أقرأ أيضاً
التاريخ: 2023-06-14
1268
التاريخ: 6/11/2022
1527
التاريخ: 26-8-2017
1298
التاريخ: 29-11-2016
1365
|
( الْوَاجِبُ ) فِي التَّيَمُّمِ ( النِّيَّةُ ) وَهِيَ الْقَصْدُ إلَى فِعْلِهِ ، وَسَيَأْتِي بَقِيَّةُ مَا يُعْتَبَرُ فِيهَا ، مُقَارِنَةً لِأَوَّلِ أَفْعَالِهِ ( وَ ) هُوَ ( الضَّرْبُ عَلَى الْأَرْضِ بِيَدَيْهِ ) مَعًا ، وَهُوَ وَضَعْهُمَا بِمُسَمَّى الِاعْتِمَادِ ، فَلَا يَكْفِي مُسَمَّى الْوَضْعِ عَلَى الظَّاهِرِ ، خِلَافًا لِلْمُصَنِّفِ فِي الذِّكْرَى فَإِنَّهُ جَعَلَ الظَّاهِرَ الِاكْتِفَاءَ بِالْوَضْعِ ، وَمَنْشَأُ الِاخْتِلَافِ تَعْبِيرُ النُّصُوصِ بِكُلٍّ مِنْهُمَا ، وَكَذَا عِبَارَاتُ الْأَصْحَابِ ، فَمَنْ جَوَّزَهُمَا جَعَلَهُ دَالًا عَلَى أَنَّ الْمُؤَدَّى وَاحِدٌ ، وَمَنْ عَيَّنَ الضَّرْبَ حَمَلَ الْمُطْلَقَ عَلَى الْمُقَيَّدِ .
وَإِنَّمَا يُعْتَبَرُ الْيَدَانِ مَعًا مَعَ الِاخْتِيَارِ ، فَلَوْ تَعَذَّرَتْ إحْدَاهُمَا - لِقَطْعٍ أَوْ مَرَضٍ أَوْ رَبْطٍ - اقْتَصَرَ عَلَى الْمَيْسُورِ وَمَسَحَ الْجَبْهَةَ بِهِ وَسَقَطَ مَسْحُ الْيَدِ .
وَيُحْتَمَلُ قَوِيًّا مَسْحُهَا بِالْأَرْضِ كَمَا يَمْسَحُ الْجَبْهَةَ بِهَا لَوْ كَانَتَا مَقْطُوعَتَيْنِ ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ لَوْ كَانَتَا نَجِسَتَيْنِ ، بَلْ يَمْسَحُ بِهِمَا كَذَلِكَ مَعَ تَعَذُّرِ التَّطْهِيرِ إلَّا أَنْ تَكُونَ مُتَعَدِّيَةً ، أَوْ حَائِلَةً فَيَجِبُ التَّجْفِيفُ وَإِزَالَةُ الْحَائِلِ مَعَ الْإِمْكَانِ ، فَإِنْ تَعَذَّرَ ضَرَبَ بِالظَّهْرِ إنْ خَلَا مِنْهُمَا ، وَإِلَّا ضَرَبَ بِالْجَبْهَةِ فِي الْأَوَّلِ ، وَبِالْيَدِ النَّجِسَةِ فِي الثَّانِي ، كَمَا لَوْ كَانَ عَلَيْهَا جَبِيرَةٌ .
وَالضَّرْبُ ( مَرَّةً لِلْوُضُوءِ ) أَيْ لِتَيَمُّمِهِ الَّذِي هُوَ بَدَلٌ مِنْهُ ، ( فَيَمْسَحُ بِهِمَا جَبْهَتَهُ مِنْ قُصَاصِ الشَّعْرِ إلَى طَرَفِ الْأَنْفِ الْأَعْلَى ) بَادِئًا بِالْأَعْلَى كَمَا أَشْعَرَ بِهِ " مِنْ " وَ " إلَى " ، وَإِنْ احْتَمَلَ غَيْرَهُ .
وَهَذَا الْقَدْرُ مِنْ الْجَبْهَةِ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ ، وَزَادَ بَعْضُهُمْ مَسْحَ الْحَاجِبَيْنِ ، وَنَفَى عَنْهُ الْمُصَنِّفُ فِي الذِّكْرَى الْبَأْسَ ، وَآخَرُونَ مَسْحَ الْجَبِينَيْنِ - وَهُمَا الْمُحِيطَانِ بِالْجَبْهَةِ يَتَّصِلَانِ بِالصُّدْغَيْنِ ، وَفِي الثَّانِي قُوَّةٌ لِوُرُودِهِ فِي بَعْضِ الْأَخْبَارِ الصَّحِيحَةِ ، أَمَّا الْأَوَّلُ فَمَا يَتَوَقَّفُ عَلَيْهِ مِنْهُ مِنْ بَابِ الْمُقَدَّمَةِ لَا إشْكَالَ فِيهِ وَإِلَّا فَلَا دَلِيلَ عَلَيْهِ .
( ثُمَّ ) يَمْسَحُ ( ظَهْرَ يَدِهِ الْيُمْنَى بِبَطْنِ الْيُسْرَى مِنْ الزَّنْدِ ) بِفَتْحِ الزَّاي ، وَهُوَ مَوْصِلُ طَرَفِ الذِّرَاعِ فِي الْكَتِفِ ( إلَى أَطْرَافِ الْأَصَابِعِ .
