أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-11-2017
3302
التاريخ: 12-4-2016
4226
التاريخ: 11-04-2015
6898
التاريخ: 30-3-2016
3669
|
كان من عادة الجيش إدخال السبايا على الحاكم المنتصر من أجل إذلالهم والتشفي منهم فالمقدمة هنا كانت إدخال السبايا على والي الكوفة والنتيجة هو إذلال أهل البيت (عليهم السلام) , ولكن الأمر كان مختلفاً مع سبايا العترة الطاهرة (عليهم السلام) فقد نجحت المقدمة وهي إدخالهم على الوالي ولكن النتيجة باءت بالفشل ولم ينجحوا في إذلالهم , بل كلما ازداد الضغظ عليهم من قبل بني أمية كانوا يزدادون في عيون الأمة سمواً وعلواً وتألقاً .
فعندما جلس عبيدالله ابن زياد ( والي الكوفة ) في القصر للناس وأذن إذناً عاماً جيء برأس الحسين (عليه السلام) فوضع بين يديه , وأدخل نساء الحسين (عليه السلام) وصبيانه إليه فجلست زينب بنت علي (عليها السلام) متنكرة فسأل عنها , فقيل زينب بنت علي (عليه السلام) فأقبل إليها فقال : الحمد لله الذي فضحكم وأكذب أحدوثتكم .
فقالت : إنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا .
فقال ابن زياد : كيف رأيت صنع الله بأخيك وأهل بيتك .
فقالت : ما رأيت إلا جميلاً هؤلاء قوم كتب عليهم القتال فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاج وتخاصم فانظر لمن يكون الفلج (1) يومئذٍ ... .
فغضب ابن زياد وكأنه همّ بها فقال له عمرو بن حريث : إنها امرأة والمرأة لا تؤخذ بشيء من منطقها .
فقال لها ابن زياد : لقد شفى الله قلبي من طاغيتك الحسين والعصاة المردة من أهل بيتك .
فقالت : لعمري لقد قتلت كهلي وقطعت فرعي وإختثثت أصلي فإن كان هذا شفاك فقد إشتفيت. فقال ابن زياد : هذه سجّاعة ولعمري لقد كان أبوك شاعراً و سجّاعاً .
فقالت : يا بن زياد ما للمرأة والسجاعة .
ثم التفت ابن زياد إلى علي بن الحسين (عليه السلام) فقال من هذا ؟
فقيل : علي بن الحسين السجاد .
فقال : أليس الله قد قتل علي بن الحسين ؟
فقال علي (عليه السلام) : قد كان لي أخ يقال له علي بن الحسين قتله الناس .
فقال : بل الله قتله .
فقال علي (عليه السلام) : {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا} [الزمر: 42].
فقال ابن زياد : ألك جرأة على جوابي , ثم أمر بضرب عنق زين العابدين (عليه السلام) .
فنهضت له عمته الكريمة زينب بنت علي (عليها السلام) ما سكةً بيد الإمام (عليه السلام) صادحةً بقوة الحق : حسبك يا بن زياد من دمائنا ما سفكت وهل أبقيت أحداً غير هذا ؟ فإن أردت قتله فاقتلني معه.
فقال علي (عليه السلام) لعمته : اسكتي يا عمة حتى أكلمه ؛ ثم أقبل فقال : أبالقتل تهددني يا ابن زياد ؟ أما علمت أن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة ؟ (2) .
لقد كانت إرادة العقيلة زينب (عليه السلام) قوية إلى درجة انه تراجع عن قراره وهو في مجلسه وقال لجلاوزته بخجل : دعوه لها يا للرحم ودّت أنها تقتل معه .
قال الجاحظ في رسائله : ان ابن زياد قال لأصحابه في علي ابن الحسين : دعوني أقتله فإنه بقية هذا النسل ـ يعني نسل الحسين (عليه السلام) ـ فأحسم به هذا القرن وأميت به هذا الداء وأقطع به هذه المادة .
إلا ان موقف زينب (عليها السلام) كان قد غيّر الأمر وجعل الحاشية تشير عليه بالإمساك عنه (عليه السلام) ظنّاً منهم ان ما ألّم به من المرض سوف يقضي عليه .
ثم أمر ابن زياد بعلي بن الحسين (عليه السلام) وأهله فحملوا إلى دارٍ جنب المسجد الأعظم بالكوفة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) فلج : ظفر بسما طلب وفلج بحجته أثبتها .
(2) عوالم العوالم , ج 17 , ص 384 . واللهوف , ص 70 .
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
قسم شؤون المعارف ينظم دورة عن آليات عمل الفهارس الفنية للموسوعات والكتب لملاكاته
|
|
|