x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

التاريخ والحضارة

التاريخ

الحضارة

ابرز المؤرخين

اقوام وادي الرافدين

السومريون

الساميون

اقوام مجهولة

العصور الحجرية

عصر ماقبل التاريخ

العصور الحجرية في العراق

العصور القديمة في مصر

العصور القديمة في الشام

العصور القديمة في العالم

العصر الشبيه بالكتابي

العصر الحجري المعدني

العصر البابلي القديم

عصر فجر السلالات

الامبراطوريات والدول القديمة في العراق

الاراميون

الاشوريون

الاكديون

بابل

لكش

سلالة اور

العهود الاجنبية القديمة في العراق

الاخمينيون

المقدونيون

السلوقيون

الفرثيون

الساسانيون

احوال العرب قبل الاسلام

عرب قبل الاسلام

ايام العرب قبل الاسلام

مدن عربية قديمة

الحضر

الحميريون

الغساسنة

المعينيون

المناذرة

اليمن

بطرا والانباط

تدمر

حضرموت

سبأ

قتبان

كندة

مكة

التاريخ الاسلامي

السيرة النبوية

سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) قبل الاسلام

سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) بعد الاسلام

الخلفاء الاربعة

ابو بكر بن ابي قحافة

عمربن الخطاب

عثمان بن عفان

علي ابن ابي طالب (عليه السلام)

الامام علي (عليه السلام)

اصحاب الامام علي (عليه السلام)

الدولة الاموية

الدولة الاموية *

الدولة الاموية في الشام

معاوية بن ابي سفيان

يزيد بن معاوية

معاوية بن يزيد بن ابي سفيان

مروان بن الحكم

عبد الملك بن مروان

الوليد بن عبد الملك

سليمان بن عبد الملك

عمر بن عبد العزيز

يزيد بن عبد الملك بن مروان

هشام بن عبد الملك

الوليد بن يزيد بن عبد الملك

يزيد بن الوليد بن عبد الملك

ابراهيم بن الوليد بن عبد الملك

مروان بن محمد

الدولة الاموية في الاندلس

احوال الاندلس في الدولة الاموية

امراء الاندلس في الدولة الاموية

الدولة العباسية

الدولة العباسية *

خلفاء الدولة العباسية في المرحلة الاولى

ابو العباس السفاح

ابو جعفر المنصور

المهدي

الهادي

هارون الرشيد

الامين

المأمون

المعتصم

الواثق

المتوكل

خلفاء بني العباس المرحلة الثانية

عصر سيطرة العسكريين الترك

المنتصر بالله

المستعين بالله

المعتزبالله

المهتدي بالله

المعتمد بالله

المعتضد بالله

المكتفي بالله

المقتدر بالله

القاهر بالله

الراضي بالله

المتقي بالله

المستكفي بالله

عصر السيطرة البويهية العسكرية

المطيع لله

الطائع لله

القادر بالله

القائم بامرالله

عصر سيطرة السلاجقة

المقتدي بالله

المستظهر بالله

المسترشد بالله

الراشد بالله

المقتفي لامر الله

المستنجد بالله

المستضيء بامر الله

الناصر لدين الله

الظاهر لدين الله

المستنصر بامر الله

المستعصم بالله

تاريخ اهل البيت (الاثنى عشر) عليهم السلام

شخصيات تاريخية مهمة

تاريخ الأندلس

طرف ونوادر تاريخية

التاريخ الحديث والمعاصر

التاريخ الحديث والمعاصر للعراق

تاريخ العراق أثناء الأحتلال المغولي

تاريخ العراق اثناء الاحتلال العثماني الاول و الثاني

تاريخ الاحتلال الصفوي للعراق

تاريخ العراق اثناء الاحتلال البريطاني والحرب العالمية الاولى

العهد الملكي للعراق

الحرب العالمية الثانية وعودة الاحتلال البريطاني للعراق

قيام الجهورية العراقية

الاحتلال المغولي للبلاد العربية

الاحتلال العثماني للوطن العربي

الاحتلال البريطاني والفرنسي للبلاد العربية

الثورة الصناعية في اوربا

تاريخ الحضارة الأوربية

التاريخ الأوربي القديم و الوسيط

التاريخ الأوربي الحديث والمعاصر

تاريخ الامريكتين

الطعن في النبوة

المؤلف:  السيد جعفر مرتضى العاملي.

