أشرت في المقال الثاني (النسبية العامة (2) ) ماقام به الفريق البحثي الذي ترأسه العالم الفلكي الانكليزي ( آرثر) عام 1919 حيث أرصدوا بان هنالك نجوم واقعة فعلاً خلف الشمس المكسوفة واستنتج آرثر على غرار ملاحظاته الارصادية ان هذه النجوم ظهرت نتيجة انحناء مسارها الضوئي عندما يمر بالقرب من الشمس وأن ماادى الى انحنائها هو الانحناء الزمكاني نتيجة كتلة الشمس الهائلة وبالتالي بدت النجوم بموقع ظاهري وكأنها ليست خلف الشمس في حين هي بالحقيقة لها موقع حقيقي خلف الشمس ولكن مسارها انحرف فتمّت الارصادات العظيمة والتي دعمت نسبية العبقري الالماني البرت اينشتاين .
هذا الانحراف في المسار الضوئي جعل الراصد يرى النجوم الواقعة خلف الشمس المكسوفة اي حدثت عملية (تعدّس) وبما ان سبب هذا الانحراف هو الزمكان المنحني الناشئ من الكتلة الثقالية للشمس اطلقت كلمة (ثقالي) . اذن صار لينا (تعدّس ثقالي) (Gravitational lensing).
قامت الادارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (NASA) برصد العديد من الصور التي تؤكد تاثيرات التعدّس الثقالي ولكن هذه المرة بحلّة جديدة حيث رصدوا بأن الجرم الفلكي يحرف اكثر من مسار للنجم نفسه الواقع خلفه وتظهر مجموع الانحرافات لمسارات النجم الواقع خلف الجرم وكانها حلقه تحيط بالجرم واطلقوا على هذه الحلقات بأسم ( حلقات اينشتاين) واستطاع الكوزمولوجيون الاستفادة من قطر هذه الحلقة في تحديد كتلة الثقوب السود والمجرات من خلال حسابات رياضية لاتخلو من قطر الحلقة المتشكلة حول الجرم .
مبدئياً ومن دون الخوض في الحسابات الرياضية وعلاقتها بقطر الحلقة المتشكلة حول الجرم وكتلة ذلك الجرم لابد ان نعرف بانه بالفعل هنالك علاقة بديهية بين قطر الحلقة وكتلة الجرم لان من سبب هذه الحلقة هو التكتل الجرمي والذي بدوره احدث انحناء في الزمكان وهذا الانحناء في الزمكان حرف المسارات الضوئية القادمة من النجم الواقع خلف الجرم فبدت الانحرافات في المسارات الضوئية وكانها حلقة مضيئة.
من الامور التي احدثت ثورة علمية هو عندما رصدوا احدى المجرات لاجل معرفة كتلتها وجدوا ان قطر الحلقة لايتناسب مع كتلة المجرة كما هو موضوع بالقانون الخاص لحساب علاقتيهما معاً فمن خلال الحسابات وجدوا ان كتلة المجرة اكبر مما يبدوا عليه من هنا انتابت الحيرة علماء الفلك وظلوا في دهشة ولم تدم دهشتهم هذه كثيراً حيث افترضوا بأن هنالك كتلة اضافية تساهم مع كتلة المجرة وافترضوا حينئذٍ وجود المادة المظلمة وارجعوا اليها الكتلة الاضافية للمجرة .