شمع النحل في التجارة العالمية

كان لتجارة شمع النحل أهميةً بالغةً منذ زمن بعيد في أوربا واليونان القديمة، كما عرف الرومان شمع النحل عندما قاموا بفتح كورسيكا عام 181 ق.م، واعتبر شمع النحل في أوربا زمن القرون الوسطي وحده للتجارة.

ويقيّم شمع النحل كسلعة تجارية على عدة درجات طبقاً لبعض مواصفاته، مثل اللون حيث يتدرج لون الشمع من الأبيض الفاتح إلى الأصفر أو اللون البني أو البني الغامق، كما أن رائحته أيضاً متدرجة. وقد قسم (Bennett (1975 شمع النحل بناء على درجة اللون إلى ثلاث درجات، اعتماداً على عملية التبييض التي تتم على شمع النحل عقب عملية صهره وتجميعه على شكل كتل أو بلوكات للتداول التجاري. وفي الوقت الحاضر يتداول شمع النحل في شكلين تبعاً لغرض الاستخدام:

1- شمع نحل يستخدم في مستحضرات التجميل والأغراض الطبية. وقد قام Strahl and Pitch في الولايات المتحدة بتقسيم شمع النحل المستخدم صيدلانياً في مستحضرات التجميل إلى ٦ درجات.

2- شمع نحل يستخدم في الأغراض التجارية والصناعية وقسم إلى خمس درجات.

وقد أوضح (Coggshall and Horse (1984 أن خواص شمع النحل تختلف تبعاً للدولة المنتجة له، خاصة من حيث درجة التبييض والمرونة.

وتأتي الأهمية الاقتصادية عالمياً لشمع النحل كمنتج لطائفة نحل العسل في المرتبة الثانية بعد العسل، ويمكن تقدير إنتاج الشمع بما يعادل 1٫5 - 2٫5 ٪ من إنتاجية المنحل من العسل، وذلك في حال استخدام الخلايا الخشبية الحديثة، كما ذكرت Crane (1990). بينما في الدول الإفريقية التي تستخدم الخلايا التقليدية، فيمكن تقدير إنتاج الشمع بما يعادل 10 ٪ من إنتاجية الطائفة من العسل.

ويوفر النحل للنحال من 5-10 ٪ من دخله من شمع النحل طبقاً للأسعار العالمية.

وفي المستوى العام لمبيعات الشمع، فإن سعر الشمع عادةً يعادل من 2-٥ مرات مقدار سعر العسل.

وطبقاً لإحصائيات منظمة الأغذية والزراعة FAO، فإن الإنتاج العالمي من العسل في عام 1991 بلغ 1٫19 مليون طن، وعليه فإن حوالي 17٫850 – 29٫750 طنًا من الشمع يتوقع أنها أنتجت في الفترة نفسها (Iqbal, 1993).

يوضح الجدول التالي كميات شمع النحل الخام المصدرة والمستوردة بالطن من وإلي الدول المنتجة والمستوردة لشمع النحل، وذلك كما وضحتها (Breadbear (2009.

تجارة دول العالم لشمع النحل عام 2003 (Breadbear, 2009)

ويستخدم شمع النحل بشكل رئيس في صناعة الأساسات الشمعية المستخدمة في الخلايا الحديثة، غير أنه يستخدم في عدة أغراض أخرى، يأخذ كل منها قدراً من إنتاج شمع النحل، حيث ذكرت (Crane (1990 أن النسب المئوية لاستخدام الشمع الخام في المجالات المختلفة عدا صناعة الأساسات الشمعية، قدرت على النحو الآتي:

مستحضرات التجميل         20 - 30 ٪

الصناعات الدوائية            20 - 30 ٪

صناعة الشموع               20 ٪

أغراض أخرى                10 - 20 ٪

وتعتبر الدول النامية والاستوائية هي الأكثر سيادة في إنتاج الشمع الخام وتصديره؛ لأن معظم الخلايا المستخدمة بها من الخلايا البدائية والتقليدية التي تُستخرج منها الأقراص الشمعية كاملة لعصرها للحصول على العسل بينما الدول الصناعية التي تعتمد مناحلها على استخدام الخلايا الحديثة التي تعتمد على استخدام الأساسات الشمعية، فهي الأكثر حاجة إلى استيراد الشمع الخام، وعادة ما تستهلك الدول المستوردة إنتاجها المحلي من الشمع الخام في صناعة شمع الأساس، بينما تستخدم الشمع المستورد للاستخدامات الصناعية والطبية.

وتعتبر الولايات المتحدة الأمريكية هي الدولة الأكثر حاجة إلى استيراد الشمع الخام في المستوى العالمي، والأكثر استهلاكاً لشمعها المحلي. وبشكل رئيس فإن الشمع المستورد يعاد تصدير جزء منه مرة أخرى من بعض البلدان، مثل: ألمانيا، ونيوزيلندا، والمملكة المتحدة، والولايات المتحدة الأمريكية، بعد إجراء عمليات التنقية والتبييض. وتستورد دول الاتحاد الاوربي حوالي 6000 طن من شمع النحل سنوياً، تأتي نسبة 50 ٪ منها من الدول الناميه.

وقد بلغت أسعار شمع النحل في عام 1991 كما ذكرIqbal (1993)  - 3.600 دولاراً للطن، حيث تتراوح أسعار شمع النحل الخام عالمياً ما بين 10 - 40 دولاراً أمريكياً لكل كيلوجرام من الشمع الخام.

ومن الملاحظ أن الجزء الأكبر من شمع النحل المنتج في الدول الأوربية وأمريكا، يلوث بالمبيدات الأكاروسية المستخدمة في مقاومة طفيل الفاروا, Schoeder and Wallner 2003، والآن توجد زيادة في طلب الحصول على شمع خالٍ من بقايا المبيدات. ويعتبر شمع النحل الخالي من المبيدات الأكاروسية اتجاهاً حديثاً في تجارة شمع النحل خلال الأعوام القادمة.