المصدر:  الصحيح من سيرة النبي الأعظم صلّى الله عليه وآله

الجزء والصفحة:  ج 3 ، ص 30- 40

16-5-2021

1847

ومن الطعن في النبوة أيضا :

وبالمناسبة ، فإن كل ما تقدم لم يكفهم ، بل زادوا عليه قولهم : إنه قد كان للنبي «صلى الله عليه وآله» عدو من شياطين الجن يسمى الأبيض ، كان يأتيه في صورة جبرئيل ، ولعله هو الشيطان الذي أعانه الله عليه فأسلم ـ كما يقولون (١).

وشيطانه هذا الذي أسلم كان يجري منه مجرى الدم (٢).

وكان يدعو الله بأن يخسأ شيطانه ؛ فلما أسلم ذلك الشيطان ترك ذلك (٣).

ورووا أنه عرض للنبي «صلى الله عليه وآله» في صلاته قال : فأخذت بحلقه فخنقته فإني لأجد برد لسانه على ظهر كفي (4).

ويروون أيضا : أنه «صلى الله عليه وآله» قد صلى بهم الفجر ، فجعل يهوي بيديه قدامه ، وهو في الصلاة ؛ وذلك لأن الشيطان كان يلقي عليه النار ؛ ليفتنه عن الصلاة (5).

ونقول :

ونحن لا نشك في أن هذا كله من وضع أعداء الدين ؛ بهدف فسح المجال أمام التشكيك في النبوة ، وفي الدين الحق ، وقد أخذه بعض المسلمين ـ لربما ـ بسلامة نية ، وحسن طوية ، وبلا تدبر أو تأمل ، سامحهم الله ، وعفا عنهم.

والغريب في الأمر : أننا نجدهم في مقابل ذلك يروون عنه «صلى الله عليه وآله» قوله لعمر :

«والذي نفسي بيده ما لقيك الشيطان قط سالكا فجا ، إلا سلك فجا غير فجك» (6) ، وقوله له : «إن الشيطان ليخاف أو ليفرق منك يا عمر» (7) وقوله : «إن الشيطان لم يلق عمر منذ أسلم إلا خر لوجهه» (8).

وعن مجاهد : كنا نتحدث ، أو نحدث : أن الشياطين كانت مصفدة في إمارة عمر ، فلما أصيب بثّت (9).

وصارع عمر الشيطان مرات ، وفي كل مرة يصرعه عمر (10).

هذا عمر! وهذه حالة الشيطان معه! وذلك هو نبي الإسلام الأعظم «صلى الله عليه وآله» ، وتلك هي حالته مع الشيطان عند هؤلاء الذين تروق لهم مثل هذه الترهات ، ويتقبلونها من أعداء الإسلام ، والمتاجرين به بسذاجة هي إلى الغباء أقرب.

فهم يقولون هذا عن رسول الله «صلى الله عليه وآله» ، مع أنهم يدعون :

أن الملائكة قد أجرت له «صلى الله عليه وآله» ، خمس عمليات جراحية في صدره ، لكي تخلصه من حظ الشيطان ، كما في الحديث المزعوم عن شق صدره الشريف.

ولربما يكون الدافع لدى بعضهم أن يجد لأبي بكر الذي قال حين أصبح خليفة :

إن له شيطانا يعتريه أن يجد له نظيرا ، ولكن من مستوى لا يدانى ولا يجارى ؛ فوقع اختياره على النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» ، ليكون هو ذلك النظير ؛ فإنا لله وإنا إليه راجعون.

 

ما هو الصحيح في قضية بدء الوحي؟!

والذي نطمئن إليه هو أنه قد أوحي إلى النبي «صلى الله عليه وآله» ، وهو في غار حراء فرجع إلى أهله مستبشرا مسرورا بما أكرمه الله به ، مطمئنا إلى المهمة التي أوكلت إليه ـ كما يرويه ابن إسحاق ، وأشارت إليه الرواية الأخيرة التي تقدمت عند ذكر نصوص الروايات ـ وإن كان قد زيد فيها ما لا يصح ـ فشاركه أهله في السرور ، وأسلموا ، وقد روي هذا المعنى عن أهل البيت «عليهم السلام».

فعن زرارة أنه سأل الإمام الصادق «عليه السلام» : كيف لم يخف رسول الله «صلى الله عليه وآله» فيما يأتيه من قبل الله : أن يكون مما ينزع به الشيطان؟.

فقال : إن الله إذا اتخذ عبدا رسولا ، أنزل عليه السكينة والوقار ، فكان الذي يأتيه من قبل الله ، مثل الذي يراه بعينه (11).

