x

هدف البحث

بحث في العناوين

بحث في المحتوى

بحث في اسماء الكتب

بحث في اسماء المؤلفين

اختر القسم

القرآن الكريم
الفقه واصوله
العقائد الاسلامية
سيرة الرسول وآله
علم الرجال والحديث
الأخلاق والأدعية
اللغة العربية وعلومها
الأدب العربي
الأسرة والمجتمع
التاريخ
الجغرافية
الادارة والاقتصاد
القانون
الزراعة
علم الفيزياء
علم الكيمياء
علم الأحياء
الرياضيات
الهندسة المدنية
الأعلام
اللغة الأنكليزية

موافق

النحو

اقسام الكلام

الكلام وما يتالف منه

الجمل وانواعها

اقسام الفعل وعلاماته

المعرب والمبني

أنواع الإعراب

علامات الاسم

الأسماء الستة

النكرة والمعرفة

الأفعال الخمسة

المثنى

جمع المذكر السالم

جمع المؤنث السالم

العلم

الضمائر

اسم الإشارة

الاسم الموصول

المعرف بـ (ال)

المبتدا والخبر

كان وأخواتها

المشبهات بـ(ليس)

كاد واخواتها (أفعال المقاربة)

إن وأخواتها

لا النافية للجنس

ظن وأخواتها

الافعال الناصبة لثلاثة مفاعيل

الأفعال الناصبة لمفعولين

الفاعل

نائب الفاعل

تعدي الفعل ولزومه

العامل والمعمول واشتغالهما

التنازع والاشتغال

المفعول المطلق

المفعول فيه

المفعول لأجله

المفعول به

المفعول معه

الاستثناء

الحال

التمييز

الحروف وأنواعها

الإضافة

المصدر وانواعه

اسم الفاعل

اسم المفعول

صيغة المبالغة

الصفة المشبهة بالفعل

اسم التفضيل

التعجب

أفعال المدح والذم

النعت (الصفة)

التوكيد

العطف

البدل

النداء

الاستفهام

الاستغاثة

الندبة

الترخيم

الاختصاص

الإغراء والتحذير

أسماء الأفعال وأسماء الأصوات

نون التوكيد

الممنوع من الصرف

الفعل المضارع وأحواله

القسم

أدوات الجزم

العدد

الحكاية

الشرط وجوابه

الصرف

موضوع علم الصرف وميدانه

تعريف علم الصرف

بين الصرف والنحو

فائدة علم الصرف

الميزان الصرفي

الفعل المجرد وأبوابه

الفعل المزيد وأبوابه

أحرف الزيادة ومعانيها (معاني صيغ الزيادة)

اسناد الفعل الى الضمائر

توكيد الفعل

تصريف الاسماء

الفعل المبني للمجهول

المقصور والممدود والمنقوص

جمع التكسير

المصادر وابنيتها

اسم الفاعل

صيغة المبالغة

اسم المفعول

الصفة المشبهة

اسم التفضيل

اسما الزمان والمكان

اسم المرة

اسم الآلة

اسم الهيئة

المصدر الميمي

النسب

التصغير

الابدال

الاعلال

الفعل الصحيح والمعتل

الفعل الجامد والمتصرف

الإمالة

الوقف

الادغام

القلب المكاني

الحذف

المدارس النحوية

النحو ونشأته

دوافع نشأة النحو العربي

اراء حول النحو العربي واصالته

النحو العربي و واضعه

أوائل النحويين

المدرسة البصرية

بيئة البصرة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في البصرة وطابعه

أهم نحاة المدرسة البصرية

جهود علماء المدرسة البصرية

كتاب سيبويه

جهود الخليل بن احمد الفراهيدي

كتاب المقتضب - للمبرد

المدرسة الكوفية

بيئة الكوفة ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الكوفة وطابعه

أهم نحاة المدرسة الكوفية

جهود علماء المدرسة الكوفية

جهود الكسائي

الفراء وكتاب (معاني القرآن)

