![](https://almerja.com/aliImg/large/1716892986-7500.png)
بقلم: علي موسى الكعبي.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «الدعاء مخُّ العبادة، ولا يهلك مع الدعاء أحد» (1).
هذا الحديث المبارك يكشف لنا عن جوهر العبادة وحقيقتها التي تتجلّى في إقبال العبد المحتاج علىٰ المعبود الغني {يَاأَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ} [فاطر: 15].
وهذا الاقبال هو التعبير الحي عن الصلة الموضوعيّة بين الخالق والمخلوق، وعن شعور الإنسان بحاجته الدائمة إلى ربّه تعالى في جميع أموره واعترافه الخاضع بالعبودية له تعالى، والتي تتجسّد في الشعور بالارتباط العميق بالله سبحانه، فجوهر العبادة إذن هو تحقيق الارتباط والعلاقة بين الخالق والمخلوق، والدعاء هو أوسع أبواب ذلك الارتباط وتلك العلاقة، فهو إذن مخ العبادة وحقيقتها وأجلى صورها، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «أفضل العبادة الدعاء، وإذا أذن الله للعبد في الدعاء فتح له باب الرحمة، وإنّه لن يهلك مع الدعاء أحد»(2).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) بحار الأنوار: 90 / 300.
(2) بحار الأنوار: 90 / 302.