x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

علم الحديث

تعريف علم الحديث وتاريخه

أقسام الحديث

الجرح والتعديل

الأصول الأربعمائة

الجوامع الحديثيّة المتقدّمة

الجوامع الحديثيّة المتأخّرة

مقالات متفرقة في علم الحديث

علم الرجال

تعريف علم الرجال واصوله

الحاجة إلى علم الرجال

التوثيقات الخاصة

التوثيقات العامة

اصحاب الاجماع

الشهادة للراوي ضمن جماعة

مشايخ الاجازة

مشايخ الثقات

الوكالة - كثرة الرواية - مصاحبة المعصوم

مقالات متفرقة في علم الرجال

أصحاب النبي (صلى الله عليه وآله)

اصحاب الائمة من التابعين

اصحاب الائمة من علماء القرن الثاني

اصحاب الائمة من علماء القرن الثالث

علماء القرن الرابع الهجري

علماء القرن الخامس الهجري

علماء القرن السادس الهجري

علماء القرن السابع الهجري

علماء القرن الثامن الهجري

علماء القرن التاسع الهجري

علماء القرن العاشر الهجري

علماء القرن الحادي عشر الهجري

علماء القرن الثاني عشر الهجري

علماء القرن الثالث عشر الهجري

علماء القرن الرابع عشر الهجري

علماء القرن الخامس عشر الهجري

البحث حول كتاب الصحيفة السجّاديّة.

المؤلف:  الشيخ محمد طالب يحيى آل الفقيه

المصدر:  سدرة الكمال في علم الرجال

الجزء والصفحة:  ص 179 ـ 183.

20/11/2022

1231

[الصحيفة السجّاديّة] كتاب فيه مسحة من العلم الإلهي، وفيه عبقة من الكلام النبوي، كيف لا، وهي قبس من نور مشكاة الرسالة، ونفحة من ضياء الإمامة، ولذا قال بعضهم "إنّها زبور آل محمد (صلى الله عليه وآله)" و" إنجيل آل البيت (عليهم السلام)".

هذا وكلّ من اطّلع على كلماتها يدرك رفعة شأنها وعلوّ مضامينها، بحيث يعلم من المجموع أنّ تلك الكلمات من الصعب صدورها من الرواة، خاصة عمّن روى الصحيفة حيث لم يشتهر بعلم ولا فصاحة.

على كلّ، فقد وصلتنا الصحيفة السجادية بطرق مستفيضة - إن لم تكن متواترة - من زمن الشيخ وإلى أيامنا هذه، إلا أنّ الكلام في سند الرواة الأوائل، أي: الذين كانوا الواسطة ما بين يحيى بن زيد (عليه السلام) وزمن الشيخ والنجاشي، فقد قال الشيخ في ترجمة المتوكل بن عمير في الفهرست: "المتوكل بن عمر بن المتوكل روي عن يحيى بن زيد بن علي (عليه السلام) دعاء الصحيفة، أخبرنا بذلك جماعة عن التلعكبري عن أبي محمد الحسن يعرف بابن أخي طاهر عن محمد بن مطهّر عن أبيه عن عمر بن المتوكّل عن أبيه عن يحيى بن زيد، وأخبرنا بذلك أحمد بن عبدون عن أبي بكر الدوري عن ابن أخي طاهر أبي محمد بن المطهر عنه" أي: عن أبيه عن عمر بن المتوكل عن أبيه عن يحيى بن زيد، وقد التفتَّ إلى أنّ الشيخ قد ترجمه بترجمتين كلّ منهما مغايرة للأخرى إلا أنّه من المعلوم أنّ ما ذكره أولا هو الحري بالاتّباع.

نعم، كلمة "أبي" مصحّف كلمة "عن" كما ذكره الشيخ في الطريق الأول (1).

وقد لاحظت أنّ الطريقين ينتهيان إلى ابن أخي طاهر عن محمد بن مطهر عن أبيه عن عمر عن أبيه عن يحيى فالطريق إلى الصحيفة من جهة الشيخ واحد، والترجمة إنّما كانت للمتوكّل بن عمر.

وقال النجاشي في ترجمة المتوكل بن عمير بن المتوكل أنّه: "روى عن يحيى بن زيد دعاء الصحيفة، أخبرنا الحسين بن عبيد الله عن ابن أخي طاهر عن محمد بن مطهر عن أبيه عن عمير بن المتوكل عن أبيه متوكل عن يحيى بن زيد بالدعاء" (2).

والملاحظ أيضا أنّ طريق النجاشي للصحيفة عين طريق الشيخ حيث يلتقي الطريقان بابن أخي طاهر وما بعدهما.

نعم، هناك تصحيف لعمر بعمير، والأشهر أنّ الراوي عمر وليس عمير، أي: كما قاله الشيخ، وإن أساه ابن طاووس بعمير بن المتوكل.

لكن ينبغي أن يُعلم أنّ الراوي الأخير عن يحيى بن زيد كما ذكره الشيخ والنجاشي هو: المتوكل بن عمير بن المتوكل.

