يتبادر الى اذهان الكثيرين حين التحدّث عن " ادارة الوقت " هو السيطرة الكاملة والتامّة على اجزاء الوقت واستثماره في تنمية الذات وتطويرها وتحقيق الاهداف وانجاز المهام ... بصورة مثالية بحيث لا تكون هناك اي ثغرة او وقت فراغ
وهذا التصوّر عن ادارة الوقت يجعل البعض ينفر حتى من التفكير بكيفية ادارة وقته وتنظيم حياته
كما انّه يولّد حالة من الاحباط لدى البعض حينما يفشل في تنفيذ خطته التي اعدّها لأدارة وقته ؛ ظنّا منه بانّ النموذج الذي أعدّه لم يكن مثاليّا ومناسبا لجدولة يومه وتنظيم حياته عليه
هنا ينبغي ان نتدخّل لأجل تعديل فكرة ادارة الوقت واخراجها عن دائرة المثالية الى الواقعيّة وكالاتي :-

اولا : ان ادارة الوقت امر نسبي يختلف من شخص لاخر لاختلاف زوايا نظر الاشخاص اليه بحسب اهدافهم ومهامهم فلا تقارن نفسك بما يعدّه الاخرون من برامج اذ لهم مهامهم المختلفة عن مهامك .

ثانيا : اخترْ المرونة في مراقبة نفسك داخل اطار الزمن ، ولا تشدّد على نفسك وتحسب عليها الثواني والدقائق بما يجعلك تشعر بالضغط النفسي والاجهاد العصبي الذي ينتهي بك الى النفور كما عليك ان لا تتساهل الى حدّ الفوضى وهدر الوقت
فهذا عنصر اساسي في فهم ادارة الوقت .

ثالثا : ركزّ على مبدأ الاستثمار ليومك ولا يعني هذا بالضرورة ان تكثر مهامك واولياتك حتى يكون هناك استثمار فالعبرة في نوع المهام لا بكثرتها التي ربما تشتت التركيز وتهدر الوقت والجهد؛ ومن خلال التركيز على الاستثمار ستدرك قيمة الوقت الواقعيّة بصورة محسة .

رابعا: ان ادارة الوقت له فنّ وسياسة وتحدّي ؛ فكثر منّا يُفاجئ بتغيّر الخطة اليومية لأسباب قاهرة ذاتية او خارجية فان هذه الظاهرة امر طبيعي يحدّث للجميع غير ان الناجحين في ادارة اوقاتهم على اتم الاستعداد لاستبدال الخطة والتعديل على البرنامج من ثم ينخرطون في تنفيذها .

خامسا : من اهم صور الادارة الواقعية هو شعورك بالمتعة اثناء انجاز مهامك والتحمس في مواصلة تنفيذ خطتك وهذا المرح يثبت انسجام خطتك مع سير الوقت لانّك تستلم رسائل تقدير من ذاتك وضميرك بانّك انسان هادف وناجح في حياته .