x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

النحو

اقسام الكلام

الكلام وما يتالف منه

الجمل وانواعها

اقسام الفعل وعلاماته

المعرب والمبني

أنواع الإعراب

علامات الاسم

الأسماء الستة

النكرة والمعرفة

الأفعال الخمسة

المثنى

جمع المذكر السالم

جمع المؤنث السالم

العلم

الضمائر

اسم الإشارة

الاسم الموصول

المعرف بـ (ال)

المبتدا والخبر

كان وأخواتها

المشبهات بـ(ليس)

كاد واخواتها (أفعال المقاربة)

إن وأخواتها

لا النافية للجنس

ظن وأخواتها

الافعال الناصبة لثلاثة مفاعيل

الأفعال الناصبة لمفعولين

الفاعل

نائب الفاعل

تعدي الفعل ولزومه

العامل والمعمول واشتغالهما

التنازع والاشتغال

المفعول المطلق

المفعول فيه

المفعول لأجله

المفعول به

المفعول معه

الاستثناء

الحال

التمييز

الحروف وأنواعها

الإضافة

المصدر وانواعه

اسم الفاعل

اسم المفعول

صيغة المبالغة

الصفة المشبهة بالفعل

اسم التفضيل

التعجب

أفعال المدح والذم

النعت (الصفة)

التوكيد

العطف

البدل

النداء

الاستفهام

الاستغاثة

الندبة

الترخيم

الاختصاص

الإغراء والتحذير

أسماء الأفعال وأسماء الأصوات

نون التوكيد

الممنوع من الصرف

الفعل المضارع وأحواله

القسم

أدوات الجزم

العدد

الحكاية

الشرط وجوابه

الصرف

موضوع علم الصرف وميدانه

تعريف علم الصرف

بين الصرف والنحو

فائدة علم الصرف

الميزان الصرفي

الفعل المجرد وأبوابه

الفعل المزيد وأبوابه

أحرف الزيادة ومعانيها (معاني صيغ الزيادة)

اسناد الفعل الى الضمائر

توكيد الفعل

تصريف الاسماء

الفعل المبني للمجهول

المقصور والممدود والمنقوص

جمع التكسير

المصادر وابنيتها

اسم الفاعل

صيغة المبالغة

اسم المفعول

الصفة المشبهة

اسم التفضيل

اسما الزمان والمكان

اسم المرة

اسم الآلة

اسم الهيئة

المصدر الميمي

النسب

التصغير

الابدال

الاعلال

الفعل الصحيح والمعتل

الفعل الجامد والمتصرف

الإمالة

الوقف

الادغام

القلب المكاني

الحذف

المدارس النحوية

النحو ونشأته

دوافع نشأة النحو العربي

اراء حول النحو العربي واصالته

النحو العربي و واضعه

أوائل النحويين

المدرسة البصرية

بيئة البصرة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في البصرة وطابعه

أهم نحاة المدرسة البصرية

جهود علماء المدرسة البصرية

كتاب سيبويه

جهود الخليل بن احمد الفراهيدي

كتاب المقتضب - للمبرد

المدرسة الكوفية

بيئة الكوفة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الكوفة وطابعه

أهم نحاة المدرسة الكوفية

جهود علماء المدرسة الكوفية

جهود الكسائي

الفراء وكتاب (معاني القرآن)

الخلاف بين البصريين والكوفيين

الخلاف اسبابه ونتائجه

الخلاف في المصطلح

الخلاف في المنهج

الخلاف في المسائل النحوية

المدرسة البغدادية

بيئة بغداد ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في بغداد وطابعه

أهم نحاة المدرسة البغدادية

جهود علماء المدرسة البغدادية

المفصل للزمخشري

شرح الرضي على الكافية

جهود الزجاجي

جهود السيرافي

جهود ابن جني

جهود ابو البركات ابن الانباري

المدرسة المصرية

بيئة مصر ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو المصري وطابعه

أهم نحاة المدرسة المصرية

جهود علماء المدرسة المصرية

كتاب شرح الاشموني على الفية ابن مالك

جهود ابن هشام الانصاري

جهود السيوطي

شرح ابن عقيل لالفية ابن مالك

المدرسة الاندلسية

بيئة الاندلس ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الاندلس وطابعه

أهم نحاة المدرسة الاندلسية

جهود علماء المدرسة الاندلسية

كتاب الرد على النحاة

جهود ابن مالك

اللغة العربية

لمحة عامة عن اللغة العربية

العربية الشمالية (العربية البائدة والعربية الباقية)