الخلاف بين البصريين والكوفيين

الخلاف اسبابه ونتائجه

الخلاف في المصطلح

الخلاف في المنهج

الخلاف في المسائل النحوية

المدرسة البغدادية

بيئة بغداد ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في بغداد وطابعه

أهم نحاة المدرسة البغدادية

جهود علماء المدرسة البغدادية

المفصل للزمخشري

شرح الرضي على الكافية

جهود الزجاجي

جهود السيرافي

جهود ابن جني

جهود ابو البركات ابن الانباري

المدرسة المصرية

بيئة مصر ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو المصري وطابعه

أهم نحاة المدرسة المصرية

جهود علماء المدرسة المصرية

كتاب شرح الاشموني على الفية ابن مالك

جهود ابن هشام الانصاري

جهود السيوطي

شرح ابن عقيل لالفية ابن مالك

المدرسة الاندلسية

بيئة الاندلس ومراكز الثقافة فيها

نشأة النحو في الاندلس وطابعه

أهم نحاة المدرسة الاندلسية

جهود علماء المدرسة الاندلسية

كتاب الرد على النحاة

جهود ابن مالك

اللغة العربية

لمحة عامة عن اللغة العربية

العربية الشمالية (العربية البائدة والعربية الباقية)

العربية الجنوبية (العربية اليمنية)

اللغة المشتركة (الفصحى)

فقه اللغة

مصطلح فقه اللغة ومفهومه

اهداف فقه اللغة وموضوعاته

بين فقه اللغة وعلم اللغة

جهود القدامى والمحدثين ومؤلفاتهم في فقه اللغة

جهود القدامى

جهود المحدثين

اللغة ونظريات نشأتها

حول اللغة ونظريات نشأتها

نظرية التوقيف والإلهام

نظرية التواضع والاصطلاح

نظرية التوفيق بين التوقيف والاصطلاح

نظرية محاكات أصوات الطبيعة

نظرية الغريزة والانفعال

نظرية محاكات الاصوات معانيها

نظرية الاستجابة الصوتية للحركات العضلية

نظريات تقسيم اللغات

تقسيم ماكس مولر

تقسيم شليجل

فصائل اللغات الجزرية (السامية - الحامية)

لمحة تاريخية عن اللغات الجزرية

موطن الساميين الاول

خصائص اللغات الجزرية المشتركة

اوجه الاختلاف في اللغات الجزرية

تقسيم اللغات السامية (المشجر السامي)

