1

x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

التاريخ والحضارة

التاريخ

الحضارة

ابرز المؤرخين

اقوام وادي الرافدين

السومريون

الساميون

اقوام مجهولة

العصور الحجرية

عصر ماقبل التاريخ

العصور الحجرية في العراق

العصور القديمة في مصر

العصور القديمة في الشام

العصور القديمة في العالم

العصر الشبيه بالكتابي

العصر الحجري المعدني

العصر البابلي القديم

عصر فجر السلالات

الامبراطوريات والدول القديمة في العراق

الاراميون

الاشوريون

الاكديون

بابل

لكش

سلالة اور

العهود الاجنبية القديمة في العراق

الاخمينيون

المقدونيون

السلوقيون

الفرثيون

الساسانيون

احوال العرب قبل الاسلام

عرب قبل الاسلام

ايام العرب قبل الاسلام

مدن عربية قديمة

الحضر

الحميريون

الغساسنة

المعينيون

المناذرة

اليمن

بطرا والانباط

تدمر

حضرموت

سبأ

قتبان

كندة

مكة

التاريخ الاسلامي

السيرة النبوية

سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) قبل الاسلام

سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) بعد الاسلام

الخلفاء الاربعة

ابو بكر بن ابي قحافة

عمربن الخطاب

عثمان بن عفان

علي ابن ابي طالب (عليه السلام)

الامام علي (عليه السلام)

اصحاب الامام علي (عليه السلام)

الدولة الاموية

الدولة الاموية *

الدولة الاموية في الشام

معاوية بن ابي سفيان

يزيد بن معاوية

معاوية بن يزيد بن ابي سفيان

مروان بن الحكم

عبد الملك بن مروان

الوليد بن عبد الملك

سليمان بن عبد الملك

عمر بن عبد العزيز

يزيد بن عبد الملك بن مروان

هشام بن عبد الملك

الوليد بن يزيد بن عبد الملك

يزيد بن الوليد بن عبد الملك

ابراهيم بن الوليد بن عبد الملك

مروان بن محمد

الدولة الاموية في الاندلس

احوال الاندلس في الدولة الاموية

امراء الاندلس في الدولة الاموية

الدولة العباسية

الدولة العباسية *

خلفاء الدولة العباسية في المرحلة الاولى

ابو العباس السفاح

ابو جعفر المنصور

المهدي

الهادي

هارون الرشيد

الامين

المأمون

المعتصم

الواثق

المتوكل

خلفاء بني العباس المرحلة الثانية

عصر سيطرة العسكريين الترك

المنتصر بالله

المستعين بالله

المعتزبالله

المهتدي بالله

المعتمد بالله

المعتضد بالله

المكتفي بالله

المقتدر بالله

القاهر بالله

الراضي بالله

المتقي بالله

المستكفي بالله

عصر السيطرة البويهية العسكرية

المطيع لله

الطائع لله

القادر بالله

القائم بامرالله

عصر سيطرة السلاجقة

المقتدي بالله

المستظهر بالله

المسترشد بالله

الراشد بالله

المقتفي لامر الله

المستنجد بالله

المستضيء بامر الله

الناصر لدين الله

الظاهر لدين الله

المستنصر بامر الله

المستعصم بالله

تاريخ اهل البيت (الاثنى عشر) عليهم السلام

شخصيات تاريخية مهمة

تاريخ الأندلس

طرف ونوادر تاريخية

التاريخ الحديث والمعاصر

التاريخ الحديث والمعاصر للعراق

تاريخ العراق أثناء الأحتلال المغولي

تاريخ العراق اثناء الاحتلال العثماني الاول و الثاني

تاريخ الاحتلال الصفوي للعراق

تاريخ العراق اثناء الاحتلال البريطاني والحرب العالمية الاولى

العهد الملكي للعراق

الحرب العالمية الثانية وعودة الاحتلال البريطاني للعراق

قيام الجهورية العراقية

الاحتلال المغولي للبلاد العربية

الاحتلال العثماني للوطن العربي

الاحتلال البريطاني والفرنسي للبلاد العربية

الثورة الصناعية في اوربا

تاريخ الحضارة الأوربية

التاريخ الأوربي القديم و الوسيط

التاريخ الأوربي الحديث والمعاصر

التاريخ : التاريخ الاسلامي : السيرة النبوية : سيرة النبي (صلى الله عليه وآله) بعد الاسلام :

