x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

التاريخ والحضارة

التاريخ

الحضارة

ابرز المؤرخين

اقوام وادي الرافدين

السومريون

الساميون

اقوام مجهولة

العصور الحجرية

عصر ماقبل التاريخ

العصور الحجرية في العراق

العصور القديمة في مصر

العصور القديمة في الشام

العصور القديمة في العالم

العصر الشبيه بالكتابي

العصر الحجري المعدني

العصر البابلي القديم

عصر فجر السلالات

الامبراطوريات والدول القديمة في العراق

الاراميون

الاشوريون

الاكديون

بابل

لكش

سلالة اور

العهود الاجنبية القديمة في العراق

الاخمينيون

المقدونيون

السلوقيون

الفرثيون

الساسانيون

احوال العرب قبل الاسلام

عرب قبل الاسلام

ايام العرب قبل الاسلام

مدن عربية قديمة

الحضر

الحميريون

الغساسنة

المعينيون

المناذرة

اليمن

بطرا والانباط

تدمر

حضرموت

سبأ

قتبان

كندة

مكة

التاريخ الاسلامي

السيرة النبوية

سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) قبل الاسلام

سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) بعد الاسلام

الخلفاء الاربعة

ابو بكر بن ابي قحافة

عمربن الخطاب

عثمان بن عفان

علي ابن ابي طالب (عليه السلام)

الامام علي (عليه السلام)

اصحاب الامام علي (عليه السلام)

الدولة الاموية

الدولة الاموية *

الدولة الاموية في الشام

معاوية بن ابي سفيان

يزيد بن معاوية

معاوية بن يزيد بن ابي سفيان

مروان بن الحكم

عبد الملك بن مروان

الوليد بن عبد الملك

سليمان بن عبد الملك

عمر بن عبد العزيز

يزيد بن عبد الملك بن مروان

هشام بن عبد الملك

الوليد بن يزيد بن عبد الملك

يزيد بن الوليد بن عبد الملك

ابراهيم بن الوليد بن عبد الملك

مروان بن محمد

الدولة الاموية في الاندلس

احوال الاندلس في الدولة الاموية

امراء الاندلس في الدولة الاموية

الدولة العباسية

الدولة العباسية *

خلفاء الدولة العباسية في المرحلة الاولى

ابو العباس السفاح

ابو جعفر المنصور

المهدي

الهادي

هارون الرشيد

الامين

المأمون

المعتصم

الواثق

المتوكل

خلفاء بني العباس المرحلة الثانية

عصر سيطرة العسكريين الترك

المنتصر بالله

المستعين بالله

المعتزبالله

المهتدي بالله

المعتمد بالله

المعتضد بالله

المكتفي بالله

المقتدر بالله

القاهر بالله

الراضي بالله

المتقي بالله

المستكفي بالله

عصر السيطرة البويهية العسكرية

المطيع لله

الطائع لله

القادر بالله

القائم بامرالله

عصر سيطرة السلاجقة

المقتدي بالله

المستظهر بالله

المسترشد بالله

الراشد بالله

المقتفي لامر الله

المستنجد بالله

المستضيء بامر الله

الناصر لدين الله

الظاهر لدين الله

المستنصر بامر الله

المستعصم بالله

تاريخ اهل البيت (الاثنى عشر) عليهم السلام

شخصيات تاريخية مهمة

تاريخ الأندلس

طرف ونوادر تاريخية

التاريخ الحديث والمعاصر

التاريخ الحديث والمعاصر للعراق

تاريخ العراق أثناء الأحتلال المغولي

تاريخ العراق اثناء الاحتلال العثماني الاول و الثاني

تاريخ الاحتلال الصفوي للعراق

تاريخ العراق اثناء الاحتلال البريطاني والحرب العالمية الاولى

العهد الملكي للعراق

الحرب العالمية الثانية وعودة الاحتلال البريطاني للعراق

قيام الجهورية العراقية

الاحتلال المغولي للبلاد العربية

الاحتلال العثماني للوطن العربي

الاحتلال البريطاني والفرنسي للبلاد العربية

الثورة الصناعية في اوربا

تاريخ الحضارة الأوربية

التاريخ الأوربي القديم و الوسيط

التاريخ الأوربي الحديث والمعاصر

تاريخ الامريكتين

التاريخ : احوال العرب قبل الاسلام : مدن عربية قديمة : مكة :

