مَوعِظَةٌ قيِّمَةٌ
سماحة السيِّد الأُستاذ الفاضل محمّد باقر السيستاني (دامت توفيقاته).
تدوين : مرتضى علي الحلّي – النجف الأشرف.
مَوعِظَةٌ قيِّمَةٌ في أهميِّة روح التعبُّد للهِ سبحانه ، واستحضاره في جميع الأحوال :
1 – ينبغي للإنسان المؤمن أن يكتسبَ هذا الروحَ، وهو أن تحنَّ روحُه ونفسُه إلى التعبِّد ، وتسبيح الله سبحانه، وتكبيره وتحميده ، ومناجاته وسؤاله.
2- في بعض الأحيان يدور محور أفكار كثير من النّاس ، ومركز همومه العميقة حول الدنيا ، وليس الأصل أن ينحصرَ الأمرُ بالتفكير الدنيوي، وإن كان للإنسان بُعد مادّي ، وبُعد اجتماعي ، وله حوائجٌ متعدّدة، وإنّما ينبغي إعادة تكييف الروح عباديّاً، كالمسافر الذي له مَقصَدٌ أساسٌ ليستقر فيه ، وله حوائج في طريقه إليه.
3 – لا منافاة في أن تكون عند الإنسان هموم دنيوية، ولكن ليس من الصحيح أن يَفنى الإنسان حول هذا المحور ، ويحصر تفكيره فيه، فيغفل عن مقتضيات الإيمان بالله سبحانه وبرسوله والدّار الآخرة ، والحساب على الأعمال ومجازاتها.
4- نعم إنَّ الإنسان في أصله محتاجٌ ، وعند الله تعالى خزائن الدنيا والآخرة ، ويُصرّفها سبحانه في الدنيا وفق موازين حكيمة ، ولا يحبسها عن الإنسان ، لا في الدنيا ولا في الآخرة ، فليقدّم الإنسانُ لربّه حاجة التقوى وحاجة اليقين ، وهو يتكفّل به.
5 – نحن نحتاج إلى أن نستحضرَ اللهَ سبحانه وتعالى بشكلٍ دائمٍ – نستحضره جلّ وعلا ،بصفاته وبذكره - بالحياء منه، والرجاء والأمل به والاعتذار له ، ويُفتّرض أن نعيش ذلك أيضاً في البيت مع مَن نعيش – من الأزواج – ومن الأولاد – ومع الأصدقاء - وفي المجتمع.
6- مّما يُعتَبُ به على الإنسان أنّه لا يحسب للهِ سبحانه وتعالى حساباً ، فيكون له حياءٌ معه ، وأدبٌ ولياقة عباديّة مناسبة.
7 – يجب أن نُغيّّرَ أنفسَنا وعواطفَنا وسلوكَنا بشكلٍ عبادي حيوي وتربوي واقعي ، وليس مِن المعقول أن نَقدِمَ على الله سبحانه ولم نحسب له حساباً.
8- لا توجد دعوة إلى ترك الدنيا تماماً ، ولكن يجب أن يكون الهمُّ العميق ، ومركز التفكير ، والهاجس الأوّل هو الله سبحانه وتعالى ، بالحياء منه والرجاء، وتقواه، كما في قوله تعالى : {يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَى مِنَ الْقَوْلِ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا} [النساء: 108]. فتوجد عندنا تصرّفاتٌ غير لائقة مع الله سبحانه ، ولم نرتقِ لمستوى اللياقة المطلوبة في التعاطي معه.
9- لنروّض أنفسنا ونستنقذها من الجهل والغفلة والأجواء المزيّفة، ونعدّها للقاء الله سبحانه وتعالى القريب ، و لا يوجد للإنسان أيِّ مأمنٍ مِن الأجل المحتوم ، وهو لا يَعلم متى يحين حينه.
1
قسم الشؤون الفكرية يصدر كتاباً يوثق تاريخ السدانة في العتبة العباسية المقدسة
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)