الغضب من الأمور المذمومة في مجتمعنا وفي الإسلام بصورة عامة لذلك يجب أن يبتعد عنهاكل مسلم ومؤمن لإنها صفة خطرة تؤدي بصاحبها الى التهلكة والى عواقب لا يحمد عقباها ، قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : (إياك والغضب فأوله جنون واخره ندم)[1].
فنشاهد النهي والتحذير من أئمتنا عليهم السلام لأن هذه الصفة يكون فيها الشيطان مهيمناً على الإنسان فنراه يتصرف بتصرفات جنونية وغير مقبولة أصلاً ونتاجها الندم والخسران.
الأفعال التي تصدر نتيجة من غضب ثواني تكون سلبياتها ومشاكلها لاتحل في شهور وربما سنوات ، فالإنسان المؤمن العاقل الرشيد لايتصرف تصرفات غير مدروسة وبعدها يندم عليها لإنه حكم عقله وسيطر على غضبه .
إن للغضب مضار وأثار فهو مفسدة للمؤمن والإيمان حيث قال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : (الغضب يفسد الإيمان كما يفسد الخل العسل)[2]، ومن يغضب ويتعصب لأموره الشخصية فقد سلب منه الإيمان وسيطر على قلبه الشيطان وأبتعد عن طاعة الرحمن ، قال الامام الصادق (عليه السلام) : (من تعصب أو تعصب له فقد خلع ربقة الإيمان من عنقه)[3]، ومن مضار الغضب أيضاً أنه تعجيل فناء الشخص وموته لأنه يسبب له أمراض نفسية وجسدية تؤدي به الى التهلكة قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) : (من أطلق غضبه تعجل حتفه)[4]. فالغضب كالنار إذا أندلعت تقوم بحرق كل شيء حولها أخضراً كان أم يابس كما وصفه سيد البلاغاء أمير المؤمنين عليه السلام (احذروا الغضب فإنه نارٌ محرقة)[13] ، وكذلك أنه مفتاح كل المشاكل التي تحدث بين الناس وبين الأصدقاء وبين الزوجين فهو حجر الأساس في دمار المجتمع لأنه يجعل الإنسان يحرق ويقتل ويدمر ويعبث في كل شيئ كما قال الامام الصادق (عليه السلام) : (الغضب مفتاح كل شر)[5].
يجب الأبتعاد عن الأمور التي تسبب الغضب قدر الإمكان ، ومعالجته بالتحلي بالصبر وقراءة القرآن والصلاة على محمد وال محمد والإستغفار وصلة الأرحام فكل هذه الأعمال تساعد في التخلص من الغضب .

1- غرر الحكم ودرر الكلم، عبد الواحد الآمدي التميمي، ص89.
2- روضة المتقين في شرح من لا يحضره الفقيه، محمد تقي المجلسي (الأول)، ج12، ص88.
3- كلمة التقوى، الشيخ محمد أمين زين الدين،ج2، ص388.
4- مستدرك الوسائل، ميرزا حسين النوري الطبرسي، ج12، ص13.
5- الوافي، الفيض الكاشاني، ج5، ص863.