الأحزاب في مكة

المؤلف:  احمد السباعي

المصدر:  تاريخ مكة دراسات في السياسة والعلم والاجتماع

الجزء والصفحة:  ج2، ص 719- 734

12-12-2020

1060

الاخوان في مكة

الاخوان في مكة : وما كاد الجيش الهاشمي يغادر مكة ويتركها مفتوحة خلفه حتى كانت جحافل الاخوان تأخذ طريقها اليها .. دخلوها في يوم ١٧ ربيع الاول ١٣٤٣ ونادوا فيها بالامان ثم اجتمع علماؤهم بعلماء مكة وتباحثوا واياهم في مسائل الخلاف ثم نادى مناديهم بضرورة هدم القباب التي تعلو بعض القبور فهدمت وضرورة ابطال البدع وتحريم شرب الدخان فحرم شربه. وتولى شئون الحكم في مكة على أثر دخولها (الشريف خالد بن لؤي) أحد قواد الجيش الفاتح ـ من أقرباء الملك الراحل كما أسلفنا ـ وظل الجيش مرابطا في أعاليها (الابطح) عدة أشهر.

 

الحزب الوطني يستصرخ :

وعلى اثر دخول الاخوان الى مكة بعد جلاء الهاشميين عنها أرسل رئيس الحزب الوطني في جدة في ١٨ منه الى رجال العالم الاسلامي بالبرقية الآتية :

«سحبت الجيوش الى جدة احتراما للحرم وحقنا للدماء ودخلت الجيوش السعودية مكة بسلام .. نؤمل اهتمام العالم الاسلامي بارسال الوفود. ان وساطة المسلمين هي غاية ما ترجوه الامة. نكرر استنجادنا بالمسلمين الغيورين على الحرمين» (١)

 

خطاب ابن السعود :

في هذه الاثناء وقبل ان يصل السلطان عبد العزيز الى مكة كان قد بعث بخطاب الى الحجاز قرىء في مكة ثم انتقل الى جدة وهو كما يأتي :

بسم الله الرحمن الرحيم

من عبد العزيز بن عبد الرحمن الى كافة من يراه من اخواننا أهل مكة وجدة وتوابعها من الاشراف والاعيان والمجاورين من السكان وفقنا الله واياكم لما يحبه ويرضاه آمين. سلام الله عليكم ورحمته وبركاته :

أما بعد فان الموجب لهذا الكتاب هو شفقتنا على المسلمين لصلاح أحوالهم وأمر دينهم ودنياهم ولم نزل نكرر على الحسين النصائح ونحرضه على ما يجمع شمل العرب لتكون كلمتهم واحدة ولكن الطبع غلب التطبع ولا يحتاج تطويل الشرح بما انطوى عليه لان أكبر شاهد على ذلك ما رأيتموه منه وشاهدتموه من أقواله وافعاله في هذه البقاع المباركة التي هي مهبط الوحي مما ينكره عقل كل مسلم وعلاوة على ذلك ينكره كل من يحب المسلمين ولو لم يكن منهم فالرجال ترك مزايا الانصار وهي ما انتسب لهذا البيت الكريم وأهمل حقوق هذه البقعة المباركة عليه ونسي طريقة السلف الصالح التي هي شرفه وشرف المسلمين خصوصا وشرف العرب عموما ، ولا شك أن من ترك ما كان عليه النبي عليه الصلاة والسلام وخلفاؤه وأصحابه وهو يتسمى باسم الاسلام وبالخصوص ان كان من أهل البيت الشريف وطمع الى غيرها من الزخارف التي هي أكبر شؤم على الاسلام خصوصا وعلى العرب عموما فهو لا خير فيه ، فمنذ دخل الحجاز جعل أكبر همه الايقاع بنجد والنجديين وقد تظاهر بذلك واضحا منذ أن تفرد بالحكم ، وقبض على زمام الامور فيها وقد بلغ من التهور أن منع أهل نجد قاطبة من حج بيت الله الحرام وهو أحد الاركان الخمسة فضلا عما له من المظالم والمعاملات القاسية تجاه حجاج بيت الله الحرام الذين يأتون من مشارق الارض ومغاربها.

