المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4870 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر



لم يرد عن النبي صلى الله عليه وآله نص يدل على تعيين الوصي  
  
891   01:30 مساءً   التاريخ: 14-10-2017
المؤلف : السيد مرتضى العسكري
الكتاب أو المصدر : معالم المدرستين
الجزء والصفحة : ج1 - ص 483- 502
القسم : العقائد الاسلامية / شبهات و ردود / الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) /

[جواب الشبهة] :

...إنّ تعيين الوصيّ يكون تارة بلفظ الوصيّة ومشتقّاتها، مثل أن يقول الموصي لوصيّه :   أوصيك بعدي بكذا وكذا، وأخرى بلفظ يؤدّي معنى الوصيّة، مثل أن يقول الموصي لوصيّه: أطلب منك أن تفعل كذا وكذا ، وكذلك الشأن في إخباره الآخرين بذلك فإنّه يقول تارة- مثلا-: عهدت إلى فلان، أو أوكلت إليه بأمر كذا وكذا .

و...انّ جميع هذه الألفاظ ونظائرها تدلّ على أنّ الشخص‏ القائل أوصى إلى الشخص الثاني بما أهمّه، بعده. وكذلك شأن رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) في تعيين وصيّه من بعده.

ومن تلكم الألفاظ ، ما ورد في اتّخاذ الرسول (صلى الله عليه واله) ابن عمّه وزيرا له، كما يرد في بحث وزير النبيّ الآتي :

وزير النبيّ (صلى الله عليه واله) :

أ- في القرآن الكريم مع بيانه من سنّة الرسول:

سيأتي إن شاء اللّه قول الرسول( صلى الله عليه [ واله ] ) للامام عليّ:

«أ ما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي».

وقد ذكر اللّه منزلة هارون من موسى في ما حكاه من أمرهما؛ قال سبحانه في ما حكاه من طلب موسى من ريّه : {وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي} [طه: 29 - 31].

وقال سبحانه في استجابة طلبه : { وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَجَعَلْنَا مَعَهُ أَخَاهُ هَارُونَ وَزِيرًا } [الفرقان: 35].

ب- متى اتّخذ الرسول( صلى الله عليه [ واله ] ) عليّا وزيرا.

يوم دعا رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) بني عبد المطلب وقال لهم: «أيّكم يؤازرني على هذا الأمر ...» وأجابه من بينهم الإمام علي وحده، اتّخذه رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) يومئذ وزيرا في أمره .

وروت أسماء بنت عميس قالت: سمعت رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) يقول:

(اللّهمّ اجعل لي وزيرا من أهلي)، دعا رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) ربّه وقال: «اللّهمّ إنّي أقول كما قال أخي موسى: اللّهمّ اجعل لي وزيرا من أهلي أخي عليّا، اشدد به أزري» (1).

وبتفسير آية وَاجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي‏ من تفسير السيوطي:

لمّا نزلت هذه الآية دعا رسول اللّه ربّه وقال: «اللّهمّ اشدد أزري بأخي عليّ» فأجابه إلى ذلك.

وروى ابن عمر عن رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) أنّه قال للإمام عليّ:

«أنت أخي ووزيري تقضي ديني وتنجز موعدي ...» إلى آخر الحديث في فضل الإمام عليّ‏ (2).

وأثبت رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) للإمام عليّ (عليه السلام) بقوله له: «أنت منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبيّ بعدي» جميع ما كان لهارون من موسى عدا النبوّة وفي مقدمة ما كان لهارون أنّه كان وزير موسى، وسيأتي ذكر مصادره وفي نهج البلاغة (3): أنّ رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) قال للإمام عليّ: «ولكنّك وزير».

وجاء في ما نظم على لسان الأشعث في جوابه لكتاب الإمام عليّ إليه:

«وزير النّبيّ وذو صهره ...».

يتّضح جليّا من قول الرسول( صلى الله عليه [ واله ] ) لابن عمّه: أنت أخي ووزيري، تقضي ديني وتنجز موعدي، أنّه عيّنه وصيّا من بعده.

وكذلك الأمر في قوله: خليفتي، الآتي:

خليفة النبيّ( صلى الله عليه [ واله ] ) :

ذكرنا في باب من استخلف النبيّ( صلى الله عليه [ واله ] ) على المدينة في غزواته عن صحيح البخاري، باب غزوة تبوك: أنّ رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) لمّا خرج إلى تبوك واستخلف عليّا، فقال: أ تخلّفني في الصبيان والنساء؟ قال:

«ألا ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه ليس نبيّ بعدي».

