أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-8-2017
977
التاريخ: 24-8-2017
968
التاريخ: 2023-09-26
1142
التاريخ: 24-8-2017
1166
|
( تَجِبُ فِيهِ [اي الصوم] النِّيَّةُ ) وَهِيَ : الْقَصْدُ إلَى فِعْلِهِ ( الْمُشْتَمِلَةُ عَلَى الْوَجْهِ ) مِنْ وُجُوبٍ ، أَوْ نَدْبٍ ، ( وَالْقُرْبَةِ ) أَمَّا الْقُرْبَةُ فَلَا شُبْهَةَ فِي وُجُوبِهَا ، وَأَمَّا الْوَجْهُ فَفِيهِ مَا مَرَّ ، خُصُوصًا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ؛ لِعَدَمِ وُقُوعِهِ عَلَى وَجْهَيْنِ ، ( وَتُعْتَبَرُ ) النِّيَّةُ ( لِكُلِّ لَيْلَةٍ ) أَيْ : فِيهَا ، ( وَالْمُقَارَنَةُ بِهَا ) لِطُلُوعِ الْفَجْرِ ( مُجْزِئَةٌ ) عَلَى الْأَقْوَى إنْ اتَّفَقَتْ ؛ لِأَنَّ الْأَصْلَ فِي النِّيَّةِ مُفَارَقَتُهَا لِلْعِبَادَةِ الْمَنْوِيَّةِ ، وَإِنَّمَا اُغْتُفِرَتْ هُنَا لِلْعُسْرِ ، وَظَاهِرُ جَمَاعَةٍ تَحَتُّمُ إيقَاعَهَا لَيْلًا .
وَلَعَلَّهُ لِتَعَذُّرِ الْمُقَارَنَةِ ، فَإِنَّ الطُّلُوعَ لَا يُعْلَمُ إلَّا بَعْدَ الْوُقُوعِ ، فَتَقَعُ النِّيَّةُ بَعْدَهُ ، وَذَلِكَ غَيْرُ الْمُقَارَنَةِ الْمُعْتَبَرَةِ فِيهَا ، وَظَاهِرُ الْأَصْحَابِ أَنَّ النِّيَّةَ لِلْفِعْلِ الْمُسْتَغْرِقِ لِلزَّمَانِ الْمُعَيَّنِ يَكُونُ بَعْدَ تَحَقُّقِهِ ، لَا قَبْلَهُ ؛ لِتَعَذُّرِهِ كَمَا ذَكَرْنَاهُ ، وَمِمَّنْ صَرَّحَ بِهِ الْمُصَنِّفُ فِي الدُّرُوسِ فِي نِيَّاتِ أَعْمَالِ الْحَجِّ ، كَالْوُقُوفِ بِعَرَفَةَ ، فَإِنَّهُ جَعَلَهَا مُقَارِنَةً لِمَا بَعْدَ الزَّوَالِ فَيَكُونُ هُنَا كَذَلِكَ ، وَإِنْ كَانَ الْأَحْوَطُ جَعْلَهَا لَيْلًا ؛ لِلِاتِّفَاقِ عَلَى جَوَازِهَا فِيهِ .
( وَالنَّاسِي لَهَا ) لَيْلًا ( يُجَدِّدُهَا إلَى الزَّوَالِ ) بِمَعْنَى أَنَّ وَقْتَهَا يَمْتَدُّ إلَيْهِ ، وَلَكِنْ يَجِبُ الْفَوْرُ بِهَا عِنْدَ ذِكْرِهَا ، فَلَوْ أَخَّرَهَا عَنْهُ عَامِدًا بَطَلَ الصَّوْمُ ، هَذَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَالصَّوْمِ الْمُعَيَّنِ .
أَمَّا غَيْرُهُ كَالْقَضَاءِ وَالْكَفَّارَةِ وَالنَّذْرِ الْمُطْلَقِ فَيَجُوزُ تَجْدِيدُهَا قَبْلَ الزَّوَال ، وَإِنْ تَرَكَهَا قَبْلَهُ عَامِدًا ، بَلْ وَلَوْ نَوَى الْإِفْطَارَ ، وَأَمَّا صَوْمُ النَّافِلَةِ فَالْمَشْهُورُ أَنَّهُ كَذَلِكَ ، وَقِيلَ : بِامْتِدَادِهَا فِيهِ إلَى الْغُرُوبِ ، وَهُوَ حَسَنٌ ، وَخِيرَةُ الْمُصَنِّفِ [ فِي الدُّرُوسِ ] .
( وَالْمَشْهُورُ بَيْنَ الْقُدَمَاءِ الِاكْتِفَاءُ بِنِيَّةٍ وَاحِدَةٍ لِلشَّهْرِ ) شَهْرِ رَمَضَانَ ، ( وَادَّعَى الْمُرْتَضَى ) فِي الْمَسَائِلِ ( الرَّسِّيَّة فِيهِ الْإِجْمَاعَ)، وَكَذَا ادَّعَاهُ الشَّيْخُ [ رَحِمَهُ اللَّهُ ] ، وَوَافَقَهُمْ مِنْ الْمُتَأَخِّرِينَ الْمُحَقِّقُ فِي الْمُعْتَبَرِ ، وَالْعَلَّامَةُ فِي الْمُخْتَلِفِ ، اسْتِنَادًا إلَى أَنَّهُ عِبَادَةٌ وَاحِدَةٌ ، ( وَالْأَوَّلُ ) وَهُوَ إيقَاعُهَا لِكُلِّ لَيْلَةٍ ( أَوْلَى ) ، وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى اخْتِيَارِهِ الِاجْتِزَاءَ بِالْوَاحِدَةِ ، وَبِهِ صَرَّحَ أَيْضًا فِي شَرْحِ الْإِرْشَادِ ، وَفِي الْكِتَابَيْنِ اخْتَارَ التَّعَدُّدَ .