ومن هذه المدة قد تركنا التدخل في امور الحجاز لاجل احترام هذا البيت ورجاء للسلم والامان ولكن مع الاسف اننالم نحظ بذلك منه وفي هذه الايام الماضية في سفره الى الاردن بانت نواياه ومقاصده للمسلمين نحونا ، حينما طلب تجزئة بلادنا وتشتيت شملنا حتى لقد يئسنا من الوصول الى حسن التفاهم معه لجمع كلمة العرب ، ووالله لا نعلم شيئا له من النقم علينا الا كما قال تعالى : (وَما نَقَمُوا مِنْهُمْ إِلَّا أَنْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ) ولكننا ولله الحمد لسنا متأسفين على شيء اذا سلم لنا شرفنا في أمر ديننا ودنيانا فليس لنا قصد في زخارف الحسين وأتباعه لا في ملك ولا خلافه ، ولكن غاية قصدنا وما ندعو اليه هو ان تكون كلمة الله هي العليا ودينه هو الظاهر ويسلم شرف العرب ، فلذلك لحقتنا الغيرة الاسلامية والحمية العربية ان نفدي بأموالنا وأنفسنا ما يقوم به دين الله ويحمي به حرمه الشريف الذي أمر الله بتطهيره وتعظيمه واحترامه كما قال تعالى : (وَإِذْ بَوَّأْنا لِإِبْراهِيمَ مَكانَ الْبَيْتِ أَنْ لا تُشْرِكْ بِي شَيْئاً وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ) وقد أرسلنا سرية من المسلمين لاحتلال الطائف لاجل القرب للتفاهم بيننا وبين اخواننا ، فأحببت ان أعرض عليكم ما عندي فان أجبتمونا فنعم المطلوب وان أبيتم فهذا الذي يعذرنا عند الله وعند المسلمين ، وابرأ الى الله أن أتجاوز شيئا مما حرمته الشريعة خصوصا في هذا الحرم الشريف الذي قال الله تعالى (وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذابٍ أَلِيمٍ) وحرمة هذا البيت معلومة حتى عند المشركين الاولين كما قال الشاعر :

ان الفضول تعاقدوا وتعاهدوا *** ان لا يقر ببطن مكة ظالم

وأما الامر الذي عندي لكم فهو أني أقول : عليكم يا أهل مكة وأتباعها من الاشراف وأهل البلد عموما والمجاورين والملتجئين من جميع الاقطار عهد الله وميثاقه على أموالكم ودمائكم وان تحترموا بحرمة هذا البيت كما حرمه الله على لسان خليله ابراهيم ومحمد عليهما أفضل الصلاة والتسليم ، وان لا نعاملكم بعمل تكرهونه وان لا يمضي فيكم دقيق ولا جليل الا بحكم الشرع لا في عاجل الامر ولا في آجله ، وان نبذل جدنا وجهدنا فيما يؤمن هذا الحرم الشريف وسكانه وطرقه والوافدين اليه الذي جعله الله مثابة للناس وأمنا ، وان لا نولي من تكرهونه ، وان لا نعاملكم معاملة الملك والجبروت بل نعاملكم بمعاملة النصح والسكينة والراحة وان لا يكون أمر هذين الحرمين الشريفين الا شورى بين المسلمين ، وان لا يمضي فيها أمر يضر بهما أو بشرفهما أو بأهلهما الا ما وافق عليه المسلمون ، وأمضته الشريعة فهذا الكتاب شاهد لي وعلي عند الله ثم عند جميع المسلمين وعلى ما قلته أعلاه أيضا عهد الله وميثاقه ، فهذا الذي يلزمنا ولا بد ان شاء الله تعالى ان تروا ما يسر خواطركم أكثر مما ذكرنا ونرجو الله أن يهدينا واياكم لما يحبه ويرضاه ، ويصلح بنا وبكم البلاد وان شاء الله يجعلنا واياكم هداة مهتدين ، ويمنعنا واياكم من سوء الفتن ، وان ينصر دينه.

 

كتاب الحزب الى الجيش السعودي:

وعلى أثر هدا رأي أقطاب الحزب الوطني في جدة ان يتصلوا بقيادة الجيش السعودي بعد دخولهم مكة ويتبادلوا معهم الرسائل علهم يصلون الى حل فأرسلوا اليهم يوم ٢١ صفر الكتاب الآتي: ـ