وقد حكى اللّه عن خبر هارون في ذلك وقال: {وَقَالَ مُوسَى لِأَخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ...} [الأعراف: 142].

وفي لفظ إحدى روايتي أحمد بن حنبل بمسنده‏ (4) عن خبر دعوة الرسول( صلى الله عليه [ واله ] ) بني عبد المطّلب ورد قول الرسول( صلى الله عليه [ واله ] ) في حقّ عليّ: «وخليفتي».

هذا ما أمكننا ايراده في الوصي والوزير والخليفة في هذه العجالة. وفي ما يأتي ما تبقى من النصوص بعد الكتمان بمدرسة الخلفاء.

ومنها قوله( صلى الله عليه [ واله ] ) في حقّ ابن عمّه، أنّه وليّ المسلمين بعده، كما يأتي:

وليّ المسلمين بعد الرسول ( صلى الله عليه [ واله ] ) :

نصّ رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) على أنّ الإمام عليّا وليّ أمر المسلمين في أماكن متعددة، منها ما في الأحاديث الآتية.

أولا- حديث الشكوى‏ :

في مسند أحمد وخصائص النسائي، ومستدرك الحاكم، وغيرها، واللّفظ للأوّل:

(عن بريدة، قال: بعث رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) بعثين إلى اليمن، على أحدهما عليّ بن أبي طالب (عليه السلام)، وعلى الآخر خالد بن الوليد، فقال: إذا التقيتم فعليّ على الناس، وإن افترقتما فكلّ واحد منكما على جنده، قال: فلقينا بني زيد من أهل اليمن، فاقتتلنا، فظهر المسلمون على المشركين، فقتلنا المقاتلة وسبينا الذريّة، فاصطفى عليّ (عليه السلام) امرأة من السبي لنفسه. قال بريدة:

فكتب معي خالد بن الوليد إلى رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) يخبره بذلك، فلمّا أتيت النبيّ( صلى الله عليه [ واله ] ) رفعت الكتاب فقرئ عليه، فرأيت الغضب في وجه رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) فقلت: يا رسول اللّه، هذا مكان العائذ، بعثتني مع رجل وأمرتني أن أطيعه، ففعلت ما أرسلت به، فقال رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) :

«لا تقع في عليّ، فإنّه منّي وأنا منه، وهو وليّكم بعدي، وإنّه منّي وأنا منه وهو وليّكم بعدي») (5) وفي رواية:

(فقلت: يا رسول اللّه، بالصحبة إلّا بسطت يدك فبايعتني على الإسلام جديدا. قال: فما فارقته حتّى بايعته على الإسلام) (6).

وفي صحيح الترمذي، ومسندي أحمد والطيالسي، وغيرها، واللّفظ للأوّل، عن عمران بن حصين:

(إنّ أربعة من أصحاب رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) تعاقدوا- في هذه الغزوة- أن يشكوا عليّا إذا لقوا رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) . فلمّا قدموا عليه، قام أحدهم فقال:

يا رسول اللّه، أ لم تر إلى عليّ بن أبي طالب صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) .

و فعل الثاني منهم والثالث والرابع مثل أوّلهم، وفي كلّ مرّة يعرض الرسول عن الشاكي. قال:

فأقبل رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) والغضب يعرف في وجهه، فقال:

«ما تريدون من عليّ؟! ما تريدون من عليّ؟! ما تريدون من عليّ؟! إنّ عليّا منّي وأنا منه، إنّ عليّا منّي وأنا منه، وهو وليّ كلّ مؤمن بعدي») (7).

شكوى ثانية :

في أسد الغابة، ومجمع الزوائد، وغيرهما واللفظ للأوّل:

(عن وهب بن حمزة: صحبت عليّا (رض) من المدينة إلى مكّة فرأيت منه بعض ما أكره فقلت: لئن رجعت إلى رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) لأشكونّك إليه.

فلمّا قدمت لقيت رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) فقلت: رأيت من عليّ كذا وكذا. فقال:

«لا تقل هذا فهو أولى الناس بكم بعدي») (8).

زمان الشكوى‏ :

ذكر المؤرخون وكتّاب السير خرجتين للإمام عليّ إلى اليمن، ونراها ثلاث خرجات كما يأتي بيانها إن شاء اللّه تعالى في باب الاجتهاد، وعلى كلا التقديرين، فإنّ آخرها كانت في السنة العاشرة للهجرة، حيث التحق الإمام برسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) في حجّة الوداع قبل يوم التروية. والشكوى المذكورة في خرجاته لليمن إن كانت قدّمت لرسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) مرّتين فإنّ أولاهما وقعت في المدينة قبل العام العاشر، والثانية في مكّة وبعد وصول صحب الإمام إلى النبيّ( صلى الله عليه [ واله ] ) قبل يوم التروية، حيث وصلوا مكّة قبل أيّام الحجّ.