اللغات الشرقية

اللغات الغربية

اللهجات العربية

معنى اللهجة

اهمية دراسة اللهجات العربية

أشهر اللهجات العربية وخصائصها

كيف تتكون اللهجات

اللهجات الشاذة والقابها

خصائص اللغة العربية

الترادف

الاشتراك اللفظي

التضاد

الاشتقاق

مقدمة حول الاشتقاق

الاشتقاق الصغير

الاشتقاق الكبير

الاشتقاق الاكبر

اشتقاق الكبار - النحت

التعرب - الدخيل

الإعراب

مناسبة الحروف لمعانيها

صيغ اوزان العربية

الخط العربي

الخط العربي وأصله، اعجامه

الكتابة قبل الاسلام

الكتابة بعد الاسلام

عيوب الخط العربي ومحاولات اصلاحه

أصوات اللغة العربية

الأصوات اللغوية

جهود العرب القدامى في علم الصوت

اعضاء الجهاز النطقي

مخارج الاصوات العربية

صفات الاصوات العربية

المعاجم العربية

علم اللغة

مدخل إلى علم اللغة

ماهية علم اللغة

الجهود اللغوية عند العرب

الجهود اللغوية عند غير العرب

مناهج البحث في اللغة

المنهج الوصفي

المنهج التوليدي

المنهج النحوي

المنهج الصرفي

منهج الدلالة

منهج الدراسات الانسانية

منهج التشكيل الصوتي

علم اللغة والعلوم الأخرى

علم اللغة وعلم النفس

علم اللغة وعلم الاجتماع

علم اللغة والانثروبولوجيا

علم اللغة و الجغرافية

مستويات علم اللغة

المستوى الصوتي

المستوى الصرفي

المستوى الدلالي

المستوى النحوي

وظيفة اللغة

اللغة والكتابة

اللغة والكلام

تكون اللغات الانسانية

اللغة واللغات

اللهجات

اللغات المشتركة

القرابة اللغوية

احتكاك اللغات

قضايا لغوية أخرى

علم الدلالة

ماهية علم الدلالة وتعريفه

نشأة علم الدلالة

مفهوم الدلالة

جهود القدامى في الدراسات الدلالية

جهود الجاحظ

جهود الجرجاني

جهود الآمدي

جهود اخرى

جهود ابن جني

مقدمة حول جهود العرب

التطور الدلالي

ماهية التطور الدلالي

اسباب التطور الدلالي

تخصيص الدلالة

تعميم الدلالة

انتقال الدلالة

رقي الدلالة

انحطاط الدلالة

اسباب التغير الدلالي

التحول نحو المعاني المتضادة

الدال و المدلول

الدلالة والمجاز

تحليل المعنى

المشكلات الدلالية

ماهية المشكلات الدلالية

التضاد

المشترك اللفظي

غموض المعنى

تغير المعنى

قضايا دلالية اخرى

نظريات علم الدلالة الحديثة

نظرية السياق

نظرية الحقول الدلالية

النظرية التصورية

النظرية التحليلية

نظريات اخرى

النظرية الاشارية

مقدمة حول النظريات الدلالية

علوم اللغة العربية : المدارس النحوية : المدرسة البصرية : أهم نحاة المدرسة البصرية :

سيبويه

المؤلف:  د. مجهد جيجان الدليمي, د. محمد صالح التكريتي, د. عائد كريم علوان الحريزي.

المصدر:  النحو العربي مذاهبه وتيسيره

الجزء والصفحة:  ص69- 79

27-02-2015

2046

هو عمرو بن عثمان بن قنبر وكنيته ابو بشر وسيبويه لقبه(1).

ولد بقرية البيضاء من قرى شيراز ثم قدم البصرة يطلب العلم مستهلا دراسته بالجلوس في حلقة المحدث حماد بن سلمة فبينا هو يستملي على حماد قول النبي (ص): ( ليس من اصحابي الا من لو شئت لا خذت عليه ، ليس ابا الدرداء ، فقال سيبويه : ليس ابو الدرداء ، وظنه اسم ليس ، فقال حماد: لحنت يا سيبويه ، ليس

ص69

هذا حيث ذهبت ،وانما (ليس)ها هنا استثناء، فقال: سأطلب علما لا تلحني فيه ، وطلب النحو واخذ عن الخليل بن احمد وعن يونس بن حبيب وعيسى بن عمر والخفش الاكبر وغيرهم.

وبانت عليه مخايل الذكاء منذ حداثته ، قال ابن عائشة:

( كنا نجلس مع سيبويه النحوي في السجد وكان شابا جميلا نظيفا ، قد تعلق من كل علم بسبب ، وضرب فيه بسهم ، مع حداثة سنه وبراعته في النحو ،فبينا نحن عنده ذات يوم ذا هبت ريح أطارت الورق ،فقال لبعض اهل الحلقة : انظر اي ريح هي ؟وكان على منارة المسد تمثال فرس من صفر ، فنظر ثم عاد فقال : فقال ما يثبت الفرس على شيء ، فقال سيبويه : العرب تقول في مثل هذا : تذاءبت الريح ، اي فعلت فعل الذئب ليختل فيتوهم الناظر انه عدة ذئاب).(2)

ولازم الخليل واكثر في الاخذ عند قال اب النطاح: (كنت عند الخليل ابن احمد فاقبل سيبويه ، فقال الخليل: مرحبا بزائر لا يمل ، قال ابو عمر المخزومي ـوكان كثير المجالسة للخليل ـ ما سمعت الخليل يقولها الا لسيبويه).