من عموم أهل جدة وأهل مكة الموجودين بجدة الى حضرة الامير خالد ابن منصور بن لؤي قائد الجيوش السعودية.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ـ وبعد وصل الينا كتاب الامام عبد العزيز بن سعود والذي يخاطب به جميع أهل مكة وجدة يؤمنهم فيه على أرواحهم وأموالهم فأما ما ذكره عن الشريف حسين وما هو واقع بينهما فنفيدكم أن المذكور قد تنازل عن الملك اجابة لطلب الامة وبارح البلاد وبايع الناس ولده الشريف علي لما يعرفونه من حسن أخلاقه وحبه للمسالمة لعموم من في جزيرة العرب واشترطوا عليه النزول على رأي المسلمين فيما يقررونه لسعادة البلاد واستقراوها وحيث أن الامام عبد العزيز قد ذكر في كتابه أنه سيجعل أمر هذه البلاد المقدسة شورى بين المسلمين فقد اتفقنا والحمد لله نحن واياه في نقطة واحدة ولا شك أن فيها المصلحة العامة لهذه البلاد المقدسة فنرى أنه لم يبق موجب للقتال وسفك الدماء وأصبح الحل المطلوب من الطرفين واضحا جليا وحيث الامر كما ذكر نكلف سيادتكم بالموافقة على ارسال مندوبين من طرفنا اليكم يكونون في أمان الله وأمان الامام عبد العزيز بن سعود وأمانكم لعقد هدنة توقف القتال وتصون الطرفين من سفك الدماء الى أن تحضر الوفود التي طلبنا حضورها من جميع الاقطار الاسلامية وعلى الخصوص جمعية الخلافة بالهند وقد ورد جوابها بأنها أرسلت المندوبين وبعد اجتماع الوفود ننزل على ما تقرره وتراه. هذا ما ندعوكم اليه ونكلفكم بقبوله طبقا لما جاء بكتاب الامام عبد العزيز ولا شك أنكم توافقون عليه والله ولي التوفيق وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (2).

جواب خالد : وفي يوم ٢٢ منه تلقى الحزب الرد الآتي :

من خالد بن منصور بن لؤي الى محمد طويل وكافة الاعضاء :

السلام على عباد الله الصالحين أما بعد خطكم وصل وفهمنا مضمونه بعده من طرف بيت الله الحرام وأتباعه جاء الله به عنوة للمسلمين والذي يبغي يتعلق بالحسين بمحبة ومعاونة ماله عندنا الا المقاومة بحول الله وقوته وان بغى علي بن الحسين الامان فيقبل ويواجهنا مأمون والمجالس والمخابرة لها راعي وهو الامام عبد العزيز حفظه الله ورعاه.

ومع وصول الخبر يستوي علم زين ومقام على عندكم من غير مواجهة بيننا وبينه نتيجة الفساد يكون معلوم وصلى الله علي سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم (3).

جواب الحزب : وفي يوم ٢٣ منه ارسل الحزب الوطني الكتاب الآتي الى خالد بن لؤي :

وصل كتابكم وجميع ما به علم وسنرسل لكم غدا أربعة أشخاص بالنيابة عن جميع الاهالي الموجودين بجدة للسلام عليكم وافهامكم الحقائق وأخذ الحقائق منكم رأسا واما ما ذكرتموه من المحبة والتعلق بالرجل فليس عندنا من هذا شيء. ولا لنا تعلق الا بما فيه مصلحة المسلمين والله على ما نقول وكيل (4).

 

سفر الوفد :

غادر الوفد جدة يوم ٢٣ منه الى مكة قد تألف من الشيخ محمد نصيف رئيسا ومن المشايخ عبد الرؤوف الصبان وعلي سلامه وسليمان عزايه ومحمود شلهوب وصالح شطا يحمل توكيلا من الحزب يخوله المفاوضة في كل ما يحقن الدماء.

 

الملك علي يقرر الدفاع :

ولا بد لنا من الاشارة هنا الى الدعاية التي بثت تلك الايام في جدة للعدول عن الدفاع وحمل الملك علي مغادرة البلاد وتسليمها الى الجيش الزاحف. وكان قد وضع بعض أهل الحجاز مضبطة يوم ٢٣ ربيع الاول رفعوها الى رئيس الوكلاء في الحكومة الحجازية يوم سفر الوفد يطلبون فيها التوسل عند جلالة الملك علي باسم الانسانية بأن ينزل على رأي المسلمين الحجازيين بالرجوع عن الدفاع الذي استعد له. ولما رفعت المضبطة اليه أجاب أنه لا بد له من الدفاع عن بلاد آبائه وأجداده وهدد دعاة التسليم بالعقاب الشديد.

وعلى أثر ذلك أرسل الحزب الوطني الكتاب الآتي ليلة ٢٥ منه الى وفده الذي توجه الى مكة.