وسئل «عليه السلام» : كيف علمت الرسل أنها رسل؟

قال : كشف عنهم الغطاء (12).

وقال الطبرسي : «إن الله لا يوحي إلى رسوله إلا بالبراهين النيرة ، والآيات البينة ، الدالة على أن ما يوحى إليه إنما هو من الله تعالى ؛ فلا يحتاج إلى شيء سواها ، ولا يفزع ، ولا يفرق» (13).

وقال عياض : «لا يصح أن يتصور له الشيطان في صورة الملك ، ويلبّس عليه الأمر ، لا في أول الرسالة ولا بعدها ، والاعتماد في ذلك على دليل المعجزة ، بل لا يشك النبي أن ما يأتيه من الله هو الملك ، ورسوله الحقيقي ، إما بعلم ضروري يخلقه الله له ، أو ببرهان جلي يظهره الله لديه ؛ لتتم كلمة ربك صدقا وعدلا ، لا مبدل لكلمات الله» (14).

 

لماذا الكذب والإفتعال إذن؟!

وبعد كل ما تقدم ؛ فإننا نرى أن افتعال تلك الأكاذيب يعود لأسباب ، أهمها :

١ ـ أن حديث الوحي هو من أهم الأمور التي يعتمد عليها الاعتقاد بحقائق الدين وتعاليمه ، وله أهمية قصوى في إقناع الإنسان بضرورة الاعتماد في التشريع ، والسلوك ، والاعتقاد ، والإخبارات الغيبية ، وكل المعارف والمفاهيم عن الكون ، وعن الحياة ، على الرسل والأنبياء ، والأئمة والأوصياء «عليهم السلام» ، وله أهمية كبرى في إقناعه بعصمة ذلك الرسول ، وصحة كل مواقفه وسلوكه ، وأقواله وأفعاله.

فإذا أمكن أن يتطرق الشك في نفسه إلى الوحي ، على اعتبار أنه إذا لم يستطع النبي «صلى الله عليه وآله» نفسه أن يفرق بين الملاك والشيطان ، والوسوسة ، والحقيقة ، وهو يعاين ويشاهد ؛ فإن غيره وهو لا يتيسر له الاطلاع الحسي على شيء من ذلك يكون أولى بالشك ، وعدم الاعتماد.

وقد نقل الحجة البلاغي أن بعض أهل الكتاب قد نقض على المسلمين بذلك فقال :

«الشيطان قرين محمد ، وتشبث بنقله عن بعض المفسرين قولهم : إنه كان لرسول الله عدو من شياطين الجن ، كان يأتيه بصورة جبرئيل ، وإنه يسمى الأبيض» (15).

وبعد هذا ، فإننا نستطيع أن نعرف سر محاولات أعداء الإسلام الدائبة للتشكيك في اتصال نبينا الأعظم «صلى الله عليه وآله» بالله تعالى ، فافتعلوا الكثير مما رأوه مناسبا لذلك ، من الوقائع والأحداث التي رافقت الوحي في مراحله الأولى ، أو حرفوه وحوروه حسب أهوائهم ، وخططهم ، ومذاهبهم ، على اعتبار أنها فترة بعيدة نسبيا عن متناول الأيدي عادة.

فلما فشلوا في ذلك حاولوا ادعاء أن ما جاء به نبينا «صلى الله عليه وآله» كان نتيجة عبقريته ونبوغه ، وعمق تفكيره ، ومعرفته بطرق استغلال الظروف ، وانتهاز الفرص ، وليس لأجل اتصاله بالمبدأ الأعلى تبارك وتعالى.

وهكذا ، فإننا نستطيع أن نتهم يد أهل الكتاب في موضوع الأحداث غير المعقولة ، التي تنسب زورا وبهتانا إلى مقام نبينا الأعظم «صلى الله عليه وآله» حين بعثته ، ولا أقل من تشجيعهم لمثل هذه الترهات.

٢ ـ كما أنه لا بد أن يحتاج نبينا «صلى الله عليه وآله» إليهم لإمضاء صك نبوته ، وتصديق وحيه ، ويكون مدينا لهم ، وعلى كل مسلم أن يعترف بفضلهم ، وبعمق وسعة اطلاعهم ، ومعرفتهم بأمور لا يمكن أن تعرف إلا من قبلهم ؛ فكان اختراع هذا الدور لورقة ، وعداس ، وبحيرا ، وناصح ، ونسطور ، وكلهم من أهل الكتاب!!.

