x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

الاسرة و المجتمع : معلومات عامة :

ضع في حسابك القدر

المؤلف:  هادي المدرسي

المصدر:  كيف تبدأ نجاحك من الحد الأدنى؟

الجزء والصفحة:  ص45ــ50

2/10/2022

1271

يمكنك أن تقرر ما ترغب القيام به، ويمكنك تنفيذ ما قررت، ولكن هل ستبقى كل الأبواب مشرعة أمامك إلى الأبد لتقرر كل شيء، وتنفذ كل ما ترغب، أم أن هناك دائماً احتمالات أخرى؟

الحق، إنه ليس الناجح هو من يستطيع تنفيذ كل ما يقرر، وتحقيق كل ما يرغب فيه، بل الناجح هو من يضع في حساباته احتمالات الفشل أيضاً، ويتعامل مع الحقائق كما هي، من دون تفاؤل مفرط وثقة مطلقة.

فمن الحقائق البديهية أن الحياة مسرح كبير للإرادات، وأعظمها هي إرادة خالق الإرادة، التي لابد أن نضعها في حساباتنا في جميع خطواتنا وأعمالنا.

وهذا يعني أن للإنسان شريكين في أعماله : القدر، والآخرون، وقرارك بالقيام بما تستطيع فعله في أمور مثل شرب الماء، وأكل الطعام، والسفر، وشراء منزل ليس ممكناً تنفيذه دائماً وأبداً، ففي أحيان كثيرة تجد أمامك عائقاً يمنعك من تحقيق أبسط الأمور، فإما أن يكون العائق حاجزاً من القدر أو مانعاً من الآخرين.

ولربما لا تتجاوز نسبة مشاركة الآخرين والقدر وتأثيرهما في حياتك على ٠ ٢ بالمائة، ولكن بمقدار هذه النسبة لا يستطيع المرء أن يقرر لحياته بمفرده وإنما سيكون بحاجة إلى عون من الآخرين، وسند من القدر.

وهذا يتطلب من الإنسان عندما يخطط لتنفيذ قراراته أن يفتح حساباً للآخرين وإراداتهم، وأن يضع في الحسبان احتمالات تدخل القدر.

ومن لا يفعل ذلك يضيف خيبة أمل جديدة إلى خيبات آماله الكثيرة، ويزداد حينئذ تشاؤما في اموره، بينما يمكن أن تكون الحياة أحلى من ذلك وأكثر سعادة للإنسان فيما لو غير نظرته للحياة، ذلك أن الحياة ليست ملكك وحدك، وإنما هي لك وللآخرين، ولست أنت إلا واحداً من الملايين الذين خلق الله لهم الشمس والأرض والقمر والكواكب، وأعطاهم القدرات والإمكانات في هذه الدنيا.

ثم إن لله تعالى الهيمنة على الكون، وإرادته ماضية في الخلق، فلربما تعلقت إرادته بإيقاف كل شيء وإنهاء كل شيء، وحينئذ لا تنفع الخطط، ولا ينجح العلاج..

فضع في الحسبان احتمالات القدر، لأنه صاحب الكلمة الأولى والأخيرة.

ولهذا قيل قديماً أن «نية المؤمن أبلغ من عمله» لأن الإنسان قد ينوي أمراً حسناً، ولكن القدر يمنعه من القيام بذلك، فهو مثاب عند الله على نيته الحسنة.

من هنا يجب أن تجعل فعل الخير إرادة في ضميرك، ونية في قلبك، على أن تفعله إذا ما استطعت إلى ذلك سبيلاً.

أهون الناس عزيمة من يعجز عن النية الحسنة، فما ضير أن تلازم المرء نية الخير دائماً وبلا فتور، فإذا تمكن من القيام بذلك فبها ونعمت، وإلا كانت النية الحسنة شفيعة له، أما من لا ينوي فعل الخير فإنه لن يوفق للعمل الصالح في كل الأحوال.

من هنا فإن تمنيات من نوع: «يا ليتني كنت أملك مالاً لأوزعه على الفقراء»، و «يا ليتني أكون قادراً على مساعدة الآخرين»، و «يا ليتني كنت معكم فأفوز فوزاً عظيماً»، كل هذه التمنيات هي أمور حسنة لأنها تنبع من نية الخير.

فلو أنك تمنيت لو كنت حاضراً مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم للذود عنه في المعارك والحروب، أو تمنيت لو كنت حاضراً مع الإمام علي عليه السلام لتقف إلى جنبه في الأزمات والملمات، أو تمنيت لو كنت مع فاطمة الزهراء عليها السلام لتنصرها وترد عنها البغي، أو كنت مع الإمام الحسن عليه السلام في وقت الشدة والكرب، أو مع الإمام الحسين عليه السلام لتستشهد معه. كل ذلك نيات حسنة، بشرط أن تكون صادقاً فيها، بحيث تقوم بالفعل بتنفيذ ما تمنيت منها إذا أصبحت قادراً على ذلك، وتحول هذه الأمنيات إلى فعل واقعي وملموس، لأن النية تحول الأفكار التي لا يمكن تحقيقها في الوضع الحالي لأسباب مختلفة إلى العقل الباطن، وهناك ستترسخ هذه الأفكار وتندمج مع الإنسان بحيث يصبح تحقيقها من همومه، ولن يستريح ذهنه وتفكيره إلا بتحقيقها.

فالسعي إلى الخير يبدأ في النية، وتمني الخير دافع إلى فعله.

إن النية ترتبط بالعقل الباطن، وهو يلعب دوراً لا يستهان به في سلوكنا وتفكيرنا. ولكن منبع العبقرية هنا يكون بخلق المشاعر الطيبة في النفس بحيث يغمرها الاطمئنان والرضا في الربح والخسارة، والانتصار والهزيمة.. أو كما قال (برنارد شو) : «اجعل نفسك نظيفة وذكية، فهي النافذة التي يجب أن ترى من خلالها العالم».

ولا تكون النفس نظيفة إلا بمشاعرها الصادقة التي تدفع إلى السلوك الطيب.

وهكذا فإن على من يرغب في إنجاز الأعمال العظيمة والنجاح في الحياة، أن ينوي الخير، ويتمنى تحقيق أفضل الأعمال، ولكن مع وضع الأقدار في حساباته، وعدم إلغاء إرادة الآخرين.

فإذا نوى الخير ومنعه مانع، فقد حقق أهم الأمور وهو التغلب على عقبة النفس الأمارة بالسوء، وإذا استطاع تحقيق ما نواه يكون قد أنجز الأمرين معاً: التغلب على الذات، وتجاوز العقبات.