«السلام عليكم ورحمة الله وبركاته : وبعد فقد قدمت مضبطة بامضاء الأهالي بطلب عدم الدفاع وكان الجواب اليوم نهائيا بأنه لا بد من الدفاع ولا سبيل لغير ذلك وبعد عجزنا عن اقناعه بالنسبة لضعفنا وقوته طلبنا منه أن يكتب كتابا للامير خالد بامضاء الملك بالموافقة على توقيف الحرب والاخذ في أسباب التفاهم بينه وبين الامير خالد ان كان مفوضا وان لم يكن مفوضا يمهلنا بدون حرب وبدون حركة من الجانبين بحيث يبقى كل في محله الى حين حصور الامام عبد العزيز بن سعود وبعد وصوله يحصل التفاهم معه فلم يوافق ايضا. وعلى هذا فالذي هنا أخذ في أسباب الدفاع بكل همة ونشاط ولا يرجع عن هذه الفكرة ، مهما كانت النتيجة وعلاوة على هذا يؤمل أن يصله عسكر ودبابات وطيارات فبعد وقوفكم على هذه الحقيقة تعرفوا ان كان الامير خالدا يوافق على هذا كان بها وان لم يلزم تأخذوا في أسباب رجوعكم الى جدة ، حالا قبل وصول كتاب الملك للامير خالد والحذر من التأخير والاهمال والامر لله ولكم. وقد أوقفناكم على الحقيقة ، فاتبعوا ما فيه سلامتكم وتوكلوا على الله بسرعة التوجه والله يرعاكم.

وتحرر هذا بحضور عموم الهيئة (5).

 

عودة الوفد وفشله :

 وقد قابل الوفد خالدا بن لؤى (6) فخيرهم بين ثلاثة اما ان يقبضوا على الملك علي واما أن يجبروه على الخروج من الحجاز وان لم يقدروا لضعفهم فلديهم قوة من البدو والمتطوعين في الجيش السعودي تساعدهم على ما يريدون وقال انه غير مستعد للتساهل مطلقا.

وعاد الوفد الى جدة يحمل الشروط فبلغها مساء السبت ٢٦ منه فدعا أعضاء الحزب وأعيان الامة على الفوز وأبلغهم ما جاء به وقال لهم ان لهم مهلة عشرة أيام فقال أناس بوجوب الذهاب الى دار الملك وحمله على التنازل والسفر وقال غيرهم بالانتظار والتريث واخيرا ثم الاتفاق على ارجاء الامر الى غد، وعقد الاجتماع في الغداة فوقف رئيس الحزب وأعلن ان مهمة الحزب انتهت وعلى ذلك تقرر الغاؤه وحله وكان ذلك يوم ٢٧ ربيع الاول. وقد قبض بعد ذلك على بعض أعضاء الوفد وسجنوا بتهمة أنهم كانوا ضالعين مع السعوديين وانهم عملوا في سبيل استيلائهم على الحجاز (7).

من الملك علي الى ابن لؤي : ولما ذاع أمر المكاتبات الدائرة بين الحزب الوطني ـ وخالد بن لؤي في مكة أرسل الملك علي الى الامير خالد الكتاب الآتي :

أطلعنا على كتب منكم الى أهالي جدة عموما ، وخصوصا وفيها التهديد والوعيد وحيث أن هؤلا محكومون بحكام ورؤساء وليس في استطاعتهم تنفيذ ما تطلبونه منهم وليس من شيمتهم اجراء ذلك ، لذلك رأينا أن نحرر لك ، كتابنا هذا بأنك ، ان كنت مفوضا من قبل حضرة الاخ السلطان «عبد العزيز» في المذاكرة فيما يختص بحقن دماء المسلمين وبدفع السحق والمحق عن البلاد فعين لنا مندوبين من طرفك ومندوبين من طرفنا نعينهم ويجتمعون عندك في مكة أو بحرة وان كنت غير مفوض من الاخ سلطان نجد فتخبره يفوضك أو يفوض من يراه للمذاكرة في ذلك وتكون الحركة الحربية موقوفة من طرفك ومن طرفنا الى أن يأتي الجواب من حضرة الاخ السلطان عبد العزيز وان قلت لا هذا ولا هذا. فالامر مفوض لمن بيده العزة والقدرة في كل حال (8)

من الملك علي الى السلطان عبد العزيز : وأبرق الملك علي يوم ٢٨ ربيع الاول عام ٤٣ الى السلطان ابن سعود بالبرقية التالية :

بعد السلام والاحترام : علم عظمتكم بأن الشعب الحجازي العربي ، محب للسلام ولدفع الشقاق بين العرب ونظرا لثقته التامة بمبادئي الموافقة لمبادئه قد بدل شكل حكومته واقامني ملكا عليه.

 

وبما ان أمانة الملك قد أودعت لشخصي فلا بد لي من ايفاء واجبات هذه الامانة بكل شرف فعليه وانقيادا لاوامر الخالق عزوجل وحبا باتحادنا وكرها لسفك الدماء بين أمة واحدة واتباعا للرأي العام الاسلامي والمراجعات الواردة الي من الاقطار العربية الموافقة لمبادئي الاساسية قد قررت ان أتوسل بجميع ما يمكن لعقد صلح شريف يزيل جميع الموانع والمشاكل الموجودة بين الطرفين وللدخول في عهد جديد يؤمن مصلحة المسلمين عامة والعرب خاصة ولذلك انسحبت من مكة بدون حرب لحفظ بيت الله الحرام ولمنع تكرار فظائع الطائف ولانتظار جواب مراجعتي الاولى في جدة وبما ان الجواب لم يأتني للان ولم يوجد أحد يرأس جيشكم يمكنني المفاوضة معه اضطررت ان أراجعكم ثانيا وانا أنشر مراجعتي هذه علنا بين جميع المسلمين.

