 
					
					
						الفرقة الناجية في ضوء النصوص 					
				 
				
					
						 المؤلف:  
						الشيخ جعفر السبحاني
						 المؤلف:  
						الشيخ جعفر السبحاني					
					
						 المصدر:  
						بحوث في الملل والنحل
						 المصدر:  
						بحوث في الملل والنحل					
					
						 الجزء والصفحة:  
						ج1 , ص48- 52
						 الجزء والصفحة:  
						ج1 , ص48- 52					
					
					
						 24-05-2015
						24-05-2015
					
					
						 1659
						1659					
				 
				
				
				
				
				
				
				
				
				
			 
			
			
				
				 لو أنّ شيخ الأزهر رجع إلى النصوص الأُخر للنبي الأكرم لتبيّن له الفرقة الناجية في كلام النبي(صلى الله عليه واله وسلم)، فإنّ لنبي الرحمة كلمات في مواضع أُخر يشد بعضها بعضاً ، ويفسر بعضها البعض الآخر ، وإليك ما أثر عنه في تلك المجالات ممّا تعد قرائن منفصلة موضحة للحديث الحاضر.
1 ـ حديث الثقلين
قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) : « يا أيّها الناس إنّي تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلّوا : كتاب اللّه وعترتي أهل بيتي » (1) .
روى إمام الحنابلة عن النبي (صلى الله عليه واله وسلم) أنّه قال : « إنّي تارك فيكم خليفتين : كتاب اللّه ، حبل ممدود ما بين السماء والأرض; وعترتي أهل بيتي ، وإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض » (2) .
روى الحاكم في مستدركه عن النبي الأكرم (صلى الله عليه واله وسلم) أنّه قال : « إنّي أوشك أن أُدعى فأُجيب ، وإنّي تارك فيكم الثقلين : كتاب اللّه عزّ وجلّ ، وعترتي; كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ، فإنّ اللطيف الخبير أخبرني أنّهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلّفوني فيهما » (3) .
والاختلاف الموجود بين نصوص الحديث غير مضر أبداً ، لأنّ النبي الأكرم(صلى الله عليه واله وسلم) نطق بهذا الحديث في مواضع مختلفة ، إذ في بعض الطرق أنّه قال ذلك في حجّة الوداع بعرفة ، وفي أُخرى أنّه قاله بالمدينة في مرضه وقد امتلأت الحجرة بأصحابه ، وفي ثالثة أنّه قال ذلك بغدير خم ، وفي رابعة أنّه قال ذلك لمّا قام خطيباً بعد انصرافه من الطائف ، فقد كرر ذلك في تلك المواطن اهتماماً بشأن الكتاب العزيز والعترة الطاهرة (4) .
والإمعان في هذا الحديث الذي بلغ من التواتر حدّاً لا يدانيه حديث ، إلاّ حديث الغدير ، يقود الإنسان إلى الحكم بضلال من لم يستمسك بهما معاً ، فالمتمسّكون بهما هم الفرقة الناجية ، والمتخلّفون عنهما ، أو المتقدّمون عليهما هم الهالكة.
وقد نقل الطبراني قوله (صلى الله عليه واله وسلم) في ذيل الحديث : « فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلّموهم فإنّهم أعلم منكم » (5) .
2 ـ حديث السفينة
وهذا الحديث كالحديث السابق يعين على رفع الإبهام عن حديث « الافتراق ». روى الحاكم بسنده عن أبي ذر رضي اللّه عنه يقول ، وهو آخذ بباب الكعبة : « من عرفني فأنا من عرفني ، ومن أنكرني فأنا أبوذر ، سمعت النبي يقول : ألا إنّ مثل أهل بيتي فيكم ، مثل سفينة نوح في قومه ، من ركبها نجا ومن تخلّف عنها غرق » (6) .
والمراد بتشبيههم : بسفينة نوح هو أنّ من لجأ إليهم في الدين فأخذ فروعه وأُصوله عن أئمّتهم ، نجا من عذاب النار ، ومن تخلّف عنهم كمن آوى يوم الطوفان إلى جبل ليعصمه من أمر اللّه ، غير أنّ هذا غرق في الماء ، وهذا في الحميم.