وعلى هذا، فقد توهّم من العلماء من قال: إنّ قصة الغدير وقعت من أجل هذه الشكوى، وذلك لأنّ قصة الغدير وقعت بعد الحجّ، وفي الجحفة وبمحضر من جماهير المسلمين، وحديث الرسول( صلى الله عليه [ واله ] ) هنا كان مع الشاكين خاصّة وفي نفس المجلس وبعد إظهارهم الشكوى مباشرة.

أما الشكوى الثانية، فصريح الحديث أنها كانت بعد رجوعهما إلى المدينة.

ثانيا- نصوص أخرى لم يعيّن زمانها :

عن ابن عباس:

«إنّ النبيّ قال لعليّ: أنت وليّ كلّ مؤمن بعدي» (9).

وعن عليّ:

أنّ النبيّ قال له: «إنّك وليّ المؤمنين بعدي» (10).

الاحتفال بتنصيب الإمام عليّ وليّا للعهد بعد الرسول( صلى الله عليه [ واله ] ) ووصيّا على الإسلام والمسلمين‏ :

احتفال عظيم يقيمه الرسول( صلى الله عليه [ واله ] ) لتعيين وليّ عهده من بعده ووصيّه على الإسلام والمسلمين، فقد روى الحاكم الحسكاني:

(عن ابن عباس وجابر قالا: أمر اللّه محمدا( صلى الله عليه [ واله ] ) أن ينصب عليّا للناس ليخبرهم بولايته، فتخوّف رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) أن يقولوا حابى ابن عمّه، وأن يطعنوا في ذلك عليه، فأوحى اللّه إليه: {يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ واللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ}‏ المائدة/ 67. فقال رسول اللّه( صلى الله عليه [واله]) بولايته يوم غدير خمّ) (11).

وروى عن زياد بن المنذر أنّه كان يقول:

(كنت عند أبي جعفر محمد بن عليّ (عليه السلام) وهو يحدّث الناس إذ قام إليه رجل من أهل البصرة يقال له عثمان الأعشى- كان يروي عن الحسن‏ البصري- فقال له: يا ابن رسول اللّه، جعلني اللّه فداك، إنّ الحسن يخبرنا أنّ هذه الآية نزلت بسبب رجل، ولا يخبرنا من الرجل‏ {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ...} [المائدة: 67] فقال: لو أراد أن يخبر به لأخبر به، ولكنّه يخاف. إنّ جبرئيل هبط إلى النبيّ( صلى الله عليه [ واله ] ) - إلى قوله:- فقال: إنّ اللّه يأمرك أن تدلّ أمّتك على وليّهم على مثل ما دللتهم عليه من صلاتهم وزكاتهم وصيامهم وحجّهم، ليلزمهم الحجّة من جميع ذلك، فقال رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) : يا ربّ إنّ قومي قريبو عهد بالجاهليّة، وفيهم تنافس وفخر، وما منهم رجل إلّا وقد وتره وليهم، وإنّي أخاف- أي من تكذيبهم-. فأنزل اللّه تعالى: {ا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ} [المائدة: 67] ‏- يريد فما بلّغتها تامة- {وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ} [المائدة: 67] ‏ فلمّا ضمن اللّه له بالعصمة وخوفه أخذ بيد عليّ ...) (12).

وروى الحاكم الحسكاني :

عن ابن عبّاس في حديث المعراج، أنّ اللّه عزّ اسمه قال لنبيّه في ما قال :

«و إنّي لم أبعث نبيّا إلّا وجعلت له وزيرا، وإنّك رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) وإنّ عليّا وزيرك».

قال ابن عباس: [فهبط] (13) رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) فكره أن يحدث الناس بشي‏ء منها إذ كانوا حديثي عهد بالجاهليّة- إلى قوله:- فاحتمل رسول اللّه حتّى إذا كان اليوم الثامن عشر أنزل اللّه عليه: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ ...- إلى قوله:- فقال: «يا أيّها الناس، إنّ اللّه أرسلني إليكم برسالة، وإنّي ضقت بها ذرعا، مخافة أن تتّهموني وتكذّبوني، حتّى عاتبني ربّي فيها بوعيد أنزله عليّ ...» (14).

