المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9148 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
Toll-Like Receptors
2024-12-24
An outline
2024-12-24
Antigen-Presenting Cells
2024-12-24
Underspecification
2024-12-24
آليـات وخـصائـص ومـصـادر غـسيـل الأمـوال
2024-12-23
مـراحـل غـسيـل الأمـوال
2024-12-23

الخصومات
5-10-2014
جري الانسان على استخدام غيره انتفاعا
5-10-2014
الشروط اللازمة لسقوط الخصومة
17-1-2019
مرض العفن الرمادي في الفلفل Grey mould
2024-02-01
Paulette Libermann
4-1-2018
تغذية المعز
18-9-2017


المنزلة الرفيعة لعلي (عليه السلام)  
  
3813   03:12 مساءً   التاريخ: 23-01-2015
المؤلف : ابي الحسن علي بن عيسى الأربلي
الكتاب أو المصدر : كشف الغمة في معرفة الائمة
الجزء والصفحة : ج1, ص211-221.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

روي انه لما نزل قوله تعالى { قُلْ لَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى} [الشورى: 23] قيل يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودتهم قال علي و فاطمة و ابناهما.

و يدل عليه ما روي عن علي (عليه السلام) شكوت إلى رسول الله (صلى الله عليه واله) حسد الناس لي فقال أما ترضى أن تكون رابع أربعة أول من يدخل الجنة أنا وأنت والحسن و الحسين وأزواجنا عن أيماننا و شمائلنا و ذرياتنا خلف أزواجنا.

وعن النبي (صلى الله عليه واله) حرمت الجنة على من ظلم أهل بيتي و آذاني في عشيرتي و من اصطنع صنيعة إلى أحد من ولد عبد المطلب و لم يجازه عليها فأنا أجازيه عليها غدا إذا لقيني يوم القيامة وروي أن الأنصار قالوا فعلنا وفعلنا كأنهم افتخروا فقال عباس أو ابن عباس لنا الفضل عليكم فبلغ ذلك رسول الله (صلى الله عليه واله) فأتاهم في مجالسهم فقال يا معشر الأنصار ألم تكونوا أذلة فأعزكم الله بي قالوا بلى يا رسول الله قال ألم تكونوا ضلالا فهداكم الله بي قالوا بلى يا رسول الله قال أفلا تجيبونني قالوا فما نقول يا رسول الله قال أفلا تقولون ألم يخرجك قومك فآويناك أولم يكذبوك فصدقناك أولم يخذلوك فنصرناك قال فما زال يقول حتى جثوا على الركب و قالوا أموالنا و ما في أيدينا لله و لرسوله فنزلت الآية.

وقال رسول الله (صلى الله عليه واله) ألا من مات على حب آل محمد مات شهيدا ألا و من مات على حب آل محمد مات مغفورا له ألا و من مات على حب آل محمد مات تائبا ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمنا مستكمل الإيمان ألا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة و منكر و نكير ألا و من مات على حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها ألا ومن مات على حب آل محمد فتح له في قبره بابان إلى الجنة ألا و من مات على حب آل محمد جعل الله قبره مزار ملائكة الرحمة ألا و من مات على حب آل محمد مات على السنة و الجماعة ألا و من مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوب بين عينيه آيس من رحمة الله ألا و من مات على بغض آل محمد مات كافرا ألا و من مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة و قيل لم تكن بطن من بطون قريش إلا و بين رسول الله (صلى الله عليه واله) و بينهم قربى فلما كذبوه و أبوا أن يبايعوه نزلت هذه الآية.

ومن كتاب المناقب قال من المراسيل في معجم الطبراني بإسناده إلى فاطمة الزهراء (عليها السلام) قالت قال رسول الله (صلى الله عليه واله) إن الله عز و جل باهى بكم و غفر لكم عامة و لعلي خاصة و إني رسول الله إليكم غير هائب لقومي و لا محاب لقرابتي هذا جبرئيل يخبرني أن السعيد كل السعيد من أحب عليا في حياته و بعد موته و أن الشقي كل الشقي من أبغض عليا في حياته و بعد وفاته .

ومنه قال :قال البديع الهمداني:

يقولون لي ما تحب الوصي       فقلت الثرى بفم الكاذب

أحب  النبي  وال النبي            وأختص آل أبي طالب

ونقلت من كتاب كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب تأليف الشيخ الإمام الحافظ أبي عبد الله محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي و قرأته عليه بإربل في مجلسين آخرهما الخميس سادس عشر جمادى الآخرة من سنة ثمان و أربعين و ستمائة و أجاز لي -و خطه بذلك-

عندي قرأته عليه حدثني أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي بإربل أخبرنا عبد اللطيف بن محمد بن علي بن القبيطي ببغداد و الشريف أبو تمام علي بن أبي الفخار بن الواثق بالله بالكرخ قالا حدثنا أبو الفتح محمد بن عبد الباقي المعروف بابن النبطي قال حدثنا أحمد بن أحمد الحداد حدثنا الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله حدثنا أبو بكر الطلحي حدثنا محمد بن علي بن رحيم حدثنا عباد بن سعيد الجعفي حدثنا محمد بن عثمان بن أبي بهلول حدثنا صالح بن أبي الأسود عن أبي المطهر الرازي عن الأعمش الثقفي عن سلام الجعفي عن أبي بردة قال :قال رسول الله (صلى الله عليه واله) إن الله عهد إلي عهدا في علي بن أبي طالب فقلت يا رب بينه لي فقال اسمع فقلت سمعت فقال إن عليا راية الهدى و منار الإيمان و إمام الأولياء و نور من أطاعني و هو الكلمة التي ألزمتها المتقين من أحبه أحبني و من أبغضه أبغضني فبشره بذلك فجاء علي فبشرته .

