المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
{افان مات او قتل انقلبتم على اعقابكم}
2024-11-24
العبرة من السابقين
2024-11-24
تدارك الذنوب
2024-11-24
الإصرار على الذنب
2024-11-24
معنى قوله تعالى زين للناس حب الشهوات من النساء
2024-11-24
مسألتان في طلب المغفرة من الله
2024-11-24



مقارعة الحجة بالحجة  
  
4873   05:00 مساءً   التاريخ: 1-11-2017
المؤلف : السيد زهير الاعرجي
الكتاب أو المصدر : الامام علي بن الحسين زين العابدين
الجزء والصفحة : ص55-57.
القسم :


أقرأ أيضاً
التاريخ: 1-11-2017 3302
التاريخ: 12-4-2016 4226
التاريخ: 11-04-2015 6898
التاريخ: 30-3-2016 3669

كان من عادة الجيش إدخال السبايا على الحاكم المنتصر من أجل إذلالهم والتشفي منهم فالمقدمة هنا كانت إدخال السبايا على والي الكوفة والنتيجة هو إذلال أهل البيت (عليهم السلام) , ولكن الأمر كان مختلفاً مع سبايا العترة الطاهرة (عليهم السلام) فقد نجحت المقدمة وهي إدخالهم على الوالي ولكن النتيجة باءت بالفشل ولم ينجحوا في إذلالهم , بل كلما ازداد الضغظ عليهم من قبل بني أمية كانوا يزدادون في عيون الأمة سمواً وعلواً وتألقاً .
فعندما جلس عبيدالله ابن زياد ( والي الكوفة ) في القصر للناس وأذن إذناً عاماً جيء برأس الحسين (عليه السلام) فوضع بين يديه , وأدخل نساء الحسين (عليه السلام) وصبيانه إليه فجلست زينب بنت علي (عليها السلام) متنكرة فسأل عنها , فقيل زينب بنت علي (عليه السلام) فأقبل إليها فقال : الحمد لله الذي فضحكم وأكذب أحدوثتكم . 
فقالت : إنما يفتضح الفاسق ويكذب الفاجر وهو غيرنا . 
فقال ابن زياد : كيف رأيت صنع الله بأخيك وأهل بيتك . 
فقالت : ما رأيت إلا جميلاً هؤلاء قوم كتب عليهم القتال فبرزوا إلى مضاجعهم وسيجمع الله بينك وبينهم فتحاج وتخاصم فانظر لمن يكون الفلج (1) يومئذٍ ... .
فغضب ابن زياد وكأنه همّ بها فقال له عمرو بن حريث : إنها امرأة والمرأة لا تؤخذ بشيء من منطقها . 
فقال لها ابن زياد : لقد شفى الله قلبي من طاغيتك الحسين والعصاة المردة من أهل بيتك . 
فقالت : لعمري لقد قتلت كهلي وقطعت فرعي وإختثثت أصلي فإن كان هذا شفاك فقد إشتفيت. فقال ابن زياد : هذه سجّاعة ولعمري لقد كان أبوك شاعراً و سجّاعاً . 
فقالت : يا بن زياد ما للمرأة والسجاعة .
ثم التفت ابن زياد إلى علي بن الحسين (عليه السلام) فقال من هذا ؟ 
فقيل : علي بن الحسين السجاد . 
فقال : أليس الله قد قتل علي بن الحسين ؟ 
فقال علي (عليه السلام) : قد كان لي أخ يقال له علي بن الحسين قتله الناس . 
فقال : بل الله قتله . 
فقال علي (عليه السلام) : {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا} [الزمر: 42]. 
فقال ابن زياد : ألك جرأة على جوابي , ثم أمر بضرب عنق زين العابدين (عليه السلام) .
فنهضت له عمته الكريمة زينب بنت علي (عليها السلام) ما سكةً بيد الإمام (عليه السلام) صادحةً بقوة الحق : حسبك يا بن زياد من دمائنا ما سفكت وهل أبقيت أحداً غير هذا ؟ فإن أردت قتله فاقتلني معه. 
فقال علي (عليه السلام) لعمته : اسكتي يا عمة حتى أكلمه ؛  ثم أقبل فقال : أبالقتل تهددني يا ابن زياد ؟ أما علمت أن القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة ؟ (2) .
لقد كانت إرادة العقيلة زينب (عليه السلام) قوية إلى درجة انه تراجع عن قراره وهو في مجلسه وقال لجلاوزته بخجل : دعوه لها يا للرحم ودّت أنها تقتل معه .
قال الجاحظ في رسائله : ان ابن زياد قال لأصحابه في علي ابن الحسين : دعوني أقتله فإنه بقية هذا النسل ـ يعني نسل الحسين (عليه السلام) ـ فأحسم به هذا القرن وأميت به هذا الداء وأقطع به هذه المادة .
إلا ان موقف زينب (عليها السلام) كان قد غيّر الأمر وجعل الحاشية تشير عليه بالإمساك عنه (عليه السلام) ظنّاً منهم ان ما ألّم به من المرض سوف يقضي عليه .
ثم أمر ابن زياد بعلي بن الحسين (عليه السلام) وأهله فحملوا إلى دارٍ جنب المسجد الأعظم بالكوفة .

 


ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) فلج : ظفر بسما طلب وفلج بحجته أثبتها .
(2) عوالم العوالم , ج 17 , ص 384 . واللهوف , ص 70 .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.