العربية الجنوبية (العربية اليمنية)

اللغة المشتركة (الفصحى)

فقه اللغة

مصطلح فقه اللغة ومفهومه

اهداف فقه اللغة وموضوعاته

بين فقه اللغة وعلم اللغة

جهود القدامى والمحدثين ومؤلفاتهم في فقه اللغة

جهود القدامى

جهود المحدثين

اللغة ونظريات نشأتها

حول اللغة ونظريات نشأتها

نظرية التوقيف والإلهام

نظرية التواضع والاصطلاح

نظرية التوفيق بين التوقيف والاصطلاح

نظرية محاكات أصوات الطبيعة

نظرية الغريزة والانفعال

نظرية محاكات الاصوات معانيها

نظرية الاستجابة الصوتية للحركات العضلية

نظريات تقسيم اللغات

تقسيم ماكس مولر

تقسيم شليجل

فصائل اللغات الجزرية (السامية - الحامية)

لمحة تاريخية عن اللغات الجزرية

موطن الساميين الاول

خصائص اللغات الجزرية المشتركة

اوجه الاختلاف في اللغات الجزرية

تقسيم اللغات السامية (المشجر السامي)

اللغات الشرقية

اللغات الغربية

اللهجات العربية

معنى اللهجة

اهمية دراسة اللهجات العربية

أشهر اللهجات العربية وخصائصها

كيف تتكون اللهجات

اللهجات الشاذة والقابها

خصائص اللغة العربية

الترادف

الاشتراك اللفظي

التضاد

الاشتقاق

مقدمة حول الاشتقاق

الاشتقاق الصغير

الاشتقاق الكبير

الاشتقاق الاكبر

اشتقاق الكبار - النحت

التعرب - الدخيل

الإعراب

مناسبة الحروف لمعانيها

صيغ اوزان العربية

الخط العربي

الخط العربي وأصله، اعجامه

الكتابة قبل الاسلام

الكتابة بعد الاسلام

عيوب الخط العربي ومحاولات اصلاحه

أصوات اللغة العربية

الأصوات اللغوية

جهود العرب القدامى في علم الصوت

اعضاء الجهاز النطقي

مخارج الاصوات العربية

صفات الاصوات العربية

المعاجم العربية

علم اللغة

مدخل إلى علم اللغة

ماهية علم اللغة

الجهود اللغوية عند العرب

الجهود اللغوية عند غير العرب

مناهج البحث في اللغة

المنهج الوصفي

المنهج التوليدي

المنهج النحوي

المنهج الصرفي

منهج الدلالة

منهج الدراسات الانسانية

منهج التشكيل الصوتي

علم اللغة والعلوم الأخرى

علم اللغة وعلم النفس

علم اللغة وعلم الاجتماع

علم اللغة والانثروبولوجيا

علم اللغة و الجغرافية

مستويات علم اللغة

المستوى الصوتي

المستوى الصرفي

المستوى الدلالي

المستوى النحوي

وظيفة اللغة

اللغة والكتابة

اللغة والكلام

تكون اللغات الانسانية

اللغة واللغات

اللهجات

اللغات المشتركة

القرابة اللغوية

احتكاك اللغات

قضايا لغوية أخرى

علم الدلالة

ماهية علم الدلالة وتعريفه

نشأة علم الدلالة

مفهوم الدلالة

جهود القدامى في الدراسات الدلالية