٣ ـ وأما سؤال : لماذا اختص نبينا الأعظم «صلى الله عليه وآله» بكل تلك المصاعب والأهوال ، وبهذه المعاملة السيئة من جبرئيل ، حتى لقد صرح البعض : بأنه لم ينقل عن أي من الأنبياء «عليهم السلام» السابقين : أنه تعرض لمثل ذلك عند ابتداء الوحي ، حتى عد ذلك من خصائص نبينا «صلى الله عليه وآله» (16).

إن هذا السؤال لا يبقى له وقع ، إذا لاحظنا : أن بعض الأمور والأحوال غير المعقولة ، قد تسربت إلى بعض المسلمين من قبل أهل الكتاب ، حتى أصبحت جزء من التاريخ ، والفقه ، والعقائد والخ .. وذلك من أجل أن يكون لنبي المسلمين نفس الحالات التي تذكر لغيره من الأنبياء في كتب أهل الكتاب.

وإذن ، فليس غريبا أن نجد ملامح هذه القصة موجودة في العهدين ، فقد جاء في الكتابين اللذين يطلق عليهما اسما التوراة والإنجيل :

أن دانيال خاف وخر على وجهه ، وزكريا اضطرب ، ووقع عليه الخوف ، ويوحنا سقط في رؤياه كميت ، وعيسى تغيرت هيئة وجهه ، وبطرس حصلت له غيبوبة وإغماء ، وهكذا الحال بالنسبة ليعقوب وإبراهيم وغيرهم (17).

ولكن ذلك لا يعني : أننا ننكر ثقل الوحي عليه «صلى الله عليه وآله» :

فإن ذلك بحث آخر (18) ، ولكننا ننكر اضطرابه وخوفه «صلى الله عليه وآله» ، حتى أراد أن يتردى من شواهق الجبال ، وخاف على نفسه الجنون ، وننكر ما فعله به جبرئيل ، حسب ما ذكرته الروايات المتقدمة ، فإن الظاهر أن ذلك قد تسرب من قبل أهل الكتاب إلى المحدثين الأتقياء.

أو فقل : الأغبياء! الأشقياء ، كما هو الحال في كثير من نظائر المقام ، حسبما يظهر للناقد البصير ، والمتتبع الخبير.

٤ ـ إنك تجد في العهدين أن الشيطان يتصرف بالأنبياء وغيرهم حتى بابن الإله بزعمهم فيقولون :

إن الروح أصعد المسيح إلى البرية أربعين يوما ليجرب من قبل إبليس ، فأصعده الشيطان إلى جبل عال ، وأراه جميع ممالك المسكونة في لحظة من الزمان ، وقال له : أعطيك هذا السلطان كله واسجد لي إلخ .. (19).

وقال في موضع آخر : ولما أكمل إبليس كل تجربة (أي مع المسيح) فارقه إلى حين (20).

ويقول بولس الرسول : ولئلا أرتفع بفرط الإعلانات أعطيت شوكة في الجسد ملاك الشيطان ليلطمني ؛ لئلا أرتفع ؛ من جهة هذا تضرعت إلى الرب ثلاث مرات أن يفارقني (21).

وفي موضع آخر : لذلك أردنا أن نأتي أنا وبولس مرة ومرتين ، وإنما عاقنا الشيطان (22).

كما أن الإنجيل يذكر : أن المسيح قد عبر عن بطرس بأنه شيطان (23) ، إلى غير ذلك مما لا مجال لتتبعه (24).

٥ ـ وعدا عن ذلك كله ، فإننا لا نستبعد : أن يكون الهدف من جعل تلك الترهات ، هو الحط من كرامة النبي الأعظم «صلى الله عليه وآله» ، والطعن في قدسيته ومقامه في نفوس الناس ، وتصويره لهم على أنه رجل عادي مبتذل ، ولا أدل على ذلك من احتياجه إلى أبسط الناس حتى النساء ليرشده إلى طريق الهدى ، ويدله على الحق ؛ مما يدل على أنه قاصر محتاج باستمرار إلى مساعدة الآخرين ؛ الذين هم أحسن تصرفا وأكثر تعقلا منه.