وروى الحسكاني وابن عساكر:

عن أبي هريرة: أنزل اللّه عزّ وجلّ: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ‏- في عليّ بن أبي طالب- وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ ... (15).

قصد أبو هريرة أنّ المقصود أن يبلّغ ما نزل في عليّ.

روى الحسكاني:

(عن عبد اللّه بن أبي أوفى، قال: سمعت رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) يقول يوم غدير خمّ وتلا هذه الآية: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ ... ثمّ رفع يديه حتّى يرى بياض إبطيه، ثمّ قال: «ألا من كنت مولاه ...») (16).

وروى الواحدي في أسباب النزول والسيوطي في الدّرّ المنثور عن أبي سعيد الخدري قال:

نزلت هذه الآية في عليّ بن أبي طالب: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ ... (17). وفي تفسير السيوطي:

(عن ابن مسعود قال: كنّا نقرأ على عهد رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) يا أيّها الرسول بلّغ ما أنزل إليك من ربّك- أنّ عليا مولى المؤمنين- وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته ...) (18).

قصد ابن مسعود أنّهم كانوا على عهد رسول اللّه يقرءون في تفسير الآية هكذا.

وكان نزول هذه الآية في غدير خمّ، وفي ما يلي تفصيل الخبر.

خبر يوم الغدير :

لمّا صدر رسول اللّه من حجّة الوداع‏ (19) نزلت عليه في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة (21) آية يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ ... (21).

فنزل غدير خمّ من الجحفة (22) وكان يتشعب منها طريق المدينة ومصر والشام‏ (23) ووقف هناك حتّى لحقه من بعده وردّ من كان تقدّم‏ (24) ونهى أصحابه عن سمرات متفرقات بالبطحاء أن ينزلوا تحتهنّ، ثمّ بعث إليهنّ فقمّ ما تحتهن من‏ الشوك‏ (25) ونادى بالصلاة جامعة (26) وعمد إليهنّ‏ (27) وظلّل لرسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) بثوب على شجرة سمرة من الشمس‏ (28) ، فصلى الظهر بهجير (29) ثمّ قام خطيبا فحمد اللّه وأثنى عليه، وذكر ووعظ وقال ما شاء اللّه أن يقول، ثمّ قال:

«إنّي أوشك ان ادعى فأجيب، وإنّي مسئول وأنتم مسئولون، فما ذا أنتم قائلون؟» قالوا:

نشهد أنّك بلّغت ونصحت فجزاك اللّه خيرا؛ قال:

«أ ليس تشهدون أن لا إله إلّا اللّه وأنّ محمدا عبده ورسوله وأنّ الجنّة حقّ وأنّ النار حقّ؟» قالوا:

بلى نشهد ذلك.

قال: «اللهمّ اشهد».

ثمّ قال: «ألا تسمعون؟».

قالوا: نعم.

قال: «يا أيّها الناس إنّي فرط وأنتم واردون عليّ الحوض وإن عرضه ما بين بصرى إلى صنعاء (30) فيه عدد النجوم قدحان من فضّة، وإنّي سائلكم عن الثقلين، فانظروا كيف تخلفوني فيهما». فنادى مناد: وما الثقلان يا رسول اللّه؟

قال: «كتاب اللّه، طرف بيد اللّه وطرف بأيديكم، فاستمسكوا به، لا تضلّوا ولا تبدّلوا؛ وعترتي أهل بيتي، وقد نبّأني اللّطيف الخبير أنّهما لن يتفرّقا حتّى يردا عليّ الحوض، سألت ذلك لهما ربّي، فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلّموهما فهم أعلم منكم» (31) ثم قال: «أ لستم تعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟» قالوا: بلى يا رسول اللّه! (32) قال: «أ لستم تعلمون- أو تشهدون- أنّي أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟» قالوا: بلى يا رسول اللّه‏ (33).

ثمّ أخذ بيد عليّ بن أبي طالب بضبعيه فرفعها حتّى نظر الناس إلى بياض إبطيهما (34) ، ثمّ قال:

«أيّها الناس! اللّه مولاي وأنا مولاكم‏ (35) ؛ فمن كنت مولاه، فهذا عليّ مولاه‏ (36). اللهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه‏ (37) ، وانصر من نصره، واخذل‏ من خذله‏ (38) ، وأحبّ من أحبّه، وأبغض من أبغضه» (39).

ثمّ قال: «اللهمّ اشهد» (40).

ثمّ لم يتفرقا- رسول اللّه وعليّ- حتّى نزلت هذه الآية : {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} [المائدة: 3].

