x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : الأدب : الشعر : العصر الاسلامي :

الشام

المؤلف:  شوقي ضيف

المصدر:  تاريخ الادب العربي - العصر الاسلامي

الجزء والصفحة:  ص:165-166

10-6-2021

1838

 

الشام

لا يكاد يقاس الشعر في الشام لهذا العصر الى ما انبث منه في خراسان والعراق والحجاز، ومرجع ذلك أن قبائل الشام كانت في جمهورها قبائل يمنية، وهي لا تبلغ في الشعر والشاعرية ما تبلغه القبائل المضرية، وأهم شاعر أنبتته بيئة الشام في هذا العصر هو عدي بن الرقاع العاملي، وهو يتأخر خطوات عن شعراء العراق والحجاز المبرزين أمثال جرير والفرزدق وعمر بن أبي ربيعة.

علي أنه ينبغي أن يلاحظ أن كثيرا من قبائل قيس نزل الشام مع الفتوح، واصطدمت مصالحه كما قدمنا بمصالح كلب والقبائل اليمنية، مما جعل الحروب تنشب بين الطرفين من جهة وأوقد نيران الهجاء والفخر بين شعرائهما من جهة ثانية، سواء في موقعة مرج راهط أو فيما تلاها من مواقع ظلت سنوات.

ولكن هذا الشعر نعده طارئا على الشام، فلولا وفود هذه القبائل المضرية ما ظهر ولا استطار.

ومما يتصل بهذا الشعر الطارئ على الشام شعر الشعراء الذين كانوا يفدون على الأمويين يمدحونهم من الحجاز ونجد والعراق والجزيرة. ومن الحجازيين الذين أكثروا الوفود عليهم ابن قيس الرقيات ونصيب والأحوص وكثير وإسماعيل

 

166

ابن يسار النسائي وطريح الثقفي ويزيد بن ضبة وأبو العباس الأعمي، ومن النجديين الراعي والعجير السلولي وأرطاة بن سهية وعقيل بن علفة وابن ميادة ومن العراق جرير والفرزدق والأخطل ومسكين الدارمي وعبد الله بن الزبير الأسدي وأعشي شيبان ونابغتهم وذو الرمة.

وهؤلاء الشعراء جميعا كانوا وافدين، ولم يستقروا في الشام، إنما كانوا يلمون بها، ثم يعودون الى ديارهم وأهليهم بجر الحقائب. وربما كان أهم عشيرة اشتهرت بالشعر في هذه البيئة هي العشيرة الأموية نفسها، فقد اشتهر من بين أفرادها بنظم الشعر يزيد بن معاوية، ثم ابن أخته يزيد بن عبد الملك، وابنه الوليد وسنعرض له ولشعره في موضع آخر.

علي أن هذه الأسرة نفسها كانت طارئة على الشام، ومن ثم لا نغلو إذا قلنا إن الشعر فيها لهذا العصر كان بعامة شعرا طارئا. ومن هذا الشعر الطارئ ما كان ينظمه الغزاة في حروب الروم، وكانت كثرتهم من عرب الشام اليمنية، ولذلك لم يكثر الشعر في هذه الحروب، غير أن نفرا من المضريين شاركوا فيها، فجري الشعر على ألسنتهم وتصايحوا به في بعض معاركهم، وبكوا به شهداءهم على نحو ما نجد عند أبي العيال الهذلي حين غزا مع يزيد بن معاوية الروم (1) واستشهد ابن عم له يسمي عبد بن زهرة فرثاه رثاء حارا (2).

وعلي هذا النحو كان الشعر في الشام لهذا العصر محدود النشاط، وكان في جملته طارئا إما مع قبائل قيس، وإما مع الوافدين على أبواب الخلافة، وإما مع البيت الأموي القرشي نفسه، وإما مع الغزاة الذين كانوا يجاهدون الروم.

 

 

_________

(1) الإصابة لابن حجر 7/ 143.

(2) ديوان الهذليين (طبع دار الكتب) 2/ 241