x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

الحياة الاسرية

الزوج و الزوجة

الآباء والأمهات

الأبناء

مقبلون على الزواج

مشاكل و حلول

الطفولة

المراهقة والشباب

المرأة حقوق وواجبات

المجتمع و قضاياه

البيئة

آداب عامة

الوطن والسياسة

النظام المالي والانتاج

التنمية البشرية

التربية والتعليم

التربية الروحية والدينية

التربية الصحية والبدنية والجنسية

التربية العلمية والفكرية والثقافية

التربية النفسية والعاطفية

مفاهيم ونظم تربوية

معلومات عامة

توسيع نطاق الراحة

المؤلف:  د. برناردوجيه

المصدر:  كيف تخلص طفلك من الخجل

الجزء والصفحة:  ص50-55

25-11-2020

1773

الخطوة الأخيرة من عملية الخجل هي توسيع نطاق الراحة وهي تلي مرحلة الإحماء تلقائياً، وتلك الخطوة هي النتيجة النهائية للأفكار والقرارات والسلوكيات التي حدثت اثناء الخطوتين السابقتين من عملية الخجل. فإذا حدثت سلوكيات إيجابية من الناحية الاجتماعية أثناء مرحلتي الصراع بين الإقدام والإحجام ومرحلة الإحماء، فسيكون نطاق الراحة مرناً ويتسع بسهولة، أما إذا حدثت سلوكيات إحجامية وانسحابية وسلبية أثناء عملية الخجل فستكون النتيجة النهائية نطاقاً ضيقاً ومتصلباً من الراحة.

من السهل جداً فهم مفهوم نطاق الراحة. فكل شخص لديه نطاق الراحة الخاص به، الذي يتكون من الأشخاص المألوفين، والأماكن، والأنشطة المألوفة. ونطاق الراحة هذا يتسع ويضيق عندما نضيف أشخاصاً جدداً في حياتنا ونفقد أشخاصاً آخرين ونكتسب خبرات أكثر بينما نتوقف عن أنشطة أخرى.

وعلى وجه العموم فان من يعتبرون أنفسهم خجولين لديهم نطاق راحة ضيق وأحياناً يضيق أكثر إذا لم يقم الشخص ببعض المجازفات أو المخاطرات المحسوبة من آنٍ لآخر. والآن لا يوجد ثمة خطأ في الارتياح لبعض الأصدقاء القدامى أو الأقارب المقربين، والقيام ببعض الأنشطة، والذهاب الى نفس الأماكن لقضاء الوقت بها. ولكني أدركت أن الخجولين يرغبون بشدة في زيادة مساحة نطاق الراحة الخاص بهم.

وعلى الرغم من كل شيء، فاذا لم يكونوا يرغبون في مقابلة أشخاص جدد أو تجربة أنماط سلوكية جديدة أو اكتشاف أماكن جديدة فسيكونون راضين تماماً. ولو لم تكن ترغب في أن يرتاح طفلك أكثر للعالم الذي يتسع من حوله باستمرار، ما كنت ستختار هذا الكتاب.

ولأن كلاً منا لديه نطاق الراحة الخاص به، يجب على كل منا أن يزيد مساحته ويوسعه من آنٍ لآخر. وفي الحقيقة عندما أشعر أنني في مأزق أو عندما يغمرني الشعور بالخوف من التحدي الجديد الذي يكون غريباً تماماً بالنسبة لي، أعرف أنني أحتاج لتوسيع نطاق الراحة الخاص بي أو أنه يتسع بسرعة أكثر من اللازم بالنسبة لمرحلة الإحماء الشخصية الخاصة بي. وعندما أشعر بذلك أقوم بتقديم نطاق الراحة الخاص بي ثم أتناول مكوناته وكأنني ألعب الشطرنج أو أقوم بتركيب صورة (بازل)، مع الفارق أنني أقوم بتحليل المشكلة الاجتماعية وليست المشكلة الماثلة أمامي على رقعة الشطرنج. والأمر ليس صعباً على الاطلاق وفي الحقيقة أجد الأمر ممتعاً لأنني أحاول أن أكون مبدعاً وأستخدم بعض مهارات الحياة وأخفف من حدة توتري.

ولكي توسع نطاق الراحة الخاص بطفلك قم بتحديد الأشخاص والأماكن والأنشطة في نطاق الراحة الحالي الخاص به ثم خذ مكونين من مكوناتها، ثم أضف مكوناً جديداً وبذلك تكون قد توصلت لطريقة لتوسيع عالم طفلك.