جهود الجاحظ

جهود الجرجاني

جهود الآمدي

جهود اخرى

جهود ابن جني

مقدمة حول جهود العرب

التطور الدلالي

ماهية التطور الدلالي

اسباب التطور الدلالي

تخصيص الدلالة

تعميم الدلالة

انتقال الدلالة

رقي الدلالة

انحطاط الدلالة

اسباب التغير الدلالي

التحول نحو المعاني المتضادة

الدال و المدلول

الدلالة والمجاز

تحليل المعنى

المشكلات الدلالية

ماهية المشكلات الدلالية

التضاد

المشترك اللفظي

غموض المعنى

تغير المعنى

قضايا دلالية اخرى

نظريات علم الدلالة الحديثة

نظرية السياق

نظرية الحقول الدلالية

النظرية التصورية

النظرية التحليلية

نظريات اخرى

النظرية الاشارية

مقدمة حول النظريات الدلالية

علوم اللغة العربية : المدارس النحوية : المدرسة البصرية : جهود علماء المدرسة البصرية : جهود الخليل بن احمد الفراهيدي :

العوامل والمعمولات

المؤلف:  شوقي ضيف

المصدر:  المدارس النحوية

الجزء والصفحة:  ص38- 46

27-02-2015

4505

كل من يقرأ كتاب سيبويه يرى رأى العين أن الخليل هو الذي ثبت أصول نظرية العوامل ومد فروعها وأحكامها إحكاماً بحيث أخذت صورتها التي ثبتت على مر العصور ، فقد أرسى قواعدها العامة ذاهباً الى أنه لا يد مع كل رفع لكلمة أو نصب أو خفض أو جزم من عامل يعمل في الاسماء والأفعال المعربة ومثلهما الاسماء المبنية . والعامل عادة لفظي مثل المبتدأ وعمله في الخبر الرفع ، وللفعل وعمله في الفاعل الرفع وفي المفعولات النصب ، وقد يكون العامل معنوياً على نحو ما نص تلميذه سيبويه في باب المبتدأ إذ جعله معمولا للابتداء . ومن العوامل أدوات وحروف ، منها ما يجزم الفعل وهو لم وإن وأخواتهما ومنها ما ينصبه أو ينصب بعده وهو أن ولن وبابهما . ومنها ما ينصب ما بعده ويرفعه كالفعل وهو إن وأن ولكن وكأن وليت ولعل، يقول سيبويه : " زعم الخليل أن هذه الحروف عملت عملين : الرفع النصب كما عملت كان الرفع والنصب حين قلت كان أخاك زيد ، إلا أنه ليس لك أن تقول " كأن أخوك عبد الله " تريد كأن عبد الله أخوك لأنها لا تتصرف تصرف الأفعال ولا يُضمر فيها المرفوع كما يضمر في كان ، ومن ثم فرقوا بينهما كما فرقوا بين ليس وما فلم يجروها مجراها ، ولكن قيل هي بمنزلة الأفعال فما بعدها وليست بأفعال "(1) . وقال إذا دخلت ما على إن هي وأخواتها كُفت عن العمل أو ألغى عملها ما عدا ليت فإنه يجوز معها الإلغاء والعمل إذا وليتها ما(2) . وفي ذلك ما يؤكد أنه صاحب فكرة الإلغاء والإعمال في العوامل لا في باب إن وحده ، بل أيضاً في باب ظن وأخواتها وغيره من الأبواب .