فقال رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) :

اللّه أكبر على إكمال الدين وإتمام النعمة، ورضا الربّ برسالتي والولاية لعلي‏ (41).

وفي باب ما نزل من القرآن بالمدينة من تاريخ اليعقوبي:

(إنّ آخر ما نزل عليه: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ ... وهي الرواية الصحيحة الثابتة، وكان نزولها يوم النصّ على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب- صلوات اللّه عليه- بغدير خمّ) (42).

فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال له:

هنيئا لك يا ابن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة (43).

وفي رواية قال له:

بخ بخ لك يا ابن أبي طالب‏ (44).

وفي رواية أخرى:

هنيئا لك يا ابن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة (45).

تتويج الإمام‏ :

وكانت لرسول اللّه عمامة، تسمّى السحاب كساها عليّا (46) وكانت سوداء اللون‏ (47) وكان الرسول يلبسها في أيام خاصّة (48) مثل يوم فتح مكّة (49) ورووا في كيفيّة تتويج الإمام بها يوم الغدير كما يلي :

عن عبد الأعلى بن عدي البهراني قال:

دعا رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) عليّا يوم غدير خمّ فعمّمه وأرخى عذبة العمامة من خلفه‏ (50).

وعن عليّ (عليه السلام) قال: عمّمني رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) يوم غدير خمّ بعمامة سوداء طرفها على منكبي‏ (51).

و في مسند الطيالسي وسنن البيهقي قال:

عمّمني رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) يوم غدير خمّ بعمامة سدلها خلفي، ثمّ قال:

إنّ اللّه عزّ وجلّ أمدّني يوم بدر وحنين بملائكة يعتمّون هذه العمة ...

وقال: إنّ العمامة حاجزة بين المسلمين والمشركين ... (52).

وعن عليّ (عليه السلام): أنّ النبيّ( صلى الله عليه [ واله ] ) عمّمه بيده، فذنّب العمامة من ورائه ومن بين يديه، ثمّ قال له النبيّ( صلى الله عليه [ واله ] ) : «أدبر»، فأدبر. ثمّ قال له:

«أقبل»، فأقبل. وأقبل على أصحابه فقال النبيّ( صلى الله عليه [ واله ] ) : «هكذا تكون تيجان الملائكة» (53).

وعن ابن عبّاس قال:

لمّا عمّم رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) عليّا بالسحاب قال له: «يا عليّ، العمائم تيجان العرب ...» (54).

وعن عبد اللّه بن بشر قال.

بعث رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) يوم غدير خمّ إلى عليّ فعمّمه وأسدل العمامة بين كتفيه، وقال: «و هكذا أمدّني ربّي يوم حنين بالملائكة معمّمين وقد أسدلوا العمائم، وذلك حجز بين المسلمين والمشركين» (55).

المناشدة :

جمع عليّ الناس في رحبة مسجد الكوفة (56) ، ثمّ قال لهم:

أنشد اللّه كلّ امرئ مسلم سمع رسول اللّه يقول يوم غدير خمّ ما سمع إلا قام‏ (57) ولا يقوم إلّا من قد رآه‏ (58) ، فقام ثلاثون من الناس.- وفي رواية- فقام ناس كثير (59).

وقال عبد الرحمن: فقام اثنا عشر بدريا، كأنّي أنظر إلى أحدهم‏ (60)  فشهدوا حين أخذ بيده، فقال للناس: «أ تعلمون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم»، قالوا: نعم يا رسول اللّه‏ (61).

قال: «من كنت موله، فهذا مولاه اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه‏ (62) ، وانصر من نصره واخذل من‏ خذله» (63).

قال عبد الرحمن: فقام إلّا ثلاثة لم يقوموا، فدعا عليهم فأصابتهم دعوته‏ (64).

قال أبو الطفيل: فخرجت وكأنّ في نفسي شيئا، فلقيت زيد بن أرقم فقلت له: إنّي سمعت عليّا (رض) يقول كذا وكذا. قال: فما تنكره قد سمعت رسول اللّه يقول ذلك له‏ (65).

وفي رواية: فقام ثلاثون من الناس‏ (66).

وفي رواية: جاء رهط من الأنصار إلى علي في الرحبة فقالوا: السلام عليكم يا مولانا. قال: كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب. قالوا: سمعنا رسول اللّه( صلى الله عليه [ واله ] ) يوم خمّ يقول: «من كنت مولاه فإنّ هذا مولاه». قال الراوي: فلمّا مضوا تبعتهم فسألت: من هؤلاء؟ قالوا: نفر من الأنصار منهم أبو أيّوب.