لكن الموجود في الصحيفة السجادية أنّ الراوي عن يحيى بن زيد هو المتوكل بن هارون وكثير من طرق الأصحاب للصحيفة إنّما تصل إلى المتوكل بن هارون، وليس إلى ابن عمير.

وقد أجاب البعض بأنّ القدماء كثيراً ما يعرّفون باسم الأجداد، فلعلّ المتوكل بن هارون هو عين بن عمير، وهارون إنّما هو الجد.

أقول: ما أفاده القائل ممكن بحدّ نفسه، إلا أنّه لا دليل علمي عليه، لكن سواء كان هو: المتوكل بن عمير، أم ابن عمر، أم بن هارون، فالنتيجة واحدة من جهة جهالة الناقل.

فهم من جهة الترجمة لم يوثّقهم قدماء الأصحاب حين ترجمتهم، بل المتوكل بن هارون مهمل وليس مجرد مجهول.

نعم، حاول البعض بيان حسنه لنقله الصحيفة السجادية وهو دور مصرّح.

على كلٍّ الطريق في الصحيفة بعد ذكر طريق طويل هكذا: "حدّثني خالي علي بن النعمان الأعلم، قال حدّثني عمير بن متوكل الثقفي البلخي عن أبيه متوكل بن هارون قال: لقيت يحيى بن زيد ...".

إذن كل الطرق نهاية تصل إلى عمير بن المتوكل عن أبيه المتوكل، وليس هناك طريق آخر.

وقد تبيّن لك ترجمة النجاشي والشيخ للمتوكل وأنّهما سكتا عن وثاقته، وأمّا ولده عمير فهو مهمل.

ومن الغريب أنّ المتوكّل لم يعرف برواية، ولهذا لم يدوّن اسمه في الوسائل ولو برواية واحدة على ما قضى به الفحص.

نعم، وعلى الرغم من ضعف الطريق، فقد ذهب بعض الأصحاب إلى صحة الصحيفة معتمدين بذلك على قرائن الصدور.

منها: أنّ المتوكّل أو ابنه عمير أو من تأخّر عنه لم يعرف بفقاهة أو فصاحة أو زهد حتى يصدر منه أمثال تلك الأدعية عالية الشأن جداً، ما يعلم منه أنّ هؤلاء ليسوا هم من ابتدعوا الصحيفة وإنّما من هو أعلى منهم شأنا وأعظم.

ومنها: أنّ قوّة مضامينها وحسن سبكها ومتنها دالّ على صدورها من إمام معصوم، إذ لم نعهد مثل تلك الكلمات من غيرهم (عليهم السلام).

ومنها: تلقّيها بالقبول على مرّ تاريخها وزمنها، حتى أنّه لا يبعد القول بتواتر طرقها، بل يمكن القول بأنّ جميع علمائنا الأقدمين لهم إليها طرق على ما هو بيّن من إجازات العلماء.

وقد أجيب عن الأول: بأنّ المتوكل أو ابنه مجهول، لم يصل إلينا تاريخه حتى نثبت أو ننفي قدرته على مقولة كتلك الصحيفة المباركة.

وأجيب عن الثاني: بأنّ قوّة المضامين توجب المظنّة بالصدور عن المعصوم ولا توجب علما، أمّا أنّه لا يمكن صدور مثلها عن غير المعصوم فيمكن نقضه بالأدعية الصادرة عن أمثال صعصعة بن صوحان وأخيه زيد، وقد أورد صاحب المفاتيح الدعاء لها وهي من أجمل ما قيل.

أما الثالث: فقد قيل في جوابه بأنّ التسامح في أدلّة السنن يصحّح العمل بالصحيفة المباركة، خاصة أنّها دعاء يمكن الدعاء بكلماته سواء كانت صادرة عن الإمام (عليه السلام) أم لا.

وخلاصة الكلام: أمّا من ناحية القواعد العلمية فإنّ الصحيفة ضعيفة سندا إلا أنّ ما ذكر من قوة المضامين حتى قيل: "إنّها زبور آل محمد (صلى الله عليه وآله)" و" إنجيل آل البيت (عليهم السلام)" ففي محلّه، حتى يمكن القول بأنّه ما من منصف إلا ويقرّ بصدورها عن آل بيت العصمة (عليهم السلام) إلا أنّ ذلك لا يثبت آحاد الكلمات وإنّما الصدور للصحيفة في الجملة. والله العالم بحقيقة الحال (3).

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 (1) الفهرست، ص246.

(2) رجال النجاشي، ج2، ص380.