وهو الذي فتح مباحث حروف الجر الزائدة التي تعمل عملا لفظياً فيما بعدها ،

ص38

بينما ينبغي ملاحظة موقعه من الإعراب بالنسبة للعوامل التي تطلبه يقول في قوله تعالى : (قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم) إنما هو كفى الله بالرفع ولكنك لما أدخلت الباء عملت(3) . وكان يذهب الى أن " إن " الجازمة تجزم جواب الشرط كما تجزم فعله وكان يقول إنها هي أم الباب الخاص بأدوات الجزاء الجازمة لأنها لا تخرج عن بابها بينما غيرها يفارق الباب مثل " من " فهي تأتي شرطية وتأتي استفهامية مثلا . ومعروف أن جواب الشرط إما أن يكون فعلا ، وإذن لا يحتاج الى رابط يربطه بما قبله ، وإما أن يكون جملة اسمية وحينئذ لابد له من الفاء ، ولاحظ سيئة بما قدمت أيديهم إذا هم يقنطون )(4) . وعرض سيبويه لما اتجزم بالأمر في مثل : " أئتى آتِك " وبالنهي في مثل : " لا تفعل يكن خيراً لك " وبالاستفهام في مثل : " ألا تأتيني أحدثك " وبالتمني في مثل : " ألا ماء كل هذه الصيغ فيها معنى إن الشرطية لأن القائل إذا قال " ائتني آتك " فإن معنى كلامه إن يكن منك إتيان آتك ، وهكذا الصيغ التالية . وجعل من ذلك قوله عز وجل : (هل أدلكم على تجارة تنجيكم من عذاب أليم تؤمنون بالله ورسوله وتجاهدون في سبيل الله بأموالكم وأنفسكم) فلما انقضت الآية قال : (يغفر لكم) بجزم المضارع (5) . وهو صاحب فكرة تأويل المضارع المنصوب بأن مضمرة أو ظاهرة وإعرابه حسب مواقعه من العوامل ، فمثل : (وأمرنا لنسلم لرب العالمين) تقديره : وأمرنا للإسلام (6) .

والعوامل عنده تعمل ظاهرة ومحذوفة ، وكثيراً ما يُحذف المبتدأ العامل في الخبر ، طلباً للإيجاز . ويُكثر سيبويه من توجيه الخليل لبعض المرفوعات على أن مبتدأها محذوف ، مثل مررت به المسكين أي هو المسكين ، ومثل إنه - المسكين ـ أحمق ، أي هو المسكين أيضاً (7) . ومواضع حذف الفعل الناصب

ص39

للمفعول كثيرة ، منها ما يجوز فيه الحذف والإضمار لقيام القرينة ، ومنه عنده قول الشاعر :

ألا رجلاً جزاء الله خيراً           يدل على محصلة تبيت(8)

إذ جعل تقديره : ألا ترونني رجلاً هذه صفته ، فحذف الفعل مدلولا عليه بالمعنى(9) . وقد يحذف وجوباً على نحو ما هو معروف في التحذير والاختصاص ويجعل من مواضعه المدح كما في الاختصاص ، وكذلك الذم ، إذ نراه يعرض للآية الكريمة : (لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة) فقد جاءت كلمة (والمقيمين الصلاة) بالنصب ، ولو كانت معطوفة على ما قبلها لكان حقها الرفع ، ويقول الخليل إنها منصوبة بفعل محذوف قصداً للثناء والتعظيم كأنه قيل : اذكر أهل ذاك واذكر المقيمين ، ويقول  : وهذا شبيه بقولهم (أي في الاختصاص) إنا بنى فلان نفعل كذا ، لأنهم لا يريدون أن يخبروا من لا يدري بأنهم من بني فلان وإنما يذكرون ذلك افتخاراً، ويعلق على قول أمية بن أبي عائذ :

ويأوي الى نسوةٍ عُطلٍ               وشُعثاً مراضيع مثل السعالى

فيقول إنه نصب شعثاً بإضمار فعل لا يصح إظهاره لأن ما قبله دل عليه ، فوجب حذفه على ما يجري عليه تعبيرهم في الذم والمدح (10) . ويقف بإزاء الآية الكريمة : (انتهوا خيراً لكم) ويقول إن خيراً مفعول به لفعل محذوف وجوباً لجريان التعبير مجرى المثل ، كأنه قيل : ائتوا خيراً لكم ، ويستطرد لقول القائل :

" انته يا فلان أمراً قاصداً " ويقول إن أمراً مفعول به لفعل محذوف على تقدير : وائت أمراً قاصداً(11). وعلى نحو ما يحذف الفعل مع المفعول يحذف مع المصادر كثيراً مثل مرحباً وأهلا كأنه بدل من رحبت بلادك وأهلت . وحين مثل بذلك قال إنه بمنزلة رجل رأيته سدد سهما فقلت القرطاس أي أصبت القرطاس (12) .