قال ابن حجر : ووجه تشبيههم بالسفينة أنّ من أحبهم وعظّمهم شكراً لنعمة مشرّفهم ، وأخذ بهدي علمائهم نجا من ظلمة المخالفات ، ومن تخلّف عن ذلك غرق في بحر كفر النعم ، وهلك في مفاوز الطغيان (7) .
3 ـ حديث أهل بيتي أمان لأُمّتي
روى الحاكم عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه (صلى الله عليه واله وسلم) : « النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق ، وأهل بيتي أمان لأُمّتي من الاختلاف ، فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس » ( ثمّ قال ) : هذا حديث صحيح الإسناد ، ولم يخرجاه (8) .
هذه الأحاديث تلقي الضوء على حديث الافتراق ، وتحدد الفرقة الناجية وتعيّنها.
وهناك حديث آخر ورد في ذيل حديث الافتراق نقله أحد علماء أهل السنّة وهو الإمام الحافظ حسن بن محمد الصغاني ( المتوفّى 650 ) في كتابه « الشمس المنيرة » عن النبي الأكرم(صلى الله عليه واله وسلم): « افترقت أُمّة أخي عيسى على اثنتين وسبعين فرقة ، وستفترق أُمّتي على ثلاث وسبعين فرقة ، كلّها هالكة إلاّ فرقة واحدة ». فلمّا سمع ذلك منه ضاق المسلمون ذرعاً وضجّوا بالبكاء ، وأقبلوا عليه ، وقالوا : يا رسول اللّه كيف لنا بعدك بطريق النجاة؟ وكيف لنا بمعرفة الفرقة الناجية حتى نعتمد عليها؟ فقال (صلى الله عليه واله وسلم) : « إنّي تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبداً : كتاب اللّه ، وعترتي أهل بيتي; إن اللطيف الخبير نبّأني أنّهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض » (9) .
ولا أظن المنصف إذا رجع إلى ما ورد حول العترة من الأحاديث الحاثّة على الرجوع إليهم ، يخفى عليه مراد النبي (صلى الله عليه واله وسلم) من الفرقة الناجية في حديث الافتراق ، مضافاً إلى أنّ آية التطهير دالّة على عصمتهم ، فالمتمسك بالمعصوم مصون وبالخاطئ غير مصون بل يقع عرضة للانحراف والهلاك ، وللشافعي أبيات تعرب عن عرفانه الفرقة الناجية ذكرها الشريف الحضرمي في « رشفة الصادي » (10).
__________________
1 ـ رواه الترمذي والنسائي في صحيحهما راجع كنز العمال : ج 1ص44 باب الاعتصام بالكتاب والسنّة.
2 ـ مسند الامام أحمد بن حنبل ج 5ص182 ـ 189.
3 ـ مستدرك الحاكم ج 3ص 148 ، وقال هذا صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه.
4 ـ راجع المراجعات ، المراجعة 8 فقد نقله عن مواضع مختلفة.
5 ـ الصواعق المحرقة باب وصية النبي بهم ص135.
6 ـ المستدرك على الصحيحين ج 3ص151.
7 ـ لقد علّق السيد شرف الدين في مراجعاته على هذه العبارة تعليقاً لطيفاً وهو : قل لي لماذا لم يأخذ بهدى أئمتهم في شيء من فروع الدين وعقائده ـ إلى أن قال : ـ ولماذا تخلّف عنهم فأغرق نفسه في بحار كفر النعم وأهلكها في مفاوز الطغيان؟!.
8 ـ المستدرك على الصحيحين ج 3ص149.
9 ـ الشمس المنيرة ، النسخة المخطوطة في مكتبة المشهد الرضوي بالرقم 1706.
10 ـ رشفة الصادي ص 25.
 
 
  				
				
					
					 الاكثر قراءة في  علل تكون الفرق و المذاهب
					 الاكثر قراءة في  علل تكون الفرق و المذاهب					
					
				 
				
				
					
					 اخر الاخبار
						اخر الاخبار
					
					
						
							  اخبار العتبة العباسية المقدسة