x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

ما السعادة؟

المؤلف:  ريتشارد ديني

المصدر:  إنجح من أجل نفسك

الجزء والصفحة:  ص7ـ13

15-9-2021

2144

دعنا نفحص الأسباب التي تجعل الناس سعداء. بشكل أساسي، يتم الوصول إلى السعادة بطريقة من ثلاث:

الأولى: وجود شيء تتطلع إليه أو تترقبه، الثانية: بالمشاركة، الثالثة: جعل شخص آخر سعيدا.

التطلع إلى شيء ما

أولا: وجود شيء تتطلع إليه أو تترقبه. هل مررت من قبل بتجربة شراء سيارة؟ قد تكون السيارة جديدة أو مستعملة، وستصل سيارتك لك خلال ثلاثة أيام، وأنت تنتظر وتشعر بإثارة. يمضي يوم ولا يزال هناك يومان، فيزداد شعورك بالإثارة. أما اليوم السابق لاستلام السيارة فقد ترتفع درجة الإثارة إلى درجة تمنعك من النوم.

تصل السيارة الجديدة: في أول يوم تشعر بالطبع بالبهجة والاستمتاع والسعادة، وهناك الكثير من اللعب بملحقات وأدوات السيارة، وتعتني بالسيارة إلى أقصى حد للعمل على الحفاظ عليها نظيفة دائما. ففي كل مرة تركنها وتمشي بعيدا عنها تنظر خلفك لتتأكد من أنها لم تتحرك!! بعد مرور اسبوعين، كيف تشعر تجاه سيارتك؟ بالطبع، لقد تغير اسلوبك تجاهها؛ فقد أصبحت الآن مجرد سيارة أخرى. إن الشعور بالبهجة نادرا ما ينبع من الامتلاك، بل هو ينبع من ترقب امتلاك شيء ما. وينطبق هذا تقريبا على كل شيء ، بدءا من الإجازات ومشاهدة البرامج التليفزيونية، إلى مقابلة شخص نحبه، إلى انتظار ترقية.

نحن نشاهد باستمرار على شاشة التليفزيون اهوال الحرمان والصراع الإنساني؛ لكن بالتأكيد أسوأ مشهد على الإطلاق هو وجه شخص يائس لا يوجد بداخله ذرة أمل - أما بالنسبة لك، قارئ كتابي، لا يوجد لديك أي عذر لتتخلى عن الأمل.

المشاركة

الآن، دعنا نتحدث عن القاعدة الثانية للسعادة: المشاركة. تخيل أنك ذاهب لتناول وجبة رائعة في مطعم ما، ربما ستطلب طبقا متنوعا من القريدس - قريدس البحر المتوسط مع صلصة اكليل الجبل الرائعة. أما الطبق الثاني فهو شريحة لحم شاتوبريان معدة بالطريقة التي تعجبك مع طبق مزين بالخضراوات الطازجة. أما الطبق الثالث فهو قطعة حلوى مغطاة بالشيكولاتة السوداء وكريمة جيرسي الطازجة. والوجبة كلها معها شراب عصير طازج - يا لها من وجبة!! لكن مع ذلك إذا جلست وتناولت هذه الوجبة بمفردك لن تشعر بأية متعة؛ فالمؤكد أن السعادة الناتجة عنها ستكون ضئيلة للغاية، وبشكل ما ستجد أن مذاق الطعام يختلف وأنت وحيد عن مذاقه لو أن هناك شخصا آخر يجلس على الجانب الآخر من طاولتك ويشاركك الطعام والحديث.

إذن، فالمشاركة تمدنا بالفعل بالسعادة، والآن، العديد منا محظوظون بشكل كاف لوجود شريك في حياتهم، بينما هناك آخرون يجدون أنفسهم في مرحلة ما في حياتهم - ربما عن طريق الانفصال أو موت الشريك - عادوا وحيدين مرة أخرى. لكن هل يعني هذا أن المستقبل هو مصدر للتعاسة؟ لا، بالطبع هو ليس كذلك. فأغلب الناس لديهم أصدقاء رائعون وعائلات رائعة يمكنها مشاركتهم أوقاتهم ومتعهم وسعادتهم.

المتعة التي يتم تقاسمها هي متعة مضاعفة، أما القلق الذي يتم تقاسمه فيقل إلى النصف.

اجعل شخصا آخر سعيدا

الطريقة الثالثة هي إسعاد شخص ما. تقريبا يعتبر من المستحيل ألا تشعر بالسعادة عندما تتسبب فيها لشخص آخر، ومن المستحيل ألا تكون ناجحا بينما أنت تساعد شخصا آخر على النجاح، ولقد أثبت العديد من رجال الأعمال الناجحين - سواء عن عمد أم لا - أنهم بمساعدتهم للآخرين على تحقيق النجاح المالي، تزداد ثرواتهم بدورها.