أما مصادر دراسته فتشل ما أخذه عن شيوخه وما سمعه من العرب الفصحاء ، وهذا السماع ثابت لا مرية فيه على الرغم من ان كتب التراجم لم تتحدث عنه ، ولم تشير اليه، وتدل عبارات الكثيرة من نحو(سمعنا من العرب)او سألنا العرب فوجدناهم يوافقونه)،( وسألنا العلويين والتميميين فرأيناهم يقولون )(3) وغيرها على انه رحل الى البادية كأستاذه الخليل وشافة الاعراب الفصحاء وسمع منهم ودون كثيرا مما سمع.

اخذ عنه ابو الحسن سعيد بن مسعدة الاخفش الاوسط وابو علي بن المستنير المعروف بقطرب.

ص70

وقال الاخفش (كان سيبويه اذا وضع شيئا من كتابه عرضه علي وهو يرى اني اعلم منه - وكان اعلم مني- وانا اليوم اعلم منه.

رحل الى بغداد لأنها صارت قبلة الانظار واصبحت عاصمة الخلافة وشمس الحضارة، وروى ابو الحسن سعيد بن مسعدة الاخفش الأوسط قال:

(ان سيبويه لما قدم العراق على ابي يحيى بن خالد البرمكي سأله عن خبره والحال التي ورد لها ،فقال : جئت لتجمع بيني وبين الكسائي فقال له : لا تفعل فأنه شيخ مدينة السلام وقارؤها، ومؤدب امير المؤمنين ، وكل من في المصر له معه، فأبى الا الجمع بينهما، فعرف الرشيد خبره، فامر بالجمع بينهما فوعده بيوم، فلما كان ذلك اليوم غدا سيبويه وحده  الى دار الرشيد، فوجد الفراء وهشاما والاحمر ومحمد بن سعدان قد سبقوه ،فسأله الاحمر عن مئة مسألة، فأجابه عنها ، فما أجابه بجواب الا قال :أخطأت يابصري: فوجم سيبويه وقال : هذا سوء ادب ، ووافى الكسائي ـ وقد شق امره عليه ـ ومعه خلق كثير من العرب فلما جلس قال له : يابصري كيف تقول ،خرجت فاذا زيد قائم ؟قفال : خرجت فاذا زيد قائم. فقال الكسائي: أيجوز : فاذا زيد قائما؟ قال :لا . قال الكسائي : كيف تقول :قد كنت اظن ان العقرب اشد لسعة من الزنبور ، فاذا هو هي او فاذا هواياها؟ فقال سيبويه : فاذا هو هي، ولا يجوز النصب ، فقال الكسائي : لحنت وخطأه الجميع : وقال الكسائي : العرب ترفع ذلك كله وتنصبه، فدفع سيبويه قوله. فقال يحيى بن خالد :قد اختلفتما وانتما رئيسا بلديكما ، فمن يحكم بينكما وهذا موضع مشكل؟ فقال الكسائي :هذه العرب ببابك، قد جمعتهم من كل أوب، ووفدت عليكم من كل صقع، وهم فصحاء العرب، وقد قنع بهم اهل المصرين وسمع منهم اهل الكوفة والبصرة ، فيحضرون ويسألون ، فقال يحيى بن جعفر : قد انصفت ، وامر بإحضارهم، فدخلوا وفيهم ابو فقعس وابو ثروان وابو دثار فسئلوا عن المسائل التي جرت فتابعوا الكسائي ، فاقبل يحيى على سيبويه فقال: قد تسمع ايها الرجل.

ص72

فاصرف المجلس عن سيبويه واعطاه يحيى عشرة الاف درهم وصرفه. فخرج وصرف وجهه الى فارس ولم يعد الى البصرة ، واقام هناك الى ان مات غما بالذرب ولم يلبث الا يسيرا). (4)

 ويغلب على الظن ان الرواة والمترجمين قد تزايدوا في احاث هذه القصة ورسم

شخوصها ففيها من الادهاش والاغراب ما لا يخفى ، وايا كانت حقيقتها فهي تؤكد خلافا حاصلا بين الكوفيين والبصريين وذلك الخلاف الذي يدفع الى التوسل بكل الوسائل من اجل الفوز والظهور على الخصم.