دعني أوضح الأمر أكثر، لنفترض أن (براندون) البالغ من العمر اثني عشر عاماً يكون في أسعد حال عندما يتزحلق على لوح التزحلق، وأحياناً يمارس هذا النشاط مع بعض الأطفال في الحديقة، ولكنه عادة ما يمارسه بمفرده في طريقه للمنزل أو في الطرقات. وبذلك يكون نطاق الراحة الخاص بـ (براندون) مؤلف من ثلاثة مكونات:

بضعة أشخاص (أطفال الحديقة) وبضعة أماكن (بجوار المنزل أو في الحديقة) وعمل شيء واحد (التزحلق).

يمكن أن يوسع (براندون) نطاق الراحة الخاص به بالتدريج عن طريق توسيع أي من المكونات الثلاثة:

* إدخال أشخاص جدد: بدلاً من التزحلق فقط مع أطفال الحديقة، يمكنه أن يدعو بعضاً من زملائه في المدرسة للتزحلق معه.

* إدخال أماكن جديدة: بدلاً من ممارسة التزحلق فقط في طريقه الى المنزل أو الحديقة القريبة، يمكنه البحث عن أماكن أخرى في المدينة توفر ما يريده ممارسو التزحلق.

* إدخال أنشطة جديدة: بدلاً من ممارسة التزحلق فقط مع أصدقائه في الحديقة، يمكنه دعوتهم لتناول العشاء أو للذهاب الى السينما.

وقد يكون إحداث تلك التغيرات مخيفاً قليلاً ولكن ليس الى حد كبير. ولأن " براندون " يوسع نطاق الراحة الخاص به بالتدريج – ولا يعمل على إيجاد نطاق راحة جديد كلياً – فهو يلجأ الى تجارب آمنة من الماضي ويبنى على أساسها. ويجب أيضاً أن يتذكر – أو يذكره أحد – أنه سيشعر بالإحراج قليلاً في بداية الأمر، وقد يتطلب الأمر مزيداً من وقت الإحماء لكي تخف حدة توتره بطريقة طبيعية.

وعندما يتسع نطاق الراحة الخاص بطفلك بالتدريج، مثلما حدث مع " براندون "، فسوف يشعر بالراحة أكثر في العديد من المواقف المتنوعة وسيصبح ناجحاً رغم خجله. وعلاوة على تغيير الأماكن والأشخاص والأنشطة في نطاق الراحة الخاص بطفلك قم بتجربة تلك الأساليب لتوسيع نطاق الراحة أكثر:

تعرف أكثر على أصدقاء طفلك وآباءهم: سيشعر طفلك أكثر بالمساندة والثقة عندما تعجب بأصدقائه. فلو كان بين طفلك وأحد أصدقائه اهتمام مشترك فتأكد من أنهما يشتركان في ممارسته أو قم بتسجيل أسمائهم في دورة تدريبية لتنمية ذلك الاهتمام، واقض وقت الدورة مع والدي ذلك الصديق.

قم بتنمية مواهب طفلك وشجعه على الإتقان: النجاح يؤدي الى مزيد من النجاح. فإذا أظهر طفلك اهتماماً بالألعاب الرياضية فشجعه على ممارستها ثم اسأله إن كان يرغب في تجربة نشاط مشابه مثل الكاراتيه.

قم بتنمية إحساس طفلك بالاهتمام الاجتماعي عن طريق مساعدته على إيجاد طريقة يظهر بها مواهبه للآخرين: ربما يحب طفلك المهتم بالزراعة قضاء وقت أكثر في حديقة النباتات، كما سيتعلم طفلك الذي يهتم بالحيوانات الكثير عندما يلتحق بدورات تعلم تدريب الكلاب.

عرض طفلك لتجارب جديدة: هل تشعر بالفضول لاستكشاف المطعم الجديد الذي فتح مؤخراً؟ اصطحب طفلك الى هناك وتناولا العصير والمقرمشات. هل رأيت إعلاناً لشركة الإنتاج المسرحي المحلية تعلن فيه عن إنتاج مسرحية كبيرة وعرض كبير على أحد المسارح الكبرى؟ اشترِ تذاكر لك ولطفلك ثم اسأل عن إمكانية أن تعمل في المسرح كشخص يقود الناس لمقاعدهم. وإذا كان طفلك كبيراً بالدرجة الكافية تطوعا بوقتكما معاً للأعمال الخيرية واشتركا أكثر في أنشطة الجمعيات المختلفة.