غزوة مؤتة

المؤلف:  الواقدي

المصدر:  المغازي

الجزء والصفحة:  ص510- 516

26-7-2019

1954

غزوة مؤتة

حدثنا الواقدي قال: حدثني ربيعة بن عثمان، عن عمر بن الحكم، قال: بعث رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الحارث بن عمير الأزدي ثم أحد بني لهب، إلى ملك بصرى بكتاب، فلما نزل مؤتة عرض له شرحبيل بن عمرو الغساني فقال: أين تريد؟ قال: الشام. قال: لعلك من رسل محمدٍ؟ قال: نعم، أنا رسول رسول الله. فأمر به فأوثق رباطاً، ثم قدمه فضرب عنقه صبراً. ولم يقتل لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) رسولٌ غيره، فبلغ رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الخبر فاشتد عليه، وندب الناس وأخبرهم بمقتل الحارث ومن قتله، فأسرع الناس وخرجوا فعسكروا بالجرف، ولم يبين رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الأمر،فلما صلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الظهر جلس وجلس أصحابه، وجاء النعمان بن فنحص اليهودي، فوقف على رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) مع الناس، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): زيد بن حارثة أمير الناس، فإن قتل زيد بن حارثة فجعفر بن أبي طالب، فإن أصيب جعفر فعبد الله بن رواحة، فإن أصيب عبد الله بن رواحة فليرتض المسلمون بينهم رجلاً فليجعلوه عليهم. فقال النعمان بن فنحص: أبا القاسم، إن كنت نبياً فسميت من سميت قليلاً أو كثيراً أصيبوا جميعاً، إن الأنبياء في بني إسرائيل إذا استعملوا الرجل على القوم ثم قالوا إن أصيب فلان، فلو سمى مائة أصيبوا جميعاً. ثم جعل اليهودي يقول لزيد ابن حارثة: اعهد، فلا ترجع إلى محمد أبداً إن كان نبياً! فقال زيد: فأشهد أنه نبيٌّ صادقٌ بارٌ. فلما أجمعوا المسير وقد عقد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) لهم اللواء ودفعه إلى زيد بن حارثة - لواء أبيض - مشى الناس إلى أمراء رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يودعونهم ويدعون لهم، وجعل المسلمون يودع بعضهم بعضاً، والمسلمون ثلاثة آلاف، فلما ساروا من معسكرهم نادى المسلمون: دفع الله عنكم، وردكم صالحين غانمين. قال ابن رواحة عند ذلك:

لكني أسال الرحمن مغفرةً ... وضربةً ذات فرعٍ تقذف الزبدا

وهي أبياتٌ أنشدنيها شعيب بن عبادة.

حدثني ابن أبي سبرة، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن رافع بن إسحاق، عن زيد بن أرقم، أن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: أوصيكم بتقوى الله وبمن معكم من المسلمين خيراً. أو قال: اغزوا بسم الله في سبيل الله، فقاتلوا من كفر بالله، لاتغدروا ولا تغلوا ولا تقتلوا وليداً، وإذا لقيت عدوك من المشركين فادعهم إلى إحدى ثلاث؛ فأيتهن ما أجابوك إليها فاقبل منهم واكفف عنهم؛ ادعهم إلى الدخول في الإسلام، فإن فعلوا فاقبل منهم واكفف عنهم، ثم ادعهم إلى التحول من دارهم إلى دار المهاجرين، فإن فعلوا فأخبرهم أن لهم ما للمهاجرين، وعليهم ما على المهاجرين؛ وإن دخلوا في الإسلام واختاروا دارهم، فأخبرهم أنهم يكونون كأعراب المسلمين، يجري عليهم حكم الله، ولا يكون لهم في الفيء ولا في القسمة شيءٌ إلا أن يجاهدوا مع المسلمين؛ فإن أبوا فادعهم إلى إعطاء الجزية، فإن فعلوا فاقبل منهم واكفف عنهم، فإن أبوا فاستعن بالله وقاتلهم؛ وإن أنت حاصرت أهل حصنٍ أو مدينةٍ فأرادوك أن تستنزلهم على حكم الله فلا تستنزلهم على حكم الله، ولكن أنزلهم على حكمك، فإنك لا تدري أتصيب حكم الله فيهم أم لا. وإن حاصرت أهل حصنٍ أو مدينةٍ فأرادوك على أن تجعل لهم ذمة الله وذمة رسوله، فلا تجعل لهم ذمة الله ولا ذمة رسوله، ولكن اجعل لهم ذمتك وذمة أبيك وذمة أصحابك، فإنكم أن تخفروا ذمتكم وذمم آبائكم خيرٌ لكم من أن تخفروا ذمة الله وذمة رسوله.

