أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-1-2018
789
التاريخ: 25-1-2018
949
التاريخ: 25-1-2018
1019
التاريخ: 25-1-2018
894
|
وفاة المستنصر وخلافة المستعصم آخر بني العباس ببغداد:
لم يزل هذا الخليفة المستنصر ببغداد في النطاق الذي بقي لهم بعد استبداد أهل النواحي كما قدمنا ثم انحل أمرهم من هذا النطاق عروة و تملك التتر سائر البلاد و تغلبوا على ملوك النواحي و دولهم أجمعين ثم زاحموهم في هذا النطاق و ملكوا أكثره ثم توفي المستنصر سنة إحدى و أربعين لست سنة من خلافته و بويع بالخلافة ابنه عبد الله و لقب المستعصم و كان فقيها محدثا و كان وزيره ابن العلقمي رافضيا و كانت الفتنة ببغداد لا تزال متصلة بين الشيعة و أهل السنة و بين الحنابلة و سائر أهل المذاهب و بين العيارين و الدعار و المفسدين مبدأ الأمراء الأول فلا تتجدد فتنة بين الملوك و أهل الدول إلا و يحدث فيها بين هؤلاء ما يعني أهل الدولة خاصة زيادة لما يحدث منهم أيام سكون الدول و استقامتها و ضاقت الأحوال على المستعصم فأسقط أهل الجند و فرض أرزاق الباقين على البياعات و الأسواق و في المعايش فاضطرب الناس و ضاقت الأحوال و عظم الهرج ببغداد و وقعت الفتن بين الشيعة و أهل السنة و كان مسكن الشيعة بالكرخ في الجانب الغربي و كان الوزير ابن العلقمي منهم فسطوا بأهل السنة و أنفذ المستعصم ابنه أبا بكر و ركن الدين الدوادار و أمرهم بنهب بيوتهم بالكرخ و لم يراع فيه ذمة الوزير فآسفه ذلك و تربص بالدولة و أسقط معظم الجند يموه بأن يدافع التتر بما يتوفر من أرزاقهم في الدولة و زحف هولاكو ملك التتر سنة اثنتين و خمسين إلى العراق و قد فتح الري و أصبهان و همذان و تتبع قلاع الإسماعيلية ثم قصد قلعة الموت سنة خمس و خمسين فبلغه في طريقه كتاب ابن الموصلي صاحب إربل و فيه وصية من ابن العلقمي وزير المستعصم إلى هولاكو يستحثه لقصد بغداد و يهون عليه أمرها فرجع عن بلاد الإسماعيلية و سار إلى بغداد و استدعى أمراء التتر فجاءه بنحو مقدم العسكر ببلاد الروم و قد كانوا ملكوها و لما قاربوا بغداد برز لقائهم أبيك الدوادار في العساكر فانكشف التتر أولا و تذامروا فانهزم المسلمون و اعترضتهم دون بغداد أو حال مياه من بثوق انتفثت من دجلة فتبعهم التتر دونها و قتل الدوادار و أسر الأمراء الذين معه و نزل هولاكو بغداد و خرج إليه الوزير مؤيد الدين بن العلقمي فاستأمن لنفسه و رجع بالأمان إلى المستعصم و أنه يبقيه على خلافته كما فعل بملك بلاد الروم فخرج المستعصم و معه الفقهاء و الأعيان فقبض عليه لوقته و قتل جميع من كان معه ثم قتل المستعصم شدخا بالعمد و وطأ بالأقدام لتجافيه بزعمه عن دماء أهل البيت و ذلك سنة ست و خمسين و ركب إلى بغداد فاستباحها و اتصل العيث بها أياما و خرج النساء و الصبيان و على رؤوسهم المصاحف و الألواح فداستهم العساكر و ماتوا أجمعين و يقال إن الذي أحصى ذلك اليوم من القتلى ألف ألف و ستمائة ألف و استولوا من قصور الخلافة و ذخائرها على ما لا يبلغه الوصف و لا يحصره الضبط و العد و ألقيت كتب العلم التي كانت بخزائنهم جميعها في دجلة و كانت شيئا لا يعبر عنه مقابلة في زعمهم بما فعله المسلمون لأول الفتح في كتب الفرس و علومهم و اعتزم هولاكو على إضرام بيوتها نارا فلم يوافقه أهل مملكته ثم بعث العساكر إلى ميافارقين فحاصروها سنين ثم جهدهم الحصار و اقتحموها عنوة و قتل حاميتها جميعا و أميرهم من بني أيوب و هو الملك ناصر الدين محمد بن شهاب الدين غازي بن العادل أبي بكر بن أيوب و بايع له صاحب الموصل و بعث بالهدية و الطاعة و ولاه على عمله ثم بعث بالعساكر إلى إربل فحاصرها و امتنعت فرحل العساكر عنها ثم وصل إليه صاحبها ابن الموصلي فقتله و استولى على الجزيرة و ديار بكر و ديار ربيعة كلها و تاخم الشام جميع جهاته حتى زحف إليه بعد كما يذكر و انقرض أمر الخلافة الإسلامية لبني العباس ببغداد و أعادلها ملوك الترك رسما جديدا في خلفاء نصبوهم هنالك من أعقاب الخلفاء الأولين و لم يزل متصلا لها العهد على ما نذكر الآن و من العجب ان يعقوب بن إسحق الكندي فيلسوف العرب في ذكر ملاحمه و كلامه على القرآن الذي دل على ظهور الملة الإسلامية العربية أن انقراض أمر العرب يكون أعوام الستين و الستمائة فكان كذلك و كانت دولة بني العباس من يوم بويع للسفاح سنة اثنتين و ثلاثين و مائة إلى أن قتل المستعصم سنة خمس و ستمائة و خمسمائة سنة و أربعا و عشرين و عدد خلفائهم ببغداد سبعة و ثلاثون خليفة و الله وارث الأرض و من عليها و هو خير الوارثين.
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|