وَفِي أَوْلَوِيَّةِ تَعَدُّدِهَا عِنْدَ الْمُجْتَزِئِ بِالْوَاحِدَةِ نَظَرٌ ؛ لِأَنَّ جَعْلَهُ عِبَادَةً وَاحِدَةً يَقْتَضِي عَدَمَ جَوَازِ تَفْرِيقِ النِّيَّةِ عَلَى أَجْزَائِهَا ، خُصُوصًا عِنْدَ الْمُصَنِّفِ فَإِنَّهُ قَطَعَ بِعَدَمِ جَوَازِ تَفْرِيقِهَا عَلَى أَعْضَاءِ الْوُضُوءِ ، وَإِنْ نَوَى الِاسْتِبَاحَةَ الْمُطْلَقَةَ ، فَضْلًا عَنْ نِيَّتِهَا لِذَلِكَ الْعُضْوِ .
نَعَمْ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الْعِبَادَاتِ ، وَجَعَلَ بَعْضَهَا مِمَّا يَقْبَلُ الِاتِّحَادَ وَالتَّعَدُّدَ كَمُجَوِّزِ تَفْرِيقِهَا فِي الْوُضُوءِ يَأْتِي عِنْدَهُ هُنَا الْجَوَازُ ، مِنْ غَيْرِ أَوْلَوِيَّةٍ ؛ لِأَنَّهَا تُنَاسِبُ الِاحْتِيَاطَ ، وَهُوَ مَنْفِيٌّ ، وَإِنَّمَا الِاحْتِيَاطُ هُنَا الْجَمْعُ ، بَيْنَ نِيَّةِ الْمَجْمُوعِ ، وَالنِّيَّةِ لِكُلِّ يَوْمٍ ، وَمِثْلُهُ يَأْتِي عِنْدَ الْمُصَنِّفِ فِي غُسْلِ الْأَمْوَاتِ ، حَيْثُ اجْتَزَأَ فِي الثَّلَاثَةِ بِنِيَّةٍ وَاحِدَةٍ لَوْ أَرَادَ الِاحْتِيَاطَ بِتَعَدُّدِهَا لِكُلِّ غُسْلٍ ، فَإِنَّهُ لَا يَتِمُّ إلَّا بِجَمْعِهَا ابْتِدَاءً .
ثُمَّ النِّيَّةُ لِلْآخَرَيْنِ .
( وَيُشْتَرَطُ فِي مَا عَدَا شَهْرَ رَمَضَانَ التَّعْيِينُ ) ؛ لِصَلَاحِيَّةِ الزَّمَانِ ، وَلَوْ بِحَسَبِ الْأَصْلِ لَهُ ، وَلِغَيْرِهِ ، بِخِلَافِ شَهْرِ رَمَضَانَ ؛ لِتَعَيُّنِهِ شَرْعًا لِلصَّوْمِ فَلَا اشْتِرَاكَ فِيهِ حَتَّى يَتَمَيَّزَ بِتَعَيُّنِهِ ، وَشَمِلَ مَا عَدَاهُ النَّذْرَ الْمُعَيَّنَ .
وَوَجْهُ دُخُولِ مَا أَشَرْنَا إلَيْهِ مِنْ عَدَمِ تَعَيُّنِهِ بِحَسَبِ الْأَصْلِ ، وَالْأَقْوَى إلْحَاقُهُ بِشَهْرِ رَمَضَانَ ، إلْحَاقًا لِلتَّعْيِينِ الْعَرَضِيِّ بِالْأَصْلِيِّ ؛ لِاشْتِرَاكِهَا فِي حُكْمِ الشَّارِعِ بِهِ ، وَرَجَّحَهُ فِي الْبَيَانِ ، وَأَلْحَقَ بِهِ النَّدْبَ الْمُعَيَّنَ كَأَيَّامِ الْبِيضِ ، وَفِي بَعْضِ تَحْقِيقَاتِهِ مُطْلَقُ الْمَنْدُوبِ ؛ لِتَعَيُّنِهِ شَرْعًا فِي جَمِيعِ الْأَيَّامِ ، إلَّا مَا اسْتَثْنَى ، فَيَكْفِي نِيَّةُ الْقُرْبَةِ ، وَهُوَ حَسَنٌ .
وَإِنَّمَا يُكْتَفَى فِي شَهْرِ رَمَضَانَ بِعَدَمِ تَعْيِينِهِ بِشَرْطِ أَلَّا يُعَيَّنَ غَيْرُهُ ، وَإِلَّا بَطَلَ فِيهِمَا عَلَى الْأَقْوَى ؛ لِعَدَمِ نِيَّةِ الْمَطْلُوبِ شَرْعًا ؛ وَعَدَمِ وُقُوعِ غَيْرِهِ فِيهِ ، هَذَا مَعَ الْعِلْمِ ، أَمَّا مَعَ الْجَهْلِ بِهِ كَصَوْمِ آخِرِ شَعْبَانَ بِنِيَّةِ النَّدْبِ ، أَوْ النِّسْيَانِ فَيَقَعُ عَنْ شَهْرِ رَمَضَانَ .
|
|
علامات بسيطة في جسدك قد تنذر بمرض "قاتل"
|
|
|
|
|
أول صور ثلاثية الأبعاد للغدة الزعترية البشرية
|
|
|
|
|
جامعة كربلاء: مشاريع العتبة العباسية الزراعية أصبحت مشاريع يحتذى بها
|
|
|