وتبقى اسئلة حائرة في حاجة الى اجوبة شافية منها:

ان سيبويه جاء من البصرة الى بغداد متعمدا ملاقات الكسائي فهو يقول ليحيى البرمكي: جئت لتجمع بيني وبين الكسائي, لماذا هذا الاصرار؟ اكان بينهما حدث سابق؟ جاء وحده وشابا غريبا ليناظر جبهة قوية جندي واحد ويصارع جيشا بكامل عدته وعتاده. الكسائي شيخ مدينة السلام وقارئها ومؤدب امير المؤمنين ، وكل من في المصر له ومعه، وعلى الرغم من كل ذلك فهو يصر على اللقاء فلماذا؟

أمن اليسر والسهولة ان ينتصر في مثل تلك الظروف؟

وتذكر الرواية انه مات بعيد المناظرة في فارس ولم يعد الى البصرة قبل وفاته.....

أهمية كتاب سيبويه

مما لا شك فيه انه كتاب بل أهم كتاب في النحو والصرف منذ ظهوره حتى اليوم ، وكل المصنفات في هذين العملين عيال عليه، وكان المبرد اذا اراد احد ان يقرأ عليه الكتاب يقول له : هل ركبت البحر؟ تعظيما له واستعظاما لما فيه(5).

ص72

وكان الزجاج يقول: اذا تأملت الامثلة من كتاب سيبويه تبينت انه اعلم الناس باللغة(6).

واطلقوا عليه اسم(قران النحو)وعرفوه فقالوا : الكتاب ، ولم يعرف بذلك كتاب سواء.

وانه من الاصالة والدقة والسمول بمنزلة عظيمة لا مزيد عليها.

منهجه وموضوعاته

الملاحظ ان كتاب سيبويه ليس فيه مقدمة يذكر فيها المؤلف منهجه ومصادره ولا خاتمة يذكر فيها نتائج بحثه ، وان في ابوابه شيئا من التقديم والتأخير وموضوعاته فيها شيء من التكرار ، ولقد تناول هذا الموضوع غير واحد من الدارسين قدماء ومحدثين ، وهم بين مادح وقادح وانتهت دراسة محدثة متخصصة في منهجية الكتاب الى دع الشبعة عن اضطراب ابوابه في تصنيف الابواب وترتيبها.(7)

اما موضوعاته فقسمة على ثلاثة اقسام:

الاول : الدراسات النحوية وهي اكثر الكتاب.

الثاني: الدراسات الصرفية كالنسب والتصغير والتثنية والجمع والمجرد والمزيد.

الثالث: الدراسات الصوتية: كالإمالة والوقف والاعلال والادغام.

ص73

الكتاب يمثل المذهب المصري

اسلفنا في الحديث عن الخلاف بين المنهجيين البصري والكوفي ان منهج البصريين عقلي قائم على القياس والتعليل، ومتأثر بمنهج الفلاسفة والمتكلمين الى حد بعيد، والبصريون يدققون في شواهدهم فيحتكمون في سماعهم الى النصوص الصحيحة ، ويكثرون من التقديرات والتأويلات ، كما يكثرون من الوجوه الاعرابية ،والكتاب يصور هذا المذهب بل يمثله اصدق تمثيل ، ولا أدل على ذلك من ايراد نصوص منه طافحة بما ذكرنا ، وما اشرنا اليه قال صاحب الكتاب:

(هذا باب ما ينتصب على التعظيم والمدح)

وان شئت جعلته صفة فجرى على الاول، وام شئت قطعته فابتدأته، وذلك قولك: الحمد لله الحميد هو ، والحمد لله أهل الحمد، والملك لله أهل الملك ، ولو ابتدأته فرفعته كان حسنا ، كما قال الاخطل:

