x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

ابن مفرغ

المؤلف:  شوقي ضيف

المصدر:  تاريخ الادب العربي - العصر الاسلامي

الجزء والصفحة:  ص:236-237

29-3-2021

2194

 

ابن (1) مفرغ

هو يزيد بن ربيعة بن مفرغ الحميري نشأ بالبصرة، ويقال إنه كان حليفا لقريش، وقيل بل كان مسترقا للضحاك الهلالي فأعتقه. وكان يتقن الفارسية كما أسلفنا في غير هذا الموضع، ولعل في ذلك ما يدل على أنه يرجع الى أصول إيرانية، أما لقبه الحميري فلعل منشأه أنه كان من حفدة الفرس الذي نزلوا اليمن قبل الإسلام، أو لعله يرجع الى وضعه سيرة لتبع.

 

236

ويظهر أن موهبة الشعر تيقظت عنده مبكرة، وطبيعي وهو قد نشأ في البصرة أن يتجه بشعره الى المديح والهجاء اللذين كانا شائعين فيها على ألسنة الشعراء من حوله، غير أن الهجاء هو؟ ؟ ؟ غلب عليه، وقد صبه صبا على أسرة زياد بن أبيه، وكان الذي؟ ؟ ؟ فيها أن سعيد بن عثمان والي معاوية على خراسان أراد استصحابه فآثر عليه عباد بن زياد والي سجستان، وصحبه فلم يحمده، وكان عباد طويل اللحية عريضها، فركب ذات يوم وابن مفرغ يسير معه في موكبه، فهبت ريح، فنفشت لحيته. فقال ابن مفرغ توا:

ألا ليت اللحي كانت حشيشا … فنعلفها دواب المسلمينا

وعلم عباد بما قال، فأخذ يجفوه ويتنكر له، وأخذ ابن مفرغ يظهر ندمه على صحبته وتركه لسعيد بن عثمان، وفي ذلك يقول:

إن تركي ندي سعيد بن عثما … ن فتي الجود ناصري وعديدي

واتباعي أخا الوضاعة واللؤ … م لنقص وفوت شأو بعيد

وكان على ابن مفرغ دين، فاستعدي عليه دائنوه عبادا، فأمر ببيع ماله في دينه. وكان فيما بيع عليه عبد يقال له برد وجارية تسمي أراكة، فبكاهما طويلا بمثل قوله:

وشريت بردا ليتني … من بعد برد كنت هامه (2)

يا هامة تدعو صدي … بين المشقر فاليمامه (3)

الريح تبكي شجوه … والبرق يلمع في الغمامه (4)

وأخذ يهجو عبادا وأخاه عبيد الله والي العراق وأباهما زيادا هجاء مقذعا، وكان مما وقف عنده طويلا استلحاق معاوية بزياد، معلنا نكيره على هذا الاستلحاق بمثل قوله:

237

 

ألا أبلغ معاوية بن حرب … مغلغلة عن الرجل اليماني

أتغضب أن يقال أبوك عف … وترضي أن يقال أبوك زاني

وأشهد أن إلك من زياد … كإل الفيل من ولد الأتان (5)

وكان أهل البصرة يتغنون بهجائه لتلك الأسرة، مما أثار عليه حفيظة عبيد الله، فطلبه وألح في طلبه. وحدث أن قدم البصرة وعبيد الله غائب عنها في وفادة على معاوية أو على ابنه يزيد، فاستجار بالمنذر بن الجارود، وكان عبيد الله مصهرا إليه، فأجاره. وعاد عبيد الله فلم يرع جوار المنذر، وأخذ ابن مفرغ وسجنه. ورأي أن ينكل به، فأمر-كما مر بنا في غير هذا الموضع- أن يسقي نبيذا ويحمل على بعير مقرونا الى هرة وخنزير ويطاف به في أزقة البصرة بتلك الصورة المزرية، واجتمع الصبية حوله في طوافه يخاطبونه بالفارسية ما هذا، وهو يرد عليهم بلغتهم هاجيا عبيد الله وجدته سمية هجاء مقذعا.

ورد الى السجن، ويقال بل أرسله عبيد الله الى أخيه عباد لينزل به عقابا أليما، فألقي به في غيابات السجون. وشفعت فيه اليمنية عند يزيد بن معاوية، وألحت في شفاعتها، حتي أمر بإطلاقه، وقد مضي يهجو عبادا وأخاه عبيد الله، وخاصة حين خلا له الجو بفرار عبيد الله الى الشام عقب وفاة يزيد بن معاوية، فقد ظل يسقط عليه بهجاء مرير.، وقد توفي سنة تسع وستين.

 

 

_________

 (1) انظر في ترجمة ابن مفرغ ابن سلام ص 554 والشعر والشعراء 1/ 319 وأغاني (ساسي) 17/ 51 والطبري 4/ 235 والاشتقاق ص 529 ومعجم الأدباء 20/ 43 والخزانة 2/ 212، 514

(2) يقال فلان هامة اليوم أو الغد أي أنه يموت في يومه أو غده. وشريت هنا: بعت.

(3) كانت العرب تزعم أن الهامة والصدي يطيران من رأس الميت. المشقر: حصن بين البحرين ونجران.

(4) يقول إن البرق يبكيه لامعا في الغمامة.

(5) الإل: القرابة

 

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+