حدثني أبو صفوان، عن خالد بن يزيد، قال: خرج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مشيعاً لأهل مؤتة حتى بلغ ثنية الوداع، فوقف ووقفوا حوله فقال: اغزوا بسم الله، فقاتلوا عدو الله وعدوكم بالشام، وستجدون فيها رجالاً في الصوامع معتزلين للناس، فلا تعرضوا لهم، وستجدون آخرين للشيطان، في رءوسهم مفاحص فاقلعوها بالسيوف، ولا تقتلن امرأةً ولا صغيراً ولا مرضعاً ولا كبيراً فانياً، لا تغرقن نخلاً ولا تقطعن شجراً، ولا تهدموا بيتاً.

حدثني أبو القاسم بن عمارة بن غزية، عن أبيه، عن عطاء بن أبي مسلم؛ قال: لما ودع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) عبد الله بن رواحة قال ابن رواحة: يا رسول الله، مرني بشيءٍ أحفظه عنك! قال: إنك قادمٌ غداً بلداً، السجود به قليل فأكثر السجود. قال عبد الله: زدني يا رسول الله! قال: اذكر الله، فإنه عون لك على ما تطلب. فقام من عنده حتى إذا مضى ذاهباً رجع إليه فقال: يا رسول الله، إن الله وتر يحب الوتر! قال: يا ابن رواحة، ما عجزت فلا تعجزن إن أسأت عشراً أن تحسن واحدةً. فقال ابن رواحة: لا أسألك عن شيءٍ بعدها. قال أبو عبد الله: وكان زيد بن أرقم يقول: كنت في حجر عبد الله بن رواحة فلم أر والي يتيمٍ كان خيراً منه؛ خرجت معه في وجهه إلى مؤتة، وصب بي وصببت به فكان يردفني خلف رحله، فقال ذات ليلة وهو على راحلته بين شعبتي الرحل، وهو يتمثل أبيات شعر

إذا بلغتني وحملت رحلي ... مسافة أربعٍ بعد الحساء

فزادك أنعمٌ وخلاك ذمٌّ ... ولا أرجع إلى أهلي ورائي

وآب المسلمون وغادروني ... بأرض الشام مشتهى الثواء

هنالك لا أبالي طلع نخلٍ ... ولا نخلٍ أسافلها رواء

فلما سمعت هذه الأبيات بكيت، فخفقني بيده وقال: ما يضرك يا لكع أن يرزقن الله الشهادة فأستريح من الدنيا ونصبها وهمومها وأحزانها وأحداثها. ويرجع بين شعبتي الرحل، ثم نزل نزلة من الليل فصلى ركعتين وعاقبهما دعاءً طويلاً ثم قال لي: يا غلام! فقلت: لبيك! قال: هي إن شاء الله الشهادة.

ومضى المسلمون من المدينة، فسمع العدو بمسيرهم عليهم قبل أن ينتهوا إلى مقتل الحارث بن عمير، فلما فصل المسلمون من المدينة سمع العدو بمسيرهم فجمعوا الجموع. وقام فيهم رجلٌ من الأزد يقال له شرحبيل بالناس، وقدم الطلائع أمامه، وقد نزل المسلمون وادي القرى وأقاموا أياماً، وبعث أخاه سدوس وقتل سدوس وخاف شرحبيل بن عمرو فتحصن، وبعث أخاً له يقال له وبر بن عمرو. فسار المسلمون حتى نزلوا أرض معان من أرض الشام، فبلغ الناس أن هرقل قد نزل مآب من أرض البلقاء في بهراء ووائل وبكر ولخم وجذام في مائة ألفٍ، عليهم رجلٌ من بلى يقال له مالكٌ. فلما بلغ ذلك المسلمين أقاموا ليلتين لينظروا في أمرهم وقالوا: نكتب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فنخبره الخبر، فإما يردنا وإما يزيدنا رجالاً. فبينا الناس على ذلك من أمرهم جاءهم ابن رواحة فشجعهم ثم قال: والله ما كنا نقاتل الناس بكثرة عدد، ولا بكثرة سلاحٍ، ولا بكثرة خيولٍ، إلا بهذا الدين الذي أكرمنا الله به. انطلقوا والله لقد رأيتنا يوم بدرٍ ما معنا إلا فرسان، ويوم أحد فرسٌ واخدٌ؛ وإنما هي إحدى الحسنيين، إما ظهورٌ عليهم فذلك ما وعدنا الله ووعدنا نبينا، وليس لوعده خلفٌ، وإما الشهادة فنلحق بالإخوان نرافقهم في الجنان! فشجع الناس على مثل قول ابن رواحة.

