عصر الإمام الصادق (عليه السلام) والحركة العلمية لتلامذته في التأليف |
1330
09:30 صباحاً
التاريخ: 19-3-2018
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-3-2018
4432
التاريخ: 18-3-2018
994
التاريخ: 7-08-2015
1186
التاريخ: 30-06-2015
1617
|
هو أزهر العصور في نشاط الحركة العلمية والنزوع إلى التدوين والإمام الصادق عليه السلام هو زعيم تلك الحركة والمعلّم الأول في ذلك العهد فقد اشتهر لمدرسة الامام الصادق (عليه السلام) عظماء الأمة ورجال العلم ورؤساء المذاهب.
وكان بيته كالجامعة يزدان على الدوام بالعلماء الكبار في الحديث و التفسير و الحكمة و الكلام فكان يحضر في أغلب الأوقات ألفان و في بعض الأحيان أربعة آلاف من العلماء المشهورين والشخصيات المرموقة و قد ألّف تلاميذه من جمع الأحاديث و الدروس التي كانوا يتلقونها في مجلسه مجموعة من الكتب تعدّ بمثابة دائرة معارف للمذهب الشيعي أو الجعفري و قد بلغ عددها في أيام الامام الحسن العسكري أربعمائة كتابا.
فهشام بن الحكم والطاقي وزرارة و أبو بصير و محمّد بن مسلم من نوابغ تلاميذ الامام جعفر الصادق عليه السلام و هم في الحقيقة المرجع الأصلي لفقه المذهب الجعفري أو مذهب الشيعة.
وكان خلفاء الامام جعفر الصادق (عليه السلام) يعدّون موردا فياضا للاستفادة المذهبيّة والعلميّة للشيعة (فراجع رسالة الإسلام العدد 4 السنة السادسة من مقال للإستاد السيّد صادق نشأت الاستاذ بكليّة الآداب بالقاهرة).
وتسابق أعيان تلامذته إلى تدوين الحديث والمسائل الفقهية فكان مجموع ما بلغ من التأليف في عصره أربعمائة 400 مصنّف لأربعمائة مصنّف .
وذكر شيخنا آغا بزرك من مصنّفي تلامذة الامام الصادق (عليه السلام) في الحديث فقط اكثر من مائة رجل مع تراجمهم عدا المؤلفين من سائر اصحاب الأئمة عليهم السلام و مجموع ما ذكره سبعمائة و تسعة و ثلاثون كتابا (739) عدا الكتب التي ذكرها بعنوان الأصول .
وقال شيخنا العلامة آغابزرك الطهراني قدس سره مرة في خاتمة البحث هذا آخر ما ظفرنا به من فهرس كتب قدماء الأصحاب التي لم تتسم إلا باسم الكتاب وعبّرنا عنها بكتاب الحديث لاشتمالها بعين الفاظها في المجاميع الأربعة التي ألّفها المحمّدون الثلاثة القدماء الكافي والتهذيب والاستبصار والفقيه والمحامدة المتأخّرة أي الوافي والبحار والوسائل ومستدركه وغيرها من المجاميع المخطوطة الموجودة في خزائن الكتب في العالم مثل جامع المعارف والأحكام وجوامع الكلم ودرر البحار والشفا في أخبار آل المصطفى ومستدرك الوافي ومستدرك البحار وغير ذلك من الكتب.
وخلاصة القول : أنّ الشيعة احتفظت بآثار أهل البيت (عليهم السلام) وسبقت جميع الأمة إلى تدوين علومهم فكانت حركة التدوين عندهم قوية على ممرّ العصور في جميع العلوم والفنون فكانت أصولهم أربعمائة أصل وهي التي سمعها تلامذة الأئمة منهم وجمعت هذه الأصول في الكتب الأربعة وهي :
- الكافي للشيخ المجدّد محمّد بن يعقوب الكليني المتوفى سنة 329 هـ في بغداد قبره عند الجسر ولقد زرته مرارا عند تشرّفنا في النجف من تاريخ 1365 الى زمان وقت خروجي سادس ذي الحجة الحرام 1395 هـ وقد ألّفه في عشرين سنة و قد دخل إلى الأقطار الإسلامية في طلب الحديث و جمع من الأحاديث ستة عشر ألفا و مائة و تسعين حديثا 16190 و هو أكثر من مجموع ما في الصحاح الست.
- من لا يحضره الفقيه للشيخ محمّد بن عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي الشهير بالصدوق المتوفى سنة 381 هـ بالرّي ورد بغداد سنة 355 هـ و حدّث بها و كان جليلا حافظا للأحاديث بصيرا بالرجال ناقدا للأخبار كثير التأليف و قد بلغت مؤلفاته 300 كتابا على اختلاف العلوم وأهمّها كتابه الجليل وهو كتاب من لا يحضره الفقيه الذي هو من أهمّ كتب الحديث عند الشيعة وعدد أحاديثه 5963 حديثا.
- التهذيب والاستبصار لشيخ الطائفة أبي جعفر محمّد بن الحسن بن عليّ الطوسي المولود سنة 385 هـ و المتوفى سنة 460 هـ في النجف الأشرف.
هاجر إلى بغداد سنة 408 هـ في أيام علم الشيعة محمّد بن محمّد بن النعمان الشهير بالشيخ المفيد فاتّصل به واستفاد منه ولمّا توفي سنة 413 هـ اتّصل من بعده بعلم الهدى السيّد المرتضى المتوفّى سنة 436 هـ وبعد وفاة السيّد استقل الشيخ بالزعامة وكانت بغداد كمدرسة جامعة تأوي إليها طلّاب العلوم فكان عدد تلامذته ثلاثمائة من الشيعة وكثير من سائر المذاهب وقد جعل له خليفة عصره القائم بأمر اللّه عبد اللّه بن القادر كرسي الكلام والإفادة لأنه فاق اقرانه فعيّن هو لتلك المنزلة .
ولما هبّت عواصف الطائفية واشتد النزاع بين المذاهب وبين السنة والشيعة بالأخص وكان الموقف على أشدّ ما يكون من الخصام ولم تزل الدولة تنضم لجانب السنة كعادتها فأحرقت كتب الشيخ رحمه اللّه بأمر طغرلبك أوّل ملوك السلاجقة وكانت مكتبته تحتوي على اكثر من عشرة آلاف مجلّد من أهم الكتب كلّها بخطوط الأئمة المعتبرة وأصولهم المحرّرة كما ذكر ذلك ياقوت الحموي وفي سنة 448 هـ نهبت داره فاحرقت وهاجر الشيخ إلى النجف الأشرف فقصده طلاب العلم من أقطار العالم فالشيخ الطوسي يعدّ في الواقع هو واضع الحجر الأساس لمعهد النجف الأشرف وقبره فيها بالقرب من المرقد المطهّر للإمام علي بن أبي طالب (عليه السلام) و له مؤلفات كثيرة تبلغ الخمسين مؤلفا في شتى العلوم وأهمّها التهذيب والاستبصار.
أمّا التهذيب فهو أحد الكتب الأربعة التي عليها مدار استنباط الأحكام عند فقهاء الشيعة وأحاديثه 13590 حديثا وكذا الاستبصار فيما اختلف من الأخبار فهو أحد الكتب الأربعة التي عليها مدار استنباط الأحكام الشرعية عند فقهاء الشيعة الامامية الاثني عشرية وقد احصيت أحاديثه فكانت 5511 حديثا.
- مجموع عدد الأحاديث في الكتب الأربعة الموجودة فيها (41254) حديثا .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|