ص40

يريد أن حذف الفعل مع المصادر أو المفاعيل المطلقة كحذفه مع المفعول به .

وكان يذهب الى أن مثل حنانيك ولبيك  وسعديك مفعولات مطلقة لفعل محذوف ، وقد صيغت على التثنية قصداً للتكثير ، فمعنى حنانيك مثلا تحننا بعد تحنن (13) . وعلى نحو ما يحذف الفعل تحذف أن المصدرية بعد اللام الداخلة على المضارع المنصوب هي وأخواتها : حتى وأو والواو والفاء . وكان يطرد ذلك في إذن خلافاً لجمهور النحاة بعده وفي مقدمتهم تلميذه سيبويه ، إذ قالوا إنها تنصب المضارع أحياناً بنفسها مثل أن ولن ، وليست بمنزلة اللام وحتى(14) . وتحذف حروف الجر أحياناً وهي تحذف قياساً مع أن وأن وصلتها في مثل قوله تعالى : (شهد الله انه لا إله إلا هو ) وقولك . " أرغب أن أراك " فالتقدير شهد الله بأنه ، وأرغب في أن أراك أو عن أن أراك . وكان الخليل يذهب الى انهما وصلتهما منصوبان على تقدير نزع الحافض(15) . وسأله سيبويه عن قوله جل ذكره : (وأن هذه امتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون) فقال : إنما هو على حذف اللام كأنه قال : ولأن هذه أمتكم أمة واحدة وأنا ربكم فاتقون ، وأن وصلتها منصوبان على نزع الحافض (16) .

وعلى نحو ما تُحذف العوامل تُحذف المعمولات ، فالخبر قد يحذف ، ويكثر حذف المفعول به إذا قامت قرينة كآيات سورة الضحى : (ألم يجدك يتيماً فآوى ووجدك ضالاً فهدى ووجدك عائلا فأغنى) . ومما يطرد فيه الحذف ضمير الشان إذا كان اسماً لإن وكأن ولكن وأن ، قال سيبويه : " روى الخليل ا، ناسا يقولون إن بك زيد مأخوذ ، وقال، هذا على قوله إنه بك زيد مأخوذ وشبهه بما يجوز في الشعر نحو قول ابن صريم اليشكري :

ويوماً توافينا بوجه مقسم           كأن ظبية تعطو الى وارق السلم (17)

وقول الآخر :

ووجه مشرق النحر      كأن ثدياه حقان

ص41

لأنه لا يحسن ههنا إلا الإضمار ، قال الخليل : وهذا يشبه قول من قال ، وهو الفرزدق:

فلو كنت ضبيا عرفت قرابتي          ولكن زنجي عظيم المشافر

وجوز الخليل في البيت أن يقال ولكن زنجياً عظيم المشافر بالنصب ، على أن يكون خبر لكن محذوفاً وتقديره لا يعرف قرابتي ، وشبه ذلك بحذف الخبر في قوله عزوجل: (طاعة وقول معروف ) أي طاعة وقول معروف أمثل ... وأما قول الأعشى :

في فتية كسيوف الهند قد علموا           أن هالك كل من يحفى وينتعل

فإن هذا على إضمار الهاء (18) " . وكان يذهب الى أن الحذف في بيت الأخطل :

ولقد أبيت من الفتاة بمنزلٍ                  فأبيتُ لا حرجٌ ولا محرومُ

ليس على إضمار انا مع المرفوعين في الشطر الثاني أي أنا لا حرج ولا محروم وإنما هو على سبيل الحكاية أي : فأبيت بمنزلة الذي يقال له لا حرج ولا محروف (19) .