وفي رواية: فقال: من القوم؟ قالوا: مواليك يا أمير المؤمنين‏ (67) .

ما أشبه تعيين الوصيّ في هذه الأمّة بتعيين الوصيّ في أمّة موسى (عليه السلام) :

رأينا في التوراة يقول في صدد تعيين الوصيّ لموسى بن عمران (عليه السلام) ما موجزه: فقال الربّ لموسى: خذ يشوع بن نون رجلا فيه روح وضع يدك عليه وأوقفه قدّام كلّ الجماعة وأوصه أمام أعينهم واجعل من هيبتك عليه لكي يسمع له كلّ جماعة بني إسرائيل حسب قوله يدخلون وحسب قوله يخرجون.

ففعل موسى ما أمره الربّ، أخذ يشوع وأوقفه قدّام كلّ الجماعة ووضع يديه عليه وأوصاه كما تكلّم الربّ ....

ورأينا في القرآن الكريم بعد ما أوحى اللّه إلى خاتم أنبيائه( صلى الله عليه [ واله ] ) في شأن الإمام عليّ ما أوحى، رأيناه يقول: يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ واللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ‏ ورأينا النبيّ( صلى الله عليه [ واله ] ) بعد ذلك يأمر بالحجيج أن يجتمعوا في غدير خم، يرجع إليه من تقدم عليه ويلتحق به من تأخّر عنه، ثمّ يوقف الإمام عليّا ويرفعه أمام كلّ الجماعة وهم ينوفون على سبعين ألف ويخاطب الجمع ويقول لهم:

«ألستم تشهدون أنّي أولى بالمؤمنين من أنفسهم» ولما قال الجمع : اللهم بلى، جعل الرسول من هيبته هذا على الإمام عليّ وقال:

«من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهمّ وال من والاه وعاد من عاداه ...» كان ما أوردناه بعض النصوص الواردة في السنّة النبويّة في تعيين إمام الأمّة وولي الأمر من بعده...

___________________________________

( 1) الرياض النضرة 2/ 163، عن مناقب أحمد بن حنبل.

( 2) معجم الزوائد 9/ 121. وكنز العمال، ط. الأولى 6/ 155، عن الطبراني.

( 3) الخطبة 190.

( 4) 1/ 111.

( 5) مسند أحمد 5/ 356، وخصائص النسائي ص 24، باختلاف يسير. ومستدرك الصحيحين 3/ 110 مع اختلاف في اللفظ. ومجمع الزوائد 9/ 127. وفي كنز العمال 12/ 207 مختصرا عن ابن أبي شيبة، وفي 12/ 210 منه عن الديلمي؛ وراجع كنوز الحقائق للمناوي ص 186.

( 6) مسند أحمد 5/ 350 و358 و361. ومجمع الزوائد 9/ 128، عن الطبراني في الأوسط عن بريدة ولفظه:« من كنت وليه فعليّ وليّه».

( 7) سنن الترمذي 13/ 165 باب مناقب علي بن أبي طالب. ومسند أحمد 4/ 437. ومسند الطيالسي 3/ 111 ح 829. ومستدرك الحاكم 3/ 110. وخصائص النسائي ص: 19 و16، وحلية أبي نعيم 6/ 294. والرياض النضرة 2/ 171. وكنز العمال 12/ 207 و15/ 125.

( 8) أسد الغابة 5/ 94. ومجمع الزوائد 9/ 109.

( 9) مسند الطيالسي 11/ 360 ح 2752. والرياض النضرة 2/ 203.

( 10) تاريخ بغداد للخطيب 4/ 239. وكنز العمال 15/ 114 و12/ 221.

( 11) الحافظ عبيد اللّه بن عبد اللّه بن أحمد المعروف بالحاكم الحسكاني، الحذاء الحنفي النيسابوري، من أعلام القرن الخامس الهجري، ترجمته في تذكرة الحفاظ ط. الهند 4/ 390، وط. مصر 3/ 1200، بآخر الطبقة 14. وقد رجعنا إلى كتابه شواهد التنزيل لقواعد التفصيل في الآيات النازلة في أهل البيت، تحقيق محمد باقر المحمودي ط. بيروت عام 1393 ه.

و الحديث في 1/ 192 ورقم الحديث 249.

( 12) شواهد التنزيل 1/ 191، وراجع تفسير الآية في أسباب النزول للواحدي، ونزول القرآن لأبي نعيم.

( 13) كذا وردت.