فحدثني ربيعة بن عثمان، عن المقبري، عن أبي هريرة، قال: شهدت مؤتة، فلما رأينا المشركين راينا ما لا قبل لنا به من العدد والسلاح والكراع والديباج والحرير والذهب، فبرق بصري، فقال لي ثابت ابن أرقم. يا أبا هريرة، ما لك؟ كأنك ترى جموعاً كثيرةً. قلت: نعم، قال: تشهدنا ببدر؟ إنا لم ننصر بالكثرة! حدثني بكير بن مسمار، عن ابن كعب القرظي، وابن أبي سبرة، عن عمارة بن غزية، أحدهما يزيد على الآخر في الحديث، قال: لما التقى المسلمون والمشركون، وكان الأمراء يومئذٍ يقاتلون على أرجلهم، أخذ اللواء زيد بن حارثة، فقاتل الناس معه، والمسلمون على صفوفهم، فقتل زيد بن حارثة. قال ابن كعب القرظي، أخبرني من حضر يومئذٍ قال: لا، ما قتل إلا طعناً بالرمح. ثم أخذه جعفر، فنزل عن فرس له شقراء فعرقبها ، ثم قاتل حتى قتل.

وحدثني عبد الله بن محمد، عن أبيه، قال: ضربه رجلٌ من الروم فقطعه، نصفين، فوقع أحد نصفيه في كرمٍ، فوجد في نصفه ثلاثون أو بضعٌ وثلاثون جرحاً.

حدثني أبو معشر، عن نافع، عن ابن عمر، قال: وجد مما قتل من بدن جعفر ما بين منكبيه اثنان وسبعون ضربةً بسيف أو طعنةٍ برمح.

حدثني يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة، عن عبد الله بن أبي بكر بن صالح، عن عاصم بن عمر، قال: وجد في بدن جعفر أكثر من ستين جرحاً، ووجد به طعنةٌ قد أنفذته.

حدثني محمد بن صالح، عن عاصم بن عمر بن قتادة، وحدثني عبد الجبار بن عمارة بن عبد الله بن أبي بكر، زاد أحدهما على صاحبه في الحديث قالا: لما التقى الناس بمؤتة جلس رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على المنبر وكشف له ما بينه وبين الشام، فهو ينظر إلى معتركهم، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أخذ الراية زيد بن حارثة، فجاءه الشيطان فحبب إليه الحياة وكره إليه الموت وحبب إليه الدنيا! فقال: الآن حين استحكم الإيمان في قلوب المؤمنين تحبب إلي الدنيا! فمضى قدماً حتى استشهد، فصلى عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وقال: استغفروا له، فقد دخل الجنة وهو يسعى! ثم أخذ الراية جعفر بن أبي طالب، فجاءه الشيطان فمناه الحياة وكره إليه الموت، ومناه الدنيا فقال: الآن حين استحكم الإيمان في قلوب المؤمنين تمنيني الدنيا! ثم مضى قدماً حتى استشهد، فصلى عليه رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ودعا له، ثم قال: استغفروا لأخيكم فإنه شهيدٌ، دخل الجنة فهو يطير في الجنة بجناحين من ياقوت حيث يشاء من الجنة. ثم أخذ الراية بعده عبد الله بن رواحة، فاستشهد ودخل الجنة معترضاً. فشق ذلك على الأنصار، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): أصابه الجراح. قيل: يا رسول الله، ما اعتراضه؟ قال: لما أصابته الجراح نكل، فعاتب نفسه فشجع، فاستشهد فدخل الجنة. فسري عن قومه.