أبلغ عظمتكم هذا والبلاد قد أصبحت بحالة عسكرية يمكنها ان تسترجع جميع ما أضاعته باذن الله فاذا وافقتم على هذا التكليف الاخير أرجو لحين المباشرة بالمفاوضة أن تبلغوا قائد جيشكم بمكة رفع ممنوعة اداء فريضة الدين من قبل الائمة الثلاثة حالا واني خوفا من مضايقة بلدة بيت الله بالمعيشة قد أذنت لمن يريد العودة الى مكة من سكانها المهاجرين وسمحت بدوام سير القوافل رحمة بالفقراء والمساكين انتظارا لجواب عظمتكم الاخير ولي من الامل أن تقابلوني على حسن نياتي والا فبعد الاتكال على الله ستروني وشعبي معا قائمين بجميع ما يترتب علينا من واجب الشرف وحفظ الامانة لمقاومة تعرضات جيشكم للدفاع عن البلاد وتخليصها ورد الاذى والتعدي عنها وبالطبع مسؤولية الدماء البريئة ستقع على المتسبب وهو الفعال لما يريد (9).

جواب السلطان : وتلقى الملك جواب السلطان في ٩ ربيع الثاني وهو كما يلي : (من عبد العزيز بن عبد الرحمن آل فيصل الى الشريف علي بن الحسين) تعلمون ان الحرمين الشريفين ليسا ملكا لاحد ولكن الاشراف وعلى الاخص والدكم قد اعتبر الحجاز ملكا خاصا. ولقد عانى المسلمون جميعا وأهل نجد خاصة الامرين من سوء معاملته.

نحن لا نريد الا تحرير الحجاز للمسلمين. وللعالم الاسلامي الكلمة الاخيرة في أمر الحجاز ومستقبله فان أردت السلامة فاترك الامر للمسلمين والله يسدد خطانا ويؤيد دينه ويعلي كلمته (10).

السلطان يكتب لاهالي جدة : وتلقى بعدها أهالي جدة الخطاب التالي :

(من عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل السعود الى كافة أهالي جدة) السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد فلا بد أن بلغكم أن أغلب العالم الاسلامي قد أبدى رغبته وعدم رضاه عن حكم الحجاز بواسطة الحسين وأولاده واننا حبا في سيادة السلام وحقن الدماء نعرض عليكم أنكم في عهد الله وأمانة على أموالكم وانفسكم اذا سلكتم مسلك أهل مكة وبالنظر الى وجود الامير علي بين أظهركم وخروجه على الرأي العام الاسلامي فاننا نفرض عليكم الخروج من البلد والاقامة في مكان معين أو القدوم الى مكة سلامة لارواحكم واموالكم أو الضغط على الشريف علي بن الحسين واخراجه من بلادكم فان فعلتم غير ذلك بمساعدته أو موالاته فنحن معذورون أمام العالم الاسلامي وتبعة ما يقع من الحوادث تكون على المتسبب ودمتم) (11).

 

الوساطات لوقف القتال :

لم تذهب صيحة الحزب الوطني في العام الاسلامي واستصراخهم إياه للتوسط بينهم وبين ابن السعود سدى ولقد كان المجلس الاعلى لفلسطين أول هيئة اسلامية لبت الدعوة فأرسل يوم ٤ أكتوبر ٩ ربيع الاول سنة ٤٣ برقيات الى جميع الحكومات والجمعيات الاسلامية طالبا ارسال وفود من قبلها الى جدة للتوسط بين المتحاربين وقال انه سيوفد بعض أعضائه بمجرد تسلمه القبول كما ابرق الى السلطان ابن سعود يطلب وقف القتال فرد عليه يوم ٢٨ ربيع الاول يقول :