(3) قصة لطيفة حدثت مع حضرة الشيخ محمد تقي المجلسي - والد صاحب البحار - وقد ذكرها عند شرحه مشيخة الفقيه ما يشير إلى صحة الصحيفة السجادية وأهميتها عند صاحب الزمان (صلوات الله وسلامه عليه وعجّل الله فرجه الشريف)؟ فقال: "إنّي كنت في أوائل البلوغ طالبا لمرضاة الله، ساعياً في طلب رضاه، ولم يكن لي قرار إلا بذكره تعالى، إلى أن رأيت بين النوم واليقظة أنّ صاحب الزمان (صلوات الله وسلامه عليه وعجّل الله فرجه الشريف) كان واقفا في الجامع القديم في أصبهان، قريباً من باب الطيني الذي هو الآن، فسلّمت عليه وأردت أن أقبّل رجله (صلوات الله وسلامه عليه وعجّل الله فرجه الشريف)، فلم يدعني وأخذني، فقبّلتُ يده، وسألتُ منه (صلوات الله وسلامه عليه وعجّل الله فرجه الشريف) مسائل قد أشكلت علي، منها: أنّي كنت أوسوس في صلاتي، وكنت أقول: إنّها ليست كما طلبت منّي وأنا مشتغل بالقضاء، ولا يمكنني صلاة الليل، وسألت من شيخنا البهائي (رحمه الله تعالى) فقال: صلِّ صلاة الظهر والعصر والمغرب بقصد وصلاة الليل، وكنت أفعل هكذا فسألت من الحجة (صلوات الله وسلامه عليه وعجّل الله فرجه الشريف) أصلّي صلاة الليل؟ فقال: صلّها، ولا تفعل كالمصنوع الذي كنت تفعل، إلى غير ذلك من المسائل التي لم تبق في بالي. ثم قلت: يا مولاي لا يتيسّر لي أن أصل إلى خدمتك كل وقت فأعطني كتاب أعمل عليه دائما فقال: أعطيت لأجلك كتابا إلى محمد التاج، وكنت أعرفه في النوم، فقال (صلوات الله وسلامه عليه وعجّل الله فرجه الشريف): رح وخذ منه، فخرجت من باب المسجد الذي كان مقابلا لوجهه إلى جانب دار البطيخ محلة من إصبهان، فلما وصلت إلى ذلك الشخص فلمّا رآني قال لي: بعثك الصاحب (صلوات الله وسلامه عليه وعجّل الله فرجه الشريف) إليّ؟ قلت: نعم، فأخرج من جيبه كتابة قديما فلما فتحته ظهر لي أنّه كتاب الدعاء فقبّلته ووضعته على عيني وانصرفت عنه متوجها إلى الصاحب (صلوات الله وسلامه عليه وعجّل الله فرجه الشريف) فانتبهت ولم يكن معي ذلك الكتاب. فشرعت في التضرّع والبكاء والحوار لفوات ذلك الكتاب إلى أن طلع الصبح فلا فرغت من الصلاة والتعقيب، وكان في بالي أنّ مولانا محمداً هو الشيخ البهائي، وتسميته بالتاج لاشتهاره من بين العلماء، فلمّا جئت إلى مدرسته وكان في جوار المسجد الجامع فرأيته مشتغلا بمقابلة الصحيفة، و كان القاري السيد صالح أمير ذو الفقار الجرفادقاني فجلست ساعة حتى فرغ منه والظاهر أنّه كان في سند الصحيفة، لكن للغمّ الذي كان بي لم أعرف كلامه ولا كلامهم، وكنت أبكي فذهبت إلى الشيخ وقلت له رؤياي وأنا أبكي لفوات الكتاب، فقال الشيخ: أبشر بالعلوم الإلهية، والمعارف اليقينيّة وجميع ما كنت تطلب دائما، وكان أكثر صحبتي مع الشيخ في التصوّف وكان مائلا إليه، فلم يسكن قلبي وخرجت باكيا متفكّرا إلى أن ألقي في روعي أن أذهب إلى الجانب الذي ذهبت إليه في النوم، فلمّا وصلت إلى دار البطيخ رأيت رجلا صالحا اسمه آغا حسن، وكان يلقّب ب "تاج"، فلما وصلت إلى دار البطيخ وسلّمت عليه قال: يا فلان الكتب الوقفية التي عندي كل من يأخذه من الطلبة لا يعمل بشروط الوقف وأنت تعمل بها، تعال وانظر إلى هذه الكتب وكل ما تحتاج إليه خذه، فذهبت معه إلى بيت كتبه فأعطاني أول ما أعطاني الكتاب الذي رأيته في النوم، فشرعت في البكاء والنحيب، وقلت: يكفيني وليس في بالي أن ذكرت له النوم أم لا، وجئت عند الشيخ وشرعت في المقابلة مع النسخة التي كتبها جد أبيه مع نسخة الشهيد، وكتب الشهيد نسخته من نسخة عميد الرؤساء وابن السكون، وقابلها مع نسخة ابن إدريس بواسطة أو بدونها، وكانت النسخة التي أعطانيها الصاحب (صلوات الله وسلامه عليه وعجّل الله فرجه الشريف) أيضا مكتوبة من خط الشهيد..." انتهى محل الشاهد من كلامه (رحمه الله).

 

 

 

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+