حدثني عبد الله بن محمد بن عمر بن علي، عن أبيه، قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): رأيت جعفراً ملكاً يطير في الجنة تدمى قادمتاه، ورأيت زيداً دون ذلك فقلت: ما كنت أظن أن زيداً دون دعفر. فأتى جبريل عليه السلام فقال: إن زيداً ليس بدون جعفر، ولكنا فضلنا جعفر لقرابته منك.

حدثني يحيى بن عبد الله بن أبي قتادة، عن المقبري، عن أبي هريرة قال، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): خير الفرسان أبو قتادة، وخير الرجالة سلمة بن الأكوع.

حدثني نافع بن ثابت، عن يحيى بن عباد، عن أبيه، أن رجلاً من بني مرة كان في الجيش. قيل له: إن الناس يقولون إن خالداً انهزم من المشركين. فقال: لا والله ما كان ذلك! لما قتل ابن رواحة نظرت إلى اللواء قد سقط، واختلط المسلمون والمشركون، فنظرت إلى اللواء في يد خالد منهزماً، واتبعناه فكانت الهزيمة.

حدثني محمد بن صالح، عن رجل من العرب، عن أبيه، قال: لما قتل ابن رواحة انهزم المسلمون أسوأ هزيمةٍ رأيتها قط. في كل وجهٍ. ثم إن المسلمين تراجعوا. فأقبل رجلٌ من الأنصار يقال له ثابت بن أرقم، فأخذ اللواء وجعل يصيح بالأنصار، فجعل الناس يثوبون إليه من كل وجهٍ وهم قليل وهو يقول: إلي أيها الناس! فاجتمعوا إليه. قال: فنظر ثابت إلى خالد بن الوليد فقال: خذ اللواء يا أبا سليمان! فقال: لا آخذه، أنت أحق به. أنت رجلٌ لك سنٌّ، وقد شهدت بدراً. قال ثابت: خذه أيها الرجل! فوالله ما أخذته إلا لك! فأخذه خالدٌ فحمله ساعة، وجعل المشركون يحملون عليه. فثبت حتى تكركر المشركون. وحمل بأصحابه ففض جمعاً من جمعهم، ثم دهمه منهم بشرٌ كثيرٌ. فانحاش المسلمون فانكشفوا راجعين.

حدثني ابن أبي سبرة. عن إسحاق بن عبد الله. عن ابن كعب بن مالك. قال: حدثني نفرٌ من قومي حضروا يومئذٍ قالوا: لما أخذ اللواء انكشف بالناس فكانت الهزيمة. وقتل المسلمون. واتبعهم المشركون، فجعل قطبة بن عامر يصيح: يا قوم. يقتل الرجل مقبلاً أحسن أن يقتل مدبراً! يصيح بأصحابه فما يثوب إليه أحد، هي الهزيمة، ويتبعون صاحب الراية منهزماً.

حدثني إسماعيل بن مصعب، عن إبراهيم بن يحيى بن زيد، قال: لما أخذ اللواء ثابت بن أرقم، فاصطلح الناس على خالد بن الوليد، قال ثابت: اصطلحتم على خالد؟ قالوا: نعم. فأخذه خالد فانكشف بالناس.

حدثني عطاف بن خالد قال: لما قتل ابن رواحة مساءً بات خالد بن الوليد، فلما أصبح غدا، وقد جعل مقدمته ساقته، وساقته مقدمته، وميمنته ميسرته، وميسرته ميمنته، فأنكروا ما كانوا يعرفون من راياتهم وهيأتهم وقالوا: قد جاءهم مددٌ! فرعبوا فانكشفوا منهزمين، فقتلوا مقتلة لم يقتلها قومٌ.

حدثني عبد الله بن الفضيل، عن أبيه، قال: لما أخذ خالد الراية قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): الآن حمي الوطيس! قال أبو عبد الله: والأول أثبت عندنا؛ أن خالداً انهزم بالناس. قال ابن أبي الزناد: بلغت الدماء بين الخيل موضع الأشاعر من الحافر ؛ والوطيس أيضاً ذاك، وإذا حمي ذلك الموضع من الدابة كان أشد لعدوها.

حدثني داود بن سنان قال: سمعت ثعلبة بن أبي مالك يقول: انكشف خالد بن الوليد يومئذٍ حتى عيروا بالفرار، وتشاءم الناس به.

