المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الفرعون رعمسيس الثامن
2024-11-28
رعمسيس السابع
2024-11-28
: نسيآمون الكاهن الأكبر «لآمون» في «الكرنك»
2024-11-28
الكاهن الأكبر (لآمون) في عهد رعمسيس السادس (الكاهن مري باستت)
2024-11-28
مقبرة (رعمسيس السادس)
2024-11-28
حصاد البطاطس
2024-11-28

خصائص القرائن القضائية
2024-11-11
تسمية المتشكلات الفراغية
2023-08-06
مدة حملة الدعاية الانتخابية
12-3-2022
تولية أوقاف الطوائف غير المسلمة
7-2-2016
حكم المتجسّس لصالح الأجنبيّ
13-02-2015
موازنة المشروع وفوائدها
2023-05-28


التداخل بين المنهج التربوي وبقية مناهج الحياة  
  
2755   12:04 مساءً   التاريخ: 14-11-2017
المؤلف : السيد شهاب الدين العذاري .
الكتاب أو المصدر : ملامح المنهج التربوي عند اهل البيت (عليهم السلام)
الجزء والصفحة : ص110-113.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسن بن علي المجتبى / قضايا عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-4-2016 3857
التاريخ: 5-4-2016 3136
التاريخ: 7-4-2016 3163
التاريخ: 6-4-2016 3047