«يسوءني أن وساطتكم جاءت بعد أوانها فقد جربنا في السنوات السبع الماضية كل وسيلة في مصالحة الحسين في احلال السلام والوفاق محل الجفاء والخصام فضاعت مساعينا ادراج الرياح. وبقدر ما كنا نظهر من الميل الى الاتفاق كان الحسين يزيد من تعاليه وعناده ودلت منشوراته في شرق الاردن على انه يطمع بلا شك في تقسيم بلادنا وتقطيع اوصالها وقد منع مواطنينا من تأدية شعائر الحج مدة ست سنوات واستمر يدس الدسائس في بلادنا وفي عسير وفي كل مكان. وفي الواقع ان اعماله ومعاملته لحجاج بيت الله الحرام وتصرفاته معهم قد استفحلت بعجزه عن صون الامن في مكة والمدينة وعن المحافظة على سلامة الحجاج المسلمين بهذين المكانين، فكل هذه الاسباب التي يطول شرحها قد اضطرتنا لاتخاذ التدابير الشديدة لتهدئة الحالة في الحجاز ولضمان مستقبل بلادنا.

ولما كان هذا هو غرضنا الوحيد، ورغبتنا في ان لا يتكرر وقوع ما وقع نريد ان توجد في الحجاز ادارة تضمن حقوق المسلمين على الوجه المرغوب وتكفل راحة الحجاج وتزيل كل ما يشكو منه»

وعاد المجلس الاسلامي فأرسل يوم ٢٧ جماد اول سنة ٤٣ البرقية الآتية إلى السلطان ابن سعود:

«باسم الامة الاسلامية والعربية نطلب حقن الدماء وصون حرمة البيت الحرام وحل الخلاف بالمفاوضة» .

ورد شوكت علي باسم جمعية الخلافة في الهند على برقية المجلس الاسلامي الاعلى قائلا :

«نرغب في حقن دماء البلاد المقدسة، ايجاد السلام متوقف على ايجاد كل شيء لمؤتمر اسلامي عام»

وارسلت الحكومة الايرانية تلغرافا الى قنصلها في دمشق قالت فيه انها قبلت الدعوة التي عرضت عليها للتوسط لوقف الحرب وطلبت فيه ابلاغ ذلك لابن سعود (12).

 

السلطان في مكة :

 في هذه الاثناء كان السلطان عبد العزيز بن سعود في طريقه الى مكة وقد وصلها في ٨ جمادي الاول عام ١٣٤٣ الموافق فى ٥ ديسمبر عام ٢٤ في موكب حافل استقبله فيه الاهالي. ووصل في طلائع موكب السلطان بعض المستشارين من المصريين والسوريين ومن بينهم الشيخ حافظ وهبة كما وصل معهم الشيخ عبد الله السليمان فبدأوا يساعدون حاكم مكة الجديد خالد بن لؤي في تنظيم الاحوال وعلاج الامور التي كان لا بد لعلاجها من مدنيين الفوا حياة المدن (13).

 

وساطة جديدة :

 وبوصول السلطان الى مكة اتصل به السيد طالب النقيب وامين الريحاني والمستر فلبي وكانوا قد حضروا الى جدة قبل وصول عظمته وظلوا فيها نحو شهر ينتظرون وصوله ليتوسطوا في الامر بينه وبين الملك علي ولكن وساطتهم لم تغير شيئا فقد تمسك السلطان برأيه في جلاء الحسين واولاده (14).

 

منشور السلطان : وبعد ان استقر السلطان عبد العزيز في مكة أياما أصدر المنشور التالي لمن في مكة وضواحيها من سكان الحجاز الحاضر منهم والبادي (15).

نحمد اليكم الله الذي لا اله الا هو رب هذا البيت العتيق ونصلي ونسلم على خاتم أنبيائه محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم. أما بعد فلم يقدمنا من ديارنا اليكم الا انتصارا لدين الله الذي انتهكت محارمه ودفعا لشرور كان يكيدها لنا ولديارنا من استبد بالامر فيكم قبلنا وقد شرحنا لكم غايتنا هذه من قبل وها نحن بعد ان بلغنا حرم الله نوضح لكم الخطة التي سنسير عليها في هذه الديار المقدسة لتكون معلومة عند الجميع فنقول :

 

١ ـ سيكون أكبر همنا تطهير هذه البلاد المقدسة من أعداء أنفسهم الذين انتقدهم العالم الاسلامي في مشارق الارض ومغاربها بما اقترفوه من الآثاه في هذه الديار المباركة.

 

٢ ـ سنجعل الامر في هذه البلاد المقدسة بعد هذا شورى بين المسلمين وقد أبرقنا لكافة المسلمين في سائر الانحاء ان يرسلوا وفودهم لعقد مؤتمر اسلامي عام يقرر شكل الحكومة التي يرونها صالحة لانفاذ أحكام الله في هذه البلاد المطهرة.