ومما خرجه على الحكاية ايضاً قولهم : " اضرب أيهم أفضل المفعول به محذوفاً . وكان يذهب الى أن المضاف قد يحذف ويقوم المضاف إليه مقامه ، وجعل من ذلك قولهم : " له صوت صوت الحمار " فقد قال إن كلمة صوت الحمار صفة لصوت بتقدير " مثل " أي أنها حذفت وأقيم المضاف إليه مقامها ، وأصل التعبير " له صوت مثل صوت الحمار(20) " .

ومما يتصل بالعوامل والمعمولات كثرة تحليله للعبارات وكثرة تخريجه لها إذا اصطدمت بالقواعد وكثرة إدلائه بوجوه مختلفه من الإعراب في لفظة واحدة ،

ص42

فمن تحليله للعبارات تحليله لصيغة التعجب في مثل " ما أحسن عبد الله " فقد ذكر أنه بمنزلة قولك شيء أحسن عبد الله ودخل ما معنى التعجب ، ويقول إنه تمثيل ولم يتلكم العرب به(21) ، ومن ثم قال النحاة إن ما نكرة تامة بمعنى شيء وأعربوها مبتدأ ، والجملة بعدها خبر ، ومن ذلك قولهم : " هذا القول لا قولك " بنصب " قولك " فقد جعلها مفعولاً مطلقاً على الرغم من أنها مضافة وقابل بينها وبين قولهم في الاستفهام  " أجدك لا تفعل كذا وكذا " يقول : كأنه قال " أحقاً لا تفعل كذا وكذا " وأصله من الجد ، كأنه قال : " أجدا " ويقول إن عبارة جدك لا تتصرف ولا تفارق الإضافة ، إذ هي في حكم الأمثال ، ومثلها " لاقولك " فإنهم لو قالوا : " هذا القول لا قولا " لم يكن في هذا بيان لأنه ليس كل قول باطلاً ، ومن أجل ذلك كان لابد أن يحققوا القول عن طريق الإضافة الى المخاطب(22) . ومن ذلك تحليله للفظة " اللهم " في النداء ، فقد كان يقول إن الميم في آخرها بدل من يا(23) ولذلك لا يجمع بينهما . وكان لا يباري في تحليله للأدوات المبهمة وبيان اختلاف معانيها باختلاف مواقعها من الكلام ، من ذلك ما قاله سيبويه من أنه سأله عن قول العرب : " أما إنه ذاهب وأما أنه منطلق " بكسر إن وفتحها في العبارتين ، فقال : إذا قال القائل " أما أنه منطلق " بالفتح فقد جعله كقولهم " حقا أنه منطلق " ومعروف أن حقاً مفعول مطلق وأنه منطلق فاعل مؤول . وقال الخليل أما إذا قال القائل : " أما إنه منطلق " بالكسر فإنه بمنزلة قولهم " ألا إنه منطلق"(24). وكان يسعفه في مثل هذا التحليل معرفته الواسعة بلغات العرب وحسه الدقيق في معرفة مواقع الكلام ، من ذلك أن سيبويه سأله عن قوله عز وجل : (وما يشعركم إنها إذا جاءت لا يؤمنون) في قراءة من قرأ إنها بالكسر ، فقال : ما منعها أن تكون كقولك " ما يُدريك أنه لا يفعل " فقال الخليل : لا يحسن ذلك في هذا الموضع ، إنما قال عز وجل : (وما يشعركم) ثم ابتدأ ، فأوجب ، فقال (إنها إذا جاءت لا يؤمنون) ولو قال: (وما يشعركم أنها ) بالفتح كان ذلك عذراً لهم . ولكن بعض القراء قرأها بالفتح ، وذكر له

ص43

ذلك تلميذه ، فقال إنها حينئذ تكون بمعنى لعلها ، إذ يستعمل بعض العرب ، أن المفتوحة بمعنى لعل ، فيقولون : " ائت السوق انك تشتري لنا شيئاً " أي لعلك (25) .

