حث الشرع على تهذيب النفس وتزكيتها وحملها على الفضائل، فمن أرفع الصفات الفاضلة: (العفة) فهي (رأس كل خير) كما يقول الإمام علي –عليه السلام-. إن سمو نفس العفيف ورفعته تجعله في مقام ملائكي؛ لهذا ورد حث على التخلق بهذه الصفة الفاضلة وتأكيد بحمل النفس على التخلق بها:
- العفيف يسمو على المجاهد الشهيد؛ إذ يقول الإمام علي -عليه السلام-: (ما الـمجاهد الشهيد في سبيل الله بأعظم أجرا ممن قدر فعف)، بل يرى الإمام بأن منزلة العفيف تكاد تقرب من الملائكة، فيقول (لكاد العفيف أن يكون ملكا من الملائكة).
- العفة تعصم صاحبها؛ فمهما يمر بالإنسان من ظرف يجب أن يحافظ على كرامته فلا يقدم على ما يوقعه في الذل فيتمسك بالعفة ويترفع عن الدناءة، قال رسول الله -صلى الله عليه وآله-: (إن الله يحب الحيي المتعفف، ويبغض البذيء السائل الملحف).
- تقابل العفة الشره وهو شدة الطمع وغلبة الحرص، والعاقل يغلب على طبعه التعفف والترفع عن الدناءة، بينما الإنسان الوضيع التافه تجده شرها حريصا؛ قال الإمام علي -عليه السلام-: (العفة شيمة الأكياس، الشره سجية الأرجاس)، وقال -عليه السلام- أيضا: (العفاف يصون النفس وينزهها عن الدنايا).
- بالعفة تنجح المطالب؛ حث الشرع من كان له حق على غيره أن يطلبه برفق، وأمر من عليه الحق بعدم المماطلة، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (من طلب فليطلب بعفاف).
- يصان العرض بالعفاف؛ إذ أن ردع النفس الأمارة عن التعدي على أعراض الناس يترك أثره على الأسرة بصورة إيجابية؛ فعن الإمام الصادق -عليه السلام-: (عفوا عن نساء الناس، تعف نساؤكم)