وأنت طفل تظل تنتظر عيد ميلادك وأعياد رأس السنة لأن هذه هي أوقات المفاجآت والهدايا، وبنضوجك يأتي الشعور بالإثارة من إعطاء تلك المفاجآت والهدايا للآخرين. امش في الشارع وابتسم، ستكتشف الحقيقة الطريفة بأن الناس يبتسمون لك في المقابل؛ لاحظ كيف يشعرك هذا. كوالد أو كمدير ستجد أنه من الرائع أن تخبر شخصا آخر بأخبار جيدة - يمكنك الشعور بسعادة كبيرة من هذا التمرين البسيط.

لا ترفض هذه الأفكار

أيها الساخرون والمتشائمون، احذروا؛ فالتخلص من هذه المبادئ الثلاثة أو التغاضي عنها سيضعكم في موقف خطير للغاية! قد يكون رد فعلكم الأول تجاهها هو التشكيك فيها، لكن عليكم أن تدركوا أن الفهم الكامل للسعادة هوى واحدة من تلك المناطق الرئيسية التي يجب أن تركز فيها. والمحزن أن هذه المبادئ لا يتم تدريسها في مدارسنا أو جامعاتنا، والأكثر من ذلك أن حتى الوالدين، لا يمرران هذه المعرفة إلى نسلهما. لذا، من الطبيعي جدا ومن غير المدهش أن تجد العديد ممن يرغبون في تحقيق النجاح يتحركون في اتجاه خاطئ تماما.

النظر إلى الاتجاه الصحيح

في عام ١٩٩٤ ، أطلقت المملكة المتحدة لأول مرة في تاريخها برنامج يانصيب وطني، وحاز إعداد البرنامج والترويج له جاذبية كبيرة في السوق لم يسبق لها مثيل أبدا. وفي الليلة الأولى تراجعت كل الأرقام، وشاهد البرنامج ٢٥ مليون شخص.

وركز البرنامج بشكل كبير على المبلغ الضخم الذي سيحصل عليه الفائز في النهاية، ثم تحولت هذه الضجة إلى نوبة هائلة من النشاط لأن الفوز بملايين الجنيهات أصبح مرادفا للنجاح. وقد تم التركيز بشكل أكبر على السعادة التي سيشعر بها الفائزون بهذه الملايين، وكيف وفي أي شيء سيصرفونها. مع ذلك ومع تطور البرنامج، مررت بشعور عظيم بالحزن ليس تجاه الفائز فحسب، ولكن أيضا تجاه آلاف وآلاف الأشخاص السذج — الذين تأثروا بهذه الرسالة.

لم يكن السبيل للحصول على هذه الثروة الضخمة هو العمل أو السعي والهمة أو استخدام العقل البشري أو اللجوء إلى الموهبة أو المهارة، لكن كان عن طريق الفوز بجائزة اليانصيب - مصادفة – وهو فوز لا يختلف عن المراهنة على سباق الخيول أو السندات الممتازة أو مباريات كرة القدم .. ومرارا وتكرارا تم إثبات واقع عدم وصول معظم هؤلاء الفائزين بمبالغ مالية ضخمة إلى السعادة. وتكون الأسابيع أو الشهور أو حتى السنة الأولى هي فترة اتخاذ القرار بكيفية إنفاق هذا المال وما الذي سيتم بعد ذلك، وبعد ذلك يحل الشعور بالضغط محل أي شيء آخر، وقد تنهار الأسر بسبب توسلات وطلبات الآخرين، كما يظهر الطماعون بخطة بعد خطة لأخذ هذه الأموال من الفائزين بها.

وقد يمر هؤلاء الفائزون بخسارة أصدقاء العمر لسبب بسيط — هو أن هؤلاء الأصدقاء لم يعودوا يشعرون بالراحة مع الفائزين؛ فهم يشعرون بشكل خاطئ أن عليهم التنافس معهم. وقد يمتلك أصدقاء عمرهم الآن سيارة أو منزلا أو قاربا جديدا أو أي شيء آخر، لكنهم في أعماقهم مازالوا نفس الأشخاص ولم يتغيروا. وقد يشعر أفراد العائلة هم أيضا بالمنافسة أو الغيرة تجاه الفائز.

 إنني أتحدث عن كل هذا من واقع تجربة مررت بها، وليس السبب فيها أنني ربحت جائزة اليانصيب أو حدثت لي أية ضربة حظ مفاجئة، وإنما السبب أنني جمعت مبلغا ضخما من المال في أوائل الثلاثينيات من عمري، وكنت قد جمعت هذا المال بالعمل الجاد والكد والاجتهاد – وعند  هذه النقطة صدمت بنوبات غيرة من بعض أفراد عائلتي. وبالإضافة إلى هذا اكتشفت أن بعض أصدقاء عمري لا يشعرون بالراحة معي، وبالطبع لم أسمح لنفسي بالتفاخر بما لدي، لكن على الرغم من هذا وبالنسبة لأغلبنا فنحن عندما نكسب المال في هذه السن

نبدأ في امتلاك الزخارف والرفاهيات - مثل السيارة الرولز رويس الجديدة، وخلافها - ثم نتخذ أسلوبا للحياة يتوافق مع وضعنا الجديد. لقد كانت هذه التجربة مفيدة لي للغاية لأنني تعلمت منها الكثير.

