x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

صرخات الضعفاء أقوى من أسلحة الأقوياء

المؤلف:  هادي المدرسي

المصدر:  كيف تبدأ نجاحك من الحد الأدنى؟

الجزء والصفحة:  ص37ــ40

9/10/2022

1036

كلنا يعرف قيمة الصوت، فهو وسيلة النطق، ومن يخسره، فهو يخسر القدرة على التفاهم مع الآخرين، هذه القدرة التي تميز الإنسان عن الحيوان فتجعله يتحكم بصوته، وينظم نبراته ليكون أكثر ملائمة حسب الظروف المختلفة، ويمزج فيه الفكر والعقل ليتحول الصوت المنطوق إلى كلام معقول، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الصوت بحد ذاته سلاح فعال. ويستطيع كل إنسان وبسهولة استخدام هذا السلاح إذا داهمه الخطر، فلو تعرضت لمحاولة اعتداء أو سرقة في الشارع، فإن صرخة قوية منك كافية لرد المعتدين.. وكثيراً ما تنقذ الصرخة حياة صاحبها من موت محتم، وفي كثير من الأحيان تكون أقوى من السلاح لدى الطرف الآخر.

غير أن البعض قد ينسى إمتلاكه لهذا السلاح إلا النساء فإنهن يحسن استخدامه، فكثيرة هي الفتيات اللاتي إستطعن التخلص من المجرمين الذين أرادوا الاعتداء عليهن باستخدام صراخهن فقط، حتى وإن لم يؤدي ذلك إلى اعتقال المعتدين، ولكن أصواتهن كانت كافية لهزيمة المعتدين ودفعهم للهروب.

إن الطفل عندما يولد يرافقه خوفان: الخوف من السقوط، والخوف من الأصوات.. وهذا يعني أن في أعماق الإنسان منطقة يهزها الصوت المرتفع وتدفع به إلى التراجع.

إذن يمكن القول أن اصوتك سلاحك»؟ فاعرف أين، وكيف، ومتى، تستخدمه؟

وقد يظن الضعفاء أن الوحش إذا ساد الغابة فإن على سكانها أن يتحولوا إلى فئران، ولا خيار ثالث لهما.

غير أن الخيارات المتاحة لك كثيرة جداً، فبين القوة والضعف هناك مسافة طويلة من الخيارات التي تنقذ الضعيف وتطير به إلى أعلى القمم، كالعصفور الضعيف الذي لا يتمكن الأسد من إلتهامه لأنه طائر، فعنصر الضعف هنا يوازيه عنصر آخر من القوة حيث يستطيع هذا الكائن الصغير من خلاله أن يتحرك في أجواء أكثر حرية من الأسد وهي أعالي السماء.

والإنسان في أحيان كثيرة يواجه مثل هذه الظروف الصعبة فيتعرض مثلاً للظلم من قِبَل شخص آخر، فإذا سكت عن حقه فلن يساعده الناس للحصول على ذلك الحق، أما إذا صرخ ونادى بحقه فإنه سيكون الأقرب للوصول إلى مرامه.

أما الركون للظلم فهو مصيبة لأنه يعتبر إعانة للظالم على اضطهاده للناس.

وأما تشجيعه والتصفيق له فإنه يعد مشاركة صريحة له في ظلمه بدعمه والوقوف إلى جانبه.

وخاطئ من يظن أن على المظلوم أن يسكت على الظلم، وينسى قوة الصرخة الشجاعة المرهبة لقلوب الظالمين والمؤنسة لصدور الفقراء والمساكين..

ألا ترى كيف أن كل صرخات الحق في التاريخ تتردد أصداؤها حتى الآن في التاريخ؟

حقاً إن صرخات الضعفاء أقوى من كل أسلحة الأقوياء. وهي من نعم الله المتوفرة لجميع الناس في كل وقت وزمان.