 

٣ ـ ان مصدر التشريع والاحكام لا يكون الا من كتاب الله وما جاء عن رسول الله عليه الصلاة والسلام او ما اقره علماء الاسلام الاعلام بطريق القياس او أجمعوا عليه مما ليس في كتاب ولا سنة فلا يحل في هذه الديار غير ما أحله ولا يحرم فيها غير ما حرمه.

 

٤ ـ كل من كان من العلماء في هذه الديار او موظفي الحرم الشريف أو المطوفين ذو راتب معين فهو له على ما كان عليه من قبل ان لم نزده فلا ننقصه شيئا الا رجلا أقام الناس عليه الحجة انه لا يصلح لما هو قائم عليه فذلك ممنوع مما كان له من قبل وكل من كان له حق ثابت في بيت مال المسلمين أعطيناه حقه ولم ننقصه منه شيئا.

 

٥ ـ لاكبير عندي الا الضعيف حتى آخذ الحق له ولا ضعيف عندي الا الظالم حتى آخذ الحق منه وليس عندي في اقامة حدود الله هوادة ولا يقبل فيها شفاعة فمن التزم حدود الله فاولئك الآمنين ومن عصى واعتدى فانما اثمه على نفسه ولا يلومن الا نفسه والله على ما نقول وكيل وشهيد وصلى الله على سيدنا محمد النبي الأمي وعلى آله وصحبه وسلم.

١٢ جماد الاول سنة ١٣٤٣ عبد العزيز بن عبد الرحمن الفيصل السعود

 

مصر تتوسط :

 وأوفد ملك مصر الشيخ محمد مصطفى المراغي رئيس المحكمة الشرعية العليا على أمل أن يتوسط للاصلاح والتوفيق فغادر السويس يوم ١٠ سبتمبر سنة ١٩٢٥ ومعه عبد الوهاب طلعت من موظفي الديوان العالي فقابل الملك عليا في جدة فأعرب عن استعداده لقبول الوساطة واجابه السلطان ابن سعود بأنه لا غاية له فى الحجاز وانه لا يبقى سوى اخراج آل الحسين وطلب انتداب لجنة من البلدان الاسلامية التي تهتم بامر الحجاز على ان تصدر الدعوة لتأليفها من الملك فؤاد. ثم تسافر الى الحجاز وتكون برئاسة المندوب المصري فتدعو الشعب الحجازى الى انتخاب حاكم من غير آل الحسين وذلك بعد جلاء الفريقين المتحاربين عنه.

وبذلت عدا ذلك وساطات مختلفة وأرسلت جمعية الخلافة الاسلامية وفدا الى جدة فلم يغن ذلك شيئا لاصرار ابن سعود على جلاء الحسين وأولاده (16).

 

__________________

(١) الثورة العربية الكبرى لامين سعيد ١٩٥

(2) الثورة العربية الكبرى للاستاذ امين سعيد ١٩٦ / ٣

(3) المصدر نفسه ١٩٩ / ٣

(4) الثورة العربية الكبرى للاستاذ امين سعيد ١٩٦ / ٣

(5) الثورة العربية الكبرى للاستاذ امين سعيد ٢٠٠ / ٣

(6) خالد بن منصور بن لؤي : من الاشراف العبادلة ، وكان يقيم بالخرمة شرق الطائف ، ومن ثم تسربت اليه المباديء التي كان أهل الحجاز ينكرونها ، وكان في جيش عبد الله بن الحسين ، وقال شهود عيان أن خالدا كان يضع على رأسه معما وهو شعار أهل نجد آنذاك فكان عبد الله يكره ذلك منه ، وبعد احتكاكات ذهب خالد مغاضبا الى الخرمة من ديار سبيع ، واستطاع أن يتولى قيادة القبيلتين البقوم وسبيع ويتحد مع ابن بجاد قائد عتيبة ... الخ (ع)

(7 و 8) الثورة العربية الكبرى للاستاذ امين سعيد ٢٠١ / ٣

(9 و 10) خمسون عاما في الجزيرة العربية ٧٣

(11) التورة العربية الكبرى لامين سعيد ٢٠٤ / ٣

(12) الثورة العربية الكبرى لامين سعيد ٢٠٥ / ٣

(13) خمسون عاما في جزيرة العرب ص ٣٦ وكتاب جريرة العرب في القرن العشرين ص ٢٥٤

(14) راجع تاريخ نجد الحديث ص ٢٢٢ وما بعدها

(15) جزيرة العرب في القرن العشرين للشيخ حافظ وهبة ص ٢٥٤

(16) راجع جزيرة العرب للشيخ حافظ وهبة ص ٢٥٥ والثورة العربية الكبرى لامين سعيد ٢٠٤ / ٣ وما بعدها