حدثني خالد بن إلياس، عن صالح بن أبي حسان، عن عبيد بن حنين، عن أبي سعيد الخدري، قال: أقبل خالد بن الوليد بالناس منهزماً، فلما سمع أهل المدينة بجيش مؤتة قادمين تلقوهم بالجرف، فجعل الناس يحثون في وجوههم التراب ويقولون: يا فرار، أفررتم في سبيل الله؟ فيقول رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): ليسوا بفرار، ولكنهم كرارٌ إن شاء الله! حدثني خالد بن إلياس، عن أبي بكر بن عبد الله بن عتبة، يقول: ما لقي جيش بعثوا معنا ما لقي أصحاب مؤتة من أهل المدينة؛ لقيهم أهل المدينة بالشر حتى إن الرجل لينصرف إلى بيته وأهله، فيدق عليهم الباب فيأبون أن يفتحوا له، يقولون: ألا تقدمت مع أصحابك؟ فأما من كان كبيراً من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فجلس في بيته استحياءً حتى جعل النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يرسل إليهم رجلاً رجلاً، يقول: أنتم الكرار في سبيل الله!

حدثني مصعب بن ثابت، عن عامر بن عبد الله بن الزبير، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قال: كان في ذلك البعث سلمة بن هشام بن المغيرة، فدخلت امرأته على أم سلمة زوج النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقالت أم سلمة: ما لي لا أرى سلمة بن هشام؟ آشتكى شيئاً؟ قالت امرأته: لا والله، ولكنه لا يستطيع الخروج؛ إذا خرج صاحوا به وبأصحابه يا فرار، أفررتم في سبيل الله؟. حتى قعد في البيت. فذكرت ذلك أم سلمة لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): بل، هم الكرار في سبيل الله، فليخرج! فخرج.

حدثني خالد بن إلياس، عن الأعرج، عن أبي هريرة، قال: كنا نخرج ونسمع ما نكره من الناس، لقد كان بيني وبين ابن عمرٍّ لي كلام، فقال: إلا فرارك يوم مؤتة! فما دريت أي شيء أقول له.

حدثني مالك بن أبي الرجال، عن عبد الله بن أبي بكر بن حزم، عن أم عيسى بن الحزار، عن أم جعفر بنت محمد بن جعفر، عن جدتها أسماء بنت عميس، قالت: أصبحت في اليوم الذي أصيب فيه جعفر وأصحابه فأتاني رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، ولقد هيأت أربعين منا من أدم ، وعجنت عجيني، وأخذت بني فغسلت وجوههم ودهنتهم؟ فدخل علي رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)، فقال: يا أسماء، أين بنو جعفر؟ فجئت بهم إليه فضمهم وشمهم، ثم ذرفت عيناه فبكى، فقلت: أي رسول الله، لعلك بلغك عن جعفر شيءٌ؟ فقال: نعم، قتل اليوم. قالت: فقمت أصيح، واجتمع إلي النساء. قالت: فجعل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: يا أسماء، لا تقولي هجراً ولا تضربي صدراً! قالت: فخرج رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) حتى دخل على ابنته فاطمة وهي تقول: واعماه! فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): على مثل جعفر فلتبك الباكية! ثم قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): اصنعوا لآل جعفر طعاماً، فقد شغلوا عن أنفسهم اليوم.

