهما الجنة -، أن توفر هذه الأنظمة تمكنه من العودة إلى البيت (الجناني)، تمكنه من التوبة التي يمكنه اعتبارها من مكاسبه في المستقبل.

الملفت للنظر أن الرجل ما استحق الزوجة إلا بعد أن صار خليفة وتعلم فأصبح عالماً وبعد أن سجدت له الملائكة وطرد الشيطان من أجله، غير أنه اقترب وزوجته من الشجرة وأكل منها وما كان ينبغي أن يفعل ذلك.. وهنا يأتي دور ضوابط التعامل مع الزوج وضوابط التعامل مع الزوجة ليكون الاثنان على المسار الصحيح؛ فالآدمي الذي هو خليفة الله تعالى، وتبدأ مسيرة التكامل بخطوة: {وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا} [البقرة: 31]، لا بد له أن يدرك في ذلك الوقت وبعد تخطيه موضوع سجود الملائكة وارتقائه مرتبة أعلى في مدارج الكمال، لا بد له أن يدرك القيمة السامية لقضية المباشرة والأمور الزوجية بصفتها ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالذرية، وهذا المعنى يكشف مدى رفعة وسمو المرأة التي باتت (قرة عين)، الرجل الذي سجدت له الملائكة وارتقى مرتبة أعلى في سلم الكمال. 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ ليس لأحد أن ينكر أهمية التعلم بالنسبة للإنسان، حتى في هذا المجال. إن سجود الملائكة للإنسان وطرد الشيطان ودحره لأجله ثم ظهور عورته كسوأة أمامه يكشف مدى أهمية تعلم أمور الدين قبل الزواج، وخلاصة القول: لا تضعوا يدكم في صدر من ترضون دينه وخلقه.

2ـ ليس للشيطان أن ينفذ الى المخلصين كما تشير لذلك الآيتان الشريفتان التاسعة والثلاثون والأربعون من سورة الحجر المباركة: {قَالَ رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ * إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ} [الحجر: 39، 40].