1

المرجع الالكتروني للمعلوماتية

الأدب

الشعر

العصر الجاهلي

العصر الاسلامي

العصر العباسي

العصر الاندلسي

العصور المتأخرة

العصر الحديث

النثر

النقد

النقد الحديث

النقد القديم

البلاغة

المعاني

البيان

البديع

العروض

تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب

الأدب الــعربــي : الأدب : الشعر : العصر الجاهلي :

جمهرة أشعار العرب

المؤلف:  د. علي الجندي

المصدر:  في تاريخ الأدب الجاهلي

الجزء والصفحة:  ص161-163

23-03-2015

9379

هذه مجموعة تنسب إلى أبي زيد بن محمد بن أبي الخطاب القرشي، وقد ورد ذكره في كل من خزانة الأدب للبغدادي، والمزهر للسيوطي، والعمدة لابن رشيق. ومن ثم يكون ابن رشيق أقدم من ذكر محمد بن أبي الخطاب القرشي "ونسب إليه كتاب جمهرة أشعار العرب" وإذا كان ابن رشيق مات سنة 456 أو سنة 463هـ فإن محمد بن أبي الخطاب القرشي يكون أقدم من ابن رشيق.

وقد حدث خلاف في هذه المجموعة حول جامعها فقيل هو أبو زيد محمد بن أبي الخطاب القرشي هذا، وقيل هو المفضل بن عبد الله بن محمد بن المجبر بن عبد الرحمن بن عمر بن الخطاب، فمن يرى أنها للأول يحتج بأنه قد كتب على أول الكتاب أنه من تأليف أبي زيد

 

محمد بن أبي الخطاب القرشي، وأن أكثر الأخبار والروايات في القسم الأول من الكتاب وهو مقدمة مصدرة بقوله: "قال محمد"، ثم إن الكتاب ورد منسوبًا إليه في الكتب الثلاثة التي أشرنا إليها سابقًا وهي: خزانة الأدب، والمزهر، والعمدة.

ومن يرى أن جامعها هو المفضل بن عبد الله الذي هو من سلالة عمر بن الخطاب يعتمد في هذا الرأي على أن المفضل هذا كان سند رواية أبي زيد في هذا الكتاب. وأن أبا زيد بعد أن تحدث عن تقسيم الاختيار في هذا الكتاب قال: قال المفضل فهذه التسع والأربعون قصيدة عيون أشعار العرب في الجاهلية والإسلام، وأنفس شعر كل رجل منهم. فكأن هذا كله كان من صنع المفضل، وأما محمد بن أبي الخطاب فليس له إلا أنه روى هذا التقسيم والشعر عن المفضل(1).

وهذا الخلاف أيضًا كالخلاف في المجموعات السابقة، حول صاحب الاختيار، فهو خلاف لا يمس صميم الموضوع بشيء، فالذي يهمنا هنا هو ما فيه من مادة أدبية.

وهذه المجموعة سباعية في الاختيارات، وفي تقسيمها، فهي سبعة أقسام، وفي كل قسم سبع قصائد، على النحو التالي:

أ-المعلقات: لامرئ القيس وزهير بن أبي سلمى، والنابغة الذبياني، والأعشى، ولبيد بن ربيعة، وعمرو بن كلثوم، وطرفة بن العبد، وظاهر أنه سار في رأيه هذا على رأي المفضل الضبي الذي أسقط من المعلقات معلقتي الحارث بن حلزة، وعنترة العبسي، ووضع مكانهما معلقتي الأعشى والنابغة الذبياني.

ب-المجمهرات: وأصحابها عبيد بن الأبرص، وعنترة بن شداد العبسي، وعدي بن زيد، وبشر بن أبي خازم، وأمية بن أبي الصلت، وخداش بن زهير، والنمر بن تولب.

جـ -المنتقيات: أي المختارات. وهي للمسيب بن علس، والمرقش، والمتلمس، وعروة بن الورد، والمهلهل، ودريد بن الصمة، والمتنخل بن عويمر.

د-عيون المراثي: وأصحابها: أبو ذؤيب الهذلي، وعلقمة بن ذي جدن الحميري، ومحمد بن كعب الغنوي، والأعشى الباهلي، وأبو زيد الطائي، ومالك بن الريب النهشلي، ومتمم بن نويرة اليربوعي.

هـ-المذهبات: وربما كان يقصد بهذا الاسم أنها تستحق أن تكتب بالذهب، وهي لشعراء من الأنصار "الأوس والخزرج" خاصة، وهم: حسان بن ثابت، وعبد الله بن رواحة، ومالك بن العجلان، وقيس بن الخطيم، وأحيحة بن الجلاح، وأبو قيس بن الأسلت، وعمرو بن امرئ القيس.

و-المشوبات: وهي للمخضرمين، أي الذين شابهم الكفر والإسلام، وهم: النابغة الجعدي، وكعب بن زهير، والقطامي، والحطيئة، والشماخ، وعمرو بن أحمر، وابن مقبل.

ز-الملحمات: وأصحابها إسلاميون كلهم، وهم: الفرزدق، وجرير، والأخطل، وعبيد الراعي، وذو الرمة، والكميت بن زيد، والطرماح بن حكيم.

ومن ذلك نرى أن هذه المجموعة تضم تسعًا وأربعين قصيدة، ولم يبين لنا صاحب اختيارها سبب تقسيمها سباعيًّا، في نوعيتها وفي وحداتها، كما أنه لم يوضح أسباب هذه التسميات السبعة، ولماذا وضع كلًّا من هذه القصائد في قسم معين دون غيره، وربما كان اختيار هذه الأسماء لأسباب معنوية تكمن في معنى لفظ الاسم مثل المشوبات، التي شاب أصحابها زمن الجاهلية وزمن الإسلام، وظاهر أن اسم المعلقات، اسم تقليدي، تابع فيه غيره، وعلى كل فهذه الأسماء حلي من العناوين المختارة، ويبدو أن وضع كل قصيدة في قسمها من هذه الأقسام -ما عدا المعلقات- راجع لذوق جامع هذه المختارات الأدبي، ورأيه الشخصي.

وعلى كل هي مجموعة طيبة من القصائد الجيدة، لشعراء مشهورين في الجاهلية والإسلام، يدل اختيارها على ذوق أدبي جيد، إذ تتضمن هذه المجموعة نماذج حسنة لأغراض شعرية متنوعة.

 

وقد طبعت الجمهرة حتى الآن ثلاث طبعات كلها عن أصل واحد، فلا اختلاف بينها، وطبعت دون شرح في "نيل الأرب في فضائل العرب" بيروت سنة 1895، واعتمدت هذه الطبعة على نص غير النص الذي اعتمدت عليه الطبعة الثانية للكتاب الآنف الذكر بعنوان: تزيين نهاية الأرب: بيروت 1862 (2).

وقام بدراسة عليها بعض المستشرقين مثل نالينو، ونولدكه في مجلة الجمعية الشرقية الألمانية.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) راجع مصادر الشعر الجاهلي للدكتور ناصر الدين الأسد، ص586.

 

(2) بروكلمان: 1/76.

 

 

EN

تصفح الموقع بالشكل العمودي