قم بإعداد طفلك للتحديات الجديدة، ولكن ذكره بما لا يزال في نطاق الراحة الخاص به: تذكر أن طفلك قد يشعر بالتوتر والعصبية بسبب الذهاب الى المركز التجاري مع شخص ليست بينهما علاقة إلا أنهما يستقلان معاً نفس حافلة المدرسة، ولذلك اشرح له أنه ما دام يقضي وقتاً ممتعاً مع صديقه الجديد في حافلة المدرسة فسوف يستمتع معه أيضاً في السوق التجاري.

احصل على المردود: لو حظي طفلك بوقت ممتع في عمل شيء جديد أو لأنه مكث مع مجموعة جديدة من الناس فقم بتهنئته واقترح أن يقوم بتلك التجربة مرة أخرى. أما إذا شعر طفلك بالبؤس بعد التجربة فحاول معرفة ما حدث والقيام بالتعديلات اللازمة قبل تكرار المحاولة مرة أخرى.

قم بزيادة علاقاتك الاجتماعية: إذا أردت أن يقوم طفلك بتوسيع قاعدة معارفه، فعليك أن تفعل أنت أيضاً نفس الشيء وتأكد من أن طفلك يفهم ما تفعله ولماذا تفعله.

وعلاوة على ذلك، قد ترغب في التحدث عن عملية زيادة مكونات نطاق الراحة مع طفلك لكي يصبح حل المشكلات الاجتماعية شيئاً سهلاً وممتعاً. وفي النهاية سيكون اتساع نطاق الراحة بشكل دائم جزءاً من نطاق الراحة الفعلي الخاص بطفلك.

 

المفكرة اليومية للخجول الناجح

 

ارسم في مفكرتك اليومية للخجول الناجح ثلاثة مربعات كبيرة.

  • في المربع الأول اكتب أسماء كل الناس الذين ينتمون الى نطاق الراحة الحالي الخاص بطفلك.
  • في المربع الثاني اكتب كل الأماكن التي يشعر فيها طفلك بالراحة.
  • في المربع الأخير اكتب كل الأنشطة التي تنتمي الى نطاق الراحة الخاص بطفلك.

والآن اتبع نفس الخطوات التي تحدثت عنها في قصة " براندون " وقم بتعديل كل مكون من مكونات نطاق الراحة.

فمثلاً، قم بالجمع بين أحد أصدقاء طفلك الذين يشعر معهم بالارتياح وبين مكان يشعره بالراحة. وبالنسبة للنشاط قم باختيار نشاط لا ينتمي لنطاق الراحة لطفلك ولكنك تعتقد أنه وصديقه سيستمتعان به مع مرور الوقت، وعندما يجربانه استمر في استكشاف أساليب لكيفية توسيع نطاق الراحة الخاص بطفلك عن طريق اختيار أماكن جديدة وأناس جدد أيضاً.

 

ثم بعد ذلك اكتب مكونات نطاق الراحة الخاص بك وابدأ في تغييرها بنفس الكيفية أيضاً (ملحوظة: لو تشابهت مكوناتك مع مكونات طفلك يمكنك تحديد الأنشطة التي ستقومان بها معاً).

وفي النهاية ضع علامة على المكونات التي أضفتها مؤخراً الى نطاق الراحة الخاص بك سواء كانت تلك المكونات أماكن أو أشخاصاً أو أنشطة. متى كانت آخر مرة قمت بها بتلك التغييرات؟ ربما حان الوقت لتوسيع نطاق الراحة الخاص بك؟

 

بضع أفكار أخيرة

لقد تناولنا الكثير من المواد ولقد أعطيتك الكثير لكي تفكر فيه – ليس فقط عن سلوك وهوية طفلك بل ربما عن سلوكك وهويتك أنت أيضاً. وبينما قد يبدو ذلك " المنظور الجديد " للخجل في مرحلة الطفولة غير معتاد قليلاً لك الآن، فإنني أتمنى أن تتمكن من تطبيق ما قلناه في علاقاتك بطفلك.

وعبر الفصول القادمة سأشرح كيفية تطبيق تلك الأفكار لمواجهة صعوبات الخجل في مرحلة الطفولة، وكيف إنكما تستطيعان معاً التعامل بنجاح مع تحديات المدرسة، والصداقات، ومشاكل مرحلة المراهقة، والمسائل المتعلقة بشخصية الطفل. وسوف نتعرف أيضاً إذا كان طفلك مولوداً بالخجل وراثياً أم لا، ولكن أولاً سأخبرك ببعض المهارات الأساسية للتعامل مع المشكلات التي ستمكنك من البدء في مساعدة طفلك اليوم.

 

 

 شعار المرجع الالكتروني للمعلوماتية




البريد الألكتروني :
info@almerja.com
الدعم الفني :
9647733339172+