نفسي فدا أمير المؤمنين                   ابدي النواخذ يوم باسل ذكر

الخائض الغمر والميمون طائر           خليفة الله يستسقي به المطر

واما الصفة فان كثيرا من العرب يجعلونه صفة، فيتبعونه الاول فيقولون أهل الحمد والحميد هو، وكذلك الحمد لله أهلة: ان شئت جررت وان شئت نصبت، وام شئت ابتدأت كما قال مهلهل:

ولقد خبطن يشكر خبطة                    أخوالنا وهم بنو الاعمام

وسمعنا بعض العرب يقول: (الحمد لله ربَّ العالمين)فسألت عنها يونس، فزعم انها عربية.

ص74

 ومثل ذلك قول الله عز وجل : (لكن الراسخون في العلم منهم والمؤمنون يؤمنون بما أنزل اليك وما أنزل من قبلك ، والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة) فلو كان كله رفعا كان جيدا. فأما المؤمنون فمحمول على الابتداء، وقال جل ثناؤه:

(لكن البر من آمن بالله واليوم الاخر والملائكة والكتاب والنبيين وآتى المال على حبه ذوى القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل والسائلين وفي الرقاب وأقام الصلاة وآتى الزكاة والموفون بعدهم اذا عاهدوا، والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس).

ولو رفع الصابرين على اول الكلام كان جيدا ، ولو ابتدأته فرفعته على الابتداء كان جيدا كما ابتدأت في قوله:( والمؤتون الزكاة).

ونظير هذا النصب من الشعر قول الخرنق:

لا يبعدن قومي الذين هم                    سم العداة وآفة الجزر

النازلين بكل معترك                        والطيبون معاقد الازر

فرفع الطيبين كرفع المؤتين، ومثل هذا في الابتداء قول ابن خياط العكلي:

وكل قوم أطاعوا مرشدهم                     الا نميرا أطاعت امر غاويها

الظاعنين ولما يطعنوا احدا                     والقائلين لمن دار نخليها

وزعم يونس ان من العرب من يقول: (النازلون بكل معترك والطيبين) فهذا مثل الصابرين)، ومن العرب من يقول: (الظاعنون والقائلين، فنصبه كنصب الطيبين الا ان هذا شتم لهم وذم كما ان الطيبين مدح لهم وتعظيم ، وان شئت اجريت هذا على الاسم الاول, وإن شئت ابتدأتها جميعا فكان مرفوعا على الابتداء، كل هذا جائز في ذين البيتين وما اشبههما, كل ذلك واسع.

وزعم عيسى انه سمع ذا الرمة ينشد هذا البيت نصبا:

ص75

لقد حملت قيس بني عيلان حربها             على مستقل للنواب والحرب

أخاها اذا كانت عضاضا سما لها         على كل حال من ذلول ومن صعب

زعم الخليل ان نصب هذا على انك لم ترد ان تحدث الناس، ولا من تخاطب بأمر جهلوه ، ولكنهم قد علموا من ذلك ما قد علمت فجعله ثناء،وتعظما، ونصبه على الفعل ، وكانه قال: اذكر اهل ذاك واذكر المقيمين، ولكنه فعل لا يستعمل اظهاره)(8)

وقال صاحب الكتاب ايضا:

(هذا باب ما ينصب لأنه قبيح ان يوصف بما بعده ويبنى على ما قبله وذلك قولك : هذا قائما رجل، وفيها قائما رجل ، لما لم يجز ان توصف الصفة بالاسم وقبح ان تقول : فيها زيد قائم ، فتضع الصفة موضع الاسم ، كما قبح مررت بقائم  أتاني قائم, جعلت القائم حالا ، وكان المبني على الكلام الاول ما بعده ولو حسن ان تقول: فيها قائم لجاز: فيها قائم رجل، لا على الصفة ولكن كأنه لما قال: فيها قائم، قيل له من هو ؟ وما هو ؟ فقال : رجل او عبد الله وقد يجوزك على ضعفه) .(9)