وقد أشرنا في تمهيد الكتاب إلى بعض ما يمكن أن يقال في ذلك ، وقلنا : إن الظاهر هو أن تلك خطة السياسيين ، الذين يريدون أن يرغموا أنوف بني هاشم ، ويبزّونهم سياسيا ، من أمثال :

معاوية الذي أقسم على أن يدفن ذكر النبي «صلى الله عليه وآله» ، ومع معاوية سائر الأمويين وأعوانهم.

ومن أمثال عبد الله بن الزبير ، الذي قطع الصلاة على النبي «صلى الله عليه وآله» مدة طويلة ، لأن له أهيل سوء إذا ذكر شمخت آنافهم (25).

٦ ـ لقد كان الزبيريون يواجهون وينافسون الأمويين ، ويعادون الهاشميين ، ويحسدونهم على ما لهم من شرف وسؤدد.

وإذا لاحظنا : نصوص الرواية المتقدمة لقضية ورقة بن نوفل ، فإن عمدة رواتها هم من الزبيريين وحزبهم ، كعروة بن الزبير ، الذي اصطنعه معاوية ليضع أخبارا قبيحة في علي.

وكإسماعيل بن حكيم ـ مولى آل الزبير.

وكذلك وهب بن كيسان.

ثم أم المؤمنين عائشة خالة عبد الله بن الزبير.

ثم لاحظنا في المقابل :

أن خديجة هي بنت خويلد بن أسد ، وورقة هو ابن نوفل بن أسد ، والزبير هو ابن العوام بن خويلد بن أسد ، فتكون النسبة بين الجميع واضحة المعالم (26) ـ إذا لاحظنا ذلك كله ـ فإننا نستطيع أن نعرف :

أنه كان لا بد أن يكون لأقارب عبد الله بن الزبير بن العوام بن خويلد بن أسد ، ومن ثم للزبيريين بشكل عام ، دور حاسم في انبعاث الإسلام ، إذ لو لا هم لقتل النبي «صلى الله عليه وآله» نفسه ، أو على الأقل لم يستطع أن يكتشف نبوة نفسه!!

وإذا كان للزبيريين هذا التاريخ المجيد ، فليس للأمويين أن يفخروا عليهم بخلافة عثمان ، وليس للهاشميين أن يفخروا بمواقف أبي طالب ، وولده علي أمير المؤمنين «عليه السلام».

وإذن ، فلا بد من دعوى : أن ورقة قد تنصر ، وأنه كان يكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء ، إلى آخر ما قيل ويقال في ذلك.

 

النتيجة :

وهكذا فإن النتيجة تكون هي :

أن الأمويين يستفيدون من افتعال القصة على هذا النحو ، ويحققون أعز أهدافهم وأغلاها ، كما أن الزبيريين أيضا يستفيدون منها ، أما أهل الكتاب فيكون لهم منها حصة الأسد.

وبذلك ينعقد الإجماع من قبل مسلمة أهل الكتاب ، الذين لم يسلموا ولكنهم استسلموا ، إلى جانب منافقي هذه الأمة وطلقائها ، وطلاب الدنيا ، فأدخلوا في الإسلام من إسرائيليات أولئك ، وترهات هؤلاء كل غريبة ، ونسبوا إلى نبي الإسلام كل عجيبة ، بعد أن نجحوا في إبعاد أهل البيت «عليهم السلام» عن موقعهم الذي جعله الله سبحانه لهم ، ليحتل القصاصون وأذناب الحكام محلهم.

وكانت هذه الجريمة النكراء حينما التقت المصالح والأهواء ، واجتمعت على هذا الأمر ، فلماذا لا يدلي كل بدلوه؟ أو كيف لا تشجع أمثال هذه الترهات والأباطيل؟!.

عصمنا الله من الزلل ، في القول والعمل.

__________________

(١) السيرة الحلبية ج ١ ص ٢٥٣ ، وراجع : إحياء علوم الدين ج ٣ ص ١٧١ وفي هامشه عن مسلم ، والغدير ج ١١ ص ٩١ عنه ، والمواهب اللدنية ج ١ ص ٢٠٢ ، ومشكل الآثار ج ١ ص ٣٠ ، وراجع حياة الصحابة ج ٢ ص ٧١٢ عن مسلم وعن المشكاة ص ٢٨٠ وراجع : المحجة البيضاء ج ٥ ص ٣٠٢ ـ ٣٠٣.

(٢) مشكل الآثار ج ١ ص ٣٠.

(٣) المصدر السابق.