وكان كلما اصطدم مثال أو تعبير بقاعدة نحوية استظهرها حاول أن يجد له تأويلاً ، ولعل خير ما يصور ذلك " لحال " فقد وضع له قاعدة التنكير المعروفة ، فلا بد أن يكون نكرة ، ولا يصبح أن يكون معرفا بالألف واللام ولا مضافاً ، فلا يقال كلمته المستبشر . ولكن جاءت عبارات على لسان العرب معرفة ومضافة وموضعها حال ، من ذلك  " أرسلها العراك " أي معتركة ، و " مررت بهم الجماء الغفير " أي جما غفيراً  . وخرج ذلك الخليل على أن العرب تكلمت بهذين الحرفين وما يماثلهما على نية طرح الألف واللام ، وكأنهم قالوا في المثل الأخير : " مررت بهم قاطبة ومررت بهم طرا " أي جميعاً . ومن ذلك : " مررت به وحده ومررت بهم وحدهم " وما جاء في لغة أهل الحجاز من قولهم : " مررت بهم ثلاثتهم وأربعتهم وكذلك الى العشرة " و " مررت بهم قضهم بقضيضهم " .

وخرج الخليل المثلين الأولين على معنى التفرد ، فكأن القائل قال : " مررت به أو بهم منفرداً ومنفردين " أما المثال الثالث فكأنه قال : " مررت بهم انقضاضاً " . وشبه مجيء الحال على هذا النحو بمجيء المصدر أو المفعول المطلق مضافاً في مثل سبحان الله ولبيك (26) . وكان يستظهر القاعدة المعروفة في النعت وهو أنه يتبع المنعوت في التعريف والتنكير حتماً ، ولكن جاء عن العرب " ما يحسن بالرجل خير منك أن يفعل ذلك " و " ما يحسن برجل مثلك أن يفعل ذلك " و " مررت برجل غيرك خير منك " وخرج الخليل المثال الأول على أن كلمة الرجل وإن كانت معرفة في الظاهر فإنها نكرة في الحقيقة، إذ أريد بالرجل الى الجنس ، وكأن الألف واللام فيه ملغاتان ، ولذلك نعت بالنكرة ، أما المثالان الثاني والثالث فقد خرجهما على أن لفظتي مثلك وغيرك ، وإن كانتا مضافتين ، نكرتان في واقع الأمر ، إذ لا تفيدهما الإضافة تعريفاً (27).

ص44

ولعله أول من فتح في الإعراب ما يمكن ان نسميه بالاحتمالات ، إذ نراه يعرض في كثير من الأمثلة وجوها مختلفة لإعرابها، وتتضح آثار ذلك في مواضع أو ذم ، فقد كان يُجيز فيه الإتباع لسابقه ، والقطع على أنه خبر لمبتدأ محذوف أو مفعولاً به لفعل محذوف (28) ، ونقل عنه سيبويه في قولهم : " هذا رجل صدقٍ معروف صلاحه " انه يجوز في كلمة  " معروف " أن تكون نعتاً لرجل ، وأن تكون حالا منصوبة كأن كلمة رجل نالها شيء من التعريف بإضافتها الى صدق ، وجوز أن تكون خبرا مقدماً لكلمة " صلاحه "(29) . ومن يقرأ توابع المنادى في سيبويه يلاحظ توا أنه هو الذي ردد الرفع والنصب في بعض أمثلة هذه التوابع كالنعت مثلا فقد جوز فيه أن يقال " يا زيد الطويل والطويل " بالضم والنصب ، أي حملا على ظاهر المنادى أو على محله . وكذلك الشأن في التوكيد مثل " يا تميم أجمعون أو أجمعين " ونكتفي بهذه القطعة من كلام سيبويه : قال الخليل " إذا قلت يا هذا وأنت تريد أن تقف عليه ثم تؤكده باسم يكون عطفاً عليه فأتت فيه بالخيار إن شئت نصبت وإن شئت رفعت وذلك قولك يا هذا زيدٌ ، وإن شئت قلت زيداً ، يصير كقولك ، يا تميم أجمعون وأجمعين ، وكذلك يا هذان : زيد وعمرو ، وإن شئت قلت : زيداً وعمراً ، فتجرى ما يكون عطفاً (أي تابعاً ) على الاسم مجرى ما يكون وصفاً ، نحو قولك : يا زيد الطويل ويا زيد الطويل "(30).