وعقب السيرافي على الباب بان قال:

(جملة هذا الباب ان يكون اسم منكور له صفة تجري عليه، ويجوز نصب صفته على الحال، والعامل في الحال شيء متقدم لذلك المنكور، ثم تتقدم صفة ذلك المنكور عليه لضرورة عرضت لشاعر الى تقديم تلك الصفة، فيكون الاختيار في لفظ تلك الصفة ان لا تحمل على الحال، مثال ذلك:

هذا رجل قائم، وفي الدار رجل قائم، رجل مبتدأ وفي الدار خبر مقدم ، وقائم نعت رجل، ويجوز نصب قائم في المسألتين جميعا، واما في هذا رجل قائما فالعامل فيه التنبيه او الاشارة ، واما في الدار رجل قائما ، فالعامل فيه الظرف، والاختيار:

ص76

الصفة). (10)

ويستمر صاحب الكتاب في تعليل النصب في قولهم (هذا قائما رجل)فقال: (وحمل هذا النصب على جواز: فيها رجل قائما، وصار حين أخر وجه الكلام فرارا من القبح، قال ذو الرمة:

وتحت العوالي في القنا مستطلة              ظباء اعارتها العيون الجآذر

وقال الاخر:

وبالجسم مني بينا لو علمته                     شحوب وان تستشهدي العين تشهد

وقال كثير :لمية موحشا طلل

وهذا كلام اكثر ما يكون في الشعر، واقل ما يكون في الكلام.

واعلم انه لا يقال : قائما فيها رجل ،فان قال قائل : اجعله بمنزلة:

راكبا مرزيد ،وراكبا مر الرجل، وقيل له :فانه مثله في القياس، لان فيها بمنزلة مر، ولكنهم كرهوا ذلك فيما لم يكن من الفعل ، لان فيها واخواتها لا يتصرفن تصرف الفعل ، وليس بفعل ، ولكنهن انزلن منزلة ما يستغني به الاسم من الفعل ، فاجره كما اجرته واستحسنت ، ومن ثم صار (مررت قائما برجل)لا يجوز ، لأنه صار قبل العامل في الاسم وليس بفعل ، والعامل الباء، ولو حسن هذا لحسن: قائما هذا رجل ،فان قال : أقول : مررت بقائما رجل، فهذا أخبث من قبل أنه لا يفصل بين الجار والمجرور ومن ثم أسقط: رب قائما رجل ، فهذا كلام قبيح ضعيف ، فاعرف قبحه، فان اعرابه يسير ، ولو استحسناه لقلنا : هو بمنزلة : فيها قائما رجل ، ولكن معرفة قبحه أمثل من أعرابه).(11)

ص77

ذانك نصان من الكتاب، وفيهما مما أشرنا اليه من قياس وتعليل وسماع وتقدير وتأويل، واوجه اعرابية واسلوب جدلي، ففي النص الاول المتضمن ما ينتصب على التعظيم نحو قولهم : الحمد لله الحميد، والحمد لله أهل الحمد....اجاز في الحميد وأهل الحميد وأهل : ثلاثة أوجه:

الاول: الجر على الوصف قال : وان شئت جعلته صفة فجرى على الاول .

الثاني: النصب على المدح والتعظيم( الحمد وأهل)كانه قال :اعني أو أذكر ، ومنه قراءة (الحمد لله رب العالمين)بنصب رب على التعظيم، وذكر انه سمعها من العرب: وسأل عنها يونس بن حبيب فزعم انها عربية

الثالث :الرفع قال :ولو ابتدأته فرفعته كان حسنا واحتج بقول الاخطل ، ثم اجمل تلك الوجوه بقوله:

(ان شئت جررت وان شئت نصبت وان شئت ابتدأت، واستدل على صحة تلك الاوجه بالسماع ،فاحتج بالقران الكريم من قوله (...وَالْمُقِيمِينَ الصَّلَاةَ وَالْمُؤْتُونَ الزَّكَاةَ).

