تواضع الامام زين العابدين (عليه السلام)
المؤلف:
الشيخ جميل مال الله الربيعي
المصدر:
دراسات اخلاقية في ضوء الكتاب والسنة
الجزء والصفحة:
316-317
1-2-2022
2389
من روائع صور التواضع ما اشتهر عن الامام زين العابدين (عليه السلام):
(انه لا يسافر إلا مع رفقة لا يعرفونه ، ويشترط عليهم ان يكونوا من خدم الرفقة فيما يحتاجون إليه، فسافر مرة مع قوم فرآه رجل فعرفه، فقال لهم : اتدرون من هذا ؟
فقالوا : لا
قال: هذا علي بن الحسين (عليه السلام) فوثبوا يقبلون يده ... وقالوا : يا ابن رسول الله أردت ان تصلينا نار جهنم لو بدرت منا إليك بد او لسان أما كنا قد هلكنا آخر الدهر ؟
فما الذي يحملك على هذا فقال (عليه السلام) : اني كنت سافرت مرة مع قوم يعرفونني فأعطوني برسول الله (صلى الله عليه واله) ما لا استحق به، فإني أخاف ان تعطوني مثل ذلك فصار كتمان امري احب إلي)(1).
ومن عظيم تواضعه انه كان يحمل كيساً ويدور على بيوت الأرامل والايتام متنكراً، ليوصل إليهم مؤنتهم وقد (رآه الزهري في ليلة باردة مطيرة وعلى ظهره دقيق، وهو يمشي ، فقال: يا ابن رسول الله ما هذا ؟
قال: أريد سفراً أعد له زاداً احمله إلى موضع حريز.
فقال الزهري : فهذا غلامي يحمله عنك، فأبى، قال : انا احمله عنك فأني ارفعك عن حمله.
فقال علي بن الحسين (عليه السلام) : لكني لا ارفع نفسي عما ينجيني في سفري، ويحسن ورودي على ما ارد عليك، اسألك بحق الله لما مضيت لحاجتك وتركتني ، فانصرف عنه فلما كان بعد ايام قال له : يا ابن رسول الله لست ارى لذلك السفر الذي ذكرته اثراً.
قال: بلى يا زهري! ليس ما ظننت ، ولكنه الموت وله استعد ، انما الاستعداد للموت تجنب الحرام ، وبذلك الندى في الخير)(2).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) الصدوق ، عيون أخبار الرضا : 145.
(2) المحدث المجلسي، بحار الانوار : 46/65 .
الاكثر قراءة في الزهد والتواضع و الرضا والقناعة وقصر الامل
اخر الاخبار
اخبار العتبة العباسية المقدسة