ثُمَّ ) مَسَحَ ظَهَرَ ( الْيُسْرَى ) بِبَطْنِ الْيُمْنَى ( كَذَلِكَ ) مُبْتَدِئًا بِالزَّنْدِ إلَى الْآخَرِ ، كَمَا أَشْعَرَ بِهِ كَلَامُهُ ( وَمَرَّتَيْنِ لِلْغُسْلِ ) إحْدَاهُمَا يَمْسَحُ بِهَا جَبْهَتَهُ وَالْأُخْرَى يَدَيْهِ . ( وَيَتَيَمَّمُ غَيْرُ الْجُنُبِ ) مِمَّنْ عَلَيْهِ حَدَثٌ يُوجِبُ الْغُسْلَ عِنْدَ تَعَذُّرِ اسْتِعْمَالِ الْمَاءِ مُطْلَقًا ( مَرَّتَيْنِ) إحْدَاهُمَا بَدَلًا مِنْ الْغُسْلِ بِضَرْبَتَيْنِ ، وَالْأُخْرَى بَدَلًا مِنْ الْوُضُوءِ بِضَرْبَةٍ .
وَلَوْ قَدَرَ عَلَى الْوُضُوءِ خَاصَّةً وَجَبَ ، وَتَيَمَّمَ عَنْ الْغُسْلِ كَالْعَكْسِ ، مَعَ أَنَّهُ يَصْدُقُ عَلَيْهِ أَنَّهُ مُحْدِثٌ غَيْرُ جُنُبٍ ، فَلَا بُدَّ فِي إخْرَاجِهِ مِنْ قَيْدٍ ، وَكَأَنَّهُ تَرَكَهُ اعْتِمَادًا عَلَى ظُهُورِهِ .
( وَيَجِبُ فِي النِّيَّةِ ) قَصْدُ ( الْبَدَلِيَّةِ ) مِنْ الْوُضُوءِ ، أَوْ الْغُسْلِ إنْ كَانَ التَّيَمُّمُ بَدَلًا عَنْ أَحَدِهِمَا كَمَا هُوَ الْغَالِبُ ، فَلَوْ كَانَ تَيَمُّمُهُ لِصَلَاةِ الْجِنَازَةِ أَوْ لِلنَّوْمِ عَلَى طَهَارَةٍ ، أَوْ لِخُرُوجِهِ جُنُبًا مِنْ أَحَدِ الْمَسْجِدَيْنِ - عَلَى الْقَوْلِ بِاخْتِصَاصِ التَّيَمُّمِ بِذَلِكَ - كَمَا هُوَ أَحَدُ قَوْلَيْ الْمُصَنِّفِ - لَمْ يَكُنْ بَدَلًا مِنْ أَحَدِهِمَا مَعَ احْتِمَالِ بَقَاءِ الْعُمُومِ بِجَعْلِهِ فِيهَا بَدَلًا اخْتِيَارِيًّا .
( وَ ) يَجِبُ فِيهِ نِيَّةُ ( الِاسْتِبَاحَةِ ) لِمَشْرُوطٍ بِالطَّهَارَةِ ( وَالْوَجْهِ ) مِنْ وُجُوبٍ ، أَوْ نَدْبٍ ، وَالْكَلَامُ فِيهِمَا كَالْمَائِيَّةِ ( وَالْقُرْبَةِ ) وَلَا رَيْبَ فِي اعْتِبَارِهَا فِي كُلِّ عِبَادَةٍ مُفْتَقِرَةٍ إلَى نِيَّةٍ لِيَتَحَقَّقَ الْإِخْلَاصُ الْمَأْمُورُ بِهِ فِي كُلِّ عِبَادَةٍ ( وَ ) تَجِبُ فِيهِ ( الْمُوَالَاةُ ) بِمَعْنَى الْمُتَابَعَةِ بَيْنَ أَفْعَالٍ بِحَيْثُ لَا يُعَدُّ مُفَرِّقًا عُرْفًا .
وَظَاهِرُ الْأَصْحَابِ الِاتِّفَاقُ عَلَى وُجُوبِهَا ، وَهَلْ يَبْطُلُ بِالْإِخْلَالِ بِهَا أَوْ يَأْثَمُ خَاصَّةً ؟ وَجْهَانِ .
وَعَلَى الْقَوْلِ بِمُرَاعَاةِ الضِّيقِ فِيهِ مُطْلَقًا يَظْهَرُ قُوَّةُ الْأَوَّلِ وَإِلَّا فَالْأَصْلُ يَقْتَضِي الصِّحَّةَ .
( وَيُسْتَحَبُّ نَفْضُ الْيَدَيْنِ ) بَعْدَ كُلِّ ضَرْبَةٍ بِنَفْخِ مَا عَلَيْهِمَا مِنْ أَثَرِ الصَّعِيدِ ، أَوْ مَسْحِهِمَا ، أَوْ ضَرْبِ إحْدَاهُمَا بِالْأُخْرَى .
|
|
مخاطر عدم علاج ارتفاع ضغط الدم
|
|
|
|
|
اختراق جديد في علاج سرطان البروستات العدواني
|
|
|
|
|
مدرسة دار العلم.. صرح علميّ متميز في كربلاء لنشر علوم أهل البيت (عليهم السلام)
|
|
|