x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

جميل بن معمر

المؤلف:  شوقي ضيف

المصدر:  تاريخ الادب العربي - العصر الاسلامي

الجزء والصفحة:  ص:368-369

8-4-2021

3220

 

  •  

جميل (1) بن معمر

لعل حياة جميل أوضح حياة بين الشعراء العذريين، فقد نشأ في منازل عذرة بوادي القري، وأخذ يختلف الى المدينة، وربما الى مكة، فقد كان يلقي ابن أبي ربيعة كثيرا ويتناشدان الشعر، ويقال إنه حدا يوما بمروان بن الحكم. ويظهر أنه كان يتصل ببني أمية كثيرا، ففي أخباره أنه رحل الى عبد العزيز بن مروان بمصر ولقيه لقاء كريما.

وكان كثير عزة راوية له. وشعره لذلك أوثق شعر العذريين، وفي أخباره أنه تلقن الشعر عن هدبة بن الخشرم تلميذ الحطيئة، ونعرف أن الحطيئة تلميذ زهير، وكأنه يمت بأسباب قوية الى هذه المدرسة التي كانت تعني بصقل الشعر وتجويده. ونجد له أخبارا أخري تتصل بتهاجيه مع بعض الشعراء الحجازيين مثل الحزين الكناني.

نحن إذن أمام شاعر واضح الشخصية، عني الرواة والناس بأشعاره، كما عني بها مغنو المدينة ومكة، وهي أشعار يمضي جمهورها في التغني ببثينة معشوقته، إحدي نساء قبيلته، تحابا صغيرين، ولم تلبث أن ألهمته الشعر، إذ أحبها حبا انتهي به الى الهيام بها، وعرفت ذلك فمنحته حبها وعطفها، وأخذت تلتقي به حين شبا في غفلات من قومهما، وخشي أهلها مغبة هذا اللقاء، فضيقوا عليها الخناق، على الرغم مما عرفوا من أن الحب بينها وبين جميل حب نقي برئ،

 

  1.  

وأخذت الألسنة في الحي لا تكف عن التعريض بالمتحابين، فهجرته، واحتجبت من دونه راغمة، وهو على ذلك لا يسلوها، يقول:

وإني لأرضي من بثينة بالذي … لو ابصره الواشي لقرت بلابله (2)

بلا وبأن لا أستطيع وبالمني … وبالأمل المرجو قد خاب آمله

وبالنظرة العجلي وبالحول تنقضي … أواخره لا نلتقي وأوائله

وكانت تلتمس فرصة من أهلها أحيانا فتلقاه، فتشرق الدنيا في عينه، ويسعد سعادة لا حد لها. وخطبها من أبيها فرده، لكراهة العرب أن يزوجوا فتياتهم ممن يتغزلون بهم، هكذا تزعم القصة! . ويزوجها أبوها من فتي في القبيلة يسمي نبيها، فتسود الدنيا في عين جميل، ويلتاع لوعة شديدة، ويصبح حبها كل حياته، فهو يملك عليه كل شئ، ويأخذ عليه كل طريق، يقول:

ولو تركت عقلي معي ما طلبتها … ولكن طلابيها لما فات من عقلي

خليلي فيما عشتما هل رأيتما … قتيلا بكي من حب قاتله قبلي

فلا تقتليني يا بثين فلم أصب … من الأمر ما فيه يحل لكم قتلي

  •  

لها في سواد القلب بالحب ميعة … هي الموت أو كادت على الموت تشرف (3)

وما ذكرتك النفس يا بثن مرة … من الدهر إلا كادت النفس تتلف

وإلا اعترتني زفرة واستكانة … وجاد لها سجل من الدمع يذرف (4)

وما استطرفت نفسي حديثا لخلة … أسر به إلا حديثك أطرف

ويمضي يشكو حبه، ويحاول أن يلقاها، وتنيله في بعض الأحايين أمنيته فيثور به أهلها ويتوعدونه. ويعنف به حبها، ويشقي به. ويرحل إلى

 

  1.  

المدينة وغير المدينة يتغنى باسمها وحبها متحملا من الجهد في عشقها ما يطيق وما لا يطيق، وتمضي الأعوام وصبوته إليها تزداد به حدة وعنفا، وذكراها لا تبرح مخيلته، بل تعيش في قلبه كأنها دينه، وهو يرتل غزله كأنه صلوات يودعها عبادته على شاكلة قوله:

ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة … بوادي القري إني إذن لسعيد

وهل ألقين فردا بثينة مرة … تجود لنا من ودها ونجود

علقت الهوي منها وليدا فلم يزل … الى اليوم ينمي حبها ويزيد

وأفنيت عمري في انتظار نوالها … وأبليت فيها الدهر وهو جديد

إذا قلت ما بي يا بثينة قاتلي … من الحب قالت ثابت ويزيد

وإن قلت ردي بعض عقلي أعش به … مع الناس قالت ذاك منك بعيد

فلا أنا مردود بما جئت طالبا … ولا حبها فيما يبيد يبيد

يموت الهوي مني إذا ما لقيتها … ويحيا إذا فارقتها فيعود

وشعر جميل كله في بثينة على هذا النحو يمتاز بصدق اللهجة وحرارة العاطفة. وقد ظلت بثينة تحفظ له حبه، الى أن وافاه القدر بمصر في ولاية عبد العزيز بن مروان عليها، فبكته، ويقول الرواة إنها ظلت تبكيه الى أن لحقت به.

 

 

  •  

(1) انظر في جميل وأخباره وأشعاره الأغاني (طبع دار الكتب) 8/ 90 وما بعدها وابن سلام ص 461، 543 والشعر والشعراء 1/ 400 وما بعدها والخزانة 1/ 190 والموشح ص 198 وتاريخ دمشق لابن عساكر 3/ 395 وحديث الأربعاء 1/ 249، 287. . وطبع ديوانه بشير يموت في بيروت ونشره حسين نصار بالقاهرة وانظر في بعض قصائده الأمالي 2/ 87، 303.

(2) البلابل: الوساوس. قرت: سكنت.

(3) يقصد بالميعة حرارة الحب وقوته.

(4) السجل: الدلو العظيمة مملوءة ماء.

 

 

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+