وقله تعالى (....والموفون بعدهم اذا عاهدوا والصابرين في البأساء....)كما احتج بالشواهد الشعرية كقول الاخطل ومهلهل والخزنق وغيرهم......هذا ما يخص السماع والوجوه الاعرابية والتقديرات.

وفي النص الثاني وهو قوله: ( هذا باب ما ينتصب لأنه قبيح ان يوصف بما بعده....)مثل بقولهم: فيها قائما رجل واما قبح الرفع في (فيها قائم رجل) لان الرجل لا يصح ان يكون صفة القائم (ولما لم يجزأن توصف الصفة بالاسم وقبح ان تقول (فيها قائم)فتضع الصفة موضع الاسم كما قبح: مررت بقائم وأتاني قائم جعلت القائم حالا ، وكان المبني على الكلام الاول ما بعده).

وخلاصة ما وضحه السيرافي انه في جملتي (هذا رجل قائم) و ( في الدار رجل قائم) تكون (قائم) صفة لرجل ويجوز نصبها على الحال، وهذا رجل قائما، في الدار رجل قائما ،والاختيار عنده الصفة. واما في حالة تقديم الصفة على

ص78

الموصوف فقد قيس النصب في الوصف (هذا قائما رجل) على جوازه في حالة تأخره الوصف(هذا رجل قائما)، يقول (وحمل هذا النصب على جواز : فيها رجل قائما) وصار حين أخر وجه الكلام فرار من القبح ). واحتج لذلك بالشواهد الشعرية الصحيحة.

وذكر ان هذا أكثر ما يكون في اضطرار الشعر لا في اختيار الكلام، والاختيار كما ذكر السيرافي ان يكون (قائم)وصفا مؤخرا مرفوعا، ثم انتقل الى الاقية والتعليل وتحكم العامل فيما لا يجوز والاسلوب الجدلي... فان قال قائل قيل له...

فذكر ان قولهم (قائما فيها رجل) لا يجوز ، واذا اعترض معترض بان قال : اجعله بمنزلة (راكبا مر زيد)أجابه : بانه مثله في القياس ولكن العامل في الاولى (قائما فيها رجل) غيره في الثانية(راكبا مر زيد)من قبل ان العامل في الاولى(فيها) وهو ضعيف فلا يجوز تقدم معموله عليه، اما العامل في الثانية فهو(مر)الفعل المتصرف وهذا يجوز تقديم معموله عليه، و(فيها) ليست فعلا ولا تتصرف تصرف الافعال.

وربما قال قائل : مررت بقائما رجل فيكون الرد بان هذا كلام خبيث غاية في الفساد من قبل انه خارج على القياس، فلا يفصل بن الجار وهو (الباء) والمجرور (رجل) ومثله (رب قائما رجل) فهذا كلام قبيح ضعيف لا سبيل الى قبوله.

ذلك غيض من فيض مما في الكتاب، ولا أنفع في دراسة النحو من مراجعته والاعتماد عليه.

ص79

______________________

(1) ترجمة في طبقات النحويين واللغويين 66، ونزهة الالباء 38، معجم الادباء 6 /80، انباه الرواة2ـ346، وبغية الوعاة 2 /229.

(2)طبقات النحويين واللغويين67.

(3)الكتاب348،290،291 .

(4)انباه الرواة 2 /358ـ 359،وطبقات النحويين واللغويين 69 فما بعدها.

(5)نزهة الالباء،39 وانباه الرواة 2 /348.

(6)طبقات النحويين واللغويين 72 والانباه 2 /358.

(7)التقويم النحوي للأساليب في كتاب سيبويه 3ـ 57، 501(مخطوط)

(8)الكتاب2 /62ـ 65.

(9)الكتاب2 /122.

(10)المصدر نفسه، الحاشية.

(11)الكتاب 2 /122ـ 124.