السعادة باعتبارها نتيجة لجهودك

عندما يتم جمع المال من خلال المجهود الشخصي تكون المتعة والسعادة - بغض النظر عن شكلهما - متاحتين ويمكن الوصول لهما؛ ففي أغلب الحالات التي يتم فيها كسب المال بالكد والتعب لا يأتي المال كله دفعة واحدة - فلا يحدث سيناريو الغنى السريع؛ فالمال يأتي بشكل تدريجي، وهوما يتيح للفرد فرصة تعلم كيفية إدارة أمواله. وأنا لست ضد مسابقات اليانصيب، لكنني أومن بحاجة الناس إلى تفهم ما الذي تجلبه عليهم مواقف الفوز بالمصادفة تلك. وبالنسبة للعديد من الأشخاص تعتبر الفائدة العظيمة لليانصيب – أو أي برامج جذب أخرى في التلفاز على غرار "من سيربح المليون؟" - أنه يمدهم بالأمل، أو أنهم يتعاملون معه على أنه حدث يتطلعون إليه، ولهذا السبب فحسب قد يمر بعض الأشخاص بتلك الحالة التي توصف بـ "رؤية التجسيد الدنيوي للضوء في نهاية النفق المظلم".

قوة الأمل

لسنوات طويلة، كانت شاشات التلفاز مليئة بمشاهد الصراعات الإنسانية المروعة في جميع أنحاء العالم؛ ولقد رأينا صورا لا يمكن أبدا تخيلها للمذابح البشرية والجرائم النكراء التي ترتكب في حق الإنسانية - لكنني أرى أن أكثر مشهد محبط على الإطلاق ليس رؤية شخصا يعاني من المجاعة، بل هو رؤية وجه فقد صاحبه الأمل. لذا، يجب علينا أن نتمسك دائما بالأمل، لأننا لن نتمكن من النجاة في هذا العالم بدونه.

سأعطيك مثالا عن الأمل: منذ فترة كنت وزوجتي نتسوق عندما ترامت إلى مسامعنا هذه المحادثة بين زبونة وعامل بأحد المتاجر:

سأل العامل بالمحل الزبونة: "إن نتيجة مسابقة اليانصيب اليوم، هل اشتريت تذكرة؟"، فردت عليه الزبونة بوجه مشع من الإثارة: "نعم، لقد اشتريتها وسأفوز. إذا فزنا، سنقوم بإعادة تزيين غرفة المعيشة بشقتنا وسنتخلص من تلك السجادة البشعة الموجودة بها". تأثر العامل بهذا الكلام فقال بدوره: "إذا فزت، لن أستمر في العمل هنا بالتأكيد، وسأتخلى عن هذه الوظيفة المقيتة في الحال".

إن هذه المحادثة محزنة بالفعل - فكما لو أن السبيل الوحيدة أمام هذه المرأة لتغيير سجادة غرفة المعيشة بمنزلها هي عن طريق ربح جائزة اليانصيب، ومن جهة أخرى ترى العامل وهو يذهب إلى عمله كل يوم وهو كاره له وأمله الوحيد لتغيير هذا العمل هو الفوز باليانصيب.

استثمر المال في نجاحك الشخصي

ما سبق كان الجانب المحزن لهذه المحادثة، أما الجانب الإيجابي فهو أن هذين الشخصين لديهما شيء يتطلعان إليه وينتظران حدوثه في تلك الليلة عند مشاهدة سحب اليانصيب - لقد كان لديهما بضع ساعات مليئة بالأمل.  

في هذا الكتاب، لن يرتكز املك على مبدأ "النجاح الناتج عن الغنى المفاجئ"، بل سيرتكز على الحقائق التي يمكنك الوصول إليها.

إن احتمالات تحقيقك للنجاح أعلى من أفضل احتمالات لفوزك في أي نوع من أنواع المقامرة، لأن فرصك الشخصية متساوية. بمعنى آخر، فرصة ربحك لجائزة اليانصيب الكبرى هي ١ إلى ١٦ مليونا، أما فرصة ربح الرهان على حصان هي ١ إلى ٠ ٢ ، لكن فرص نجاحك في حياتك متساوية. يمكنك أن تكون ناجحا أو غير ناجح - فالخيار، في الواقع، يرجع إليك أنت. 

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+