المنهج التربوي لأهل البيت متداخل مع بقية المناهج التي تكوّن مجتمعة منهج الإسلام الشامل والكامل للكون والحياة والمجتمع والانسان ، فلا فصل بين المنهج التربوي وبقية المناهج ولا تصادم ولا تضاد ولا تناقض ، لأن الهدف الأساسي لأهل البيت : هو انجاح مسيرة التربية واشاعة الاخلاق الفاضلة وتقريرها في واقع الحياة ، كما قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : إنّما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق (1).
وبهذا يكون كل ما جاء به الاسلام في القرآن والسنة يراد به اتمام مكارم الأخلاق ، فالعقيدة بجميع ابعادها تخلق الاجواء الصالحة لتتحرك فيها خطوات اصلاح النفس والمجتمع ، والمحافظة على سلامة الانسان السلوكية وصحته النفسية والروحية ، والايمان بالله تعالى وباليوم الآخر يحرر الانسان من الانسياق وراء الشهوات بلا قيود ولا حدود ، والخوف من أهوال يوم القيامة يمنع الانسان من ممارسة ألوان الفسق والانحراف.
ومنهج العبادات يعمل على تعميق الايمان بالله ويجعل الرقابة الالهية حقيقة تسري في جميع جوانح الانسان ، والعبادات بكل ألوانها تغرس في نفسه المثل المعنوية التي يتعالى بها على جميع ألوان الانحراف والانحطاط ، فالصلاة تمنح الانسان الطمأنينة وتنهاه عن الفحشاء والمنكر وتبعده عن جميع الآثام والانحرافات ، والمداومة على الصلاة المندوبة كفيلة بايصاله إلى السمو والتكامل الروحي والخلقي.
والصوم يعمّق التقوى في ذات الانسان ، ويقيّد الغرائز والشهوات ، ويهذب سلوك الانسان ويحصنه من تلويث خلقه ، قال الامام جعفر الصادق (عليه السلام) : إن الصيام ليس من الطعام والشراب وحده ، إنّ مريم (عليها السلام) قالت : إنّي نذرت للرحمن صوماً أي صمتاً ، فاحفظوا ألسنتكم وغضّوا أبصاركم ولا تحاسدوا ولا تنازعوا (2) ، وهو أحد العبادات التي تساعد على التكافل والتراحم والتي تساعد على تعميق العلاقات الانسانية التي يتحرك من خلالها الانسان مطمئناً يشعر بالإخاء والتآزر والتعاطف.
والحج عبادة لها آثارها الايجابية على سلامة الانسان السلوكية والنفسية والروحية ، وهو يمنح الانسان فرصة جديدة لتجاوز الانحرافات والآثام السابقة ، والبدء بحياة جديدة تغمرها الاستقامة والخلق الرفيع ، قال الامام علي بن الحسين (عليه السلام) : حجّوا واعتمروا تصحّ أبدانكم وتتسع أرزاقكم ، وتكفون مؤونات عيالكم ... الحاج مغفور له وموجب له الجنة ، ومستأنف له العمل ، ومحفوظ في أهله وماله (3).
والعبادات المالية كالزكاة والخمس تخلق التوازن بين الطبقات وتعمق الأواصر الاجتماعية كالتآلف والتآزر والتعاون ، وتهيء الأجواء التربوية والنفسية المانعة من الانحراف بسبب الفقر والحرمان ، والمانعة من الأمراض النفسية الناجمة من عدم اشباع الحاجات الأساسية للإنسان.
والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يجمع الطاقات لتنطلق في الاصلاح والتغيير وقلع جذور الفساد والانحراف واشاعة الأخلاق الكريمة والصفات النبيلة ، فيتكافل الجميع في المسؤولية التربوية ، فيكون الفرد رقيباً على ممارسات المجتمع ، ويكون المجتمع رقيباً على ممارسات الفرد ، وبهذه المسؤولية تتحقق خطوات المنهج التربوي في الواقع بأسرع الأوقات ، و بأقلها عناءً وكلفة.
والمنهج الاجتماعي له الدور الكبير في انجاح سير وحركة المنهج التربوي ، فقد وضع أهل البيت : برنامجاً واقعياً في العلاقات داخل الأسرة ، فلكل فرد من أفرادها حقوق وواجبات يتربى من خلالها الانسان على الأخلاق الكريمة ليكون عنصراً فعالا في المجتمع يأمن من خلالها المجتمع من ممارسة الانحراف والانحطاط والرذيلة والجريمة.
والمنهج الاقتصادي يهيئ الأجواء المناسبة لإنجاح المنهج التربوي ، ويمنع من الانحراف الأخلاقي الناجم عن الفقر والحرمان والاستغلال والظلم الاقتصادي ، ويوازن بين الطبقات ليحقق التآلف ويمنع من الفقر ومن الثراء الفاحش الذي يشكلان أساس بعض الانحرافات الخلقية.
والمنهج السياسي له دور ملموس في بناء المحتوى الداخلي للإنسان وتهذيب سلوكه الاجتماعي ، والمنع من جميع ألوان الانحراف والانحطاط ، والمنهج السياسي القائم على أساس الامامة الصالحة يحقق الغاية الأساسية وهي اتمام مكارم الأخلاق ، بتهيئة أجوائها المناسبة في الواقع.
قال الامام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) : انّ الامامة زمام الدين ، ونظام المسلمين ، وصلاح الدنيا ، وعزّ المؤمنين ، بالأمام تمام الصلاة ، والزكاة ، والصيام ، والحج ، والجهاد ، وتوفير الفيء والصدقات ، وامضاء الحدود والأحكام ، ومنع الثغور والأطراف ، ويدعو إلى سبيل ربّه بالحكمة والموعظة الحسنة ، الامام المطهّر من الذنوب والمبرأ من العيوب (4).
وفي حديث آخر قال (عليه السلام) : ... يحقن الله عزّوجلّ به الدماء ، ويصلح به ذات البين ، ويلمّ به الشعث ، ويشعب به الصدع ، ويكسو به العاري ، ويشبع به الجائع ، ويؤمن به الخائف ، ويرحم به العباد (5).
واشتراط العصمة في مَن يلي رسول الله (صلى الله عليه واله) ، واشتراط العدالة في الفقيه النائب عن الامام المهدي (عجل الله فرجه الشريف) ضمان لنجاح حركة التربية وتطبيق قواعد المنهج التربوي وبقية المناهج الإسلامية.

 

 

 

 


__________________
(1) كنز العمال / المتقي الهندي : 3 / 16.
(2) الكافي : 4 / 89.
(3) الكافي : 4 / 252.
(4) الكافي : 1 / 200.
(5) الكافي : 1 / 314.




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.