فقال يا رسول الله أنا عبد الله و في قبضته فإن يعذبني فبذنوبي و إن يتم لي الذي بشرتني به فالله أولى بي قال فقلت اللهم أجل قلبه واجعل ربيعه الإيمان فقال الله عز وجل قد فعلت به ذلك ثم إنه رفع إلي أنه سيخصه من البلاء بشيء لم يخص به أحدا من أصحابي فقلت يا رب أخي و صاحبي؟! فقال إن هذا شيء قد سبق أنه مبتلى و مبتلى به.

و منه عن عمار بن ياسر قال :قال رسول الله (صلى الله عليه واله) أوصى من آمن بي و صدقني بولاية علي بن أبي طالب (عليه السلام) من تولاه فقد تولاني و من تولاني فقد تولى الله عزوجل.

ومنه عن أبي ذر قال :قال رسول الله (صلى الله عليه واله) يرد على الحوض راية أمير المؤمنين و إمام الغر المحجلين فأقوم آخذ بيده فيبيض وجهه و وجوه أصحابه فأقول ما خلفتموني في الثقلين بعدي فيقولون تبعنا الأكبر و صدقناه و وازرنا الأصغر و نصرناه و قاتلنا معه فأقول ردوا رواء مرويين فيشربون شربة لا يظمئون بعدها أبدا وجه إمامهم كالشمس الطالعة و وجوههم كالقمر ليلة البدر أو كأضواء نجم في السماء.

ومنه عن عبد الله بن عباس و كان سعيد بن جبير يقوده فمر على صفة زمزم فإذا قوم من أهل الشام يشتمون علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال لسعيد بن جبير ردني إليهم فوقف عليهم فقال أيكم الساب لله عزوجل فقالوا سبحان الله ما فينا أحد سب الله فقال أيكم الساب رسول الله قالوا ما فينا أحد سب رسول الله (صلى الله عليه واله) قال فإيكم الساب علي بن أبي طالب (عليه السلام) قالوا أما هذا فقد كان قال فأشهد على رسول الله (صلى الله عليه واله) سمعته أذناي و وعاه قلبي يقول لعلي بن أبي طالب يا علي من سبك فقد سبني و من سبني فقد سب الله و من سب الله فقد أكبه على منخريه في النار.

 ثم ولى عنهم و قال يا بني ما ذا رأيتهم صنعوا قال قلت له يا أبه :

نظروا إليك بأعين محمرة           نظر التيوس إلى شفار الجازر

فقال زدني فداك أبوك فقلت:

خزر العيون نواكس أبصارهم       نظر الذليل إلى العزيز القاهر

فقال زدني فداك أبوك.

فقلت ليس عندي من مزيد فقال لكن عندي

أحياؤهم عار على أمواتهم          و الميتون مسبة للغابر

ومنه قال أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال: ما منعك أن تسب أبا تراب؟ قال: أما ما ذكرت ثلاث قالهن له رسول الله (صلى الله عليه واله) فلن أسبه لئن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم سمعت رسول الله (صلى الله عليه واله) يقول له و قد خلفه في بعض مغازيه فقال علي يا رسول الله خلفتني مع النساء و الصبيان فقال له رسول الله (صلى الله عليه واله) أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي و سمعته يقول له يوم خيبر لأعطين الراية رجلا يحب الله و رسوله و يحبه الله و رسوله قال فتطاولنا لها فقال ادعوا لي عليا فأتي به أرمد فبصق في عينه و دفع الراية إليه ففتح الله عليه ولما نزلت هذه الآية {نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ} [آل عمران: 61] دعا رسول الله (صلى الله عليه واله) عليا و فاطمة و حسنا و حسينا فقال اللهم هؤلاء أهلي.

قال محمد بن يوسف الكنجي نعوذ بالله من الحور بعد الكور أي من النقصان بعد الزيادة .

وأورد صاحب كفاية الطالب بعد هذا الحديث هذا الذي أذكر و هو: عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول الله (صلى الله عليه واله) إنكم محشورون حفاة عراة غرلا .

ثم قرأ {كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ} [الأنبياء: 104] ألا و إن أول من يكسى إبراهيم (عليه السلام) يوم القيامة  ألاو ان اناسا من أصحابي يؤخذ بهم ذات الشمال فأقول أصحابي أصحابي قال فيقال إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم مذ فارقتهم فأقول كما قال العبد الصالح عيسى (عليه السلام) {وَكُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا مَا دُمْتُ فِيهِمْ  } [المائدة: 117] إلى قوله {الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} [البقرة: 129].

وروى الحافظ أبو نعيم يرفعه بسنده في حليته عن الحسن بن علي (عليه السلام) قال :قال لي رسول الله (صلى الله عليه واله) ادع لي سيد العرب يعني عليا (عليه السلام) فقالت عائشة ألست سيد العرب فقال أنا سيد ولد آدم و علي سيد العرب.

فلما جاءه أرسل إلى الأنصار فأتوه فقال لهم يا معشر الأنصار أ لا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده أبدا.

 قالوا بلى يا رسول الله .

فقال هذا علي فأحبوه بحبي و أكرموه بكرامتي فإن جبرئيل (عليه السلام) أمرني بالذي قلت لكم عن الله عزو علا.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.