( 14) شواهد التنزيل للحسكاني 1/ 192- 193، وفي ص 189 منه نزول الآية فقط.

( 15) شواهد التنزيل للحسكاني 1/ 187، ورواها ابن عساكر بترجمة الإمام علي من تاريخ دمشق بطرق كثيرة في الحديث 452.

( 16) الحسكاني 1/ 190.

وعبد اللّه بن أبي أوفى: علقمة بن خالد الحارث الأسلمي. صحابيّ شهد الحديبية، وعمّر بعد النبيّ(صلى الله عليه واله)، مات سنة ستّ أو سبع وثمانين، وهو آخر من مات بالكوفة من الصحابة.

وأخرج حديثه جميع أصحاب الصحاح. ترجمته بتقريب التهذيب 1/ 402. وأسد الغابة 3/ 121.

( 17) أسباب النزول ص: 135. والدرّ المنثور 2/ 298، وأراه هو الحديث المرقم 244 من شواهد التنزيل، وراجع فتح القدير 2/ 57، وتفسير النيسابوري 6/ 194.

الواحدي، هو أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري( ت: 468 ه)، ورجعنا إلى كتابه أسباب النزول ط. بيروت سنة 1395 ه.

( 18) الدرّ المنثور 2/ 298.

( 19) مجمع الزوائد 9/ 105 و163- 165. وأنقل عن هذه الصفحات في ما يأتي من هذا البحث.

( 20) رواه الحاكم الحسكاني في 1/ 192- 193.

( 21) سبق ذكر مصادره.

( 22) مجمع الزوائد 9/ 163- 165. وابن كثير 5/ 209- 213.

( 23) مادة( الجحفة) من معجم البلدان.

( 24) في تاريخ ابن كثير 5/ 213.

( 25) مجمع الزوائد 9/ 105 والسمر: نوع من الشجر، وقمّ: كنس. وقريب منه لفظ ابن كثير 5/ 209.

( 26) مسند أحمد 4/ 281. وسنن ابن ماجة باب فضل علي، وتاريخ ابن كثير 5/ 209، و5/ 210.

( 27) مجمع الزوائد 9/ 163- 165.

( 28) مسند أحمد 4/ 372. وابن كثير 5/ 212.

( 29) مسند أحمد 4/ 281، سنن ابن ماجة باب فضل علي. وابن كثير 5/ 212.

( 30) كانت بصرى اسما لقرية بالقرب من دمشق، وأخرى بالقرب من بغداد.

( 31) مجمع الزوائد 9/ 162- 163 و165، وبعض ألفاظه في روايات الحاكم 3/ 109- 110، وابن كثير 5/ 209.

( 32) مسند أحمد 1/ 118 و119، 4/ 281. وسنن ابن ماجة 1/ 43 ح 116، وورد( نعم) في مسند أحمد 4/ 281 و368 و370 و372. وابن كثير 5/ 209، ولدى ابن كثير 5/ 210:( أ لست أولى بكلّ امرئ من نفسه).

( 33) مسند أحمد 4/ 281 و368 و370 و372، وابن كثير 5/ 209 و212.

( 34) في رواية الحاكم الحسكاني 1/ 190، فرفع يديه حتّى يرى بياض إبطيه. وفي ص 193 منه: حتّى بان بياض إبطيهما. وضبعاه: الضّبع بسكون الباء: وسط العضد بلحمه. لسان العرب مادة:( ضبع).

( 35) الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل 1/ 191، وعند ابن كثير 5/ 209: وأنا مولى كلّ مؤمن.

( 36) في جميع المصادر الّتي ذكرناها إلى هنا في جميع روايات الباب.

( 37) مسند أحمد 1/ 118 و119 و4/ 281 و370 و372 و373 و5/ 347 و370.

ومستدرك الحاكم 3/ 109. وسنن ابن ماجة، باب فضل عليّ. والحاكم الحسكاني 1/ 190 و191. وتاريخ ابن كثير 5/ 209 و210- 213، وقال ابن كثير في 5/ 209: فقلت لزيد:

هل سمعته من رسول اللّه؟ فقال: ما كان في الدوحات أحد إلّا رآه بعينه وسمعه بأذنيه. ثمّ قال ابن كثير: قال شيخنا أبو عبد اللّه الذهبي: وهذا حديث صحيح.

( 38) مسند أحمد 1/ 118 و119. ومجمع الزوائد 9/ 104 و105 و107. وشواهد التنزيل 1/ 193. وتاريخ ابن كثير 5/ 210 و211.