حدثني محمد بن مسلم، عن يحيى بن أبي يعلى، قال: سمعت عبد الله ابن جعفر يقول: أنا أحفظ حين دخل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على أمي فنعى لها أبي، فأنظر إليه وهو يمسح على رأسي ورأس أخي، وعيناه تهراقان الدموع حتى تقطر لحيته. ثم قال: اللهم، إن جعفراً قد قدم إلى أحسن الثواب، فاخلفه في ذريته بأحسن ما خلفت أحداً من عبادك في ذريته! ثم قال: يا أسماء، ألا أبشرك؟ قالت: بلى، بأبي أنت وأمي! قال: فإن الله عز وجل جعل لجعفر جناحين يطير بهما في الجنة! قالت: بأبي وأمي يا رسول الله، فأعلم الناس ذلك! فقام رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأخذ بيدي، يمسح بيده رأسي حتى رقي على المنبر، وأجلسني أمامه على الدرجة السفلى، والحزن يعرف عليه، فتكلم فقال: إن المرء كثيرٌ بأخيه وابن عمه، ألا إن جعفراً قد استشهد، وقد جعل الله له جناحين يطير بهما في الجنة. ثم نزل رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فدخل بيته وأدخلني، وأمر بطعامٍ فصنع لأهلي، وأرسل إلى أخي فتغدينا عنده والله غداءً طيباً مباركاً؛ عمدت سلمى خادمته إلى شعيرٍ فطحنته، ثم نسفته، ثم أنضجته وأدمته بزيت. وجعلت عليه فلفلاً. فتغديت أنا وأخي معه فأقمنا ثلاثة أيام في بيته، ندور معه كلما صار في إحدى بيوت نسائه، ثم رجعنا إلى بيتنا، فأتى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وأنا أساوم بشاة أخٍ لي، فقال: اللهم بارك في صفقته. قال عبد الله: فما بعت شيئاً ولا اشتريت إلا بورك فيه.

حدثني عمر بن أبي عاتكة، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة ،ا، قالت: لما قدم نعي جعفر عرفنا في رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) الحزن. قالت: قديماً ما ضر الناس التكلف ؛ فأتاه رجلٌ فقال: يا رسول الله، إن النساء قد عنيننا بما يبكين. قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): فارجع إليهن فأسكتهن، فإن أبين فاحث في أفواههن التراب. فقلت في نفسي: أبعدك الله! ما تركت نفسك، وما أنت بمطيع رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم).

حدثني سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة، قالت: أنا أطلع من صير الباب فأسمع هذا.

حدثني عبد الله بن محمد، عن ابن عقيل، عن جابر بن عبد الله، قال: أصيب بها ناسٌ من المسلمين، وغنم المسلمون بعض أمتعة المشركين، فكان مما غنموا خاتماً جاء به رجلٌ إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: قتلت صاحبه يومئذٍ!فنفله رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) إياه.

وقال عوف بن مالك الأشجعي: لقيناهم في جماعة من قضاعة وغيرهم من نصارى العرب، فصافونا فجعل رجلٌ من الروم يسل على المسلمين ويغري بهم على فرسٍ أشقر، عليه سلاحٌ مذهبٌ ولجامٌ مذهبٌ، فجعلت أقول في نفسي: من هذا؟ وقد رافقني رجلٌ من أمداد حمير، فكن معنا في مسيرنا ذلك ليس معه سيفٌ، إذ نحر رجلٌ من القوم جزوراً فسأله المددي طائفةً من جلده، وهبه له فبسطه في الشمس وأوتد على أطرافه أوتاداً، فلما جف اتخذ منه مقبضاً وجعله درقةً. فلما رأى ذلك المددي ما يفعل ذلك الرومي بالمسلمين كمن له خلف صخرة، فلما مر به خرج عليه فعرقب فرسه، فقعد الفرس على رجليه وخر عنه العلج ، وشد عليه فعلاه بسيفه فقتله.

حدثني بكير بن مسمار، عن عمارة بن غزية ، عن أبيه، قال: حضرت مؤتة، فبارزت رجلاً يومئذٍ فأصبته، وعليه يومئذٍ بيضةٌ له فيها ياقوتةٌ، فلم يكن همي إلا الياقوتة فأخذتها؛ فلما انكشفنا وانهزمنا رجعت بها المدينة، فأتيت بها رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) فنفلنيها فبعتها زمن عمر ابن الخطاب ، بمائة دينارٍ، فاشتريت بها حديقة نخل ببني خطمة.

ذكر من استشهد بمؤتة من بني هاشم وغيرهم

استشهد من بني هاشم: جعفر بن أبي طالب، وزيد بن حارثة. ومن بني عدي بن كعب: مسعود بن الأسود بن حارثة بن نضلة. ومن بني عامر ابن لؤي، ثم من بني مالك بن حسيل: وهب بن سعد بن أبي سرح. وقتل من الأنصار، ثم من بني النجار من بني مازن: سراقة بن عمرو بن عطية بن خنساء. ومن بني النجار: الحارث بن النعمان بن يساف بن نضلة بن عمرو بن عوف بن غنم بن مالك. ومن بني الحارث بن الخزرج: عبد الله بن رواحة، وعبادة بن قيس. ثم رجعوا إلى المدينة.