(4) مسند أبي يعلى ، ج ١ ص ٥٠٦ و ٣٦٠ ومسند أبي عوانة ج ٢ ص ١٤٣ والسنن الكبرى ج ٢ ص ٢٦٤ ومسند أحمد ج ٢ ص ٢٩٨ وأخرجه البخاري في مواضع من صحيحه ، وثمة مصادر كثيرة أخرى وراجع الغدير ج ٨ ص ٩٥.

(5) المصنف ج ٢ ص ٢٤ ، وراجع : البخاري ط سنة ١٣٠٩ ه‍ ج ١ ص ١٣٧ ، وج ٢ ص ١٤٣.

(6) صحيح مسلم ج ٧ ص ١١٥ ، والبخاري ط سنة ١٣٠٩ ه‍ ج ٢ ص ١٤٤ و ١٨٨ ، ومسند أحمد ج ١ ص ١٧١ و ١٨٢ و ١٨٧. والرياض النضرة ج ٢ ص ٢٩٩ وشرح النهج للمعتزلي ج ١٢ ص ١٧٨ والغدير ج ٨ ص ٩٤.

(7) صحيح الترمذي كتاب ٤٦ باب ١٧ وفيض القدير عنه وعن أحمد وابن حبان وراجع تاريخ عمر ص ٣٥ والغدير ج ٨ ص ٩٦.

(8) عن فيض القدير ج ٢ ص ٣٥٢ عن الطبراني وابن مندة ، وأبي نعيم ، والإصابة ج ٤ ص ٣٢٦ عنهم.

(9) منتخب كنز العمال ، هامش مسند أحمد ج ٤ ص ٣٨٥ ـ ٣٨٦ ، عن ابن عساكر وحياة الصحابة ج ٣ ص ٦٤٧ عن المنتخب.

(10) حياة الصحابة ج ٣ ص ٦٤٦ عن مجمع الزوائد ج ٧ ص ٧١ عن الطبراني وصحح بعض طرقه ، وعن أبي نعيم في الدلائل ص ١٣١.

(11) التمهيد في علوم القرآن ج ١ ص ٤٩ عن العياشي ج ٢ ص ٢٠١ ، والبحار ج ١٨ ص ٢٦٢.

(12) التمهيد ج ١ ص ٥٠ ، والبحار ج ١١ ص ٥٦.

(13) مجمع البيان ج ١٠ ص ٣٨٤ ، والتمهيد ج ١ ص ٥٠ عنه.

(14) التمهيد ج ١ ص ٥٠ عن رسالة الشفاء ص ١١٢.

(15) الهدى إلى دين المصطفى ج ١ ص ١٦٩ عن كتاب الهداية في الرد على إظهار الحق ، والسيف الحميدي ج ٣ ص ٥.

(16) بهجة المحافل ج ١ ص ٦٢ ، وفتح الباري ج ٨ ص ٥٥٢ ، وإرشاد الساري ج ١ ص ٦٣ ، والسيرة الحلبية ج ١ ص ٢٤٢.

(17) راجع في ذلك كله : الهدى إلى دين المصطفى ، للحجة البلاغي ج ١ ص ١٤.

(18) وقوله تعالى : (إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً) يرى المحقق السيد مهدي الروحاني أن معناه : أن مهمة دعوة الناس إلى الحق ، وترك عاداتهم وما هم عليه حتى يزكيهم ، من أثقل الأمور وأصعبها.

(19) إنجيل متى الإصحاح ٤ الفقرة ٣ ـ ١٣ والهدى إلى دين المصطفى ج ١ ص ١٧٠ عنه.

(20) الهدى إلى دين المصطفى ج ١ ص ١٧١ عن إنجيل لوقا ١٣.

(21) كورنتوش الثانية الإصحاح ١٢ فقرة ٧ ـ ٩.

(22) تسالونيكي الأولى الإصحاح الثاني فقرة ١٨ والهدى إلى دين المصطفى ج ١ ص ١٧٢ عنه.

(23) إنجيل متى الإصحاح ١٦ فقرة ٢٣ ، والهدى إلى دين المصطفى ج ١ ص ١٧١.

(24) راجع : الهدى إلى دين المصطفى ج ١ ص ١٦٩ ـ ١٧٣.

(25) تقدمت مصادر ذلك حين الكلام على حلف الفضول فراجع.

(26) لكن من الواضح : أن كون ورقة هو ابن عم خديجة ؛ يبعد كون ورقة شيخا كبيرا ، قد وقع حاجباه على عينيه ، كما تزعم النصوص المتقدمة.

 

 

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+