وعلى هذا النحو كان الخليل يُكثر من الاحتمالات في وجوه الإعراب للصيغ والألفاظ والعبارات كما كان يكثر من التأويل والتخريج حين يصطدم ببعض القواعد التي يستظهرها ، وهو في تضاعيف ذلك يحلل الألفاظ والكلام تحليلاً يعينه على ما يريد من توجيه الإعراب ومن التأويل والتفسير ، ومن طريف تفسيراته ما ذكره سيبويه من أنه سأله عن قوله جل وعز : (قل أفغير الله تأمروني أعبد أيها الجاهلون) فإن ظاهر العبارة أن غير الله منصوبة بتأمروني ، وفي ذلك فساد

ص45

واضح في المعنى ، فأجابه بأن " غير " منصوبة بأعبد ، وتأمروني غير عامل فيها ، كقولك هو يقول ذاك بلغني ، فبلغني لغو ، وكذلك تأمروني ، وكأنه قال فيما تأمروني(31) . وسأله سيبويه عن قول الأعشى :

إن تركبوا فركوب الخيل عادتنا           أو تنزلون فإنا معشر نزل

لماذا وقع " أو تنزلون " وهي معطوفة على فعل مجزوم ، فقال كأنه توهم أنه قال في أول البيت أتركيون فرفع ، بالضبط كما جاء عند زهير من قوله :

بدا لي اني لستُ مدرك ما مضى              ولا سابقٍ شيئاً إذا كان جائيا

فقد عطف سابق بالجر على مدرك المنصوبة ، كأنه توهم أن مدرك مجرورة ، لأنه يكثر أن يأتي خبر ليس مجروراً بباء زائدة (32) . وحمل على هذا الباب وقوع الفعل المجزوم في الآية الكريمة : (لولا أخرتني الى أجل قريب فأصدق وأكن من الصالحين) فإن معنى لولا أخرتني فأصدق ، وإن أخرتني أصدق ، واحد (33) ، ولذلك عطف الفعل بالجزم وكأنما سبقته أداة جازمة .

ص46

_____________________

(1) الكتاب 1 /280  .

(2) الكتاب 1 /282 وما بعدها .

(3)  الكتاب 1 /48 .

(4) الكتاب 1 /435 .

(5) الكتاب 1 /449 .

(6)  المغني لابن هشام ص 238 .

(7)  الكتاب 1 /255 .

(8)  محصلة هنا : تحصل الخير لصاحبها .

(9) الكتاب 1 /359 .

(10) الكتاب 1 /249 وما بعدها .

(11) الكتاب 1 /143 .

(12) الكتاب 1 /148 .

(13)  الكتاب 1 /174 .

(14) الكتاب 1/ 412 .

(15) المغني ص 580  .

(16)  الكتاب 1 /464 .

(17)  مقسم : جميل القسمات ، تمطو الى : تتناول ، السلم : شجر .

(18) الكتاب 1 /281 وما بعدها .

(19) الكتاب 1 /259 وواضح أنه جعل الجار والمجرور محذوفين هما وما يتبعهما .

(20) الكتاب 1 /399 .

(21)  الكتاب 1 /181 .

(22)  الكتاب 1 /37 .

(23) الكتاب 1 /189 .

(24) الكتاب 1 /310  .

(25)  الكتاب 1 /462 .

(26)  الكتاب 1 /462 .

(27) الكتاب 1 /224 .

(28) الكتاب 1 /187 وما بعدها .

(29)  انظر الكتاب 1 /248 وما بعدها .

(30) الكتاب 1 /263.

(31) الكتاب 1 /307 .

(32) الكتاب 1 /453.

(33) الكتاب 1 /429.