( 39) شواهد التنزيل للحسكاني 1/ 191. وتاريخ ابن كثير 5/ 210.

( 40) شواهد التنزيل 1/ 190.

( 41) رواه الحاكم الحسكاني عن أبي سعيد الخدري 1/ 157- 158 ح 211 و212، وعن أبي هريرة ص 158 ح 213، وفي تاريخ ابن كثير 5/ 214 بإيجاز.

( 42) اليعقوبي 2/ 43.

( 43) مسند أحمد 4/ 281. ولفظ( بعد ذلك) من تاريخ ابن كثير 5/ 210.

( 44) شواهد التنزيل 1/ 157 و158.

( 45) مسند أحمد 4/ 281، وسنن ابن ماجة باب فضائل عليّ، والرياض النضرة 2/ 169، ولفظ( بعد ذلك) في تاريخ ابن كثير 5/ 210.

( 46) في زاد المعاد لابن القيم،( فصل في ملابسه): أي الرسول (صلى الله عليه واله)، بهامش شرح الزرقاني على المواهب اللدنية 1/ 121.

( 47) ورد ذكر لون العمامة الّتي توّج بها الإمام في رواية عبد اللّه بن بشر الآتية والإمام نفسه.

( 48) أشير إلى ذلك في كتب الحديث.

( 49) صحيح مسلم كتاب الحجّ ح 451- 452. وسنن أبي داود 4/ 54 باب في العمائم، وشرح المواهب 5/ 10، عن معرفة الصحابة لأبي نعيم.

( 50) الرياض النضرة 2/ 289 في ذكر تعميمه إيّاه (صلى الله عليه واله) بيده، وأسد الغابة 3/ 114.

( 51) في ترجمة عبد اللّه بن بشر من الإصابة 2/ 274، قال: أخرجه البغوي.

( 52) كنز العمال 20/ 45. ومسند الطيالسي 1/ 23. والبيهقي 10/ 14.

( 53) كنز العمال 20/ 45 عن مشيخة ابن باذان.

( 54) كنز العمال عن الديلمي.

( 55) هكذا رواه ابن طاوس في أمان الأخطار، غير أنّها في ترجمة عبد اللّه بن بشر بالإصابة 2/ 274، رقم الترجمة 4566، ليس فيها لفظ( يوم غدير خمّ).

( 56) تاريخ ابن كثير 5/ 211.

( 57) رواه أبو الطفيل، عامر أو عمرو بن واثلة الليثي، ولد عام أحد، ورأى النبيّ وعمّر إلى أن مات سنة عشر ومائة، وهو آخر من مات من الصحابة، روى عنه جميع أصحاب الصحاح.

التهذيب 1/ 389.

و روايته بمسند أحمد 4/ 370، وفي 1/ 118 منه بثلاثة أسانيد:

أ- عن أبي الطفيل، عن زيد بن أرقم.

ب- عن سعيد بن وهب الهمداني الجنواني، وهو كوفي، ثقة، مخضرم، مات سنة خمس أو ست وسبعين، ترجمته في تهذيب التهذيب وقد رواها أحمد عنه مختصرا في 5/ 366.

ج- عن زيد بن يثيع الهمداني الكوفي، ثقة، مخضرم، من الطبقة الثانية من الرواة، ترجمته بتهذيب التهذيب 1/ 277.

( 58) في رواية عبد الرحمن بن أبي ليلى الأنصاري المدني، الكوفي، ثقة من الثانية روى عنه جميع أصحاب الصحاح، ومات سنة نيف وثمانين، ترجمته بتقريب التهذيب 1/ 496، والرواية في مسند أحمد 1/ 119 ح 964.

( 59) مسند أحمد 4/ 370 في حديث أبي الطفيل. وابن كثير 5/ 212.

( 60) حديث عبد الرحمن بمسند أحمد 1/ 961، وفي 5/ 370. وابن كثير 5/ 211.

( 61) في مسند أحمد 1/ 118 و4/ 370. وابن كثير 5/ 211. ومجمع الزوائد 9/ 105.

( 62) في مسند أحمد 1/ 118 و119، و4/ 370، و5/ 370، وابن كثير 5/ 211.

( 63) مسند أحمد 1/ 118. وتاريخ ابن كثير 5/ 210.

( 64) مسند أحمد 1/ 119 ح 964.

( 65) مسند أحمد 4/ 370.

( 66) مسند أحمد 4/ 270. والرياض النضرة 2/ 162. وابن كثير 5/ 212.

( 67) مسند أحمد 5/ 419. وابن كثير 5/ 212.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.